الخميس، 26 مارس 2009

تكنولوجيا "النانو".. السم في العسل


تكنولوجيا "النانو".. السم في العسل
د. منال ركابي

جذبت تكنولوجيا النانو بتطبيقاتها المتعددة اهتمام كل الفئات، علماء ورجال أعمال وحكومات الدول المتقدمة على حد سواء، إذ رأوا فيها ثورة صناعية جديدة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الطريقة التي تشيد بها معظم المواد وتنتج بها أغلب المنتجات، بما يقلل من الخامات والطاقة اللازمة للإنتاج، ويزيد من كفاءة المنتوجات، ويكسبها خصائص لم تكن لها من قبل، الأمر الذي يترتب عليه زيادة قيمة الأشياء.
ومع تسليمنا بأنها تكنولوجيا الحاضر والمستقبل، فإن السؤال حول مدى أثرها على صحة وحياة البشر وعلى البيئة أيضا ما زال قائما؟ حيث يثور جدل حول احتمال احتواء المواد والمنتوجات التي أفرزتها تلك التكنولوجيا الواعدة على درجة عالية من السمية مما ينذر بالخطر ويمثل تحديا خطيرا للبيئة.
وعلى الرغم من أن الآثار السلبية المحتملة للمنتوجات المصنعة بهذه التكنولوجيا الواعدة على صحة الإنسان ما زالت مجهولة ومتزايدة إلى حد كبير برغم جميع إجراءات السلامة التي يتم اتباعها فإن المئات منها قد غمر الأسواق بالفعل في جميع المجالات من الملابس إلى الطب إلى عجائن تنظيف وتبييض الأسنان إلى الطرق السريعة ومواد المحافظة على الحيوية والجمال والرشاقة.. إلخ، ولا تزال الأبحاث وتجارب وعمليات الإنتاج تجرى على قدم وساق لإنتاج المزيد منها.
ويمكن القول إن الإنسان يتناول الكثير من هذه المواد المصنعة من تقنية النانو مع غذائه وشرابه، فهي تنفذ إلى الجسم عبر مسام الجلد من خلال مساحيق التجميل وعدد من الزيوت والكريمات وخاصة الأنواع المستخدمة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية والمخصصة والمضادة للتجاعيد، إلى جانب عدد من مواد تنظيف الأسنان خاصة الأنواع المستخدمة للتبييض، والتي يثور الشكوك حول إمكانية إحداثها لخدوش باللثة وتقلل من سمك الأسنان، فضلا عن المياه التي يغسل أو يشطف بها وأحواض السباحة وتمثل الجروح والندوب والتشققات والثنايات الجلدية أكثر المواضع لنفاذية المواد الخطرة للجسم.
ولذا فعلينا أن نتعرف على الفوائد المكتسبة والآثار السلبية لهذه الثورة التكنولوجية الجديدة والتغييرات التي ستحدثها بحياتنا لنجني ثمارها ونتجنب أو نقلل مضارها ولنكون على يقين من أنها لن تسمنا في الوقت ذاته.
ما هي تكنولوجيا النانو
تعبر تكنولوجيا النانو عن القدرة المذهلة على إعادة تشكيل وصياغة جانب أو أكثر من التركيبة البنائية ثلاثية الأبعاد للمواد (الطول أو العرض أو السمك)، كل على حدة على مستوى الذرة أو واحد من البليون للمتر (1 * 10 - 9M) وترتيب ذرات كل جزيء بما يتيح بناء هياكل جديدة تختلف خصائصها الفيزيائية كثيرا عن الهياكل الأصلية.
وتساعد إعادة الهيكلة السابقة على إدخال تحسينات كبيرة على أداء المواد، وتخفيض عال في التكلف، إذ تمكننا من توفير قدر كبير من المواد الخام والطاقة اللازمين للإنتاج وتزيد من قدراتنا على تقييم وحل المشاكل البيئية.
وعلى سبيل المثال: يمكن استخدام تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال المنسوجات لإنتاج أقمشة مضادة للجراثيم والفطريات، وجعل الأقمشة القطنية والصوفية غير قابلة للبلل فضلا عن إكساب هذه الأقمشة القدرة على مقاومة الحرائق وكذلك إنتاج ملابس أكثر راحة للعمال وتزويد السترات العسكرية بتقنيات التمويه والاستشعار عن بعد، والكشف المبكر عن وجود غازات سامة أو جرثومات بيولوجية أو مواد كميائية ضارة بالهواء لتوفير حماية أكبر للجنود.
ومثلها مثل كل التقنيات الخادمة للبشر تم استخدامها في تدمير البشر، فقد تم تصنيع أسلحة أكثر فتكا وأصغر حجما وأخف وزنا باستخدام هذه التقنية، فيمكنها على سبيل المثال تحميل المقذوفات بمواد دقيقة تنطلق في الهواء لمسافات بعيدة ليستنشقها الهدف، أو تلتصق بجلده أو تختلط بغذائه وبشرابه وتخترق خلايا جسده لتسري في دورته الدموية وتحدث به التأثير المطلوب الذي قد يمتد لسنوات، مما دفع بالعديد من المنظمات المعنية إلى مطالبة العلماء والسياسيين بمراجعة الجوانب الأخلاقية لتطبيقات النانو في المجالات العسكرية وعدم التوسع في استخدامها في تطوير أسلحة أكثر فتكا وأشمل دمارا.
نقص المعلومات
ولعل الخطر الأساسي الناجم عن تقنية النانو -كما أكد المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها وكالة حماية البيئة الأمريكية التابعة لـ"المركز الوطني للبحوث البيئية"- يكمن في نقص المعلومات المتاحة حول الآثار الجانبية الصحية والبيئية المحتملة لتطبيقاتها، ويلخص البروفيسير مارك ويزنر الأستاذ بمركز "تقنية النانو والبيولوجية والبيئية" بجامعة رايس المشكلة بقوله "في الواقع لا يعرف الكثير عن الآثار الصحية والتأثيرات البيئية المرتبطة بتكنولوجيا النانو".
كما حذر علماء في جامعة لهاي من عدم القدرة على التعرف على تأثير الألوان الداكنة التي تحملها الجسيمات المتناهية الصغر العالقة بالماء والهواء ومدى صلاحيتهما للاستخدام وأثرها على التمثيل الضوئي للنبات، وأبدى العلماء مزيدا من القلق حول تزايد المخاطر الصحية المحتملة لذلك، وأثاروا العديد من التساؤلات عن سرعة رد فعل جزيئات المواد المختلفة عندما تصغر إلى الحجم النانومتري، وكذلك التلوث الناجم عن الارتفاع الكبير لمعدلات الامتصاص لتلك الجسيمات الدقيقة، حيث تسلك العناصر المصغرة للحجم النانومتري، نظرا لصغر حجمها الشديد ومساحتها الكبيرة، مسلكا مغايرا للمعهود عنها في حجمها الطبيعي.
وتناولت معظم البحوث الجسيمات الأكبر حجما، وخرجوا بنتائج تؤكد على الحاجة إلى اتباع نهج علمي لرصد ومعالجة أو تخفيف درجة السمية العالية للملوثات، فهناك حاجة ماسة لتحديد تكوين جسيمات المعادن الثقيلة مثل الكادميوم والزئبق والزرنيخ في الهواء، كما أن التكنولوجيات التقليدية كثيرا ما تكون غير كافية لخفض تركيزات تلك العناصر السامة في مياه الصرف إلى مستويات مقبولة.
قلق متزايد
ورغم أنه لم ترصد بعد حالة تسمم واحدة بالمواد المهندسة بتقنية النانو فإن هناك قلقا متزايدا بين الباحثين إزاء المواد السامة التي تحملها الجزيئات المتناهية، وقدرتها على اختراق جدران الخلايا وسريانها مع تيار الدورة الدموية ونفاذها إلى الأغشية الدماغية، والتي تحمي المخ من التأثر بالمواد الكميائية الضارة التي تجري في الدم.
ويتزايد القلق أكثر لدى الدراسات ذات الصلة بعلوم السموم، وإزاء الطرق التي يمكن لهذه المواد أن تدخل جسم الإنسان خاصة أن الطريق الأكثر احتمالا وخطورة هو استنشاق الإنسان لها مع الهواء، ونفاذها عبر الجهاز التنفسي لتستقر بكل جزء من رئتيه مخلفة تأثرات أكثر خطورة من جزيئات الكربون الأسود أو الكوارتز، فضلا عن أنه من الثابت أن التعرض لجسيمات المواد الخطرة لفترات طويلة (بحجمها العادي أو النانومتري) يزيد من احتمالية التعرض للإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب بدرجة كبيرة.
ومن جانبه أبدى فيكي كولفين مدير مركز "تقنية النانو والبيولوجية والبيئية" بجامعة رايس المزيد من القلق إزاء الآثار الضارة للجزيئات غير العضوية وغيرها من العواقب المترتبة على المواد المتناهية الصغر على الصحة العامة منذ الثورة الصناعية، وقال إن أكثر مجالين من المجالات المثيرة للقلق حاليا هو تأثير الجسيمات المتناهية الصغر على الرئتين، واحتمالية تسربها غير المرغوب به للجسم خلال العمليات الجراحية، إذ ستتحول قدرتها على اختراق الخلايا البشرية والتي ينظر إليها باعتبارها من أبرز إنجازات تطبيقات تقنية النانو في العلوم الطبية إلى عكس المراد منها، وتصبح ذات تأثير ضار حال كونها تعمل خارج نطاق السيطرة، ولذا فهناك حاجة ماسة لاكتشاف طرق جديدة تماما للتعرف على ما إذا كانت هذه المواد ستتفاعل مع الجسم البشري الذي غزته عنوة أو تظل خاملة وقياس مدى هذا التفاعل ورصد نتائجه ولا تزال فرص اكتشاف وسائل وأدوات جديدة لقياس هذا التفاعل وتحديد درجة سميته مفتوحة.
خال من النانو
ومن أجل ذلك وما هو أكثر، وجهت العديد من الجماعات الأهلية المعارضة للهندسة الوراثية في جميع أنحاء العالم جهودها لحث العلماء ذوي الاهتمام ببحوث وتطبيقات تكنولوجيا النانو على استكشاف الآثار والمخاطر المحتملة لتلك التقنية الواعدة، والاضطلاع بمسئولياتهم الواجبة بهذا الصدد، وقامت رابطة المحافظة على التربة الزراعية بإصدار قرار بحظر استخدام تقنيات النانو في المجال الزراعي ومنح شهادات تحمل أول علامة على مستوى العالم تفيد تثبتها من خلو المنتج الزراعي الصادرة له تلك الشهادات من تقنية النانو، والتي أصبحت تستخدم الآن على نطاق واسع بالمملكة المتحدة، إذ تحملها نحو 80% من منتجات الزراعة الحيوية هناك، وهو ما دعا عدد من الجمعيات الأهلية الناشطة بمجال الزراعة الحيوية بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إلى اعتماد عدم استخدام المواد المتناهية الصغر بين شروط ومعايير العضوية بها.
وفي منتصف عام 2007 اجتمع أكثر من 40 من ناشطي العمل الأهلي وأصدروا بيانا تضمن عددا من الدعوات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، ووضع لوائح ومعايير محددة للمنتجات، وتحديد المسئولية الجديدة لمنتجيها، ولكن إلى الآن لم تسن تشريعات حكومية لتقييم سلامة المواد.
وما هو أكثر خطرا أن الدول الغنية ذات الإمكانات العالية للبحث العلمي هي التي ترعى أبحاث ومنتوجات النانو ومن الطبيعي أن تسخرها لما يخدم أغراضها ومصالحها وتجني ثمارها الطيبة، بينما تقف الدول الفقيرة ماديا أو تكنولوجيا -والتي تنتمي لها جميع شعوب العالم الإسلامي- مكتوفة الأيدي لا تدري أخير يراد بها أم شر يضمر لها، وإن كان الأمر قياسا على ما سبق لا يعدو أن يكون سوقا لتصريف منتوجات النانو ومقبرة للنفايات النانوية ذات السمية العالية الممتدة المفعول في الوقت ذاته.
هوامش ومصادر:
1- S. V.N.T. Kuchibhatla , A.S. Karakoti ,D. Bera , and S. Seal; Progress in Materials Science 52 (2007) 699–9132- J. C. Chow ,J. G. Watson, N. Savage, C. J. Solomon, Y.Sung Cheng, P. H. McMurry, L. M. Corey, G. M. Bruce, R. C. Pleus, R. C. Pleus, P. B. and C.Yu Wu; Air & Waste Manage. Assoc. 55:1411–14173- ETC Group ,News Release January 14, 20084- ETC Group, News Release Wednesday, 24 January 20075- S. Bergeron, and ?. Archambault ;Science Matrix, March 2005
باحث بالمركز القومي للبحوث بمصر، شعبة البحوث النسيجية، يمكن التواصل معها على البريد الإلكتروني: mmrekaby@yahoo.co.uk


الأحد، 22 مارس 2009

حرب البرامج بين الشرطي الالكتروني و القراصنة والإرهاب الفيروسي

حرب البرامج بين الشرطي الالكتروني و القراصنة والإرهاب الفيروسي
م/عمر الحياني :-
نشرت في الوكالة العربية للاخبار العلمية وجميع الحقوق محفوظة - ومجلة تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
ازدادت في الآونة الأخيرة عملية القرصنة الالكترونية بشكل كبير جدا وأصبح الحديث عنها شبة يومي وخاصة بعد الأزمة العالمية الاقتصادية الحالية وتداعياتها المريعة على البشرية لتزداد المخاوف من نموها بشكل كبير جدا وقد اتجهت الأنظار في الآونة الأخيرة ليس على الهاكرز ( القرصان) وحدهم بل دخل طرف ثاني في العملية أو اللعبة هي أجهزة المخابرات الدولية للدول الكبرى في ما يطلق عليه الحرب الالكترونية إنها حرب خفية تدور رحاها بين أروقة الألياف الضوئية وذبذبات الشبكات اللاسلكية ومحتويات أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة الالكترونية .


لصوص المعلوماتية

إن الشبكة العنكبوتية تعتبر أكثر الوسائل التي سهلت عولمة العالم بشكل عملي وجعلته أكثر انفتاحا على بعضة ,لذا أصبحت الشبكة تواجه ما يسمى لصوص المعلوماتية وسارقيها والمتلصصين عليها .
والمتأمل للإحداث التجسسية بين الدول عن طريق الشبكة العنكبوتية وخاصة بين الصين وأمريكا من جهة وارويا والصين وروسيا وأمريكا من جهة أخرى , يدرك أن العالم مقبل على حرب الكترونية هذه المرة سلاحها ليس تقليدي وإنما السلاح القادم هي الأجهزة الالكترونية بكل مكوناتها والشبكة العنكبوتية بكل أبعادها فبعد انتهاك الخصوصية من قبل محركات البحث والبريد الالكتروني وقيام المخابرات الدولية بمراقبة بكل ما يدور في الشبكة الدولية اتجهت الأنظار إلي استخدام نوع جديد وهو استخدام الأجهزة نفسها في عملية التجسس .
فشركة ابسون للطابعات تضع بعض النقاط الغير مرئية التي يمكن قراءتها عبر بعض الأجهزة وتحوي الرقم التسلسلي للطابعة وتاريخ الطباعة وقد بررت الشركة ذلك بأنة لتسهيل التحقيق مع المجرمين المتهمين بالتزوير بعدما أصبحت هذه الطابعات تستخدم في التزوير بشكل احترافي ودقيق ,وهناك قضية أجهزة الكمبيوتر والالكترونيات وما تحتويه من أجهزة ترصد وتجسس .


الشرطي الالكتروني


وفي هذا الصدد أعلن الاتحاد الأوربي عن خطة جديد نستطيع أن نطلق عليها الشرطي الالكتروني لملاحقة قراصنة البيانات والمعلومات و هاكرز الشبكات ونظم المعلومات , وتقوم الخطة الجديدة على إيجاد جهاز متخصص وقاعدة معلوماتية وشبكية وبرمجية يتم من خلالها إيجاد شرطي الكتروني مهمته التجول حول العالم عبر دوريات منظمة للبحث عن قراصنة ومخترقي المواقع والبيانات و المعلومات وناشري الفيروسات حيث يقوم الشرطي بتفتيش أجهزة الكمبيوتر عن بعد لغرض مكافحة جرائم الانترنت,وهي خطة خمسيه للاتحاد الأوربي للقضاء على الزيادة المطردة في السرقة الالكترونية وفي عدد الأجهزة المستخدمة في نشر الرسائل غير المرغوب فيها وغير ذلك من البرامج الخبيثة.
وهذا بدوره سيساعد على تبادل المعلومات بين قوات الشرطة الالكترونية البشرية في الاتحاد لملاحقة ومقاضاة المجرمين .
وستنسق هذه القوات المعروفة باسم "يوروبول" عملها الاستقصائي، كما ستوجه تحذيرات حول موجات الجريمة الالكترونية, وقد صرح جاك بارو نائب رئيس الاتحاد الأوروبي على الالتزام التام بإستراتيجية مكافحة الجريمة "إذا أردنا أن نجعلها أكثر فعالية"وقد أكد وزراء الاتحاد الأوربي على أهمية أن تسعى الإستراتيجية لمكافحة التجارة في صور الأطفال أثناء تعرضهم للإيذاء الجنسي مع أهمية احترام فوانيين حماية المعلومات أثناء جمعها وتبادلها ولم يؤكد الاتحاد أهمية احترام الخصوصية الفردية والدولية من الانتهاك والتعدي.
يذكر أن عدد من شركات البرمجة العالمية كانت تستخدم الشبكة العنكبوتية في أبحاثها من خلال استخدام فائض الأقراص الصلبة لدى مستخدمي الشبكة عبر برامج متطور.


الجرائم الالكترونية


وتذكر التقارير الخاصة بالجرائم الالكترونية أن نسبة الجرائم زادت بنسبة 9%في بريطانيا في عام 2007م حيث بلغت 3.5 مليون جريمة الكترونية على شبكة الإنترنت ارتكبت في المملكة المتحدة ، بينما سرقات بيانات الهوية عبر الانترنت انخفضت بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي.
جاء ذلك في تقرير عن معدلات الجرائم الالكترونية في المملكة المتحدة الذي أعدته شركة «جارلك» ونشر على موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ,حيث أوضح التقرير أن غالبية هذه الجرائم متصلة بالاحتيال وإساءة استخدام الشبكة أو رسائل تهديد الكترونية و قال توم إيليوب Tom Ilube، من شركة «جارلك»، انه يتوقع أن يشهد العالم زيادة في الاحتيال المالي على شبكة الإنترنت نتيجة لأزمة الائتمان الراهنة,وذكر أن عام 2007 شهد أكبر معدل نمو في الاحتيال المالي عبر الإنترنت، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 250.000 حادثة في العام المشار إليه؛ وهو يمثل ارتفاعا بنسبة 20% عن العام السابق.وسلط التقرير الضوء على تزايد الكفاءة الاحترافية لمجرمي الإنترنت، خاصة في جرائم سرقة تفاصيل المعلومات الشخصية والائتمانية التي يجري تداولها عبر الإنترنت.

خسائر فلكية مدمرة


و أوضح التقرير أن السوق السوداء للمعلومات قد تضاعف وتم تسجيل أكثر من 19.000 حالة تجارة غير مشروعة عبر شبكة الإنترنت.
هذا وأوضح التقرير أن الجرائم الإلكترونية تعتبر واحدة من اكثر أنواع الجرائم نمواً وأنها تشمل مجموعة واسعة من الجرائم، بما في ذلك الاحتيال المالي، والقرصنة، والتحرش وسرقة الهوية.
وقد شهدت الأعوام الخمسة الأخيرة زيادة في عدد رسائل البريد الإعلامي الالكتروني والرسائل الضارة وعمليات التصيد عبر الإنترنت والتعليمات الاصطلاحية وهجمات البريد الالكتروني الموجهة، وتظهر الدراسات بأن حجم هذه التهديدات الالكترونية قد ارتفع بنسبة تصل إلى 220% في حين ازدادت خطورة التعرض للاستغلال والهجمات على المواقع الالكترونية بنسبة تفوق 400%, وأدى انتشار فيروس الحاسوب "أي لافيو" إلى إتلاف معلومات قدرت قيمتها بنحو 10 مليارات دولار أمريكي، وفي العام 2003، أشاع فيروس "بلاستر" الدمار في نصف مليون جهاز من أجهزة الحاسوب. وقدّر "مجلس أوروبا في الاتفاقية الدولية لمكافحة الإجرام عبر الإنترنت" كلفة إصلاح الأضرار التي تسببها فيروسات المعلوماتية بنحو 12 مليار دولار أمريكي سنوياً. من جهة أخرى أوضحت جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في واشنطن أن معدلات القرصنة الإلكترونية حول العالم سجلت العام الماضي أعلى زيادة في نحو أربع سنوات مسببة خسائر للناس تجاوزت 48 مليار دولار، ومع النمو التكنولوجي السريع واستخدام الإنترنت تتوقع الدراسة أن الظاهرة في طريقها للاستفحال، وتقول الدراسة إن الدول العربية والأفريقية استقرت فيها نسبة القرصنة عند 60% وقد استطاعت دول الخليج السيطرة عليها نسبيا. حيث يقول مدير إدارة الملكية الفكرية في دبي جواد الرضا أن حجم الخسائر التي نتجت عن أعمال القرصنة البرمجية في العام الماضي بلغت أكثر من 40 مليار دولار، بزيادة 15% عن العام الذي سبقه.

النزاعات الالكترونية


أما الحكومة الألمانية وفي إطار تكثيف الجهود والإعداد لمواجهة مثل هذه "الهجمات الاليكترونية" أفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الاليكتروني أن الجيش الألماني بصدد تشكيل كتيبة عسكرية متخصصة في مكافحة "الإرهاب الالكتروني" أو بما يسمّى "بالنزاعات الالكترونية". وبحسب المجلة الألمانية فإن الوحدة ستتألف من 76 جنديا، وأطلق عليها أسم "قسم العمليات المعلوماتية والشبكات الاليكترونية". ومن المقرر أن تتخذ هذه الوحدة، الذي تعمل حالياً في سرّية تامّة، من ثكنة تومبورغ في بلدة راينباغ الواقعة بالقرب من مدينة بون الألمانية مقرّا له. ومن المنتظر أن يتم استكمال عمليّة الإعداد والتجهيز بداية من السنة المقبلة.

الجنود القراصنة


ويتدرّب ما وصفتهم مجلة "دير شبيغل" الألمانية "بالجنود القراصنة" تحت أمرة العميد فريدريش فيلهالم على حماية المؤسسات والمصالح الألمانية من "اعتداءات الكترونية"، على غرار الاعتداء الالكتروني الذي تعرّضت له استونيا عام 2007 وجورجيا في الصّيف الماضي. ويركّز الجنود، الذين تم تجنيدهم لهذه المهمّة من كلية علوم الكمبيوتر في الجامعات التابعة للجيش الألماني، على تطوير أساليب جديدة لاختراق شبكات اليكترونية والتجسّس عليها أو التشويش عليها أو هدمها أيضاً.
في غضون ذلك تقوم الحكومة الألمانية بتطوير شبكاتها الالكترونية وتأمينها من اعتداءات خارجية. فعقب اعتداءات اليكترونية تعرّض لها مكتب المستشارية والوزارات الألمانية في ربيع وصيف عام 2007 والتي قادت المحققين الألمان إلى مجهّز خدمات الكترونية مقرّه إقليم لانتسهو الصيني، تعتزم السلطات الألمانية تحويل المكتب الاتحادي للأمن وتقنيات المعلومات في مدينة بون إلى وكالة للدّفاع الاليكتروني.

المنطقة العربية حليب يدر سمن للقراصنة


وتشهد منطقة المنطقة العربية وخاصة دول الخليج العربي عملية قرصنة رهيبة نابعة من حرص القراصنة على استهداف المنطقة الغنية بالنفط والتي تشهد ازدهارا اقتصاديا كبيرا, ومعظم القراصنة هم من أفريقيا وارويا وروسيا ويستهدفون البنوك والحسابات الخاصة بإفراد دول الخليج بالإضافة لبعض الدول العربية .
فقد كشف تقرير مؤخر أعدته تريند مايكرو وموقع ITP .net أن المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط يمتلكون دراية كافية بالمخاطر على الإنترنت مثل البريد التطفلي، والفيروسات والديدان الفيروسية وأحصنة طروادة، إلا أن 18 منهم فقط قد سمعوا بمصطلح «rootkits»، وهي مجموعة من الأدوات التي تُتيح للمخترقين الحصول على ميزة النفاذ إلى الأجهزة.
ويتمتع القراصنة بمهارات ومعرفة عالية جدا وهم منظمون بشكل احترافي قد يصعب تتبعهم في كثير من الأوقات ,ففي حين تجري عمليات القرصنة المالية للمؤسسات المالية والمصرفية العربية سواء عبر أنظمة الشبكات أو بطاقات الصراف الآلي ولكنه يحدث تتكتم شديد عليها مثلما تتستر المجتمعات الشرقية على جرائم الشرف المنتشرة فيها. ويقدر بعض الخبراء أن البنوك العربية تتكبد خسائر تصل إلي مليار دولار في السنة وهي في ازدياد مستمر بسبب عدم الاهتمام بأمن المعلومات الذي يأتي متأخرا لديها .
و تأتي عمليات القرصنة لديها نتيجة الاستخدام السيئ لأجهزة العمل أو شراء أنظمة امن معلومات بأقل التكاليف بالإضافة إلي القرصنة الناتجة عن موظفين يتم إساءة معاملاتهم واحتقارهم من قبل رؤسائهم وتبرز مشكلة أخرى هي القرصنة عبر الانترنت نتيجة استخدام بيانات البطاقات الآلية أو نشر بيانات عبر الشبكة وأجهزة الحاسوب من قبل الأشخاص أنفسهم .
أن مستقبل التجارة الالكترونية والحكومات الالكترونية تواجها الكثير من التحديات ، منها حجم الإنفاق على تأمين المعلومات التي لا يزيد على 5 % فقط من المبالغ المرصودة لمشروعات تكنولوجيا المعلومات العربية بينما تصل هذه النسبة إلى 35 % في معظم الدول الأوروبية».
وتشير بعض الدراسات إلى أن الخسائر المالية التي سيتعرض لها العالم من جراء الجرائم الإلكترونية مرشحة للوصول إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويتوقع أن يكون نصيب الدول العربية منها قرابة مليار دولار, وتشكل المنطقة العربية أكثر المناطق التي يتم التركيز عليها سواء من ناحية القرصنة المالية أو التجسس وانتهاك الخصوصية وهو ما يتطلب التركيز على امن المعلومات من خلال زيادة الاستثمار فيها وتأهيل الكوادر البشرية في المؤسسات لمواجهة هذا الإخطبوط ألبرامجي من قبل قراصنة المعلومات ومتجسسي الوكالات .

الجمعة، 20 مارس 2009

التدابير اللازمة للتحكم في مستويات ايون البرومات (-BrO3)في مصانع المياه المعبأة


التدابير اللازمة للتحكم في مستويات ايون البرومات (-BrO3)في مصانع المياه المعبأة
د/رضوان الرشيد- مجلة المياة
يعتبر غاز الاوزون من المواد المؤكسدة ذات الفعالية العالية ضد الكثير من الميكروبات وايضا قدرتها على أكسدة الكثير من المواد العضوية وتحويلها اما كليا الى موادها الاولية أو إلى مواد بسيطة اقل ضرر. كما ان التعقيم بغاز الاوزون بالاضافة الى بعض المطهرات الاخرى مثل الاشعة فوق البنفسجية يعتبران مثاليان جدا للمياه المعبئة لعدة إعتبارات لعل من أهمها محدودية تكوين نواتج تقعيم ثانوية ضارة.إلا إن لكل مادة مطهرة مزايا وعيوب ، فإن التعقيم بالاوزون يمكن أن يؤدي الى تكون مركبات جديد قد تكون ذات أثر صحي غير جيد ،مثل تكوين مركبات عضوية كيتونية واخرى يدخل في تركيبها البروم ومركبات أخرى غير عضوية وذلك نتيجة لتفاعل الاوزون في وجود ايون البروميد(- Br ) والكلوريد (-Cl )تحت ظروف معينة ومنها البرومات Bromate والبرومايت Bromiteالكلورات Cholrate والكلوريت Chlorite . وتعتبر البرومات ( -BrO3)من اهم هذه النواتج الجانبية نظرا لتاثيرها الصحي السيئ حتى في التراكيز المتدنية جدا (إحتمالية نشوء سرطان لدى حيونات التجارب في حال إستهلاك مياه تحتوي على البرومات بتراكيز عالية لمدة طويلة).حيث وضعت منظمات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية، وحماية البيئة الامريكية، ودول المجموعة الاوربية حدودا عليا يجب عدم تجاوزها وهي 10 ميكروجرام/لتروحيث أن مادة البرومات Bromate لا توجد في المياه بصورة طبيعة بل تعتبردخيلة عليها نتيجة لتكونها اثناء التفاعل لذا يجب التحكم في ظروف تكونها للوصول الى المستويات المقبولة محليا وعالميا.تنتج أيونات البرومات Bromate (BrO3-) من تفاعل غاز الأوزون مع أيونات البروميد الموجودة بالمياه أثناء عملية التعقيم ، وفقاً للتفاعلات التالية:O3- + Br- → O2 + OBr-OBr- + 3O3 → BrO3H+ + OBr- > HOBr




تفاعلات الأوزون سلسلة معقدة من التفاعلات المترابطة كما هو موضح بالشكل أدناه تنتج البرومات (-BrO3)لذا يجب إتخاذ تدابير معينة لهدف تعقيم المياه للقضاء على البكتيريا وأكسدة المواد العضوية مع عدم تكوين تراكيز عالية من مادة البرومات Broamteالضارة صحيا.فهناك عدة عوامل تحكم تكون البرومات في المياه منها ماهو خاص بنوعية المياه ومنها ماهو خاص بكيفية المعالجة:1: عوامل خاصة بنوعية مياه التغذية : •محتواها من ايون البروميد Br- (يفضل عدم إستخدام المياه تحتوى على نسب عالية منه نظرا لزيادة الكلفة التشغيلية ولاحتمالية حصول تجاوز لنسب البرومات المتكونه)•محتواها من المواد العضوية•درجة الحموضة pH•درجة الحرارة2-عوامل خاصة بعملية المعالجة •نوعية المادة المطهرة والجرعة المستخدمة•زمن التلامس (مدة التفاعل مع المادة المطهرة) Contact time•ضبط الرقم الهيدرجيني أثناء عملية الاوزنة•نوعية المادة المستخدمة في التخثير والجرعة المستخدمة. ونظرا لتعدد العوامل المسببة لارتفاع تراكيز البرومات في المياه المعقمة بالاوزون ومساهمة بعض العوامل اكثر من غيرها في تكوينها لذا يجب التركيز على اهم العوامل تاثيرا ومن ثم الاقل فالاقل.لذا يجب عمل الاتي:التحكم في ظروف التفاعل (ويقصد به تعقيم المياه بغاز الاوزون) بحيث يراعى الاتي :أ‌-التحكم التام في كمية الاوزون المضافة بحيث تحقق الهدف من التعقيم ويتم ذلك عن طريق قياس تركيز الاوزون في المياه بصفة دورية خلال اليوم بإستخدام الطرق المتبعه علميا للتاكد من تركيز الاوزن المتبقي والتاكد من خلو المياه المنتجة من البكتريا. ب.يجب التحكم في قلوية الماء وعدم تطبيق التعقيم الا بعد خفض الرقم الهيدرجين الى تقريبا 7 خاصة في حال وجود نسبة عالية من ايون البروميد.(حيث ينخفض معدل تكون البرومات بنسبة قد تصل الى 60% عند خفض الرقم الهيدرجيني من 8 الى 7)ج.التحكم في زمن التلامس (اي ضبط معدل جريان الماء خلال خلية الاوزون) بحيث يحقق الهدف المطلوب من التعقيم دون ان يؤدي الى زيادة إحتماليه تكون البرومات. د-قياس ايون البرومات بصفة دورية للتاكد من ان مستوياتها في الحدود الطبيعية.هـ-في حال تكون البرومات بتراكيز اعلى من الحد المسموح به، يمكن خفضها بتمرير المياه على فلتر كربون منشط ومن ثم تعقيمها.كما توجد عوامل جانبية اخرى تودي الى ضبط تكون البرومات في المياه اثناء التعقيم وهي :أ-التحكم في درجة الحرارة الماء أثناء التعقيم بحيث تكون اقل ما يمكن عمليا للمساهمة في خفض تكون البرومات في المياه المنتجة.ب-معرفة المحتوى العضوي للماء المغذي للمحطة يمكن ان يساهم في ضبط جرعة الاوزون لذا يفضل ان يتم تحليل المياه المغذية مرة كل 6 اشهر، في حال إحتواء المياه على محتوى عضوي عالي يجب وزيادة جرعة الاوزون نسبيا ج-زيادة محتوى الامونيا في المياه يؤدي الى إستهلاك الاوزون وبالتالي يجب تعديل جرعة الاوزون على هذا الاساس مع العلم ان الامونيا قد تضاف الى المياه المراد اوزنتها وذلك لاهميتها في الحد من تكون البرومات في الماء.ملاحظة : نظرا لوجود مشاكل تقنية في كتابة الرموز الكيميائية سنحاول ادراج صورة لشكل جميع العناصر


الاثنين، 2 مارس 2009

العشرة القاتلة: أخطر الملوثات في العالم

العشرة القاتلة: أخطر الملوثات في العالم
عماد فرحات وراغدة حداد الحياة - 02/03/09//
التنقيب عن الذهب بوسائل بدائية، المياه السطحية الملوثة، تلوث المياه الجوفية، تلوث الهواء الداخلي، صناعات التعدين، صهر المعادن ومعالجتها، النفايات المشعة ومناجم اليورانيوم، مياه الصرف الصحي غير المعالجة، نوعية الهواء في المدن، إعادة تدوير بطاريات السيارات، هي أخطر مصادر التلوث في العالم وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن معهد بلاكسميث للأبحاث البيئية في الولايات المتحدة ومنظمة غرين كروس في سويسرا بعنوان «أسوأ مشاكل التلوث في العالم: العشرة الأكثر سمّية».
< التلـوث هــو المساهـــم الأول في الموت والعجز. وتشير دراسة أجراها فريق أبحاث من جامعـــة كورنيل في نيويورك الى أن نحو 40 في المئة من الوفيات حول العالم تعزى مباشرة الى التلوث، ومعظمها يحدث في بلدان نامية. كما أن التلوث يعرض للخطر نوعية حياة ملايين آخرين من خلال أمراض دائمة واضطرابات عصبية وتقصير العمر. هنا عرض لمصادر التلوث العشرة الأكثر سمية وانعكاساتها الصحية. 1- التنقيب عن الذهب بوسائل بدائية التنقيب اليدوي عن الذهب، الذي يأتي بأكثر من ربع الانتاج العالمي، هو من أبرز مصادر إطلاق الزئبق الى البيئة في العالم النامي. فالمنقبون يمزجون الزئبق بالطمي النهري الحامل لخامات الذهب، فيتكون مزيج (مَلْغم) مقسَّى يحوي معظم الذهب الموجود في الطمي. ثم يسخن المزيج بواسطة مواقد اللِّحام أو على نار مكشوفة لتبخير الزئبق، فتبقى قطع صغيرة من الذهب. والزئبق يستنشق خلال عملية الحرق، كما يستقر في البيئة المحيطة أو ينتقل عالمياً ليترسب بعيداً عن الموقع، حيث تمتصه أنواع مختلفة من الكائنات الحية. وهو من أخطر السموم العصبية التي تلوث السلسلة الغذائية. تقدر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) أن عمليات المزج (الملغمة) هذه تطلق في الطبيعة نحو 1000 طن من الزئبق سنوياً. والتعرض للزئبق قد يسبب اضطرابات كلوية، والتهاب المفاصل، وفقدان الذاكرة، وإجهاضات، وانقطاع التنفس، واضطرابات عقلية، وأضراراً عصبية، وحتى الموت. 2- المياه السطحية الملوثة الملوثات الرئيسية في النظم المائية هي البكتيريا والفيروسات الموجودة في الفضلات البشرية، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية العضوية التي تنتج من النفايات الصناعية. وابتلاع كائنات ممرضة عن طريق الشرب أو تناول طعام تم إعداده باستعمال ماء ملوث هو السبيل الأكثر شيوعاً للمرض. كما تتأثر صحة الانسان بمحاصيل استمدت ملوثات من مياه الري أو من أراض طافت بمياه أنهار ملوثة. تتسبب الجراثيم بعدد من الأمراض المعديّة المعوية التي قد تكون مميتة للأطفال وللأشخاص الضعفاء. وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن تلوث المياه هو أحد أهم أسباب الوفيات المرتبطة بعوامل بيئية. وغلي الماء يقضي على معظم الكائنات الممرضة، لكنه يحتاج الى وقود لا يتوافر كفاية لدى المجتمعات الفقيرة. 3- تلوث المياه الجوفية يعتمد مئات ملايين الناس في العالم النامي على المياه الجوفية، غالباً من خلال آبار محفورة. وهذه يمكن أن تتلوث بسهولة نتيجة أنشطة بشرية تصنف في أربع مجموعات، هي المصادر البلدية والصناعية والزراعية والفردية. وتشمل المصادر البلدية مكبات النفايات المكشوفة، والمطامر السيئة الاعداد والصــيانة، والمجارير. أما التلوث الصناعي فقد يأتي من تصريف المياه والنفايات الصناعية وارتشاحها وتسرب المواد الكيميائية من المخازن. ويأتي التلوث الزراعي أساساً من الافراط في استعمال المبيدات والأسمدة التي قد ترتشح الى المياه الجوفية. ويتسبب الأفراد في تلويث المياه الجوفية من خلال التخلص من النفايات بشكل غير مناسب. ومن التأثيرات الصحية للمياه الملوثة الاسهال وتهيج المعدة، كما أن تراكم المعادن الثقيلة وبعض الملوثات العضوية في الجسم يمكن أن يؤدي الى الاصابة بالسرطان وبتشوهات خلقية وأضرار خطيرة أخرى. 4- تلوث الهواء الداخلي أهم سبب لتلوث الهواء داخل المنازل في العالم النامي هو حرق الفحم أو الحطب لأغراض الطبخ والتدفئة والاضاءة. ويحصل أكثر من 50 في المئة من سكان العالم على الطاقة اللازمة للطبخ بهذه الطريقة. وبسبب سوء التهوئة عادة، تنتج تركيزات من الأبخرة السامة داخل المنازل تشكل خطراً صحياً على العائلات. والأكثر تأثراً هم النساء اللواتي يتولّين الطبخ، والأطفال الصغار الذين يلازمون أمهاتهم. تلوث الهواء الداخلي يساهم بنحو 3 ملايين وفاة سنوياً، ويشكل 4 في المئة من العبء المرضي العالمي. ومن تأثيراته الصحية الالتهابات التنفسية الحادة والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وإعتام عدسة العين (كتراكت) والسل واضطرابات الحمل والولادة. 5- صناعة التعدين التلوث الأكبر من المناجم هو نتيجة التخلص من النفايات المعدنية. وتحوي الخامات المهمة اقتصادياً عناصر كيميائية كثيرة، بعضها سام. وقد ترشح الى المياه الجوفية، أو تنتقل بفعل الرياح، أو تستهلكها النباتات والحيوانات في السلسلة الغذائية البشرية، أو تدخل الجسم بطرق مختلفة مثل الاستنشاق أو الملامسة أو تناول طعام أو ماء ملوث. الأضــرار الصحيـــة الناجمة عن التلوث من المناجم غالباً ما تكون مزمنة، من تهيج العينين والحنجرة والأنف والجلد الى أمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والدورة الدموية والكليتين والكبد، ومن السرطانات المتنوعة الى تلف الجهاز العصبي واضطرابات النمو والعيوب الخلقية. 6- صهر المعادن ومعالجتها تنفث مرافق صهر المعادن ومعالجتها كميات كبيرة من الملوثات الهوائية، مثل فلوريد الهيدروجين وثاني أوكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والأدخنة والأبخرة والغازات المؤذية والسامة وسواها. كما تطلق معادن ثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ والكروم والكادميوم والنيكل والنحاس والزنك. وتُستهلك في معالجة المعادن كميات كبيرة من حمض الكبريتيك الذي ينطلق أيضاً. العاملون في هذه المرافق هم الأكثر تعرضاً للملوثات عن طريق الاستــنشاق أو التــماس المبــاشر. وقد تستقر طبقات من الغبار الملوث على حقول زراعية مجاورة، فتمتصه المحاصيل التي يستهلكها الناس. ويمكن أن تدخل الملوثات السائلة والصلبة الى المجاري المائية المــستعملة لأغراض الــشرب. التعرض لهذه الملوثات التي ينقلها الهواء يمكن أن يؤدي الى أمراض حادة ومزمنة، قد تبدأ بتهيج العينين والأنف والحنجرة، وتتفاقم الى مشاكل القلب والرئتين وحتى الموت قبل الأوان. وتشكل المعادن الثقيلة أخطاراً صحية مزمنة، بما فيها تراكم العناصر السامة، مما قد يتسبب في عيوب خلقية ومشاكل في الكليتين والكبد وتقرحات في القناة الهضمية وآلام في المفاصل، فضلاً عن اختلالات في الأجهزة العصبية والتنفسية والتناسلية. 7- النفايات المشعة ومناجم اليورانيوم تستعمل المواد المشعة لتوليد الطاقة ولأغراض عسكرية وصناعية وطبية وعلمية. أما النفايات المشعة فتصنف ضمن فئتين: نفايات عالية المستوى تنتج بشكل رئيسي من الوقود المستعمل في مفاعلات مدنية أو عسكرية، ونفايات منخفضة المستوى تنتج من المفاعلات والاستعمالات الصناعية والتجارية وغيرها. والمواد المشعة لا يمكن معالجتها، ولا يزول خطرها إلا عندما تكمل انحلالها. ولأن ذلك قد يستغرق آلاف السنين، يجب تخزين هذه المواد حسب الأصول. الدقائق المشعة يمكن أن تدخل الجسم من خلال الطعام أو الماء أو الهواء. ولا يوجد مستوى «مأمون» للتعرض الاشعاعي. وقد تكون تأثيراته دراماتيكية، فيهاجم جميع وظائف الجسم في حالات التعرض الحاد، وغالباً ما يتسبب بعدد من الأمراض السرطانية نتيجة التعرض الطويل الأمد، أو يؤثر في الشيفرة الوراثية مما يؤدي الى مشاكل صحية تنتقل الى الأجيال التالية وتسبب تشوهات خلقية. 8- مياه الصرف الصحي غير المعالجة تقدر منظمة الصحة العالمية أن 2,6 بليون نسمة كانوا يفتقرون الى مرافق خدمات صحية محسنة عام 2008. ومن الكائنات المهددة لحياة الانسان التي تنقلها مياه الصرف الصحي الكوليرا والتيفوئيد والديزنطاريا والبلهارسيا والتهاب الكبد «أ» والتهابات الدودة الشريطية المعوية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن من الممكن تجنب مليون ونصف مليون وفاة في السنة، معظمها لأطفال صغار، بتأمين مياه نظيفة أو مرافق خدمات صحية. ويموت سنوياً 860 ألف طفل آخر دون الخمس سنوات كنتيجة لنقص الوزن أو سوء التغذية المرتبطين بتكرار الالتهابات التي يسببها الاسهال أو الديدان المعوية. 9- هواء المدن تقدر منظمة الصحة العالمية أن 865 ألف وفاة سنوياً في أنحاء العالم تعزى مباشرة الى تلوث الهواء خارج المنازل. وترتبط التأثيرات الصحية الرئيسية باجهاد قلبي وعائي مزمن، وازدياد إصابات سرطان الرئة والالتهاب الرئوي الحاد أو المزمن ونوبات الربو والحساسية. كما أن التعرض للأوزون الأرضي يتسبب بتهيج العينين والأنف والحنجرة، وجفاف الأغشية المخاطية، وانخفاض قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات الرئوية. ومن التدابير التي ساهمت في الحد من تلوث الهواء تطوير المحول الحفاز في السيارات، واستعمال البنزين الخالي من الرصاص والديزل القليل الكبريت، وفرض معايير صارمة على انبعاثات السيارات والمصانع ومحطات الطاقة. 10- تدوير بطاريات السيارات تصنف بطاريات السيارات التالفة في فئة النفايات الخطرة بموجب اتفاقية بازل. وقد فتحت عدة بلدان نامية باباً واسعاً لشرائها بكميات كبيرة من أجل استخلاص الرصاص منها. وتجرى عمليات اعادة تدوير البطاريات وصهر رصاصها في معظم مدن العالم النامي، وغالباً في أماكن مكتظة بالسكان ومن دون ضوابط صحية وبيئية أو تدابير سلامة، وتطلق كميات كبيرة من النفايات المشبعة بالرصاص، وهذا يسبب تسمماً خطيراً للعمال والمجتمعات المجاورة. وقد يؤدي التسمم بالرصاص الى الشعور بالتعب والصداع وألم العظام والعضلات والنسيان وفقدان الشهية واضطراب النوم. وغالباً ما يعقب ذلك امساك ونوبات من الألم الشديد في البطن. وفي الحالات المتطرفة تحدث تشنجات وغيبوبة وهذيان، وصولاً الى الموت. والأطفال هم الأكثر عرضة للتسمم بالرصاص من البالغين، وقد يعانون من تلف عصبي وألم وإعاقة في النمو الجسدي والعقلي. أما تعرض النساء الحوامل فقد يؤدي الى أذى للجنين والى ولادات مشوهة. وقد أدخلت في بعض البلدان تحسينات على عمليات إعادة تدوير البطاريات، وباتت أكثر تنظيماً. لكنها في كثير من البلدان الأشد فقراً ما زالت تجرى بطرق عشوائية محفوفة بالأخطار الصحية والبيئية. تلوث الهواء الداخلي مشكلة شائعة في الأحياء الفقيرة، كما في هذه الأكواخ في كلكتا بالهند

العشرة القاتلة: أخطر الملوثات في العالم


عماد فرحات وراغدة حداد الحياة - 02/03/09//



التنقيب عن الذهب بوسائل بدائية، المياه السطحية الملوثة، تلوث المياه الجوفية، تلوث الهواء الداخلي، صناعات التعدين، صهر المعادن ومعالجتها، النفايات المشعة ومناجم اليورانيوم، مياه الصرف الصحي غير المعالجة، نوعية الهواء في المدن، إعادة تدوير بطاريات السيارات، هي أخطر مصادر التلوث في العالم وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن معهد بلاكسميث للأبحاث البيئية في الولايات المتحدة ومنظمة غرين كروس في سويسرا بعنوان «أسوأ مشاكل التلوث في العالم: العشرة الأكثر سمّية».


< التلـوث هــو المساهـــم الأول في الموت والعجز. وتشير دراسة أجراها فريق أبحاث من جامعـــة كورنيل في نيويورك الى أن نحو 40 في المئة من الوفيات حول العالم تعزى مباشرة الى التلوث، ومعظمها يحدث في بلدان نامية. كما أن التلوث يعرض للخطر نوعية حياة ملايين آخرين من خلال أمراض دائمة واضطرابات عصبية وتقصير العمر.


هنا عرض لمصادر التلوث العشرة الأكثر سمية وانعكاساتها الصحية.


1- التنقيب عن الذهب بوسائل بدائية


التنقيب اليدوي عن الذهب، الذي يأتي بأكثر من ربع الانتاج العالمي، هو من أبرز مصادر إطلاق الزئبق الى البيئة في العالم النامي. فالمنقبون يمزجون الزئبق بالطمي النهري الحامل لخامات الذهب، فيتكون مزيج (مَلْغم) مقسَّى يحوي معظم الذهب الموجود في الطمي. ثم يسخن المزيج بواسطة مواقد اللِّحام أو على نار مكشوفة لتبخير الزئبق، فتبقى قطع صغيرة من الذهب. والزئبق يستنشق خلال عملية الحرق، كما يستقر في البيئة المحيطة أو ينتقل عالمياً ليترسب بعيداً عن الموقع، حيث تمتصه أنواع مختلفة من الكائنات الحية. وهو من أخطر السموم العصبية التي تلوث السلسلة الغذائية.


تقدر منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) أن عمليات المزج (الملغمة) هذه تطلق في الطبيعة نحو 1000 طن من الزئبق سنوياً. والتعرض للزئبق قد يسبب اضطرابات كلوية، والتهاب المفاصل، وفقدان الذاكرة، وإجهاضات، وانقطاع التنفس، واضطرابات عقلية، وأضراراً عصبية، وحتى الموت.


2- المياه السطحية الملوثة


الملوثات الرئيسية في النظم المائية هي البكتيريا والفيروسات الموجودة في الفضلات البشرية، والمعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية العضوية التي تنتج من النفايات الصناعية. وابتلاع كائنات ممرضة عن طريق الشرب أو تناول طعام تم إعداده باستعمال ماء ملوث هو السبيل الأكثر شيوعاً للمرض. كما تتأثر صحة الانسان بمحاصيل استمدت ملوثات من مياه الري أو من أراض طافت بمياه أنهار ملوثة.


تتسبب الجراثيم بعدد من الأمراض المعديّة المعوية التي قد تكون مميتة للأطفال وللأشخاص الضعفاء. وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن تلوث المياه هو أحد أهم أسباب الوفيات المرتبطة بعوامل بيئية. وغلي الماء يقضي على معظم الكائنات الممرضة، لكنه يحتاج الى وقود لا يتوافر كفاية لدى المجتمعات الفقيرة.


3- تلوث المياه الجوفية


يعتمد مئات ملايين الناس في العالم النامي على المياه الجوفية، غالباً من خلال آبار محفورة. وهذه يمكن أن تتلوث بسهولة نتيجة أنشطة بشرية تصنف في أربع مجموعات، هي المصادر البلدية والصناعية والزراعية والفردية. وتشمل المصادر البلدية مكبات النفايات المكشوفة، والمطامر السيئة الاعداد والصــيانة، والمجارير. أما التلوث الصناعي فقد يأتي من تصريف المياه والنفايات الصناعية وارتشاحها وتسرب المواد الكيميائية من المخازن. ويأتي التلوث الزراعي أساساً من الافراط في استعمال المبيدات والأسمدة التي قد ترتشح الى المياه الجوفية. ويتسبب الأفراد في تلويث المياه الجوفية من خلال التخلص من النفايات بشكل غير مناسب.


ومن التأثيرات الصحية للمياه الملوثة الاسهال وتهيج المعدة، كما أن تراكم المعادن الثقيلة وبعض الملوثات العضوية في الجسم يمكن أن يؤدي الى الاصابة بالسرطان وبتشوهات خلقية وأضرار خطيرة أخرى.


4- تلوث الهواء الداخلي


أهم سبب لتلوث الهواء داخل المنازل في العالم النامي هو حرق الفحم أو الحطب لأغراض الطبخ والتدفئة والاضاءة. ويحصل أكثر من 50 في المئة من سكان العالم على الطاقة اللازمة للطبخ بهذه الطريقة. وبسبب سوء التهوئة عادة، تنتج تركيزات من الأبخرة السامة داخل المنازل تشكل خطراً صحياً على العائلات. والأكثر تأثراً هم النساء اللواتي يتولّين الطبخ، والأطفال الصغار الذين يلازمون أمهاتهم.


تلوث الهواء الداخلي يساهم بنحو 3 ملايين وفاة سنوياً، ويشكل 4 في المئة من العبء المرضي العالمي. ومن تأثيراته الصحية الالتهابات التنفسية الحادة والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وإعتام عدسة العين (كتراكت) والسل واضطرابات الحمل والولادة.


5- صناعة التعدين


التلوث الأكبر من المناجم هو نتيجة التخلص من النفايات المعدنية. وتحوي الخامات المهمة اقتصادياً عناصر كيميائية كثيرة، بعضها سام. وقد ترشح الى المياه الجوفية، أو تنتقل بفعل الرياح، أو تستهلكها النباتات والحيوانات في السلسلة الغذائية البشرية، أو تدخل الجسم بطرق مختلفة مثل الاستنشاق أو الملامسة أو تناول طعام أو ماء ملوث.


الأضــرار الصحيـــة الناجمة عن التلوث من المناجم غالباً ما تكون مزمنة، من تهيج العينين والحنجرة والأنف والجلد الى أمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والدورة الدموية والكليتين والكبد، ومن السرطانات المتنوعة الى تلف الجهاز العصبي واضطرابات النمو والعيوب الخلقية.


6- صهر المعادن ومعالجتها


تنفث مرافق صهر المعادن ومعالجتها كميات كبيرة من الملوثات الهوائية، مثل فلوريد الهيدروجين وثاني أوكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والأدخنة والأبخرة والغازات المؤذية والسامة وسواها. كما تطلق معادن ثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ والكروم والكادميوم والنيكل والنحاس والزنك. وتُستهلك في معالجة المعادن كميات كبيرة من حمض الكبريتيك الذي ينطلق أيضاً.


العاملون في هذه المرافق هم الأكثر تعرضاً للملوثات عن طريق الاستــنشاق أو التــماس المبــاشر. وقد تستقر طبقات من الغبار الملوث على حقول زراعية مجاورة، فتمتصه المحاصيل التي يستهلكها الناس. ويمكن أن تدخل الملوثات السائلة والصلبة الى المجاري المائية المــستعملة لأغراض الــشرب.


التعرض لهذه الملوثات التي ينقلها الهواء يمكن أن يؤدي الى أمراض حادة ومزمنة، قد تبدأ بتهيج العينين والأنف والحنجرة، وتتفاقم الى مشاكل القلب والرئتين وحتى الموت قبل الأوان. وتشكل المعادن الثقيلة أخطاراً صحية مزمنة، بما فيها تراكم العناصر السامة، مما قد يتسبب في عيوب خلقية ومشاكل في الكليتين والكبد وتقرحات في القناة الهضمية وآلام في المفاصل، فضلاً عن اختلالات في الأجهزة العصبية والتنفسية والتناسلية.


7- النفايات المشعة ومناجم اليورانيوم


تستعمل المواد المشعة لتوليد الطاقة ولأغراض عسكرية وصناعية وطبية وعلمية. أما النفايات المشعة فتصنف ضمن فئتين: نفايات عالية المستوى تنتج بشكل رئيسي من الوقود المستعمل في مفاعلات مدنية أو عسكرية، ونفايات منخفضة المستوى تنتج من المفاعلات والاستعمالات الصناعية والتجارية وغيرها. والمواد المشعة لا يمكن معالجتها، ولا يزول خطرها إلا عندما تكمل انحلالها. ولأن ذلك قد يستغرق آلاف السنين، يجب تخزين هذه المواد حسب الأصول.


الدقائق المشعة يمكن أن تدخل الجسم من خلال الطعام أو الماء أو الهواء. ولا يوجد مستوى «مأمون» للتعرض الاشعاعي. وقد تكون تأثيراته دراماتيكية، فيهاجم جميع وظائف الجسم في حالات التعرض الحاد، وغالباً ما يتسبب بعدد من الأمراض السرطانية نتيجة التعرض الطويل الأمد، أو يؤثر في الشيفرة الوراثية مما يؤدي الى مشاكل صحية تنتقل الى الأجيال التالية وتسبب تشوهات خلقية.


8- مياه الصرف الصحي غير المعالجة


تقدر منظمة الصحة العالمية أن 2,6 بليون نسمة كانوا يفتقرون الى مرافق خدمات صحية محسنة عام 2008. ومن الكائنات المهددة لحياة الانسان التي تنقلها مياه الصرف الصحي الكوليرا والتيفوئيد والديزنطاريا والبلهارسيا والتهاب الكبد «أ» والتهابات الدودة الشريطية المعوية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن من الممكن تجنب مليون ونصف مليون وفاة في السنة، معظمها لأطفال صغار، بتأمين مياه نظيفة أو مرافق خدمات صحية. ويموت سنوياً 860 ألف طفل آخر دون الخمس سنوات كنتيجة لنقص الوزن أو سوء التغذية المرتبطين بتكرار الالتهابات التي يسببها الاسهال أو الديدان المعوية.


9- هواء المدن


تقدر منظمة الصحة العالمية أن 865 ألف وفاة سنوياً في أنحاء العالم تعزى مباشرة الى تلوث الهواء خارج المنازل. وترتبط التأثيرات الصحية الرئيسية باجهاد قلبي وعائي مزمن، وازدياد إصابات سرطان الرئة والالتهاب الرئوي الحاد أو المزمن ونوبات الربو والحساسية. كما أن التعرض للأوزون الأرضي يتسبب بتهيج العينين والأنف والحنجرة، وجفاف الأغشية المخاطية، وانخفاض قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات الرئوية.


ومن التدابير التي ساهمت في الحد من تلوث الهواء تطوير المحول الحفاز في السيارات، واستعمال البنزين الخالي من الرصاص والديزل القليل الكبريت، وفرض معايير صارمة على انبعاثات السيارات والمصانع ومحطات الطاقة.


10- تدوير بطاريات السيارات


تصنف بطاريات السيارات التالفة في فئة النفايات الخطرة بموجب اتفاقية بازل. وقد فتحت عدة بلدان نامية باباً واسعاً لشرائها بكميات كبيرة من أجل استخلاص الرصاص منها. وتجرى عمليات اعادة تدوير البطاريات وصهر رصاصها في معظم مدن العالم النامي، وغالباً في أماكن مكتظة بالسكان ومن دون ضوابط صحية وبيئية أو تدابير سلامة، وتطلق كميات كبيرة من النفايات المشبعة بالرصاص، وهذا يسبب تسمماً خطيراً للعمال والمجتمعات المجاورة.


وقد يؤدي التسمم بالرصاص الى الشعور بالتعب والصداع وألم العظام والعضلات والنسيان وفقدان الشهية واضطراب النوم. وغالباً ما يعقب ذلك امساك ونوبات من الألم الشديد في البطن. وفي الحالات المتطرفة تحدث تشنجات وغيبوبة وهذيان، وصولاً الى الموت. والأطفال هم الأكثر عرضة للتسمم بالرصاص من البالغين، وقد يعانون من تلف عصبي وألم وإعاقة في النمو الجسدي والعقلي. أما تعرض النساء الحوامل فقد يؤدي الى أذى للجنين والى ولادات مشوهة. وقد أدخلت في بعض البلدان تحسينات على عمليات إعادة تدوير البطاريات، وباتت أكثر تنظيماً. لكنها في كثير من البلدان الأشد فقراً ما زالت تجرى بطرق عشوائية محفوفة بالأخطار الصحية والبيئية.




إنجاز سعودي - أميركي: تقنية «النانو تكنولوجيا» لتحلية المياه


إنجاز سعودي - أميركي: تقنية «النانو تكنولوجيا» لتحلية المياه
الرياض الحياة - 26/02/09//
أعلنت «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» في الرياض وشركة «آي بي أم» IBM الأميركية للكومبيوتر، التوصل إلى تقنية جديدة لتحلية المياه باستخدام تقنية النانو Nanotechnology التي تتعامل مع المواد على مستوى متناه في الصغر، إذ يمثّل النانو كسراً من المليون من الملليمتر.
وتتمثّل هذه التقنية في صنع أغشية «نانوية» بإمكانها تنقية الماء من الأملاح والمواد السامة بكفاءة وسرعة عاليين.
فقد توصل فريق مشترك من الطرفين إلى ابتكار أغشية تقاوم الكلور ولا تسمح بتراكم البكتيريا. وتعمل هذه الأغشية بتقنية «الضغط الإسموزي العكسي» Reversed Osmotic pressure التي تعتبر من المفاهيم المتقدمة علمياً في مجال تخليص المياه من المواد السامة. ويشير تعبير الضغط الإسموزي الى مرور جزيئات المواد وذراتها عبر الأغشية من الجهة التي تتواجد فيها بتركيز مرتفع إلى الجهة التي ينخفض فيه هذا التركيز.
وفي حال «الضغط الإسموزي العكسي» تسير تلك الظاهرة بصورة معكوسة، وبفضل التحكّم بتركيب الأغشية وخواصها.
وأُطلق على الغشاء الجديد اسم «أي-فوب» i-Phobe في إشارة الى طريقة تعامله مع الذرات والجزيئات التي تحمل شحنة كهربائية، (تعرف باسم «أيون» Ion) والتي ترفض جزئيات الماء فتمنع مرورها، لذا تُسمى «هايدروفوب» HydroPhobe. وفي المقابل، يمكن تغيير عمل الغشاء عينه جذرياً، بحيث يصبح «عاشقاً» لجزيئات، فلا تمر عبره إلا جزيئات الماء الصافية! وحينها، يسمى «هايدروفيل» Hydorphile.
ونظراً الى طبيعته المزدوجة في التعامل مع الماء، أطـلق البحاثة اسم «الطريق السريع للماء» على هذا الغشاء النانوي المبتكر.
ولفت الفريق إلى أن هذا التركيب الفريد للغشاء يعطيه القدرة على «تنقية» المواد السامة بسهولة من خلال تحميل جزيئاتها بشحنة كهربائية، ما يؤدي الى خضوعها لآلية «الضغط الإسموزي العكسي»، فتتخلص منها الماء التي تعبر الغشاء بسهولة متحوّلة الى مياه نقية صالحة للشرب.
وسُجّلت حقوق هذا الاختراع باسم «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» وشركة «آي بي أم». وأعلن الطرفان الاكتشاف في الوقت عينه في السعودية والولايات المتحدة.
وأكد بوب ألين، المسؤول في مركز بحوث «آي بي أم» في مدينة سان خوسيه في كاليفورنيا، أن التقنيات التي طوّرت خلال عملية صناعة هذا الغشاء، أرست الأسس لتطبيقات أكثر ذكاء، بحيث تساهم بقوة في المحافظة على النُظُم البيئية على الكوكب الأزرق.
وفي توضيح لهذا الإنجاز العلمي، قال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنه: «على رغم أن السعودية أكبر منتج للمياه المُحّلاة عالمياً إلا أنها لا تزال تستثمر في تطوير بحوث تنقية المياه لتوفيرها في شكل أسهل وأكبر...
ويهدف التعاون بين المدينة وشركة «آي بي أم» العالمية، من خلال «المركز الدولي المشترك»، إلى إيجاد الحلول التي تقلّل كلفة تحلية المياه». وأشار إلى أن هذا المركز يضم باحثة سعودية متخصصة في علوم النانوتكنولوجيا.
وكانت «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» أعلنت في وقت سابق تحقيق إنجاز علمي في مجال تقنية النانو، إذ تمكن باحثوها من التوصل إلى إنتاج مواد تستطيع التأثير في نوعية وقودي الكازولين والديزل، ما يجعلهما نظيفين بيئياً.

إنجاز سعودي - أميركي: تقنية «النانو تكنولوجيا» لتحلية المياه


الرياض الحياة - 26/02/09//



أعلنت «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية» في الرياض وشركة «آي بي أم» IBM الأميركية للكومبيوتر، التوصل إلى تقنية جديدة لتحلية المياه باستخدام تقنية النانو Nanotechnology التي تتعامل مع المواد على مستوى متناه في الصغر، إذ يمثّل النانو كسراً من المليون من الملليمتر.


وتتمثّل هذه التقنية في صنع أغشية «نانوية» بإمكانها تنقية الماء من الأملاح والمواد السامة بكفاءة وسرعة عاليين.


فقد توصل فريق مشترك من الطرفين إلى ابتكار أغشية تقاوم الكلور ولا تسمح بتراكم البكتيريا. وتعمل هذه الأغشية بتقنية «الضغط الإسموزي العكسي» Reversed Osmotic pressure التي تعتبر من المفاهيم المتقدمة علمياً في مجال تخليص المياه من المواد السامة. ويشير تعبير الضغط الإسموزي الى مرور جزيئات المواد وذراتها عبر الأغشية من الجهة التي تتواجد فيها بتركيز مرتفع إلى الجهة التي ينخفض فيه هذا التركيز.


وفي حال «الضغط الإسموزي العكسي» تسير تلك الظاهرة بصورة معكوسة، وبفضل التحكّم بتركيب الأغشية وخواصها.


وأُطلق على الغشاء الجديد اسم «أي-فوب» i-Phobe في إشارة الى طريقة تعامله مع الذرات والجزيئات التي تحمل شحنة كهربائية، (تعرف باسم «أيون» Ion) والتي ترفض جزئيات الماء فتمنع مرورها، لذا تُسمى «هايدروفوب» HydroPhobe. وفي المقابل، يمكن تغيير عمل الغشاء عينه جذرياً، بحيث يصبح «عاشقاً» لجزيئات، فلا تمر عبره إلا جزيئات الماء الصافية! وحينها، يسمى «هايدروفيل» Hydorphile.


ونظراً الى طبيعته المزدوجة في التعامل مع الماء، أطـلق البحاثة اسم «الطريق السريع للماء» على هذا الغشاء النانوي المبتكر.


ولفت الفريق إلى أن هذا التركيب الفريد للغشاء يعطيه القدرة على «تنقية» المواد السامة بسهولة من خلال تحميل جزيئاتها بشحنة كهربائية، ما يؤدي الى خضوعها لآلية «الضغط الإسموزي العكسي»، فتتخلص منها الماء التي تعبر الغشاء بسهولة متحوّلة الى مياه نقية صالحة للشرب.


وسُجّلت حقوق هذا الاختراع باسم «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» وشركة «آي بي أم». وأعلن الطرفان الاكتشاف في الوقت عينه في السعودية والولايات المتحدة.


وأكد بوب ألين، المسؤول في مركز بحوث «آي بي أم» في مدينة سان خوسيه في كاليفورنيا، أن التقنيات التي طوّرت خلال عملية صناعة هذا الغشاء، أرست الأسس لتطبيقات أكثر ذكاء، بحيث تساهم بقوة في المحافظة على النُظُم البيئية على الكوكب الأزرق.


وفي توضيح لهذا الإنجاز العلمي، قال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنه: «على رغم أن السعودية أكبر منتج للمياه المُحّلاة عالمياً إلا أنها لا تزال تستثمر في تطوير بحوث تنقية المياه لتوفيرها في شكل أسهل وأكبر...


ويهدف التعاون بين المدينة وشركة «آي بي أم» العالمية، من خلال «المركز الدولي المشترك»، إلى إيجاد الحلول التي تقلّل كلفة تحلية المياه». وأشار إلى أن هذا المركز يضم باحثة سعودية متخصصة في علوم النانوتكنولوجيا.


وكانت «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» أعلنت في وقت سابق تحقيق إنجاز علمي في مجال تقنية النانو، إذ تمكن باحثوها من التوصل إلى إنتاج مواد تستطيع التأثير في نوعية وقودي الكازولين والديزل، ما يجعلهما نظيفين بيئياً.