السبت، 7 فبراير 2009

غوغل لاتيتود« ضربة جديدة للخصوصية؟


زينب غصن - السفير
مجدداً، قد يشعر المرء أنه محظوظ لوجوده في منطقة مازالت غير متقدمة تكنولوجيا،
فيشكر ربه على هذا التأخر الذي مازال يحافظ له، ولو جزئيا، على بعــــــــــــــــض
الخصوصية النسبية بعيدا عن رقابة »الأخ الأكبر«، كما تسمى الحكومات في الدول الكبرى لاسيما الولايات المتحدة. أو ربما هو إحساس خاطئ بالأمان في ظل جهلنا بالكثير من التكنولوجيات التي تستخدم ضدنا، ربما ليس من حكوماتنا وإنما من حكومات الدول العظمى. وبالرغم من أننا نعيش مرحلة »فضيحة التنصت«على الهواتف الخلوية في لبنان وفقدان الكثيرين لخصوصية أحاديثهم أو تنقلاتهم إلا أن الخدمة الجديدة التي يعد بها »غوغل«مستخدميه تطرح تقريبا الأسئلة ذاتها، حول حق الفرد في التنقل بحرية وحقه بالخصوصية وإن كانت تقدم على أنها »خدمة«للمستخدم ووسيلة لإبقائه على اتصال بأصدقائه أو أفراد عائلته. فقد أعلن محرك البحث الأشهر عن إطلاق خدمةGoogle Latitude الأربعاء الماضي في ١٣ دولة، والتي تسمح بتحديد مكان وجود المستخدم في الوقت الحقيقي بحيث يتمكن مستخدمون آخرون لغوغل من تحديد ومعرفة مكانه بشرط أن يسمح لهم بذلك. فغوغل تصر عبر »البلوغ« الخاص بها أن هذه الخدمة الجديدة لا تهدف إلى تقليص مساحة الخصوصية مادام المستخدم نفسه هو الذي يقرر من يمكنه أن يرى موقعه الجغرافي وبالتالي فإن الفرد هو الذي يسمح بملء إرادته بأن يكون مراقبا! يمكن تحميل البرنامج على الهواتف الذكية. وفي هذه الحال يستخدم غوغل شبكة الخلوي لتحديد موقع المستخدم بحسب رقم هاتفه. خدمة سبقته إليها شركات خلوي كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة التي تسمح للمستخدم بتقديم معلومات حول موقعه. لكن إتاحة الخدمة للعموم هي التي تبقى مرتبطة بقدرة ورغبة كل شركة على تقديم هذه الخدمة. ويعد غوغل مستخدميه بأن يكون تحديد الموقع دقيقا جدا في حال استخدام الخدمة عبر الخلوي. أما الهواتف التي يمكنها حاليا أن تحمل برنامج »لاتيتود« فهي الهواتف الذكية Windows Mobile وSymbian S60 و BlackBerry على أن يلحقها iphone و Android. غير أن عدم امتلاك هذا النوع من الهواتف لا يحرم مستخدم غوغل من أن يستفيد من الخدمة. إذ يكفي أن يضيف »لاتيتود« على صفحته الخاصة من iGoogle ويضع العنوان المتواجد فيه حتى يصبح متاحا لغيره عبر ظهور موقعه على خريطة، بالاعتماد على نظام تحديد المواقع GPS. ومع ذلك تؤكد غوغل على عدم دقة هذه الخدمة مادامت لا تستطيع أن تتأكد من صحة المعلومات التي يدخلها كل شخص حول مكانه. وبعد يومين على إطلاق الخدمة أعلنت جمعية تعنى بحقوق الخصوصية هي Privacy International البريطانية، أن »لاتيتود« يشكل تهديدا مباشرا للخصوصية«فـ»ندما يتمكن طرف ثالث من الدخول إلى الحساب الهاتفي لشخص ما ويسمح بتشغيل خدمة لاتيتود من دون علمه... هذا البرنامج قد يكون هدية قيمة للملاحقين والفضوليين وأرباب العمل والأصدقاء أو الشركاء الغيورين. والأخطار التي يتعرض لها أمن المستخدم وخصوصيته لا حدود لها إلا خيال الذين سيسيئون استعمال هذه التكنولوجيا«.

ليست هناك تعليقات: