الأحد، 26 أبريل 2009

لانظير عربياً لمبادرة «معهد ماساشوستس للتقنية»

لا نظير عربياً لمبادرة «معهد ماساشوستس للتقنية» ... الانترنت تتوسع في الوصول الحر للمعلومات والعرب يغيبون عن نقاشاتها وآلياتها
ماجد توهان الزبيدي الحياة - 26/04/09//
قبل سنتين، وضع «معهد ماساشوستس للتقنية» مقرّراته الأكاديمية على الإنترنت، وأتاح للجمهور حرية قراءتها ونقلها الى الحواسيب مجاناً، رافعاً بذلك القيود التي تفرضها الكثير من القوانين السائدة راهناً في مجال حقوق الملكية الفكرية. ووصفت تلك المبادرة التي تردّدت أصداؤها عالمياً، بأنها تجيء في إطار سعي المعهد المذكور الى دعم «الوصول الحرّ للمعلومات» Free Access to Information.
ويشير هذا المصطلح الى الوصول المباشر وغير المُقَيّد للإنتاجات الفكرية العالمية، مثل الكتب والدوريات وبحوث المؤتمرات والرسائل الجامعية وبراءات الاختراع والتقارير الفنية والتقنية وغيرها من المعلومات ومواقع المعلومات المستوطنة في فضاء الشبكات. ويعني أيضاً أن نتاج تلك المعلومات لفئات المستفيدين من باحثين وقراء، على اختلاف مستوياتهم العلمية وأماكنهم الجغرافية، من دون دفع رسوم اشتراك. وكذلك يعني تمكّن هؤلاء من قراءة تلك البيانات والمعلومات والمواقع وقواعد البيانات الرقمية، ونسخها وتبادلها وطباعتها.
لعلّ من البديهي القول ان الوصول الحر للمعلومات يعتبر شرطاً أساسياً في تقليص الفجوة الواسعة والكبيرة بين شعوب العالمين النامي والمتقدم ومؤسساتهما. وكذلك يساهم في صنع شكل من العدالة في امتلاك المعلومات العلمية اللازمة للبحوث الصناعية والتكنولوجيا والاجتماع والزراعة والتجارة والخدمات وغيرها. إضافة إلى توزيع المعلومات بهدف نشرها واستخدامها في التعليم والتنمية. كما ييسّر هذا التدفق الهائل في تكاثر ما ينشر من معلومات أصيلة باللغات الأساسية في أشكال قابلة للقراءة رقمياً عبر الشبكات الإلكترونية المختلفة. ويضاف إلى ذلك دور الوصول الحر في الإحاطة بالنتاجات الفكرية المتجدّدة ضمن وقت قصير من صدورها. ويساهم في ردم الفجوة بين النظرية والتطبيق في مجال العلوم والتكنولوجيا، ما يؤدي إلى زيادة النشر العلمي بين اوساط الباحثين والعلماء. ويساعد ذلك على النهوض بخطط التنمية وإثراء التواصل العلمي والثقافي بين الباحثين عالمياً، ما يساهم في إيصال أمم وشعوب إلى الاكتفاء المعلوماتي، بدل تضورّها علمياً وتكنولوجياً وثقافياً.
مبادرات لتحرير الوصول للمعلومات
ومن أجل تحقيق فكرة الوصول الحر للمعلومات، انطلقت مبادرات كثيرة من مجموعات من مؤسسات النفع العام ذات التوجه غير الربحي، مثل جمعيات المكتبات واتحاداتها، وبعض دور النشر، وموفري المعلومات وموزعيها، إضافة الى أعداد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمراكز العلمية. ومن الأمثلة على ذلك «مبادرة بودابست» عام 2002، التي تلتها في 2003 «مبادرة الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات» IFLA وغيرها. وكذلك عمدت بعض المواقع الشبكية لإصدار محتويات دوريات علمية مُحكمة، إضافة الى نشر قواعد بيانات تتضمن نصوصاً كاملة، ما يتيح الاستفادة منها لجمهور الإنترنت، خصوصاً الأكاديميين والمشتغلين في البحوث. وأعطت الفرصة للجميع للتعامل الحر مع المعلومات قراءةً ونسخاً وتبادلاً وبحثاً. ويعتبر هذا النوع من المعلومات أساسياً للبحوث العلمية.
ويزيد من أهمية تلك الفرصة عدم قدرة كثير من مؤسسات التربية والتعليم الثانوي والجامعي (وكذلك كثير من العلماء والبحّاثة)، على الوفاء بالالتزامات المالية الباهظة التي تتطلبها الاشتراكات المدفوعة في مقابل تصفح النصوص الكاملة لدوريات وبراءات اختراع وقواعد بيانات بحثية وأكاديمية وعلمية.
وفي إطار الوصول الحر للمعلومات، لجأت مؤسسات تجارية تعمل في نشر الدوريات وتوزيعها، وكذلك في إنشاء قواعد البيانات، إلى المشاركة في تلك المبادرات على نطاق محدود، من خلال إتاحة جزء من نتاجاتها للباحثين والمؤسسات العلمية والتعليمية.
وفي المقابل، وضعت تلك المؤسسات قيوداً على الوصول للمعلومات، اعتماداً على فهم محدّد لحقوق الملكية الفكرية وقوانين التأليف.
وفي سياق مُشابه، أتاح بعض تلك المؤسسات نتاجه للوصول الحر لفترة زمنية محددة تارة، ومن خلال رسوم مادية قليلة، تارة أخرى. واستعمل بعضها أسلوب إتاحة القراءة وحدها، من دون السماح بالنسخ أو التحميل أو الإرسال. وعمد بعضها الآخر إلى إتاحة نصوص كاملة للعدد الأخير من دوريته. وفي المشهد عينه، سمح بعض ناشري قواعد البيانات وموزعيها، مثل «إيبسكو هوست» Ebscohost، بعض قواعد بياناته للوصول الحر والمفتوح داخل الحرم الجامعي، أو ضمن بناية المؤسسة أو المكتبة التي تشترك بقواعد بيانات تلك المؤسسة.
وهكذا ظهرت قواعد بيانات تعمل بالارتكاز على السماح المحدود بالقراءة والنسخ والبحث فيها، مثل «البحث الأكاديمي الأساسي» Academic Search Premier و «مركز معلومات المصادر التربوية» (المعروفة اختصاراً باسم «إيريك» ERIC)، و «مستخلصات علوم المكتبات والمعلومات والتكنولوجيا» المعروفة اختصاراً باسم «ليستا» LISTA.
وتتيح قاعدة بيانات «البحث الأكاديمي الأساسي» كشوفاً ومستخلصات لأكثر من ثمانية آلاف وثلاثمئة مجلة، مع توافر النصوص الكاملة لمقالات اربعة آلاف مجلة منها.
وتغطي تلك المواد علوم البيولوجيا والكيمياء والهندسة والفيزياء وعلم النفس والديانات وعلم اللاهوت وغيرها. وتوفر قاعدة «مركز معلومات المصادر التربوية» قوائم محتويات ومستخلصات ونصوص كاملة لحوالى ألف مجلة تربوية علمية محكمة من دول مختلفة. وتتضمن ما يزيد على مليون ومئتين وخمسين ألف مادة بحثية، تتيح النصوص الكاملة لحوالى ربع مليون مقال أو بحث تربوي.
وتتيح «مستخلصات علوم المكتبات والمعلومات والتكنولوجيا» النصوص الكاملة لخمسمئة مجلة علمية في علوم وموضوعات علوم المكتبات والمعلومات والتكنولوجيا، إضافة الى ما نشر من كتب وتقارير بحثية وأعمال مؤتمرات، منذ منتصف العقد السادس من القرن الماضي حتى الآن.

العرب يغيبون عن الحرية
تساهم «المكتبة الوطنية الطبية الأميركية» من خلال نظام معلوماتها الذي يحمل اسم «ميد لارس» MEDLARS في إتاحة قوائم محتويات مُلخّصة لخمس عشرة قاعدة بيانات رقمية في علوم الطب والصحة والتمريض والأمراض والعقاقير والسلامة العامة. ومن أشهر تلك القواعد، تلك التي تحمل اسم «النتاج الفكري الطبي على الخط المباشر» («ميدلاين» MEDLINE) التي تسمح بتصفح مُلخّصات لسبعة عشر مليون مقال أو بحث، منشورة في أكثر من خمسة آلاف دورية متخصصة في علوم وموضوعات الطب والصحة. وتصدر تلك المُلخّصات في أكثر من أربعين لغة في أكثر من ستين دولة، وتنمو بسرعة كبيرة. وتلاقي مبادرات الوصول الحر للمعلومات دعماً بواسطة أدلة عنها، مثل «دليل دوريات الوصول الحر» (DOAJ). ويتيح النصوص الكاملة للدوريات العلمية والأكاديمية المحكمة في كثير من موضوعات المعرفة والعلوم. ويقدّمها في عدد كبير من اللغات الحية. ويتيح الوصول والقراءة والنسخ والبحث في حوالى ثلاثة آلاف مجلة.
وعلى رغم المبادرات واللقاءات الوطنية والعالمية في مضمار الوصول الحر للمعلومات، لا تزال عقبات عدة تواجه مثل تلك المبادرات. وتبرز من بينها متطلبات حماية حقوق التأليف والمؤلفين والملكية الفكرية وتكلفة النشر الآلي لقواعد البيانات وإنشاء المكتبات الرقمية، وسيطرة روح الربح المادي على صعيد مؤسسات النشر العلمي، وتفاقم الفجوة المعلوماتية والتكنولوجية بين أقطار العالم النامي وأقطار الشمال المتقدم وغيرها.
وفي إطار هذه الصورة، من المفيد تذكّر أن طوكيو تحتوي راهناً على عدد من خطوط الهاتف يفوق ما لدى دول قارة أفريقيا!
وتنفق دول العالم النامي 2 في المئة من إجمالي ما ينفق عالمياً على البحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات.
في المقابل، وصلت إيرادات شركة «مايكروسوفت» الناشرة والمنتجة لخمسة وسبعين منتجاً معلوماتياً، والتي يزيد عدد موظفيها عن تسعين ألف موظف، إلى ستين بليون دولار عام 2007، ما يزيد عن الدخل السنوي لعشرين دولة من أعضاء الأمم المتحدة.
وفي الإطار عينه، تحتاج الدول العربية الى شبكة معلومات تتيح الوصول الحر والمجاني لما تنتجة المؤسسات الحكومية والخاصة والجامعية في تلك الدول من كتب ودوريات ورسائل جامعية وتقارير وبحوث وبراءات اختراع وأدلة وصحافة وغيرها. ومن المستحسن أن تتوافر تلك المعطيات في نصوصها الكاملة، وفي أشكال رقمية تجعلها قابلة للتصفح والقراءة والنسخ والإرسال والبحث بواسطة الكومبيوتر والإنترنت.
ويتطلب ذلك الأمر إعادة النظر في سياسات النشر العلمي والتحوّل إلى النشر المؤتمت رقمياً إلى جانب المطبوع ورقياً، وإطلاق عملية ضخمة من المسح الضوئي والرقمي لمحتويات الدوريات وأعمال المؤتمرات والندوات ومصادر المعلومات، لوضع تلك المواد في «صيغة الوثيقة المحمولة» PDF على أقل تقدير. ويحتاج الأمر عينه للبدء بنشر النتاج الجاري مباشرة وفق صيغة «لغة النصوص الفائقة» HTML، إضافة إلى إعادة تعريف دور الجامعات وشركات القطاع الخاص في الاستثمار، لحضّها على نشر دوريات وإنشاء مواقع شبكية لمحتويات موضوعات متخصصة. والأرجح أن تساهم تلك الأمور في تبادل المعرفة العلمية والإحاطة بها وقت إنتاجها من الباحثين والعلماء العرب، وفي تعزيز الجهود العلمية المشتركة وتبادل الخبرات والآراء عبر الشبكات. ومن المتوقع أن ترفع تلك الحركة، إن حصلت، جهود البحث والتأليف والابتكار والاختراع والتواصل، وصولاً إلى شيوع العلم والثقافة العلمية والتكنولوجية عربياً وتقليص الفجوة بين النظرية والتطبيق في موضوعات المعرفة والتكنولوجيا، بدلاً من الموقف العربي المتفرج خارج حدود قرية المعرفة الرقمية العالمية!
* أستاذ علوم المكتبات - جامعة فيلادلفيا (الأردن

الجمعة، 24 أبريل 2009

اطبع كتابك بنفسك في أقل من 5 دقائق«اسبريسو» تصل إلى لندن في طريقها لمكتبة الإسكندرية


اطبع كتابك بنفسك في أقل من 5 دقائق«اسبريسو» تصل إلى لندن في طريقها لمكتبة الإسكندرية
ماكينة «أسبريسو» لطباعة الكتب، أُطلقت في محلات «بلاكويل» في لندن أمس
من ثمرات الماكينة الجدية، يستغرق طبع الكتاب أقل من 5 دقائق (تصوير: حاتم عويضة)
لندن: جوسلين إيليا - الشرق الاوسط
«اسبريسو» ماكينة تشبه الطابعة التي تستعمل في المكاتب، فنحن لا نتكلم عن قهوة «الاسبريسو» الإيطالية السريعة، إنما نتكلم عن اختراع لماكينة تطبع الكتاب في أقل من 5 دقائق، وأطلقت لأول مرة في لندن أمس، وتعتبر نقلة نوعية في عالم الطباعة منذ اختراع غوتنبورغ للطابعة الورقية منذ 500 عام. فاليوم يمكنك أن تتوجه إلى محلات «بلاكويل» في شارع «تشارينغ كروس» في لندن، لتطبع الكتاب الذي تريده قديما أم جديدا بغلافه الأصلي في دقائق معدودة، وستقول وداعا لسماع عبارة «آسف يا سيدي، الكتاب غير متوفر في المحل».
وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع غاريث هاردي مدير المبيعات في محلات «بلاكويل» الرائدة في مجال بيع الكتب في بريطانيا، قال إن الماكينة ستشكل قنبلة في عالم الكتابة والطباعة، فهي تقدم فرصة طباعة الكتب الخاصة للكتاب الصاعدين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المالية على طباعة قصصهم ورواياتهم في المطابع الكبرى، فيكفي أن تدخل المعلومات المخزنة على أسطوانة أو على شريحة ذاكرة أو بواسطة أي طريقة أخرى للحفظ، داخل الماكينة الموجودة في أحد فروع محلات «بلاكويل»، وفي غضون دقيقتين تقرأ الماكينة المعلومات المدونة على الجهاز الحافظ (في حال كان الملف خاصا)، أو يتم تحديد اسم الكتاب الذي تريد طباعته، وترسل المادة إلى الأوراق المخزنة داخل الماكينة (بحجم ورق «إيه 4»)، وبعدها يتولى القسم الآخر من الماكينة مهمة تقطيع الورق إلى حجم الكتاب الأصلي ووضع الصمغ عليه وتغليفه، ليخرج الكتاب جاهزا بعد دقيقتين من فتحة على شكل فتحة إدخال البريد التي توجد على الأبواب. ويقول هاردي إن الماكينة مهمة جدا لأنها تخول الشخص طباعة الكتب غير المتوفرة في محلات البيع، أو الكتب القديمة غير المتوفرة في الأسواق، والتي لم تحظَ بفرصة الطباعة مجددا.
الماكينة من تصميم شركة «أون ديماند بوكس On Demand Books» الأميركية، وينشر موقع الشركة الإلكتروني الأماكن التي تتوفر فيها الماكينة حاليا، من بينها أميركا وكندا وأستراليا ومكتبة الإسكندرية.
وفي اتصال مع مروى العناني المسؤولة التنفيذية عن الخدمات المرجعية في مكتبة الإسكندرية قالت بأن الماكينة وصلت إلى المكتبة نهاية الصيف الماضي، وهي موضوعة في غرفة خاصة قريبة من قاعة القراءة، ولكن لم يتم تشغيلها بعدُ على أمل الانتهاء من حل جميع القضايا العالقة، من بينها قضية المحافظة على حقوق النشر والطباعة، ومن المنتظر أن توضع ماكينة «اسبريسو بوك ماشين» في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) القادمين في الخدمة. وأضافت عناني بأن الماكينة هي فعلا اختراع لا مثيل له منذ اختراع غوتنبورغ، والطلب كبير والاستفسار عنها لا يوصف، فهناك نسبة كبيرة من المهتمين الذين يأتون إلى المكتبة بدافع رؤية الماكينة وطرح الأسئلة والاستفسار عن موعد بدء تشغيلها، فهي من شأنها أن تحل العديد من المشكلات، من بينها الحصول على الكتب غير المتوفرة على الرفوف أو تلك التي تعتبر نادرة الوجود نسبة إلى قِدمها وقيمتها.
وعن مميزات الماكينة يقول غاريث هاردي إن شركة «أون ديماند بوكس» عملت على حل القضايا القانونية، فإمكانية الماكينة على الطباعة تقتصر على قسم طباعة الكتب المتوفرة والجديدة والمبرمجة فيها أو في محل بيع الكتب، والقسم الآخر يقتصر على تأمين طباعة الكتب القديمة، على سبيل المثال، إمكانية طباعة واحد من أقدم الكتب التي أنتجتها محلات «بلاكويل» العريقة عام 1915 بعنوان «أكسفورد بويتري»، فتتضمن الماكينة 4 آلاف عنوان كتاب، من بينها 2000 كتاب غير متوفرين في المحلات، وتستطيع الماكينة طباعة 300 صفحة في نحو 4 دقائق، والكلفة بحسب الكتاب، فيجدر بالمستخدم دفع مبلغ 10 جنيهات إسترلينية لاستعمال الماكينة، ومن ثم يدفع نحو 10 بنسات للصفحة الواحدة. ويتابع هاردي بأن الإقبال على هذه الماكينة كبير جدا، وكلفة الماكينة تبلغ 175 ألف دولار.
وقد زارت «الشرق الأوسط» محلات «بلاكويل» أمس مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية والعالمية لمواكبة هذا الحدث الكبير، وشهدت طباعة كتب خاصة حققت حلم كتابها في أقل من 5 دقائق، وكانت النتيجة تفوق الخيال، كما جاء بعضهم لطباعة بعض الكتب الشهيرة التي يصعب إيجادها في جميع الأوقات في المكتبات والمحلات.
ويقول هاردي إنه سيكون هناك الكثير من التعامل مع مكتبة الإسكندرية بعد تشغيلها للماكينة، فهذه فرصة لتبادل الثقافات وتوفير فرصة الحصول على أكثر الكتب ندرة في العالم. وعن مسألة الحفاظ والتعامل مع القضايا القانونية وحقوق النشر والطباعة، يضيف هاردي: «معظم الناشرين والكتاب متعاونون معنا، فهذه فرصة حقيقية لنشر أعمالهم وتسويقها بأسرع وقت ممكن».
ويقول أندرو هاتشينغز الرئيس التنفيذي لـ«بلاكويل»، إن الماكينة بمثابة مشروع ثقافي ضخم، وستساعد الكثير من محلات بيع الكتب الصغيرة على توسيع دائرة أعمالها ومنافسة كبريات شركات بيع الكتب، مثل موقع «أمازون» الأهم في هذا المجال، ويضيف: «تخيل نفسك تدخل إلى محل لبيع الكتب وتتوفر أمامك فرصة طباعة أكثر من مليون عنوان كتاب».
وعن الشريحة الاجتماعية المهتمة بالماكينة يقول غاريث هاردي إن الاهتمام جاء من تلاميذ الجامعات والباحثين والشباب والمسنين والكتاب، ومن المنتظر بأن ينخفض سعر طباعة الكتاب في غضون الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تثبت الماكينة قدرتها وتظهر بأنها اختراع العام، ومن المؤمل بأن تتوفر الماكينة في فروع «بلاكويل» الستين في بريطانيا.
يشار إلى أن الشاب الأميركي جايسون إبستاين يقف وراء هذا الاختراع، وكان نجم معرض الكتاب الذي شهدته لندن هذا الأسبوع، وقام بطباعة كتاب أمام الحاضرين من خلال الضغط على مفتاح كتب عليه «اطبع كتابا»، وبعد دقائق خرج الكتاب أمام أعين الجميع ولا يزال ساخنا ورائحة الحبر تعبق منه. ويشبه البعض في بريطانيا «الاسبريسو» بماكينة «الآي تي إم» لسحب الأموال، ولكن عوضا عن إعطائك المال تعطيك كتابا لا تقدر قيمته بثمن.

الأربعاء، 22 أبريل 2009

((عصر النفايات الالكترونية))من النفايات النووية إلي مخلفات الفوضى الرقمية

((عصر النفايات الالكترونية))
من النفايات النووية إلي مخلفات الفوضى الرقمية

م/ عمـــــــــــــــــر الحياني - 

اليمن نشرت بموقع الوكالة العربية للاخبار العلمية -
 ومجلة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات 

أصبحت قضية تلوث البيئة والحد منها أكثر ما يقلق البشرية اليوم فالتدهور الناتج عن التصرفات البشرية الغير مسئولة بدأت تتجلى أثارها بوضوح من خلال المشاكل المناخية والبيئية والصحية التي بدأت تظهر فمن الاحتباس الحراري إلي اتساع طبقة الأوزون وارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج وموجات الأعاصير والجفاف التي تضرب مناطق مختلف من عالمنا اليوم مهدده الانسان بما هو اشد وأثقل إن هو استمر في إفساد الأرض بغير رشد وبدون ميزان حساس يستطيع وزن استخدامه لها .
جبال النفايات الالكترونية
ومع هذا الإفساد وفي غمرة البهرجة التكنولوجية وذلك التسارع الهائل في إبداعات العقل البشري الذي لا يتوقف ثانية واحده فجاه بدأت البشرية تدرك خطورة التراكم اللامتناهية من جبال النفايات الالكترونيات والرقمية والتي بدأت مع انطلاقة ثورة الاتصالات الالكترونية في العقد الأخير من القرن العشرين ومع اتجاه الدول المتقدمة والصناعية ممثلها بشركاتها العالمية المصنعة للأجهزة الالكترونية سباقا محموما في جذب اكبر عدد من المستهلكين لمنتجاتها المتجددة والمتميزة وإغرائهم بالشراء والتجديد في آن واحد وهو ما حول استهلاكنا إلي دائرة لا تنغلق.
إن النفايات الالكترونية تمثل في الوقت الحاضر مشكلة أصبحت تؤرق العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحدثها نتيجة لتراكمها وتقادمها وصعوبة التخلص منها أو إعادة تدوير بعض موادها وهو ما مثل تحدي أمام الدول المتقدمة وان كانت الدول النامية اشد ضررا وبالأخص في حالة تصدير الأجهزة المستخدمة إليها أو تصدير الأجهزة الالكترونية الأقل جودة والأرخص سعرا والأقل مواصفات أو البالية (المستخدمة) سواء كان بدافع التجارة أو المساعدة وهو ما يؤثر في كلا الحالتين على تلك الدول من ناحية الاستنزاف المستمر لاقتصادياتها وتدمير البيئة بجبال نفاياتها أو بسبب عجز تلك الدول عن تجميعها واستحالة قدرتها على تدويرها .
إخطبوط العصر
لقد تحولت تلك الأجهزة إلي إخطبوط يلف منازلنا العادية والعصرية على السواء ,و تحيط بنا في كل اتجاه وصوب, فلا يكاد يخلو منزل من احتوائه على العديد من الأجهزة الالكترونية المستعملة والغير مستعمله.
بل ووصل الأمر بنا بالاتجاه نحو إقامة المنازل العصرية التي تعمل بالأجهزة الالكترونية , ومن تلك المخاطر تلك الجبال اللا متناهية والقابلة للزيادة إنها النفايات الالكترونية بكل أشكالها ومكوناتها السمية والغير سمية فمع اتجاه العالم نحو الأجهزة الالكترونية نجهل الأخطار المحدقة بنا من تلك المواد المصنعة لتلك الأجهزة ومع كل هذه الزيادة المصحوبة بالنمو السريع للتكنولوجيا والتي أدت إلى قصر عمر المنتج وبالتالي الحاجة للاستغناء عنه وامتلاك أخر جديد متوافق مع التطورات الحديثة.
فعلى سبيل المثال كان العمر الافتراضي للكمبيوتر عام 1997 يقارب ال7 سنوات بينما ألان لا يزيد عن 3سنوات . هذا ما أدى لان تكون زيادة النفايات الالكترونية بأوروبا ثلاثة أضعاف الزيادة مقارنة مع النفايات الأخرى.وببساطة يبدأ إطلاق مصطلح "نفايات الكترونية" في تصنيف المعدات الالكترونية التي وصلت إلى نهاية العمر الافتراضي للاستخدام، فهي كل الأجهزة الالكترونية من الهواتف إلى الحواسيب والشاشات والبطاريات،والتلفونات ...الخ أو التي تم الاستغناء عنها ، هذه الأجهزة عندما تبدأ في مرحلتها التقاعدية، تعتبر سامة بحرقها أو تفكيكها. أما لماذا تبدو خطرة، فذلك لسبب وجيه لا يفقهه كثير من البشر، وهو أن مكوناتها الداخلية تحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ والكادميوم والبريليوم، والكثير من المخلفات السامة التي قد تتسرب للإنسان وللتربة وللنباتات والمياه و الهواء أم في حالة تخزينها بطرق غير علمية أو ردمها فتأثيرها في المستقبل القريب والبعيد سيكون كإرثي فحجم النفايات حول العالم تبلغ أكثر من ‏50‏ مليون طن من المخلفات الالكترونية الخطرة، في حين ما يتم التخلص منه لا يتعدى ‏ 1.5‏ إلى ‏1.9‏ مليون طن. "من الأجهزة الالكترونية التي هي في الأساس تصنع من مواد سامة مثل الليثيوم والرصاص... الخ". وهناك الكثير من القطع الأكثر ضررا، مثل المقاومات والمكثفات والبطاريات وذلك ينعكس على البيئة والإنسان بل وصل الأمر أن المختصين ينصحون بعدم إيواء الأجهزة الالكترونية المنتهية في المنازل والتي قد تؤدي إلي مخاطر كبيرة تأتي في مقدمتها الحساسية.
فطبقا لدراسة استرالية عن النفايات الإلكترونية وجد أنها تشكل الجزء الأكبر في تلوث المياه الجوفية في كاليفورنيا واليابان . مما جعلها تتخذ إجراءات سريعة بوضع قوانين للحد من كمية النفايات الإلكترونية.
وتبرز دراسة للأمم المتحدة ألأخطار البيئية الناجمة عن أجهزة الحاسب الآلي بأن ثلاثة عشر بلداً معظمها في أوروبا أصدرت قوانين وتشريعات لتدوير أجهزة الحاسب القديمة .
حجم النفايات الالكترونية :-
النفايات الالكترونية نوع من التلوث البيئي والذي يطلق عليه (الخط المخفي) فالكثير من أنواع التلوث الناتج من مخلفات المصانع كالمواد الصلبة أو السائلة أو الغازية المنبعثة من المصانع ممكن تحديد تلوثها من خلال الرؤية أو الرائحة ولكن الأشد خطورة والتي لا يمكن تحديد خطرها هي النفايات الالكترونية .
فكل الأجهزة تلك تشترك في صفتين تجعلها من النفايات الالكترونية وهي كونها تمتلك إما لوحة الكترونية أو أنبوب الأشعة الكاثودية وهذا الأخير يحتوي على نسب من الرصاص بمستويات تؤدي إلى زيادة الخواص السمية وبالتالي تنتج نفايات خطرة أما واقع حال النفايات الحاسوبية فيتوقع ان يصل عدد الحواسيب الشخصية على مستوى العالم ملياري جهاز بحلول عام 2014 وان يكون معدل الزيادة السنوية ما يقارب 12% سنويا. أي أن الأجهزة التي تنتج حتى عام 2014 سوف تصبح اغلبها في عداد النفايات مما يتطلب التخطيط المستقبلي لكيفية التخلص من هذا الكم المتراكم من أجهزة الحاسوب ففي عام 2004 وحده، أصبح نحو 315 مليون حاسوب شخصي مهتلكاً. كما تم إنتاج 850 مليون هاتف نقال في عام 2005.
وقد صرح الاتحاد الدولي لمشغلي الهواتف النقالة إن عدد الاشتراكات في الخطوط الهاتف المحمولة سيرتفع عالميا من 3,9مليارات العام 2008م ألي 5,6مليارات العام 2013 م بينما يبلغ عدد مشتركي الدول العربية 177مليون مشترك,فطبقا لتقرير كشفت عنة الجمعية العربية لمشغلي الهاتف النقال أن عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في العالم العربي سيرتفع إلي 200 مليون بنهاية عام 2008م مقابل 177 مليون حاليا وبالتالي فان عدد البطاريات المستخدمة لتلك التلفونات تبلغ ضعف عدد التلفونات وهو ما ينذر بكارثة بيئية ناتجة عن سوء التخلص من نفاياتها على اعتبار أن بطاريات التلفونات تعتبر الأكثر تلويثا للبيئة فهي تحتوي مادة اللثيوم والرصاص التي تعتبر من اخطر المواد تلويثا للمياه و تأثيرا على الانسان
وأشار بحث أجرته مؤسسة فورستر للبحوث والإحصاء إلى احتمال أن يتضاعف عدد أجهزة الحاسب الشخصي التي يمتلكها الأشخاص العاديين بحلول عام 2010 ليصل إلى 1.3 مليار جهاز.
. وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع كمية النفايات في البلدان النامية من حوالي 300 مليون طن في عام 1990 إلى حوالي 580 مليون طن في عام 2005. ومؤكدا أن المخلفات الالكترونية لا تزال ترمى عشوائيا.
إن تصنيع معظم تكنولوجيا المعلومات يعتمد بشدة على المواد الكيماوية، ونتيجة لقصر عمر هذه المنتجات فإنها تخلف جبالاً من المخلفات الإلكترونية التي تسمم موارد المياه الجوفية وتهدد صحة الإنسان.
صناعة الالكترونيات
لقد أنتجت صناعة الإلكترونيات عام 2001م نحو 60 مليون جهاز ترانزستور وهي أجهزة التحويل الثنائي المتناهية الصغر التي تستخدم في الشرائح الدقيقة ، وتستخدم هذه الشرائح التي تحمل هذه الأعداد الضخمة من الترانزستور في منتجات عديدة بدءاً من أجهزة الكمبيوتر إلى السيارات وحتى بطاقات التهنئة الموسيقية.
إن الطلب على المنتجات التكنولوجية يزداد بسرعة مذهلة في الوقت الذي يدخل فيه المزيد من دول العالم عصر الإنترنت والمعلومات، وقد تضاعف استخدام الهاتف المحمول في العالم كل عشرين شهراً خلال التسعينيات، وسيتجاوز عدد تلك الهواتف عدد خطوط الهواتف الثابتة وهو مليار خط . وبحلول عام 2010م من المتوقع أن يتم إنتاج نحو مليار ترانزستور لكل شخص في عملية ستخلف كميات هائلة من النفايات الكيميائية.
الجدير بالذكر، أن إنتاج رقيقة من السليكون طولها 15 سنتيمترا يخلف نحو 14 كيلوجراماً من النفايات الصلبة وآلاف اللترات من مياه الصرف. وتستلزم عملية تصنيع الشرائح ما بين 500 إلى1000 مادة كيميائية مختلفة. كما تحمل منتجات أخرى حمولة سامة كبيرة، فتحتوي شاشات الحاسوب على ما يصل إلى 3.6 كيلوجراماً من الرصاص. أما الشاشات المسطحة فتحتوي على الزئبق الذي قد يؤذي الجهاز العصبي. كما أن الكادميوم المستخدم في بطاريات الحاسوب يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالسرطان، وأن يؤذي الجهاز التناسلي ويمكن أن يضر بنمو الأجنة. وتقول الأرقام بأن أكثر من مليوني جهاز كمبيوتر تباع سنوياً في كاليفورنيا وأكثر من ستة الآف جهاز تتلف يومياً في نفس المدينة,وفي كندا بلغ حجم النفايات الالكترونية في عام 1999 م أكثر من 37,478 طن , وفي المانيا بلغ حجم النفايات أكثر من 79,000 طن في عام 2005 م .
اكبر مستهلك للالكترونيات
وتجدر الإشارة الى ان الولايات المتحدة الأمريكية تعد اكبر مستهلك للالكترونيات في العالم وان أكثر من(315) مليون جهاز حاسوب أصبحت بالية وغير قابلة للاستعمال في أميركا مابين عام(1997-2004) وذكرت احدى الدراسات التي أعدت في الولايات المتحدة الأمريكية أن (3.2) مليون طن من هذه الأجهزة يتم طمره سنويا كطريقة للتخلص منه وبالإضافة إلى ذلك أن (250) مليون طن من هذه الأجهزة تصبح خارج الخدمة بدون فائدة في عام (2005) وان (6) ملايين من هذه الأجهزة مخزونة في البيوت والدوائر بدون استخدام وان هذا القدر الكبير من النفايات الالكترونية سيؤثر حتما على الدول التي تدعي أنها تملك تقنية عالية تمكنها من السيطرة الكاملة على مقومات البيئة.
النفايات الالكترونية في العالم النامي
وتواجه الدول النامية النفايات الالكترونية من خلال ثلاث مشاكل الأولى تتمثل في الصناعات الالكترونية رديئة الصنعة ذو العمر الإنتاجي قصير الأجل والمشكلة الثانية هي نفايات تلك الصناعات الرديئة وأما المشكلة الأخرى والكبرى فهي النفايات الالكترونية سواء كانت مستعملة أو كنفايات للدفن من الدول المتقدمة أو كمساعدات تقدمها الدول المتقدمة للدول النامية وهي في الحقيقة طريقة للتخلص منها وهنا تكمن الخطورة التي لا يمكن تجاهل تأثيرها ليس فقط على الدول النامية بل على البيئة والصحة العالمية ككل فقد أصبحنا في العصر الحالي في ظل العولمة التجارية نتبادل السلع والمنتجات بين الدول المتقدمة والنامية على حد سواء وهو ما يتحتم علية نقل تأثيرات النفايات على شكل ملوثات غير مباشرة سواء في المواد الزراعية أو الصناعية أو الثروة الحيوانية والسمكية .
أين تذهب النفايات ؟
أشار تقرير صادر عن منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إلى إن معظم الشركات المنتجة للأجهزة الالكترونية تقوم بالتخلص من نفاياتها مثل أجهزة الكمبيوتر ومستلزماته وأجهزة التلفاز والرقائق المدمجة في دول افريقية موضحا إن زهاء 50 مليون طن من القمامة الناتجة عن بضائع إلكترونية مهملة يتم التخلص منها سنويا في تلك البقعة من الأرض.
وأضاف التقرير إن اختيار القارة السمراء كمردم لتلك النفايات جاء بعد إن قامت دول أسيوية مثل الصين والهند بفرض قيود مشددة على دخول تلك الأجهزة المتقادمة إليها بعد إن عانت من ويلات تلك النفايات والأضرار الناتجة عنها.
ولهذا عقد مؤتمر دولي تحت مظلة ورعاية منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي لبحث سبل معالجة المشكلة التي تتفاقم مع مرور الوقت. وكان نحو 50 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 70 ألف بإمراض مزمنة بسبب تصاعد أبخرة سامة من أكوام لتجميع الأجهزة الالكترونية المتهالكة في مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج. وفي دراسة أجرتها هيئة تسمى (شبكة بازل للعمل) تعنى بشؤون النفايات الالكترونية أظهرت إن ما لا يقل عن 100 ألف جهاز حاسوب يتم إدخالها شهريا عبر ميناء لاجوس النيجيري إضافة إلى أجهزة تلفاز وحواسيب وهواتف محمولة قديمة أو تالفة.
يذكر إن دولا عدة صادقت على اتفاقية بازل التي تعنى بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة والمشعة والتخلص منها عبر الحدود بطرق لا تشكل خطرا على الإنسان أو البيئة .
وقد عقدت عدة مؤتمرات دولية لمناقشة سبل مكافحة النفايات الالكترونية منها مؤتمر بالي بإندونيسيا والذي بحث طرق التخلص من النفايات وكذلك المخاطر المترتبة عن بعض أنواع هذه المخلفات وعلى رأسها المخلفات الالكترونية.
وناقش وزراء حكومات حوالي 170 بلدا مسألة إنشاء هيئة متخصصة في النفايات الإلكترونية بالإضافة إلي المخاطر الناجمة عن النفايات وآثارها على الانسان والبيئة على حد سواء وتم بحث مسالة التخلص من النفايات الالكترونية الهائلة من قبيل الهواتف المحمولة والحواسيب القديمة وقد كان تحت إشراف معاهدة
بازل الدولية التي تقنن قطاع النفايات الخطرة بهدف التقليل من إمكانية انتقالها عبر الجدود.
وكانت منظمة غرينبيس المعنية بحماية البيئة قد بدأت حملة ضد نقل النفايات الإلكترونية الأمريكية إلى الصين، وقالت المنظمة إن عمالا صينيين يقومون بتذويب بعض المواد المعدنية في الحواسيب، بهدف الحصول على معدن ثمين يدخل في تركيب اللوحة الأم للحواسيب وهو الذهب .
خطر النفايات الالكترونية:-
لا يقتصر خطر النفايات الالكترونية على الإنسان وحده بل يتعدى ذلك إلي البيئة بكل مكوناتها من حيوان ونبات وطيور وهواء سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على المدى القصير المنظور أو المدى الطويل الغير منظور وينبع خطر النفايات الالكترونية من المواد الكيميائية الداخل في العملية الصناعية لتلك النفايات الالكترونية فإذا كانت جماعة الخضر تبين بعض من النواح السلبية للنفايات الالكترونية من خلال بعض الإحصائيات فعلى سبيل المثال احتوت شاشات التلفزيون والكمبيوتر المعدة على تقنية Cathod ray tube والمباعة عام 2002 على عشرة ألاف طن من مادة الرصاص السامة والتي تؤثر على الدم ونسبة الذكاء عند الأطفال إن تعرضوا لها عند تكسر احد الأجهزة .
أما الأسلاك الكهربائية والتي لا يخلو جهاز اليوم منها فهي معزولة بمادة الPVC والتي لا تتحلل بسهولة وان احترقت تصدر غازات سامة تؤثر على الصحة.
كما إننا نجد في البلدان الأوروبية العديد من الأماكن لتجميع البطاريات وبعض الأجهزة المستغنى عنها للتخلص منها بطرق سليمة كما أن بعض المصنعين يطلبون من المشتريين إعادة الجهاز لهم عند الاستغناء عنه. ولا يقتصر الخطر على المستهلكين بل على العاملين في المصانع وهم أكثر الناس عرضة للمواد الكيميائية والمسرطنة و الإشعاعية أكثر من غيرهم .

الضباب الالكتروني
أما الموضوع الأخر والذي لا يقل أهمية عن النفايات الالكترونية فهو ما يطلق علية الضباب الالكتروني أو E-Smog. هذه الظاهرة تعود إلى الإكثار من استخدام الاتصالات اللاسلكية والموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الأجهزة الكهربائية. فلنتخيل عدد الموجات الصادرة من أجهزة مثل الإذاعة والتلفزيون والأقمار الصناعية وأجهزة تقوية البث ألاسلكي للهواتف النقال والتي أصبحت لها منازل وأبراج قرب الأحياء السكنية بل وأصبحت فوق بيوتهم ومساكنهم ناهيك عن الهواتف النقالة وأجهزة الميكروويف المنزلية وغيرها من الأجهزة التي لا يستطيع إنسان اليوم الاستغناء عنها.

فكما يقول احد الباحثين أننا لو استطعنا رؤية هذه الموجات لعشنا بظلام دامس من كثرتها,و ورغم أن هناك العديد من الأبحاث لم تستطع إلي الآن إثبات أو نفي ضرر هذه الموجات على صحة الإنسان بشكل قطعي ولكن إن ازداد تعرض الإنسان لها بصورة مركزة وطويلة فقد تؤدي للضرر.
فطبقا لأحدث دراسة طبية مصرية أوصت بتناول لترين من الماء يوميا لتجنب الإصابة بمخاطر الأجهزة الالكترونية وكشفت الدراسة التي أجراها مستشار الصحة العامة والطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية إن استخدام الأجهزة الالكترونية كالكمبيوتر والميكروويف والهاتف الجوال والتعرض لها لفترات طويلة يتسبب في العديد من المخاطر اقلها إصابة مستخدميها بالإجهاد العقلي والذهني فضلا عن أن الإشعاعات الصادرة عنها والتي تؤثر على الدم وتودي مع طول وقت التعرض لها إلي الإصابة بالأنيميا وعتامة العين والعقم وقد يصل الأمر إلي حد الإصابة بالأورام السرطانية وحذرت الدراسة من أن الأطفال والشباب أكثر عرضة للإصابة بهذه المخاطر وان التأثير قد يعوق النمو لدى هؤلاء داعية بالا يزيد عدد ساعات التعرض للكمبيوتر على ساعتين.
تحتوي النفايات الإلكترونية على كميات كبيرة من المكونات السامة والضارة كالرصاص والكادميوم المكون الأساسي للوحات الدوائر فضلاً عن أكسيد الرصاص وأنابيب أشعة الكاثود بالشاشات وبطاريات الكمبيوتر كما نجد الزئبق في لوحة المفاتيح والشاشات المسطحة وكلوريدات البيفنيل التي تحتويها كل من المكثفات والمحولات إضافة إلى اللهب البرومي الذي ينتج عن حرق لوحات دوائر الطابعات والأغطية البلاستيكية.
ولا ننسى خطر التلوث الالكتروني ومضاعفاته النفسية والجسدية الخفية والناتجة عن الإشعاعات المنبثقة من الأجهزة الالكترونية مثل الاهتزازات النفسية والجسدية بالإضافة إلي الشكاوي النفسية وهناك أنواع للتلوث الناتجة عن الأجهزة الالكترونية منها التلوث المعلوماتي والضوضائي.
ما هو المنتج الالكتروني الصديق للبيئة؟
يسعى ناشطوا البيئة والمدافعون عنها إلي توعية الشركات والمصانع إلي أهمية إنتاج أجهزة الكترونية أكثر صداقة للبيئة من خلال تشجيع البحوث بإنتاج مواد تكون اقل تلويثا للبيئة ومن جهة أخرى يعملون على تثقيف الشعوب من خلال تحديد أكثر المنتجات التي لاقت قبولا وفقا لمعايير بيئية بحتة .
وفي سبيل التوجة نحو تصنيع منتجات صديقة للبيئة تم إنشاء منتدى (ايكونسينس) وهو اتحاد ألماني يضم عددا من كبريات الشركات الألمانية ورجال الإعلام والسياسية والاقتصاد ويهدف إلي خلق أرضية مشتركة لصناع القرار السياسي والاقتصادي للتعاون من أجل خلق أرضية صالحة لدعم وتطبيق التقنيات الصديقة للبيئة و دعم التنمية المستديمة للشركات وتعزيز مسؤوليتها المشتركة تجاه المجتمع، ويشكل المنتدى منبرا يجمع رجال السياسة والاقتصاد والإعلام من أجل تطوير أفكار اقتصادية تنموية يمكن تطبيقها في المجتمع,وفي منتدى التنمية المستدامة للاقتصاد الألماني (ايكونسينس econsense) الذي عقد في برلين في منتصف شهر نوفمبر2008م تحت شعار "تقنيات من أجل حماية البيئة“. وقد ضم الاجتماع عددا من رجال الاقتصاد والصناعة والسياسة وناقش سبل تطوير وتطبيق تقنيات جديدة تضمن حماية البيئة.
وخلال انعقاد المنتدى قدمت شركات عديدة أحدث ما لديها في هذا المجال، فعلى سبيل المثال عرضت شركة هايدلبرجر للأسمنت HeidelbergCement اختراعا فريدا وهو أحجار للبناء مطلية بمادة كيميائية تستطيع القيام بعملية شبيهة لعملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها النباتات، فتقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة من الجو. كذلك يمكن استخدام المادة الكيميائية في طلاء الطرق، وقد استخدمت هذه الطريقة في ايطاليا وفرنسا وأثبتت فعاليتها في تقليل انبعاث الغازات الضارة في الجو.
شركة سيمنس قدمت ديودات ضوئية LED يمكن استخدامها لتحل محل المصابيح (اللمبات) الكهربية التقليدية حيث توفر 80 بالمائة من الطاقة، كما أن عمرها الافتراضي يزيد عن عمر المصابيح العادية بنحو 50 مرة. ويمكن استخدام الديودات في المطارات أو في السيارات أو في غيرها من الأماكن.
العداد الذكي لمعرفة استهلاك الطاقة بشفافية من شركة RWE للطاقة فقدمت عدادا ذكيا للكهرباء يستطيع توضيح استهلاك الكهرباء في المنزل على شكل رسوم بيانية يستطيع المستخدم من خلالها معرفة حجم الطاقة المستخدم لكل جهاز على حدة، كما يمكن تحديد كمية الغاز المنبعثة المكافئة للطاقة المستخدمة. مشروع العداد الذكي هو مشروع قامت به الشركة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتقنية، وقد تم تطبيقه على نطاق واسع في مدينة مولهايم ومن المنتظر أن يتم استخدامه في مناطق أخرى في المستقبل القريب.
العالم العربي في مواجهة الإعصار الالكتروني
إن تراكم النفايات الالكترونية وخاصة في الدول النامية ومنها عالمنا العربي هو تحد كبير يتوجب الاهتمام بنوعية الأجهزة التي تدخل الأسواق العربية ومدى جودتها وعمرها الافتراضي والمواد الداخلة في تصنيعها ومطالبة شركات التصنيع بإعادة تلك النفايات لتلك الشركات كونها الأقدر على إعادة تدويرها من اجل سلامة الانسان وبيئته والعمل على تشجيع استيراد منتجات صديقة للبيئة ووضع خطط إستراتيجية لمواجهة التلوث والسبل المثلى لمواجهة جبال النفايات الالكترونية .
أن وجود تقنيات حديثة وصديقة للبيئة سوف يعمل على الحفاظ على البيئة ومواردها و الانسان وصحته وفي المسار نفسه تستمر الحياة البشرية أكثر انسجاما مع البيئة ومحيطها وبالتالي فإننا نحتاج إلي وجود أرضية سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر رشدا تسمح بتطبيق هذه التقنيات الحديثة في المجتمع وجعلها في متناول اليد بعيدا عن مختلف التصنيفات .



المراجع والهوامش:-
الكتاب السنوي لتوقعات البيئة ,2004-2005م –برنامج الأمم المتحدة للبيئة .
البيئة في وسائل الإعلام العربي ,الناشر رئيس التحرير نجيب صعب.الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة القاهرة -28-30-11-2006.
مؤتمر الأطراف في اتفاقية بازل بشان التحكم في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود الاجتماع السابع جنيف ,25-29تشرين الأول /أكتوبر 2004 البند 8 من جدول الأعمال المؤقت شراكة لمواجهة التحدي العالمي المتعلق بالنفايات.
موقع منظمة السلام الأخضر
http://www.greenpeace.org/lebanon/ar.
موقع تلفزيون وإذاعة دوتشية ألمانيا
http://www.dw-world.de/dw/0,2142,613,00.htm
موقع البيئة الآن www.ennow.net
البيئة ومشكلاتها تأليف رشيد الحمد ومحمد سعيد صباريني عالم المعرفة – الكويت
التلوث مشكلة العصر تأليف د احمد مدحت إسلام عالم المعرفة- الكويت

الأحد، 19 أبريل 2009

جلسات الحاسوب .. كيف تسرق من الجسم صحته

جلسات الحاسوب .. كيف تسرق من الجسم صحته
عادل الدغبشي:
إن ما يدركه الجميع أنه خلال السنوات القليلة الماضية لم يعد الكمبيوتر أو الحاسوب نوعًا من الرفاهية، والترف، بل أصبح جزءًا هامًا في الحياة العملية لدى معظم الناس إن لم نقل جميعهم، سواء فى العمل أو في البيت، وصارت مئات الآلاف من الساعات تقضى أما شاشات الحاسوب خاصة مع ارتباطه بالشبكة العنكبوتية " الانترنت" وما توفره هذه الخدمات من فرص الاطلاع على جديد العلم والعالم في وقت واحد، بأقل الجهد والتكاليف.
ولكن مع هذه الأهمية التي ظهرت للحاسوب ظهرت معها أيضا العديد من المضار والمخاوف الصحية على صحة مستخدميه لفترات طويلة، ارتبطت هذه الأضرار كما أثبها العلم الحديث بطريقة الاستخدام ومدته.

أضرار خفية:
قد يعلم الجميع الفوائد العلمية والعملية الكبيرة لاستخدام الكمبيوتر وما وفره على الإنسان من وقت وجهد، لكن قلة فقط تعلم الأضرار الناجمة عن الاستخدام الخاطئ والدائم لهذه الأجهزة. ومع ملاحظة أن استخدام الكمبيوتر لا يقتصر على جنس بعينه، فقد تزايد عدد الشكوى من الجنسين الزائرين لعيادات أطباء العظام ومراكز العلاج الطبيعي في جميع أنحاء العالم.
فقد دلّت الإحصائيات الأخيرة على أن معظم هؤلاء المرضى من مستخدمي الكمبيوتر والإنترنت لمدة تزيد عن ساعتين يومياً. وبدأت تصدر النصائح والإرشادات والتمارين التي تساعد على الوقاية من تلك الأمراض والأعراض.
وإذا تصفحنا الآثار الصحية السلبـية لاستخدام الكمبيوتر والإنترنت فإن الخبراء يقسمونها إلى آثار قصيرة المدى، تتمثل بآثار بدنية ونفسية، تشمل التوتر والإجهاد لعضلات العين. وآثار بعيدة المدى، بدنية ونفسية، لكنها تأخذ فترة أطول لظهورها، وتشمل الآم العضلات والمفاصل والعمود الفقري.
فمن المخاطر الصحية المترتبة على الجلوس طويلا أمام الحاسوب: جفاف قرنية العين بسبب بقاء العينين مفتوحتين مدة طويلة دون ان ترمشان، ويزيد الأمر سوءا مع وجود عدسات لاصقة، كما أن بقاء مسافة النظر
ثابتة يجهد عضلات العين المسؤولة عن ضبط الصورة على الشبكية. ناهيك عن إضاءة الشاشة المستمرة المسلطة على العين باستمرار والتي قد تجهد العينين وتؤدي إلى التعب واختلاف الرؤية والصداع.
كما أن استخدام لوحه المفاتيح في الأماكن العامة من قبل عدة مستخدمين يتناوبون عليها (مثل مقاهي النت) قد يترك جراثيم معدية على اللوحة تنتقل من إنسان لآخر بسهولة.
ويحذر الأطباء من أن ربط الساقين أثناء الجلوس قد يؤدي إلى حبس الدم الوريدي الصاعد وإتلاف صمامات الأوردة والتسبب في نشوء جلطات الساق الوريدية في موضعها او انتقالها الى الرئتين لتشكل بذلك واحداً
من اكبر الأخطار التي تهدد الحياة
في حين يتسبب عدم تحرك عضلات الجسم والبقاء على هيئه واحدة إلى كسل الدورة الدموية الأمر الذي
يؤدي إلى نقص الأوكسجين والمواد الغذائية وما يترتب على ذلك من مشاكل صحية

الاستخدام السليم:
وللحد من مضار استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة ينصح المختصون باتباع نظام حماية من خلال الاستخدام السليم. فمثلا في سبيل صحة العيون وتجنب إجهادها وتعبها، ينصح الخبراء بوضع الشاشة في مكان مناسب بحيث تقل الانعكاسات من الإضاءة الخلفية أو النوافذ، ويجب أن تكون الشاشة على مسافة 45-75 سنتيمتراً عن العين. وأن يكون ارتفاعها على مستوى النظر. والارتفاع المثالي هو الارتفاع الذي يسمح بأن يقع النظر على الشاشة مباشرة (كخط مستقيم)، وذلك على نقطة تقع على بعد 5 إلى 7 سنتمترات تحت الحدود العليا للشاشة.
ويجب أخذ فترة راحة كل 15دقيقة ثم النظر إلى أبعد نقطة في الغرفة أو النظر من خلال النافذة لمدة نصف دقيقة، أو إغماض العينين. كما ينصح بتكرار الرمش وإغماض العينين بين فترة وأخرى لتجنب الجفاف.
ثانيا: صحة العمود الفقري والمفاصل
ولتتجنب آلام الرقبة وأسفل الظهر ينصح الخبراء بالجلوس على كرسي يناسب طولك ويفضل أن يكون له مسند للرأس والظهر، بحيث يكون الرأس والرقبة وكامل العمود الفقري بوضع مستقيم عندما تجلس بطريقة صحيحة. أما لتجنب آلام المفاصل خاصة الورك ومفصل الركبة ينصح الخبراء بالجلوس بطريقة صحيحة بحيث تشكل المفاصل زوايا قائمة. كذلك لتجنب آلام الرسغ عند استخدامك للفأرة ولوحة المفاتيح أثناء الطباعة حافظ على يديك مستقيمتين قدر المستطاع، وليكن المرفق أقرب إلى جسمك بحيث تكون الزاوية 90 درجة بين العضد والساعد. وأن يكون ثقل الذراع مسنودًا لتخفيف الحمل المستمر الواقع على الكتف، وعضد الذراع وساعده، وعدم مد العضو كثيرًا إلى الأمام للوصول إلى لوحة المفاتيح، أما الساعدان فينبغي أن يكونا متوازيين للأرضية أثناء استعمال لوحة المفاتيح، مع وضع ساندة صغيرة أمام لوحة المفاتيح مباشرة بذات ارتفاعها لتحميل ثقل المعصم.
كما أن الزاوية بين الجذع والفخذ يجب أن تزيد على 90 درجة (ويفضل ما بين 110إلى 120درجة)، كما يجب مد الرجلين قليلاً إلى الأمام؛ لأن ذلك يقلل من الضغط، على حركة العضلات في الظهر، ويعمل على استقامة العمود الفقري.
ويجب أن يكون ظهر الكرسي مساندًا للفقرات القطنية أسفل الظهر، أو وضع وسادة صغيرة خلف الظهر، وان يكون ارتفاع الكرسي قابلاً للتعديل في وضع الجلوس.

مخاطر شاشة الكمبيوتر:
تصدر شاشة الكمبيوتر (وخاصة التقليدية منها) العديد من أنواع الإشعاعات أهمها: الأشعة السينية، والأشعة تحت الحمراء، والأشعة الفوق البنفسجية، وموجات المايكروويف.
والتعرض المستمر لهذه الإشعاعات يسبب مشاكل في المستقبل؛ وننوه هنا إلى أن الإشعاعات تصدر في جميع الاتجاهات لذلك عليك الابتعاد قدر الإمكان عن الشاشة.
ولتجنب تأثير المجالات الكهرومغناطيسية يجب وضع جسم جهاز الحاسوب بعيدا عن الجسم بمسافة نصف متر على الأقل.
ويجب وضع شاشة الكمبيوتر بحيث تقطع خطوط ضوئها الساطع مجال الرؤية عند مستعمل شاشة الكمبيوتر؛ لأن الوهج المنعكس هو السبب الرئيسي في إجهاد العينين.
كما يجب الحرص على نظافة الشاشة من الغبار؛ لأن تكثفه عليها قد يؤدي إلى تزايد الوهج والانعكاسات الضوئية المرتدة عنها.
حيث تقول بعض الدراسات: إن المكان المناسب هو أن تكون النافذة على يمين أو يسار الشاشة وليس خلفها أو أمامها. ويمكن للمستخدم أن يعرف مصادر انعكاس الضوء بأن يطفئ الشاشة ويراقب الوهج المنعكس من على صفحتها السوداء ومن ثم يقوم بتعديل مكانها وزاويتها حتى يقل هذا الوهج إلى الحد الأدنى.

أما الحديث عن لوحة المفاتيح والأوضاع الصحية السلمية التي يجب التنبه لها، فيجب أن توضع لوحة المفاتيح أمام الشاشة مباشرة، حيث إن وضعها بشكل منحرف سيؤدي إلى جهد مضاعف على العينين للتركيز على مسافتين مختلفتين بينها والشاشة، كما سيؤدي إلى انحراف الرقبة، وربما سائر الظهر، للنظر إلى الشاشة ولوحة المفاتيح مما قد يؤدي إلى الآلام العضلية مع طول فترة الاستخدام(خاصة عند المستخدمين الغير محترفين لاستخدام المفاتيح).

ويجب أن لا ننسى أن ننبه مستخدمي الحاسوب إلى ضرورة إعطاء الجسم فترات منتظمة للاستراحة، بالنهوض عن الكرسي من وقت لآخر والمشي في المكان لأن أي تغيير طفيف عن وضع الجلوس، ولو لدقائق معدودة، حيث يخفف ذلك من حدة توتر العضلات.
أما لتجنب زيادة الوزن، فينصح بعدم تناول المشروبات الغازية والمأكولات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية، بل تناول اطعمة ذات سعرات حرارية أقل بدلا منها، مثل شرب الماء وتناول الخضراوات والفاكهة.
بقي علينا أن نتذكر أن الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر يضر بالجسم من مختلف النواحي، لذا يجب الانتباه إلى عدد الساعات التي نقضيها أمام الشاشة، والحرص على الحركة كل ربع ساعة أثناء العمل مع اهمية اختيار نوعية الاطعمة

الجمعة، 17 أبريل 2009

مجلة المتصرفون الصغار.. مرح علمي في صفحات



فتيحة الشرع - الجزائر

ما إن وصلتُ إلى كندا حتى رأيت بأم رأسي كيف أن العلم والمعرفة هما الأكسجين الذي يتنفسه المرء كل يوم والمنظر الذي يفتح عليه عينيه كلما استيقظ، وحب الاطلاع والاستزادة من نهل العلم مبادئ تُغرس في نفوس الناشئة منذ أشهر العمر الأولى، وما يُُكتب للطفل يوازي أو يزيد ما يُكتب للكبار، وبينما كنت أتجول بين المكتبات وقعت بين يدي مجلة علمية موجهة للصغار تصفحتها بلهفة المشتاق وقلت هذه هي المجلة التي حلمت بها في طفولتي، فهل بعد مضي ثلاثين سنة يظل السؤال ذاته لدى أبنائنا؟ غلاف عدد فبراير 2009 لمجلة المتصرفون الصغار

"المتصرفون الصغار" هو عنوان المجلة الكندية التي استطاعت أن تجمع حولها أكثر من 30.000 قارئ، أعمارهم ما بين 9 سنوات و14 سنة، تهدف المجلة إلى توجيه اهتمام الأطفال إلى العلوم بحيث تتمكن من تكوين قاعدة للحياة اليومية، وتصدر باللغة الفرنسية، وتعدد فيها الألوان وأساليب العرض بتعدد المواضيع، ففي العدد الأول مثلا من السنة الجديدة تناولت المجلة مجموعة من الأركان، كان أولها مع علوم وتكنولوجيا الذي فتح الباب على آفاق المستقبل وإمكانية استرجاع الكائنات التي انقرضت من خلال الاستنساخ في حالة ما إذا تم حفظ الكائن الميت في درجة حرارة أقل من 20 مئوية، كما فعل اليابانيون مع أحد أنواع الفئران المنقرضة.

بعد علوم وتكنولوجيا يأتي ملف العدد الذي حمل عنوان نجوم سنة 2008، ويقصد به أهم الاكتشافات المثيرة في مجال الفضاء خلال السنة، ولا يتضمن الملف معلومات فقط بل مجموعة رائعة من الصور عن النجوم والكواكب لتقاسم متعة الاحتفال بالسنة الدولية للفضاء 2009، "حبة بطاطا بطارية" تجربة تعلم الطفل كيف يصنع بطاريته الخاصة باستعمال حبتي بطاطا، بعض القطع النقدية النحاسية، مسماران وناقلان، يغرس المسماران والقطع النقدية داخل حبتي البطاطا ثم يوصلان بناقلين... والبقية تكتشف مع التجربة.

يزداد التشويق والفضول مع تصفح الفقرات ليجد الطفل نفسه في عالم الحيوان يحلق فوق أجنحة طائر الكندور المهدد بالانقراض، حيث يقوم باحثون بيولوجيون بحمايته عن طريق إكثاره داخل حاضنات اصطناعية، وحين يصبح قادرا على الطيران بعد أكثر من ثلاثة أشهر يتم إطلاقه ليجد طريقه إلى جبال الأرجنتين وسط طقوس بوليفية خاصة.

عالم السيارات له أيضًا جاذبيته عند الصغار، مثل الكبار تمامًا، وفي عدد السنة الجديدة من مجلة "المتصرفون الصغار" روبورتاج عن عرض متنوع لنماذج سيارات هي أقرب للخيال مع محاولة الإجابة عن السؤال: لماذا لا نراها تجوب الطرقات؟

وتأتي الإجابة بأن بعض الاختراع يبقى مجرد فنون وحتى جنون لا نراه إلا في صالات العرض، كما هو الشأن مع النماذج المعروضة داخل المجلة، وإلى عالم الأطفال "قُل لي كل شيء"، حيث يكثر السؤال، ولكن مع "المتصرفون الصغار" كل ما يخطر على البال موجود، حيث يمكن معرفة أصل النوتات الموسيقية، وأين تعيش بعض أصناف السمك الأحمر وغيرها من الأسئلة المشوقة؟ في الفقرة الموالية تفتح النافذة على الطبيعة وسط عناوين لمواقع تهتم بالطبيعة، وأرقام مجانية للاستفسارات.

سؤال إلى باحث، هو الركن الأكثر طرافة، حيث يقوم طفل بدور صحفي ويوجه أسئلة إلى باحث، والموعد في هذا العدد مع عالم الجينات الكندي البروفسور philippe Gros الذي يعود الفضل إليه في اكتشاف بعض الجينات التي تحمي الإنسان من الأمراض وحديث شيق عن مستقبل اللقاحات، الكلمات المتقاطعة، الرسوم المتحركة، النكت والألغاز كلها علمية تماما.

كما يوجد عمود للتجارب الشخصية التي خاضها بعض الأطفال في حياتهم وتعلموا منها ما ينمي شخصيتهم وعلاقتهم بالآخرين كميثاق الاقتصاد في الطاقة وإعادة استعمال الأشياء القديمة ليكون في الأخير الفوز حليف الملتزمين...

هدية العدد بوستر لأشهر لاعبي الهوكي الكنديين saku koivu فالمتعة العلمية لا تكتمل إلا بممارسة الهواية.

وقبل طي آخر صفحة، هذه نكتة مختارة من مجلة "المتصرفون الصغار"، تقول النكتة: إن شرطيا أوقف شابا كان يجري حول مدرسة سائلا إياه: ماذا يفعل؟

فأجاب الشاب: ألاحق دروسي.

قراءة ممتعة للمجلة على الموقع التالي www.lesdebrouillards.comعلى أمل أن تجد مثل هذه التجربة العلمية المسلية طريقها إلى ناشئتنا.

رابط المقال :-http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1234631347969&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout

>

الخميس، 16 أبريل 2009

هذا خلق الله ... سمكة ذات رأس شفاف


هذا خلق الله ... سمكة ذات رأس شفاف


 

بقلم وديعة عمراني

باحثة إسلامية ـ كلية العلوم

يقول الحق تعالى ((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) لقمان الآية 11

في متابعة لآخر المستجدات والاكتشافات العلمية، طالعتنا مؤخرا العديد من المواقع العلمية الغربية باكتشاف عظيم وعجيب من قلب عالم المحيطات، والأمر يتعلق باكتشاف نوع غريب من السمك ذا رأس شفاف، وعينان على شكل خوذات خضراء يتواجدان في قلب هذا الرأس ( انظر الصورة )، والسمكة المكتشفة يطلق عليها علميا اسم Macropinna microstoma



 

سمكة Macropinna microstoma المكتشفة مؤخرا

فلقد كان الفريق العلمي المتخصص في اكتشاف هذا العالم – عالم أعماق المحيطات –Abysses - في متابعة دائمة وشغف علمي كبير لمعرفة المزيد من أسراره، ومؤخرا قام معهد البحوث المائية في خليج مونتري بكاليفورنيا، تحت إشراف العالمان والباحثان (B. Robison et K. Reisenbichler)، باكتشاف المزيد من أسرار هذه النوع من الكائنات، وذلك حين استطاعوا تصوير هذه السمكة وتتبع طريقة عيشها وكيف تستطيع الرؤية في عمق 700 متر داخل أعماق المحيطات .

ففصيلة هذا الحيوان كانت قد عرفت لأول مرة سنة 1939، ولكن العلماء كانوا يظنون لفترة طويلة أن عيني هذه السمكة ثابتتان لا تسمحان لها بالنظر إلا لأعلى،ولا توفر أي زاوية رؤيا جيدة، ولا سيما أنها تعيش في أعماق المحيطات المظلم، والأدهى من ذلك كان العلماء يستغربون كيف يمكن لهذه السمكة اصطياد فريستها وطعامها وعيناها بتلك الطريقة التي لا ترى إلا لأعلى !؟ وفمها

صغير الحجم بشكل لا يسمح لها بأي وسيلة أخرى !؟

دامت هذه الحيرة فترة طوية حتى اكتشف الفريق العلمي (B. Robison et K. Reisenbichler )، واستطاع تصوير هذه

السمكة الغربية المنتمية إلى ذلك العالم، فالتصوير كان دقيقا ( انظر شريط الفيديو)- Video of Macropinna microstoma -، سمح لهم بمعرفة واكتشاف أسرار مبهرة في تكوين هذه السمكة، فلقد اكتشفوا أولا أن لها رأس شفاف

(نوع من القبة الشفافة في الجزء العلوي من الجمجمة ) تستطيع من خلاله الرؤيا، كما أن عيناها لم تكونا ثابتتين كما كان يظن العلماء، بل متحركان وعلى شكل خوذات خضراء، تستطيع أن تنظر بهم من كل الجهات من خلال تلك القبة الشفافة، التي تمتلئ بسائل أخضر غريب وشفاف أيضا !



 

السمكة الغريبة Macropinna microstoma ويظهر في الصورة تلك القبة الخضراء الشفافة والعينين داخلها على شكل خوذات بلون أخضر، أما مراكز الشم فهي تلك النقطتين فوق منطقة الفم مباشرة

وكخلاصة:

يعلق العلماء أن هذه السمكة وهذا الاكتشاف يعد ظاهرة من الظواهر العلمية والبيئية الغريبة والنادرة، فهي من المخلوقات التي استطاعت أن تتكيف مع بيئتها بشكل كبير ومدهش. ونحن نقول ويستوقفنا قول الحق تعالى في كتابه الكريم- يقول الحق تعالى ((قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )) طه الآية 50

ويقول ربة العزة تعالى ((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) لقمان الآية 11

فهذه سمكة زودها الحق تعالى بكل ما تحتاجه من وظائف التي تتلاءم وشكلها ومكان عيشها، لكي تستطيع التعايش والعيش في قلب تلك المحيطات، والتقاط رزقها، والدود عن نفسها في ساحة البقاء وباقي المخلوقات .

فهذا خلق الله العظيم، الخالق و المدبر كل شيء، الله جل حلاله، فلله الكبرياء وله مراجع الأمور في الخلق والحياة

والموت والقيامة والرجوع .

يقول الشاعر العباسي أبو العتاهية:

فيا عجباً كيف يعصى الإله .... أم كيف يجحده الجاحدُ

وفي كل شيء له آية ....... تدل على أنه واحد!

والحمد لله تعالى

شاهد شريط فيديو السمكة الغريبة

Video of Macropinna microstoma


 


 

((غوغل)).. عدو أم صديق


«غوغل».. عدو أم صديق؟

الإعلام التقليدي يشتكي «الاستفادة غير المنصفة» من محتواه.. ومحرك البحث يردّ: أتيناك بمليار متصفح    


لندن: فيصل عباس – الشرق الاوسط

إنه السؤال القديم/الجديد مرة أخرى، لكن النقاش حول ما إذا كان تأثير محركات البحث الإلكترونية، مثل موقع «غوغل» الشهير، إيجابيا أم سلبيا على النموذج التجاري لما يصفه البعض بـ«الإعلام التقليدي»، دار هذه المرة على مستوى «اللاعبين الكبار»، ونحن نتحدث هنا عن رئيس مجلس إدارة وكالة «أسوشييتد برس» دين سنغلتون، ونظيره في شركة «غوغل» إيريك شميت.

أما حلبة النقاش فكانت الاجتماع السنوي لرابطة الصحف الأميركية Newspaper Association of America الذي عُقد الأسبوع الماضي، وكان مما أثرى النقاش الكلمة التي ألقاها سنغلتون حول المشكلات التي تواجهه وكالة «أسوشييتد برس» (التي تعرف اختصارا بـ«أ.ب»). فقد ذكر سنغلتون أن وكالته تعتزم «النظر» إلى حلول «قانونية وتشريعية» ضد مجموعة من الكيانات الإلكترونية التي «تستعير محتواها دون إنصاف». وأضاف سنغلتون: «لا يسعنا أن نقف ونشاهد الآخرين يأخذون عملنا ويمضون»، ويقصد سنغلتون بشكل خاص مواقع الإنترنت ـ رغم أنه لم يسمِّها ـ التي تنتقي أهم الأخبار وتوزعها على قرائها، مثل موقعَي «درادج ريبورت» و«هافينغتون بوست». إلا أنه حسب ما ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» فإن القضية الأكبر تكمن في خدمة «غوغل نيوز»، وهي خدمة الأخبار التي يقدمها موقع البحث الإلكتروني الشهير، وذلك لأن المنافع تتضارب مع المضارّ في هذه الحالة.

فمن جهة، تعد خدمة «غوغل نيوز» أساسية للصحف، ذلك لأن الخدمة تعطي المتصفحين عناوين وروابط القصص الرئيسية في مواقع الصحف وتدفعهم إلى الذهاب إليها، كما أنها تدفع مبلغا غير معلن لـ«أ.ب» مقابل استخدام محتواها.

ويقدر أحد المتحدثين بغوغل عدد المتصفحين الذين يدفع بهم محرك البحث إلى مواقع الصحف بنحو المليار. وهذه النقطة تماما هي ما شدد عليه إيريك شميت، رئيس مجلس إدارة «غوغل»، الذي قدم الكلمة الختامية للاجتماع، مضيفا من جهة ثانية أن شركته ووكالة «أ.ب» تتمتعان منذ سنوات بشراكة قوية. وقال شميت: «لقد شعرت بشيء من الحيرة في مواجهة كل هذا الحماس (الذي خلفته كلمة سنغلتون)»، موضحا أن بين «غوغل» ووكالة «أ.ب» اتفاقا تبلغ قيمته عدة ملايين من الدولارات لتوزيع محتوى الأخيرة.

ومما كان لافتا أيضا في كلمة شميت امتداحه للصحف ودورها في حياة العموم، مضيفا كذلك أنه كان منبهرا ببدايات دخول الصحف إلى عالم الإنترنت، لكنه أضاف بعد ذلك بأن الصحف عجزت عن الاستمرار في تطوير أنفسها والانتقال إلى المستقبل. وأوضح رئيس مجلس إدارة «غوغل» أنه يرى أنه «من الواضح أن النسبة الأكبر من توزيع الصحف يجب أن تتم إلكترونيا، بدلا من ورقيا»، حيث «يجب أن ترتفع نسب التوزيع ما بين 5 و10 مرات بسبب عدم وجود كلفة توزيع». لكن وبالعودة إلى النقطة الأساسية، وهي مسألة ما إذا كان موقع «غوغل» عبر خدمته الإخبارية «غوغل نيوز» يضر الصحف أكثر ما ينفعها، فإن الخبير الإعلامي البريطاني إيدريان مونك يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لطالما اعتبر أن على الصحف أن تكون أكثر شراسة مع «غوغل»، ذلك لأن محرك البحث هذا يأخذ محتواها ويتصرف كأنه صحيفة في حد ذاته. ويضيف مونك: «إذا نظرت إلى صفحة (غوغل نيوز) فهي تبدو كأنها الصفحة الأولى من جريدة قائمة في حد ذاتها، وفعليا فإن منتجي المحتوى الفعليين (الصحف والمواقع الإخبارية) لا يستفيدون شيئا إلى أن ينقر أحدهم على أحد روابط القصص الإخبارية (والذي يأخذه حينها إلى موقع الصحيفة كي يكمل قراء ة القصة)».

إلا أن كلارا أرماند ـ ديليل (متحدثة باسم «غوغل» في مقرها الإقليمي بالعاصمة البريطانية لندن) تقول لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم المصاعب التي يعانيها قطاع الصحف، فإن «غوغل» تعتبر نفسها شريكة هامة لمواقعها الإلكترونية الإخبارية، والعكس بالعكس كذلك. وتضيف أرماند ـ ديليل أن ما تفعله شركتها على خدمتها الإخبارية هي أنها تُظهِر فقط العناوين الرئيسية وبضعة أسطر تكون كافية في معظم الأحيان لدفع القارئ إلى النقر عليها، وبالتالي الذهاب إلى موقع الصحيفة، وهو ما يتم بمئات الملايين كل شهر، موضحة: «إضافة إلى ذلك نحن نعمل على قرب من الناشرين لمساعدتهم في الاستفادة المادية من القراء الذين نرسلهم إليهم». لكن الخبير الإعلامي البريطاني إيدريان مونك يرى أن هذا لا يكفي، موضحا: «في السابق كانت غوغل تتعذر بأنها لا تجني أرباحا من صفحة الأخبار ولا تستقبل إعلانات عليها، ولكن هذا تغير على الأقل في الولايات المتحدة حسب ما أعلن محرك البحث نفسه على مدونته الخاصة بالأخبار في 25 فبراير (شباط) الماضي». من جهتها لا تنفي المتحدثة باسم «غوغل» قيام شركتها بهذه الخطوة، وتجيب ردّا على سؤال حول ما إذا كانت الخطوة هذه (استقبال الإعلانات على صفحة الأخبار) ستطبق في النسخ الدولية الأخرى من محرك البحث الشهير، كنسخه في السعودية أو المملكة المتحدة مثلا، قائلة: «كما أعلنّا سابقا، سنباشر التجربة في بلدان وصفحات أخرى، لكن لا إطار زمني محدَّد لتوسيع هذه التجربة خارج الولايات المتحدة حاليا». إلا أن مونك يعود ليقول إنه في جميع الأحوال «من مصلحة غوغل أن تتشارك في الأرباح مع الصحف وتضمن استمرارها لأنها هي من يزودها بالمحتوى الذي يمكن البحث عنه، وكما نعلم فإن النموذج التجاري للإنترنت كله يقوم على البحث». ويأتي كلام مونك متناسقا مع عدم اعتزام شركة «غوغل» التحول إلى جهة مالكة أو منتجة للمحتوى (إما عبر تكوين مؤسسات إعلامية مثل شركة "نيويورك تايمز" مثلا أو الاستحواذ عليها)، وهو ما أكده إيريك شميت شخصيا لـ«الشرق الأوسط» في جلسة مائدة مستديرة عُقدت مع مجموعة من الصحافيين على هامش مؤتمر «زيتجيست» السنوي الذي عُقد قبل نحو عام في العاصمة البريطانية لندن. لكن مع حالات الإفلاس والإقفال المتتالية لعدد كبير من الصحف حول العالم، يبدو أن على وسائل الإعلام الذي يسمَّى بالتقليدي إيجاد حلول سريعة ونموذج مستقبلي يضمن استمرارها، وإلا فإن البحث عنها «لن يعود بأي نتائج»، لا في «غوغل» ولا في أكشاك بيع الجرائد.


 


 


 


 


 

الأربعاء، 15 أبريل 2009

العواصف الرملية.. خطر يضرب منطقة الخليج


العواصف الرملية.. خطر يضرب منطقة الخليج
عمر الحياني – نشرت على موقع إسلام اون لاين
شهدت منطقة الخليج العربي موجة من العواصف الرملية القوية والغبار الكثيف مطلع عام 2009، حتى وصل الوضع إلى حجب الرؤية الكاملة وتحول النهار إلى ليل مظلم، كما حدث في بعض مناطق المملكة العربية السعودية وخاصة الرياض والمنطقة الشرقية، وهو ما أحدث شللا في سير الحركة المرورية، وذلك في النصف الأخير من شهر فبراير الماضي، وامتد تأثيرها لعدة أيام مما أدى إلى تعطيل المدارس والمؤسسات الحكومية وإعلان بعضها إجازة عن العمل كما حدث في الكويت، والبعض الآخر أعلن إغلاق المطارات كاليمن، لانعدام الرؤية بشكل كلي، نظرا لكثافة رمال العواصف التي لم يشهد لها مثيل من قبل.

فحسب تصريح مدير إدارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ضاري العجمي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا): إن العواصف الرملية تضرب الجزيرة العربية من صحراء الربع الخالي حوالي 154 يوما من أيام السنة، وتمثل العواصف الترابية أقل الظواهر حدوثا بمعدل 26 يوما، أما عواصف الغبار المتصاعد فهي الأكثر تكرارا وبمعدل 69 يوما في السنة ثم الغبار العالق بمعدل 58 يوما.

الثوران الصيفي
ومن المعروف أن العواصف الرملية تبدأ في التكون والثوران مع بداية فصل الربيع لتزداد حدة خلال الصيف وهذا ناتج عن التبدل في مراكز الضغط الجوي والتفكك الشديد في حبات الرمال نتيجة للحرارة الشديدة.

ويحدث هذا النوع من العواصف عند اجتماع كل من تربة جافة ومفككة عارية من الغطاء النباتي، ورياح ذات سرعة عالية، وتيارات الحمل التي تحدث بعد تسخين شديد لسطح الأرض، فيصبح الهواء فوق سطح الأرض حارا ومن ثم يصعد إلى أعلى بشكل تيارات حملانية، مما يسبب خلق اختلافات في الضغط الجوي والحرارة، بسببها تندفع رياح أبرد نسبيا إلى ملء الفراغ في الموقع الأمر الذي يثير الغبار ويحمل حبات الرمل إلى أعلى بمستوى يتناسب مع قوة الرياح وتفكك التربة.

عبور القارات
ولا يقتصر تأثير العواصف الرملية القوية على المناطق المجاورة فقط بل أنها تنتقل وتعبر المحيطات والقارات، فثوران عاصفة رملية في الصحراء الكبرى بإفريقيا مع وجود رياح قوية باتجاه أوروبا فإنها تساعد على نقل ذرات الرمال والجزيئات العالقة التي لا يزيد حجمها عن 250 ميكرونا إلى قارة أوربا عابرة البحر المتوسط لتستقر هناك.

ففي دراسة أجرها مجموعة من علماء البيئة في جامعة ليج في بلجيكا حول ظاهرة التصحر، أفادت أن الصحراء تلقي بأتربتها في الغلاف الجوي بنحو "مليار طن سنويا"، بالإضافة إلى أن 100 مليون طن من هذه الأتربة تأخذ اتجاهها إلى القارة الأوروبية وبعضها يختفي في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعبر العواصف محملة بالرمال من الصحراء الكبرى بإفريقيا المحيط الأطلسي لتجد مستقر لها في أمريكا الجنوبية بغابات الأمازون لتتحول كسماد لغاباتها بعد سقوط المطر عليها.

وقد ازدادت العواصف الرملية في العقود الأخيرة حسب بعض الدراسات بسبب ازدياد مساحة التصحر واجتثاث الغطاء النباتي.

وفي ظل الظروف المناخية الحالية المتقلبة وتحذيرات علماء المناخ من ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها السلبية على الاستقرار المناخي ومعدلات سقوط المطر فإن مساحات التصحر في اتساع أكبر مما هي عليه الآن ليزداد معدل العواصف الرملية وتأثيراتها.

العواصف الرملية.. تأثيرات مدمرة
وللعواصف الرملية آثار مدمرة على البيئة القريبة منها، حيث تحولها إلى جزء من الصحراء، بل وتدمر مدنا وتخفيها تحت حبات الرمل وكأن لم تكن, وقد حذرت الدكتورة إلهام جاسم اللنقاوي عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت من تنامي ظاهرة التصحر في الكويت، ومن تحول الكويت إلى جزء من صحراء الربع الخالي جراء ازدياد الكثبان الرملية فيها.

فيما تعمل الحكومة الكويتية على مكافحة التصحر عبر رش الصحراء بحبوب الشعير في فصل الشتاء لتنمو في فصل الربيع مما يساعد على تثبيت حبات الرمال.

إلى جانب ذلك تؤدي العواصف الرملية إلى زيادة حوادث السيارات وانقطاع التيار الكهربائي وازدياد عدد المرضى في المستشفيات والمراكز الصحية نتيجة لتعرضهم لضيق في التنفس ناتج عن أمراض الصدر المزمنة أو الحساسية التي يزيدها الغبار تأزما.

كما أنها تعتبر ناقلا للملوثات الصناعية الناتجة عن أدخنة المصانع والورش والسيارات، حيث ذكرت صحيفة "يو إس توديه" أن نحو 40% من تلوث الهواء في الولايات المتحدة يرجع لأسباب خارجية منها العواصف الجوية.

ووفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن معظم الولايات الأمريكية تعاني من عدوى التلوث من مصادر خارجية، ومن أخطرها الزئبق المنبعث من محطات الطاقة والمصانع في الصين وكوريا وأجزاء أخرى من آسيا، والذي ينتقل عبر الرياح ليستقر في البحيرات والأنهار الأمريكية، ويسهم في تلويثها وجعل الأسماك غير صالحة للأكل.

إضافة إلى الغبار الذي يأتي من الصحراء الكبرى في إفريقيا عبر المحيط الأطلسي، ويؤدي إلى رفع مستوى الجسيمات العالقة في الهواء إلى حدود تفوق المعايير الأمريكية، وذلك في ميامي وغيرها من مدن جنوب الولايات المتحدة. كما تتأثر العديد من الولايات بالضباب الناجم عن دخان المصانع ومحطات الكهرباء والحرائق في آسيا والمكسيك، على نحو يؤدي إلى مشكلات صحية لقطاعات عديدة من السكان.

وفي ظل ازدياد معدل ملوثات الهواء الناتجة عن ازدياد النشاطات البشرية فإن العواصف الرملية تعتبر من أكثر العوامل فاعلية في نقل الملوثات والفيروسات المعدية.

فوفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعبء الإمراض الناجم عن تلوث الهواء, فإن العالم يشهد كل سنة ما يزيد عن مليوني وفاة مبكرة يمكن عزوها لآثار تلوث الهواء الطلق والهواء في الأماكن المغلقة ومع هبوب العواصف الرملية التي تحمل بين ذرات الرمل الكثير من الفطريات والبكتريا التي تحمل بواسطة الجزيئات والتي يستنشقها الإنسان لتجد لها المنبت الرطب الصالح للتكاثر والغزو في رئتي الإنسان.

وعلى سبيل المثال تذكر سجلات منظمة الصحة العالمية أن العواصف الترابية التي حدثت في مناطق الصحراء في إفريقيا عام 1996 تسببت في انتشار وبائي لالتهاب السحايا أصاب 250 ألف شخص بالمرض ونتج عنه وفاة 25 ألف شخص، ويرجع سبب انتشار مرض التهاب السحايا المعدي لحمل ذرات الغبار للبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا لمسافات طويلة وحين يستنشق الإنسان هذه البكتيريا بكميات كافية فإن احتمالية إصابته بالمرض تزداد.

كما أظهرت أبحاث أجريت في الصين وتايوان زيادة غرف الإسعاف في المستشفيات المخصصة للتعامل مع أمراض الرئة والقلب والتهاب العينين الرمدي خلال العواصف الترابية، وحين تم دراسة تأثير هذه الجزيئات على خلايا الرئة في فئران التجارب وجد الباحثون تأثيرات غير صحية على عدد من الخلايا مثل الخلايا "البلعمية النخروبية" (Alveolar macrophages) كما أظهرت النتائج الأولية لأبحاث أخرى أن تعريض خلايا الرئة والقلب والكبد لجزيئات الغبار الصغيرة بتركيز عال قد يزيد من أكسدة الخلايا، وبالتالي ارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان.

أما إصابات العين فأبرزها الحساسية والرمد بالإضافة لحساسية الأنف، وبما أن الغبار محمل بالمواد العضوية وغير العضوية فإنه يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي عند استنشاقها، وهو ما يزيد من حالات الإغماء في أيام العواصف الرملية، ولذلك تحذر الأرصاد في مختلف الدول المصابين بالربو، وتطالبهم بلزوم المنزل وأخذ الحيطة من التعرض للغبار.

العواصف الرملية ناقل للخير أيضا
إذا كانت الجوانب السلبية تطغى على العواصف الرملية، فإن لها دورا إيجابيا أيضا، حيث تلعب دورا مهما في الدورة البيئة للأرض من خلال نقل حبوب اللقاح والمساهمة في تلقيح كثير من النباتات المختلفة، وتعمل على حجب أشعة الشمس عن المناطق التي تغطيها تلك العواصف مما يؤدي إلى خفض درجات الحرارة، بالإضافة إلى أنها ناقل مهم لذرات الرمال إلى المناطق الجبلية والبعيدة وكذلك مناطق الغابات المطرية التي تعتبر كسماد طيني لها.
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1237706119901&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout
--------------------------------------------------------------------------------

كاتب يمني مهتم بالشأن العلمي، وعضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين




الأربعاء، 8 أبريل 2009

لغة العصر.. إعلام علمي بنكهة تنموية


لغة العصر.. إعلام علمي بنكهة تنموية
محمد السيد علي-اسلام اون لاين



منذ 100 شهر وتحديدا في يناير 2001 صدر العدد الأول من مجلة لغة العصر المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ لتقدم للجمهور العربي وجبة علمية خفيفة في صورة صحفية تصل لغير المتخصصين إلى المنازل، فتعالج أغلب المشاكل التي تصادف المستخدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتوافيه بكل جديد في هذا المجال، ليس هذا فحسب بل تشجعه على الإبداع والابتكار، وتعمل على تمكينه من أدوات تنفيذ مشروعه الصغيرة.
عدد مارس 2009 هو العدد رقم مائة من المجلة التي تصدر عن مؤسسة الأهرام المصرية؛ لذا فقد جاء متضمنا عرضا لأبرز الملفات والقضايا التي طرحت على مدار 8 سنوات.. تم مواكبة كل جديد في عالم التكنولوجيا وتبسيطها حتى تصل بسهولة للمواطن العادي، بجانب تشجيع الأفكار الشابة، وهذا ما يميز خطابها الإعلامي التنموي الذي يجمع بين العلم والمعرفة واحتياجات الناس في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
في الميزان
أول أبواب العدد المئوي "ملف العدد" تعرض لمسيرة المجلة، وأبرز الملفات التي سبق أن طرحتها مثل كيفية شراء وتجميع مكونات الحاسب، وحلول لبعض مشكلات صيانة الجهاز، وناقشت أيضا الوسائط المتعددة، وتقنيات واتجاهات الإنترنت، بجانب التدريب والتوظيف للشباب؛ وهو خط تنموي تسعى المجلة لربطه بمجال الإعلام العلمي.
ثاني أبواب المجلة يحمل عنوان "في الميزان" قدمت خلاله 100 تحليل فني لأحدث الحاسبات الإلكترونية ووحداتها المختلفة، وكذلك تحليلا لبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل الكاميرات الرقمية، والتليفونات الذكية، وكاميرات الفيديو، وغيرها؛ لكي تضع القارئ أمام مميزات وعيوب المنتج، ويكون له القول الفصل في قرار الاقتناء من عدمه.
أما باب "ألعاب" فقد قامت المجلة برفع شعار فريد ألا وهو "ألعاب بلا عنف"، وهو المحور الرئيسي الذي قامت المجلة بناء عليه بعمل حصر لأشهر الألعاب ذات الجاذبية الشديدة لملايين الناس حول العالم وأفضلها، وتعتمد على المتعة العقلية بلا تطرف في الإثارة، ووفقا لهذا المعيار قدمت ما يزيد عن 526 لعبة.
وبشكل تفصيلي عرضت المجلة نبذة عن 90 لعبة مأخوذة عن أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، و67 لعبة حربية وتاريخية، و52 مخصصة للأطفال، و65 معنية بالرياضية، و60 تعتمد على الخيال العلمي والرعب، كما قدمت 80 من ألعاب الحركة والعنف، و40 بوليسية، بجانب 37 لعبة أخرى متنوعة.
هذا الكم الهائل من الألعاب التي عرضته لغة العصر على مدار أعدادها الـ100 ربما يغطي فضول شريحة محددة من القراء، لكن بالطبع أتى على حساب أبواب واهتمامات أخرى مفيدة كالنصائح، والبرامج التي قدمتها المجلة، وذلك حسبما يرى المهندس أحمد عبد الحليم مدير إدارة تقنية المعلومات بشركة "ميديا إنترناشيونال".
ويشيد المهندس أحمد بأداء المجلة في عمومها بالقول: "لغة العصر سباقة دائما في كل ما هو جديد ومتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت؛ فهناك حرص شديد على تقديم الجديد في صورة كبسولات مفيدة تعلم القارئ دائما أهم التطورات التقنية، وعليه أن يستزيد بعد ذلك إذا رغب في ذلك".
قيِّم ومفيد
وتنتقل بنا المجلة بعد ذلك لباب "برامج مفيدة" الذي قدم عرضا وشرحا لـ196 برنامجا في 10 مجالات، أهمها أداء الحاسب (6 برامج)، والأدوات المكتبية (57 برنامجا)، وبرامج الأعمال (4 برامج)، والأمن والحماية (20 برنامجا)، والتعليم (8 برامج)، والإنترنت (48 برنامجا)، والجرافيكس (10 برامج)، ونظم التشغيل (10 برامج)، والوسائط المتعددة (33 برنامجا).
واعتبر عبد الحليم أن عرض 196 برنامجا في هذا الباب على مدار 100 عدد يعتبر عددا هزيلا على مجلة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، فالمجلة تناولت 196 برنامجا في 100 عدد، في حين أنها عرضت شرحا مفصلا لـ526 لعبة مختلفة، وكان يتوجب عليها أن تفرد مساحة أكبر لتلك البرامج، كما أفردت للألعاب على سبيل المثال.
ووافقه الرأي المهندس محمد سامي المتخصص في أمن الشبكات، واعتبر أن محتوى المجلة ينم عن أنها موجهة بشكل أساسي للمبتدئين أو المستخدمين العاديين أكثر منها إلى المتخصصين في هذا المجال.
"مستشارك" أنجح الأبواب
عند تصفحك "لغة العصر" لابد أن يستوقفك باب "مستشارك" الذي يعرض مشاكل القراء التي يرسلونها للمجلة، وهي بالطبع أغلبها مشاكل عامة قد يتعرض لها أي شخص، ويحاول القائمون على هذا الباب "المفيد" الإجابة عن تساؤلات القراء، وعرض حلول تكنولوجية لتلك المشاكل، واعتبره المهندس أحمد من الأبواب "المميزة" في المجلة.
أما باب "إنترنت كافيه" فلا يقل أهمية عن سابقه؛ فهو يسلط الضوء على أحدث المواقع وما تتناوله على الإنترنت، وتناول هذا الباب على مدار 100 عدد تفاصيل ومعلومات عن نجوم السينما والمسرح والأدب والغناء، كما اهتم بأكثر من 1100 موقع رياضي لنجوم ومشاهير الرياضة على مستوى العالم.
وقدمت هذه النافذة أيضا إطلالة على المحتوى الإسلامي على الإنترنت، وعرضت أهم المواقع والمنتديات الإسلامية، خاصة في ظل الحضور الإعلامي القوي للمحتوى الإسلامي على الشبكة العنكبوتية.
وما يميز لغة العصر عن غيرها من المجلات المهتمة بتكنولوجيا المعلومات، بحسب جمال غيطاس رئيس تحرير المجلة، هو أن المجلة تعتمد على مجموعة من المحررين المتخصصين الذين يقومون بإعداد محتوى المجلة دون أن يتم نقله من أحد، كما أنها تعد من أكثر المجلات مهارة في تبسيط وعرض المادة العلمية بشكل شيق، بجانب أنها تركز على فكرة الإعلام العلمي التنموي.
الجريمة الإلكترونية
من الملفات الساخنة التي تناولتها المجلة خلال السنوات الثمانية ملف "الجريمة الإلكترونية" منذ أن كانت لا تتعدى سوى السب، وتشويه السمعة، وإطلاق الفيروسات، حتى تحولت إلى النصب والاحتيال المالي، إلى أن انتهت الأمور إلى الإرهاب الإلكتروني السياسي والاقتصادي، والهجمات المنسقة التي تتخذ طابعا دوليا يضر بأكثر المؤسسات حساسية.
ورصدت المجلة في هذا الباب المتميز 40 جريمة تتعلق بالفيروسات، و120 جريمة قرصنة، و45 جريمة احتيال ونصب، و15 جريمة تشويه سمعة، و25 جريمة آداب، و40 جريمة حقوق ملكية فكرية، و40 بريدا مزعجا، و16 جريمة تتعلق بالهواتف المحمولة.
دع البطالة وابدأ العمل
تحت شعار "دعِ البطالة وابدأ العمل" من خلال الإبداع في الدوائر الإلكترونية حاول باب "إلكترونيات" على مدار 100 عدد تقديم أفكار تصلح للتحول إلى مشروعات صغيرة تساعد الشاب الجاد في الحصول على فرصة عمل ومصدر للرزق، وفرصة للتطور والنمو مع الوقت.
وتحقيقا لذلك نشر هذا الباب المتميز أفكارا لـ99 دائرة إلكترونية من هذا النوع، وقدم شرحا تفصيليا لمكوناتها، وكيفية إنتاجها، ومجالات استخدامها، وقد تحول العديد منها بالفعل إلى مشروعات للتخرج في العديد من الجامعات المصرية ومشروعات إنتاجية صغيرة.
تلك الرؤية الإعلامية نقلها جمال غيطاس رئيس تحرير المجلة في تصريحات لـ"إسلام أون لاين"، مؤكدا أن هدف المجلة الأساسي هو تقديم نوع من أنواع الإعلام العلمي التنموي، على اعتبار أن هذه القضية قضية تنموية في الأساس، وأكد أن المجلة تقوم بهذا الدور المعرفي بشكل مستقل، ولا تتلقى أي دعم من شركات أو مؤسسات عاملة في هذا المجال؛ وهو ما تتميز به عن غيرها من المجلات المهتمة بهذا الشأن.
وأضاف أن لغة العصر استطاعت أن تتعاون بجانب المحتوى المعلوماتي مع الشركات العاملة في مجال التنمية البشرية لتقديم مجموعة من البرامج في مجال التدريب والتنمية المعلوماتية؛ حيث أقامت أكثر من 1090 منحة تدريبية مجانية للشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات "IT" كخدمة مميزة لقرائها.
________________________________________
محرر في القسم العلمي والصحي بشبكة إسلام أون لاين.نت، ويمكنكم التواصل معه من خلال البريد الإليكتروني للصفحة oloom@islamonline.net