الثلاثاء، 29 مارس 2016

الـ«ماتريكس» الذي يجمعنا.. فيس بوك يبتلع الإنترنت

الـ«ماتريكس» الذي يجمعنا.. فيس بوك يبتلع الإنترنت

 أحمد الخطيب - ساسة بوست
هل سَبَق وأن حلمت حلمًا، يا نيو، وكنت متأكدًا تمامًا من أنَّه حقيقة؟ ماذا لو سُلِبتَ القُدرة على أن تُفيق من الحُلم؟ كيف ستتمكَّن من معرفة الفرق بين عالم الأحلام والعالم الحقيقي؟ -«مورفيوس» مُخاطبًا «نيو» من فيلم «المصفوفة» (The Matrix).
أنتَ جئت إلى هنا عن طريق «فيس بوك». رُبَّما تشعر بالفزع قليلًا ممَّا سيخبرك به التقرير. أين ستذهب حينها؟ ستسرع إلى «فيس بوك» نفسه لتُخبِر «أصدقاءك» بما قرأت: «انظروا! إنَّ «فيس بوك» يحاول السيطرة على العالم!».



لقطة «نيو» والخيار بين الحبتين الزرقاء والحمراء من فيلم The Matrix (المصفوفة).
ليس هذا حديثًا عن تأثيرات «فيس بوك» في التواصل بين البشر والعمل، أو حتى الحالة النفسية (مثلما تلاعب بمشاعر 700 ألف مستخدم في تجربةٍ نفسيةٍ دون علمهم)؛ كلُّها أمورٌ مهمةٌ، بالتأكيد، لكنها تُغفِل هدفًا يبدو أنَّ «مارك زوكربيرج» – الذي يُوصف بأنَّه «مهووس بالمنافسة وبأن يبني أحدٌ غيره شيئًا أنجح منه» – لن يهدأ حتَّى يُحققه: لا يسعى «فيس بوك» لأن «يشتري» الإنترنت أو يُصبح موقع التواصل الأكثر زيارةً بين مستخدميه (هو كذلك بالفعل)؛ «فيس بوك» يريد أن يكون هو «الإنترنت»، بطريقةٍ أو بأخرى.

فيس بوك: كوكاكولا التواصل الاجتماعي

هل تعرف ما هي قوة «كوكاكولا» بالتحديد؟ هل هي المليار و900 مليون مشروب التي تُستهلك من منتجاتها يوميًا في 200 دولة (أكثر من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة)؟ رُبَّما لا؛ فقوة الشركات الحقيقية تكمُن في انتشارها، وبتعبيرٍ أدق، في قدرتك على الهروب منها.

هذا هو ما تفعله «كوكاكولا» بـ500 علامة تُجارية قد تستخدم الكثير منها دون أن تدري أنَّها مملوكة لـ«كوكاكولا».

وللسبب نفسه، لم تعُد قوة «فيس بوك» تكمُن، فحسب، في عدد مستخدميه النشطين، الذي يصل إلى مليار و600 مليون مستخدمٍ تقريبًا، بل في قدرتهم على الهروب منه، أو بالأحرى عجزهم عن الهروب من المنصات التي طوَّرها أو استحوذ عليها، مثل «إنستجرام» و«واتساب».


تحديث «مجتمع فيس بوك» بالأرقام في نهاية يناير (كانون الثاني) 2016.
خيوط القصَّة تجتمع في تحقيقٍ أجراه موقع FastCompany بمصادر خاصة من داخل «فيس بوك» وخارجه. وفقًا لـ«جوش ويليامز»، مؤسس شركة Gowalla الناشئة (التي استحوذ عليها «فيس بوك» ثمَّ أغلقها) وأحد المبرمجين السابقين في «فيس بوك»، تأخَّر «زوكربيرج» وزملاؤه كثيرًا في إدراك مكمن قوة «فيس بوك» وكيف يريد الناس أن يستخدموه في المستقبل، رغم توافر معلوماتٍ لديهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام: تطبيقٌ واحدٌ أزرقُ كبيرٌ لم يعُد يكفي؛ يجب على «فيس بوك» أن يفصل خدماته عن بعضها قدر الإمكان.

دَعك من الشعارات الشهيرة التي تحتل واجهة تطبيقات التواصل والمحادثات: «فيس بوك»، و«واتساب»، و«إنستجرام»؛ فرهان «زوكربيرج» الحقيقي لبناء شيءٍ أسطوريٍ يجري في الخلفية: المحتوى، وتوصيل الإنترنت لكافة سُكَّان الأرض، وخدمات الموبايل وتحويلها إلى مصدر هائل للأموال، والواقع الافتراضي.. أو أن يتجنَّب «فيس بوك» مصير «تويتر» الذي يُصارع من أجل أن يبقى في مكانه، أن يبقى فقط.

يؤمن «زوكربيرج» بما يُعرَف بـ«طريقة الهاكر» في العمل، الذي تجلَّى في شعار «فيس بوك» الأوَّل: «تحرَّك بسُرعة وحطِّم الأشياء»؛ ويبدو أنَّ «تحطيم الأشياء» يسيرُ في خطَّة مُحددة لتحقيق خمسة أهداف ستُغير وجه الإنترنت.

1. «فيس بوك» هو المصدر لا الناقل


مع كل تعقيدات الخوارزمية التي لم يكُن يتخيَّلها أحدٌ – حتى «مارك زوكربيرج» نفسه – حين أعلن موقعه «The Facebook» للمرة الأولى قبل 12 عامًا، كان نموذج عمل «فيس بوك» وعلاقته بالناشرين (المؤسسات الصحفية، والمواقع الإلكترونية، وقنوات التلفاز، و«صانعي المحتوى» بوجهٍ عام) يعتمد على أنَّ «فيس بوك» هو منصةُ تواصلٍ، يستخدمها الأفراد والشركات للوصول بـ«المحتوى» إلى الجمهور، سواءٌ أكان «الجمهور» هنا


هم «الأصدقاء» أم «القُرَّاء» أم «المشاهدين».

لم يكُن «فيس بوك» قط مُنتِج المُحتوى أو مصدره؛ وهو الأمر الذي أحدث جدلًا منذ أشهرٍ حين أُثير سؤال: لماذا لا يدفع «فيس بوك» جزءًا من أرباحه لمستخدميه – الأفراد والشركات – (مثل «يوتيوب») نظير ما يصنعونه من محتوىً يستفيد منه «فيس بوك» في الإعلانات والأرباح؟ السؤال، على المستوى النظري، مشروعٌ بالتأكيد، لكن المستخدمين كان لهم رأيٌ آخر عبَّروا عنه ببساطة: سنستمر في مشاركة المحتوى على «فيس بوك» مجانًا، وبشراهة، بل سندفع لـ«فيس بوك» ليصل المحتوى إلى مستخدمين أكثر.

الآن طوَّر «فيس بوك» (بعد تجربةٍ مع ناشرين كبار مثل «نيويورك تايمز» وBuzzFeed، و«ناشونال جيوغرافيك») خاصية «المقالات الفورية» (Instant Articles) وسيُتيحها للناشرين كافةً في مؤتمره F8 Conference في إبريل (نيسان) المقبل.

ماذا يعني هذا بالضبط؟ باختصار، لن يضطر المستخدمون إلى ترك عالم «فيس بوك» حين يضغطون على رابطٍ لمقالٍ أو خبرٍ أعجبهم، وإنَّما سيُعرَض المقال أو الخبر داخل «فيس بوك» مباشرةً بسرعة تحميل تبلغ 10 أضعاف سرعة تحميل المواقع لاعتمادها على الذاكرة المؤقتة (cache). 

ودون الدخول في تعقيدات نموذج الربح الذي سيربط «فيس بوك» بالناشرين، فإنَّ ما يعرفه الجميع (دون أن يكون في مقدورهم بالضرورة ما يسمح لهم بإيقافه) هو أنَّ الناشرين – مهما كان حجمهم – في طريقهم ليفقدوا السيطرة على محتواهم، وطُرُق عرضه، وكيفية تفاعل مُستخدمي «فيس بوك» معه؛ وهي صفقةٌ خاسرةٌ لا يملكون رفضها لأنَّ محاولاتٍ سابقةً لإيجاد بديل لـ«فيس بوك» قد باءت بالفشل.


فيس بوك يتصدر توزيع نسبة مصادر الزيارات للمواقع الإخبارية. المصدر: Mashable
في مستقبلٍ أكثر قتامةً للناشرين، وربَّما للصحافة نفسها، ستُصبح المؤسسات الصحافية والإعلامية بمثابة «قطاع إنتاج المحتوى في فيس بوك»، الذي سيحتل بدوره مكانة «رئيس التحرير» والمالك (مالك الخوارزمية وتقنية النشر) في آنٍ واحدٍ: أي ما يُعَد، في عُرف الصحافة والإعلام، سيادة شبه مُطلقة ستجعل اسم «فيس بوك» هو الأقرب والأكثر لمعانًا عند الحديث عن الأخبار والمقالات قبل منتجيها الحقيقيين.








2. «فيس بوك» يُقدم لكم: الإنترنت

في النصف الأول من عام 2014، استحوذ «فيس بوك» على فريق شركة Ascenta البريطانية بصفقةٍ كلَّفت 20 مليون دولار أمريكي. ما تخصُّص الشركة؟ إنتاج طائرات دون طيَّار (drones).

وبعد عامٍ تقريبًا، أعلن «فيس بوك» إطلاق مشروع إيصال الإنترنت مجانًا إلى المناطق النائية في الدول النامية باستخدام طائرات دون طيار، وبالتعاون مع مبادرته Internet.org، ومُقدمي خدمات الاتصالات في 38 دولة؛ ليُقدِّم مشروع Free Basics فرصة تصفُّح مواقع مُعيَّنة مجانًا، «فيس بوك» هو أهمها بكل تأكيد (أوقفت مصر والهند خدمة Free Basics بعد تشغيلها لمدةٍ قصيرةٍ).

يبلُغ تعداد سُكَّان الأرض الذين يتمتعون باتصالٍ بالإنترنت حوالي ثلاثة مليارات و400 مليون إنسان، أي 46% تقريبًا من إجمالي البشر. قد يبدو هذا الرقم ضخمًا، لكنه بالنسبة إلى «فيس بوك» ومثيلاتها من شركات التقنية التي تُبشِّر بخططٍ طموحةٍ لـ«إنترنت مجاني للجميع»، سوقٌ مفتوحةٌ تُمثِّل كل دقيقةٍ غير مُستغلَّة فيها خسارة كبيرة.


المصدر: InternetLiveStats
«فيس بوك» ليس مشروعًا خيريًا (حتَّى وإن أعلن الزوجان «زوكربيرج» التبرُّع بـ99% من أسهمهما في «فيس بوك»)، يقول الباحث «إيفجيني موروزف» في مقالٍ بموقع «الجارديان» (تجد ترجمته هنا)؛ فالفقراء سيدفعون بياناتهم الشخصية ثمنًا له، وثمنًا لرغبة «فيس بوك» في «الاندماج الرقمي» لكل إنسانٍ على الأرض، حتَّى وإن لم يستطع تحمُّل تكلفة أي شيء على الإنترنت خارج إمبراطورية «فيس بوك».

فبقصدٍ أو دون قصدٍ، يضع «فيس بوك» نفسه في موضع الإنترنت بأكمله. لديك «فيس بوك»؛ إذًا لديك إنترنت.

3. الموبايل

في عام 2014، كان السؤال الذي يؤرِّق «فيس بوك»، ومعها شركات التكنولوجيا كافةً، هو: هل يُمكن أن يُصبح عائد الاستثمار في خدمات الموبايل مُجزيًا حقًا؟

حتَّى وقتٍ قريبٍ، كان «فيس بوك» بالأساس – على الأقل في أنظار مستخدميه – هو «الموقع الأزرق» أو الصفحة الرئيسية (News Feed)، لكنه يريد من الآن أن تُعيد ترتيب معلوماتك وإدراكك لما يعنيه «فيس بوك» بصورةٍ جوهريةٍ، أقرب إلى منصَّة مُتكاملة على الأجهزة الذكية لا على أجهزة سطح المكتب (desktop).

ووفقًا للعديد من التقارير، سيُعلن «فيس بوك» في مؤتمره F8 Conference في إبريل (نيسان) المقبل عن إضافةٍ جديدةٍ لتطبيق «ماسنجر» رُبَّما تكون أكثر شيءٍ ثوريةً في عالم تطوير التطبيقات منذ إطلاق «متجر أبل» (App Store) في عام 2008: متجر لتطوير البرمجيات المُصغَّرة (Bot Store) يسمح للشركات والمُطوّرين بربط أعمالهم مباشرة بتطبيق «ماسنجر». ماذا يعني هذا؟ يعني أنَّك ستستطيع شراء وحجز كل شيء تقريبًا عن طريق «ماسنجر» نفسه؛ فعلى سبيل المثال: يُمكنك أن تطلب سيارة خاصة من Uber، وتحجز تذكرةً للسينما، وتطلب وجبةً من مطعمك المُفضَّل، وفي الأثناء تشتري أحدث ألبوم لمُطرب تُحبه.. كل هذا دون أن تفتح تطبيقًا غير منصة التواصل التي أجبر «فيس بوك» مستخدميه على الانتقال إليها بعد أن فصل خدمة المحادثات الفورية عن الاستخدامات الأخرى لتطبيق «فيس بوك».

هذه الإضافة تنضم إلى سلسلةٍ من الخواص التي أضافها «فيس بوك» إلى تطبيق الموبايل حوَّلته من مُجرَّد منصة للإعلانات ذات وصول (reach) مُرعب إلى منصة إعلان وبيع مُتكاملة، مثل: تحديثات التسوُّق (Shopping Feed)، وخدمة البحث عن المنتجات، وخواص جديدة للبيع المباشر لصفحات الشركات التي لا تستطيع بناء موقع خاص بها، والإعلان عن التطبيقات وتحميلها (الخدمة التي ضاعفت تحميل التطبيقات في الربع الأخير من عام 2015 بنسبة 196% ورفعت الإنفاق على الإعلان عن التطبيقات في العالم أجمع بنسبة 155%).


فيس بوك احتل سريعًا المركز الأول في قائمة مصادر تحميلات التطبيقات بعد إطلاق خدمة الإعلان عن التطبيقات على فيس بوك.
مثلما تنبَّأ «كريس ميسينا»، أحد مسؤولي التطوير في شركة Uber والموظف السابق بـ«جوجل»، أصبح 2016 هو عام «التجارة عن طريق المحادثات» (conversational commerce)؛ الأمر الذي قد يسمح لـ«فيس بوك» قريبًا بإعلان انتصارها التام في معركة إدرار الأموال من خدمات الموبايل (mobile monetization).


مصادر أرباح «فيس بوك» قبل الربع الأخير لعام 2015؛ والموبايل أصبح هو المصدر الأوَّل بفارق هائل عن الـdesktop.
4. سيادة عالم الفيديو

رُبَّما تندم «جوجل» كثيرًا في السنوات المُقبلة لعجزها عن بناء شبكة «تواصل اجتماعي» تستطيع أن تُزاحم «فيس بوك» (لا نحتاج هنا إلى الحديث عن فشل «جوجل بلس»).

«يوتيوب» هو، بكل تأكيد، موقع الفيديو الأوَّل على الإنترنت، لكن هل تذكُر ما قلناه في بداية التقرير عن أحلام «زوكربيرج»؟

يُهيمن «فيس بوك» على عالم الفيديو شيئًا فشيئًا؛ فقد تجاوز في أواخر عام 2014 إجمالي عدد مشاهدات «يوتيوب» للمرة الأولى.

ولم يتوقَّف الأمر منذ ذاك الوقت؛ فالآن يتجاوز مستخدمو «فيس بوك» 100 مليون ساعة من مشاهدات الفيديو كل يوم، وأعلن الموقع قبل نهاية عام 2015 تحقيق ثمانية مليارات مشاهدة يومية للفيديوهات (بزيادة تُقدَّر بـ50% في ستة أشهر فقط)؛ واكتمل بناء وجود «فيس بوك» في عالم الفيديو (الذي يدعوه الكثير من متخصصي التسويق «مستقبل الإنترنت») بإضافة طريقة عرض خاصة للفيديوهات تُميزها عن أنواع المحتوى الأخرى على «فيس بوك» وتجعل المستخدم يسترسل في المشاهدة بدلًا من الضغط على زر التشغيل بالصدفة حين يعجبه فيديو بعينه، بالإضافة إلى خواص أخرى، مثل الفيديوهات بتقنية 360 درجة.

لماذا فشلت الهند في إنتاج شركات عملاقة للتكنولوجيا مثل أبل، جوجل، فيسبوك وتويتر؟

 لماذا فشلت الهند في إنتاج شركات عملاقة للتكنولوجيا مثل أبل، جوجل، فيسبوك وتويتر؟
 حسن عادل -ساسة بوست
يخرج من التعليم الهندي الآلاف من المهندسين والمبرمجين الهنود الذين يعملون في شركات التقنية العملاقة في وادي السيليكون في أمريكا، فكيف لم نشاهد للآن شركة تقنية هندية على مستوى أبل وجوجل وفيس بوك وتويتر، مع هذا الجيش من العقول الذكية الذين يتخرجون من الجامعات الهندية كل عام؟ لقد كان طرح هذا السؤال على موقع كورا فرصة لكي يرد أفضل المهندسين الهنود عليه، وفي تقريرنا عرض لتلك الإجابات.

1- طبيعة المجتمع الهندي



يبدأ “جويديب صن” أحد مستخدمي موقع كورا كلامه بأنه يرى أن السبب في ذلك يرجع لأمور لها علاقة بالبيئة والمجتمع في الهند.

نظام التعيم في الهند: فعلى سبيل المثال في سن المراهقة إذا كان هناك شاب أو فتاة يحبون قضاء وقتهم في البرمجة ولا يجدون المتعة في أي شيء آخر مثل (العلوم أو الآدب أو الفن) إذا كان هؤلاء الشباب في الولايات المتحدة مثلا فسينتظرهم مستقبل باهر (بافتراض أن لديهم موهبة) لكن هذا لا يحدث في الهند لأن النظام التعليمي هناك سيعطيهم درجات منخفضة ولن يقتصر الأمر على ذلك بل سيصل لحدود العائلة والأصدقاء والمعلمين الذين سيدمرون هؤلاء الشباب نفسيًا، ولن أكون متفاجئًا إذا انتهى بهم الأمر محطمين.
السوق التكنولوجية الهندية ليس لها ريادة: وهذا يجعل من الصعب جدًا على أصحاب المشاريع المحلية الشابة أن ينطلقوا في أحد المجالات التكنولوجية بجانب عمالقة التكنولوجيا الموجودين منذ زمن في الأسواق.
سوق المشاريع الرأسمالية في الهند يقف خلف نظيرتها الأمريكية، خاصةً مع أمور التمويل المليئة بالمخاطر، طرق التفكير المختلفة في التعامل مع المشاريع الرأسمالية، الاختلافات الواضحة في التمويل، التركيز المبكر مع التكلفة\الايرادات.
2- الفقراء لا يحتاجون لكتابة بوست على فيس بوك


قسم “جوتام” إجابته إلى جزئين أيضًا، في الأول ذكر: أنهم في الهند ليسوا بحاجة إلى أبل أو جوجل أو فيسبوك أو تويتر.

وفي الثاني أكد أن حديثه ليس متعلقًا بعلوم الكمبيوتر أو البرمجة ولكنه يشمل كل ما له علاقة بالتكنولوجيا.

فيرى أن معظم الأجوبة السابقة على هذا السؤال كانت تُرجع السبب إلى نظام التعليم في الهند أو إلى نظام المجتمع الهندي، لكنه يرى أن السبب الوحيد الذي يمنع الشخص من البناء والتقدم في مجال ليس إلا الحاجة.

فبالنظر إلى المشاكل التي تواجهها الهند في الوقت الراهن والتي واجهتها في العقد الأخير مثل الفقر ومشاكل في الطاقة والتعليم فهم ليسوا بحاجة إلى شبكة تمكنهم من ولوج الإنترنت للبحث عن شيء ما أو إلى موقع يساعدهم في التواصل مع صديق بعيد ولكنهم بحاجة إلى إيجاد موارد وابتكار تكنولوجا جديدة خاصة بالطاقة، إيجاد سبل لجعل الناس أكثر قراءة وكتابة، إيجاد طريقة لسد جوع الفقراء.

والآن قد اخترقت لعنة الإنترنت الهند بشكل مفزع فقد أصبحت نسبة استخدام الإنترنت الآن في الهند (14.2%) بعد أن كانت العام الماضي (10.9%)، وبهذا المعدل ومع عدد السكان الكبير أصبحت الهند محتله للمركز الثالث من حيث نسبة استهلاك الإنترنت، هذا إلى جانب احتواء الهند على سوق كبيرة لبيع منتجات الإنترنت. ومع ذلك وبالنظر إلى الوقت الذي كان يجري فيه بناء فيس بوك وتويتر في الولايات المتحدة الأمريكية كان عدد كبير من سكان الهند يعانون من قطع الكهرباء بسبب نقص الطاقة.

ولذلك أرى أنه من الغباء في الأساس التكلم في هذا الموضوع. فلو أنك سألت سائق تاكسي أو حتى عاملًا بمتجر فاكهة هندي ستجد أن حياته أصعب بكثير بما لا يدع مجالًا للمقارنة بينهم وبين ذلك الشخص الذي يجلس في هارفارد (جامعة أمريكية) ويقوم هو أيضًا بالكتابة على فيس بوك دون أي إضافة تكنولوجية.. تسأل شخصًا من هؤلاء لماذا؟ سيجيبك لأنه لم يتلق أي تعليم أو لأن والده لم يكن معه المال الكافي لإطعام عائلته بالأساس.

وبالنظر إلى هذا المخطط البياني من ويكييبديا:



هذا المخطط يشير إلى نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من 2 دولار في اليوم اعتبارا من عام 2009، ففي الهند تشير النسب إلى أن 61-80 % من السكان ضمن تلك الفئة.

في بلد حيث الناس جوعى وفقراء هل تتوقع منهم التفكير في فكرة لكتابتها على موقع على شبكة الإنترنت التي ستتيح لهم التغريد والكتابه عن حياتهم اليومية؟

ومع ذلك وبالنظر إلى سيناريوهات التغيير فأنا واثق تمامًا بأنه قريبًا ستكون الهند قادرة على إنتاج منتجات تكنولوجية كبرى، والتي ستلاقي رواجًا في الأسواق الدولية وكذلك في السوق الهندية.

3- ليس هناك الكثير بين الهند وبوسطن



كان لـ”بالاجي” رأي مختلف بعض الشيء في إجابته عن هذا السؤال، فقد رأى بالاجي أن أبل وفيس بوك وتوتير وانستجرام وغيرها تأتي من مكان واحد لا يتعدى قطره 100 ميل، لذلك وبنفس المنطق يمكننا أن نطرح سؤالًا أيضا عن السبب الذي يجعل نيويورك أو بوسطن أو لوس أنجلوس غير قادرين على إنتاج شركات تكنولوجيا ضخمة تضاهي مثل هذه الشركات. لذلك لا يمكننا القول بأن الهند هي الوحيدة التي تتخلف عن وادي السليكون. وتلك بعض النقاط التي توضح الفارق بين ما يحدث في الهند وما يحدث في وادي السيليكون.

قبول الأفكار الجديدة: يعتبر وادي السيليكون هو الأفضل في العالم عندما يتعلق الأمر بتقبل الأفكار الجديدة، فقد اتخذ العديد من المستثمرين هناك مهمة تغيير العالم باعتبارها تحدٍ شخصي بالنسبة لهم، مثل إيلون ماسك أو بيتر تيل أو سيرجي برين (ساهم في تأسيس جوجل). هؤلاء عكس المليارديرات القدامى يسعون حقًا لتحدي الأوضاع الراهنة. لذلك سيكون من الصعب الحصول على مثل هذه الثقافة في مكان آخر. فعلى الرغم من أن بوسطن لديها مجموعة من أفضل الجامعات ولديها بنية تحتية ممتازة غير أن بيئتها لن تستطيع الاستيعاب عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الشركات المتمردة. كذلك الحال في الهند بل، هي أكثر تحفظًا بدرجة كبيرة من بوسطن، فهناك دائمًا اشتباه في الأشياء الجديدة خاصة عندما تكون هذه الأشياء لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وتكون محفوفة بالمخاطر.
السوق المحلية الكبيرة: فجميع الشركات الناشئة في وادي السليكون لاقت نجاحًا عظيمًا في الأسواق الأمريكية قبل أن تتوجه للخارج. ففيس بوك بعد سنة من تأسسيه كان بإمكانه إنفاق الملايين على الترويج الإعلاني. بعكس الهند الذي يعتبر سوقها صغير للغاية أمام الشركات التكنولوجية (على الرغم من النمو السريع) لذلك أعتقد أننا قادرين على إصلاح هذا الجزء من المعادلة خلال الـ10 سنوات القادمة.
العقول الذكية تتغذى على العقول الذكية: ففي الهند أذكى المهندسين والعاملين بالتكنولوجيا ليس لديهم روح المبادرة للاستقلال وتكوين شركات خاصة، وحتى في الأسر ميسورة الحال التي يمكن لأبنائها الشروع في مشاريع معتمدين على ذويهم، نجد أنهم كجيل جديد من ذوي العقول الجيدة منجذب للعمل في الشركات الكبرى. وهذا لا يختلف كثيرًا عن تفكير شباب بوسطن الذكي أيضًا والذي سيعمل في أول شركة تكنولوجيا كبرى تقبل به.
4- هرم ماسلو وتفسيره للوضع الهندي



يؤكد “جوبتا” مثل سابقيه أن كل شيء يبدأ مع التسلسل الهرمي لهرم ماسلو للحاجات الإنسانية. حيث أن الرغبة في تغيير العالم والتي تأتي في قمة المثلث لا يستطيع الإنسان تحقيقها إلا إذا تمكن من استيفاء جميع احتياجاته الأقل في هذا المثلث.

وبالنظر إلى رجال الأعمال في الهند وإذا نظرت إلى خلفياتهم الاقتصادية والاجتماعية التي ينحدرون منها فستجد أن معظمهم من الأشخاص التقليديين الذين كرسوا حياتهم للحصول على العلم وخلق حياة أفضل لأنفسهم وعائلاتهم. وعلى نقيض ذلك نجد رجال الأعمال في الولايات المتحدة، هؤلاء الذين بدأوا حياتهم العملية أثناء دراستهم الجامعية، وهذه تعتبر بداية ضخمة سواء من حيث كمية الوقت لديهم لتطوير مهارتهم، أو مستوى المخاطر التي يمكن أن يواجهوها في تلك المرحلة المميزة من العمر.

ومع ذلك فهناك عدد قليل في الهند ينحدر من خلفيات مميزة (ومنهم من يعمل بجد للوصول لمثل ذلك) ولكن ندرتهم وعددهم القليل يملي عليهم تكريس حياتهم للحفاظ على ثروات الهند والحفاظ على الوضع الراهن.






الخميس، 24 مارس 2016

حضارة سبأ عمرها أكثر من واحد وعشرين ألف سنة!!

حضارة سبأ عمرها أكثر من واحد وعشرين ألف سنة!!
فكري الهري


أكدت الكشوفات الأثرية التي أجرتها البعثات الأمريكية والكندية في اليمن للفترة (1990- 2000)، حقيقة كانت ولازالت في موضع الشك لدى الكثيرين من المؤرخين والباحثين، والتي تتعلق بعمر الحضارة السبئية (حضارة سبأ).
بينما لازال معظم المؤرخين صغارهم وكبارهم – خاصة العرب- يتبنون فكرة أن أقدم تاريخ لوجود هذه الحضارة لا يتعدى (1000 – 1500) قبل الميلاد، وهو الرأي السائد في كل المصادر التاريخية التي كتبت حتى ستينيات القرن العشرين، والتي يصرون استناداً إليها، على أن هذا هو كل ما تؤكده البحوث الأثرية..؟؟!- فهل هذا بالفعل هو ما تقوله اليوم حقائق علم الآثار؟!
الجواب على هذا السؤال، يأتينا من المصدر الرئيسي الأول، وبالتحديد من قلب المؤسسة العلمية الأولى في العالم لعلم الآثار: المؤسسة الأمريكية للتاريخ، وليس من مراجع مشبوهة أو ملفقة، وليس أيضاً من الصفحات الالكترونية التي يكتبها الهواة والمتعصبين.
تعالوا لنقرأ الإجابة التي لم تستغرق أكثر من ثلاثة أسطر فقط مما كتبه العالمان (كريستوفر ايدينز - ت. ج. ويلكنسون) في تقرير البعثتين الأمريكية والكندية، قبل ما يقارب عقد ونصف من اليوم، يقول العالمان في التقرير:
[وقد أمكن تتبع مؤشرات الحضارة السبئية الكتابية الى الفترة الممتدة بين (3600 – 21800) قبل الزمن الحاضر، بل وحتى الى تاريخ أبعد من ذلك، الأمر الذي جعل بالإمكان تقديم سجل أثري متواصل تقريباً لعدة مناطق في اليمن]- أنظر صورة الصفحة التي ورد فيها هذا النص أدناه.
هذا الكلام جاء في الصفحة رقم (1) من التقرير - الذي يشرح في الصفحات التالية تفاصيل هذا الاكتشاف- وهو كلام علمي واضح ولا يحتاج الى تأويل أو الى إثارة جدل عقيم، ومفاده – لمن لم يفهم بعد- أن: تاريخ حضارة سبأ – كتاريخ مكتوب- يعود الى أكثر من (21800) سنة قبل الزمن الحاضر، أي الى ما قبل (19800) سنة قبل الميلاد، وليس هذا فقط، بل وصار لدى علماء الآثار سجل أثري متواصل من الوثائق: (قطع أثرية/ نقوش / كتابات) لهذه الفترة العميقة والمهولة من تاريخ حضارة سبأ.
وينبغي التنويه هنا الى أن العالمين يتحدثان عن حضارة وليس عن مستوطنات بشرية بدائية، وعن حضارة كتابية وليس عن مجتمع لما قبل الكتابة، ويتحدثان عن حضارة سبأ وليس عن الأنانوكيين مثلاً..!!
[كان الباحث اليمني محمد حسين الفرح متواضعاً جداً عندما قال بأن بداية نشوء الحضارة في اليمن يعود الى (9000) سنة قبل الميلاد، وأن حضارة سبأ تعود الى (4000) سنة قبل الميلاد، وهو ما أنكره عليه الكثيرين من المؤرخين العرب واتهموه بالتعصب لليمن، وبأنه لا يستند الى دليل أثري أو علمي].
ختاماً، ولأن هذه النتائج صارت تُدَّرَس ويتلقاها الطلبة والباحثين في الجامعات الأمريكية والكندية - والأوروبية طبعاً - منذ أكثر من عشر سنوات من اليوم، فإني أعتقد بأنه آن الآوان للكثيرين منا – نحن العرب - للقيام بعملية تحديث لمعلوماتهم، أو بالأصح لاعتقاداتهم وقناعاتهم التي يهرفون بها كمسلمات وحقائق مطلقة في كل مناسبة وفي غير مناسبة..
[المصدر]: [تقرير المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية، سلسلة الدراسات المترجمة – العدد (4). والذي نشر على شكل كتاب بعنوان: [دراسات في الآثار اليمنية (من نتائج بعثات أمريكية وكندية) – إصدار المعهد الأمريكي للدراسات اليمنية، عام 2001].
[المرفقات]: [صورة غلاف التقرير + صورة الصفحة رقم (1) المقتبس منها النص والمؤشر حوله بإطار أحمر].


الأربعاء، 16 مارس 2016

هاشم الغيلي: نجم العلوم اليمني على فيسبوك

هاشم الغيلي: نجم العلوم اليمني على فيسبوك
بنجامين بلاكيت / 06-03-2016
احتاج شاب في الثامنة عشر من عمره إلى ثقة كبيرة بالنفس لمقاومة طلب والديه في البقاء في المنزل والعمل في الحقول التي تمتلكها العائلة. إذ وضع هاشم الغيلي، طريقاً جديداً لنفسه وذهب إلى الخارج للحصول على شهادة جامعية وليبدأ بذلك رحلته التي جعلت منه ناقلاً للعلوم ويحصد متابعة ما يزيد عن المليون مشاهدة على صفحته على الفيسبوك.
قال الغيلي “كل طفل في اليمن يولد ليكون مزارعاً. لذلك كان من الصعب إقناع والدي بأن طموحي يكمن في العلم.”
يقع منزل الأسرة وأراضيها، المؤلفة من حقول مدرجة على سفوح الجبال، على بعد رحلة تستغرق ست ساعات بالسيارة شمال العاصمة صنعاء. ذهب الغيلي إلى صنعاء سراً ليقوم بملء إستمارة التقدم بطلب للحصول على منحة دراسية من وزارة التربية والتعليم.
قال، مستعيداً رحلته الأولى إلى صنعاء، “لو كنت قد أبلغت والدي عن ذلك، ما كان ليوافق. لذلك قمت بالذهاب فحسب.”
أثبتت المحاولة أنها تستحق المخاطرة.
وافقت الحكومة على دفع أقساط دراسته للحصول على شهادة البكالوريوس، التي أخذها من جامعة بيشاور في باكستان، في مجال التكنولوجيا الحيوية – وهي الخطوة التي لم يدعمها والداه بشكل كامل.
بعد تخرجه، عاد الغيلي إلى اليمن، حيث عمل لفترة وجيزة في منظمة حكومية لمراقبة الجودة، ليعمل على إختبار المنتجات في إحدى المختبرات.
وبعد بضعة أشهر سافر مرة أخرى. هذه المرة، بهدف الدراسة للحصول على شهادة الماجستير في جامعة جاكوبس في ألمانيا بعد أن حصل على منحة من هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية DAAD.
في النهاية، أدرك والداه بأنه لن يكون مزارعاً. قال خالد عبدالله، صديق وزميل الغيلي في جامعة جاكوبس، “في الثقافة اليمنية، من الصعب حقاً أن تتصرف بالضد من رغبة والدك. لكن والده قد أصبح شخصا ً آخر اليوم، فشقيق هاشم يدرس الآن أيضاً للحصول على شهادة البكالوريوس، وهو دليل على أنهم يرون في قصة هاشم نجاحاً.”
الآن، يشجع والدا الغيلي طموحاته. ويأمل هو في أن تشجع قصته الشباب العرب غيره ممن يكافحون من أجل تحقيق التوازن بين ما تريد أسرهم منهم أن يقوموا به فيما يتعلق بأهدافهم الخاصة بهم.
قال الغيلي “في اليمن والشرق الأوسط، إذا ما كان أولياء الأمور يريدون منك الذهاب إلى الجامعة، فإنهم عادة ما يريدون منك دراسة الطب أو الهندسة. لكن إذا ما كانت لديك إمكانيات في مجال آخر، فلا تتردد في خوضها. كن جريئاً، وغامر ولا تنظر إلى الوراء.”
إن الثقة بالنفس التي يتمتع بها الغيلي هي الصفة التي ساعدته في التألق كناقل للعلوم.
بعد تخرجه من جامعة جاكوبس، في سن الـ25، أصبح نائب رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة مرصد المستقبل، المجلة التي تغطي الإبتكارات في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
كما يدير أيضاً صفحته الخاصة على موقع الفيسبوك، والتي تنشر باللغة الإنجليزية. يتابع الصفحة أكثر من 2.8 مليون شخص ولا زالت تنمو. تسعى الصفحة لشرح العلوم للقراء العاديين وحملهم على الإهتمام بالعلم والتحدث عنه. يمتاز جمهور صفحته بكونه أكثر دولية من صفحة الباحثون السوريون، الصفحة المماثلة باللغة العربية، على الرغم من إمتلاك الغيلي لمتابعة عربية كبيرة.
قال الغيلي “غالبية المتابعين من الولايات المتحدة الأميركية، لكن مع ذلك، فإنني أمتلك الكثير من المتابعين من مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، والعراق أيضاً.”
يقوم الغيلي بتصميم ونشر الرسوم البيانية، ومقاطع الفيديو، ومحتويات أخرى حول مواضيع تتراوح من الضمادات المكافحة للعدوى وحتى علم النفس. قال “في أسوأ الأيام، تنال الصفحة 10.000 إعجاب. لكن في الأيام الجيدة تحصد الصفحة بحدود الـ100.000 إعجاب.”
قال رولاند بنز، أستاذ التكنولوجيا الحيوية بجامعة جاكوبس و المشرف على الغيلي، إنه “كان من الواضح، ومنذ بداية العمل مع الغيلي، بأنه محاور محترف. لقد كان قادراً على تلخيص وعرض البيانات المعقدة بطريقة ممتازة. وعندما نتناقش في مسائل العلوم نكون على قدم المساواة، بحيث أنك لا تشعر بأنه حوار بين طالب ومعلمه.”
عندما تخرج الغيلي بحصوله على شهادة الماجستير، أراد بنز إبقاءه في المختبر. لكن الغيلي ليس ذلك الشخص الذي يتبع رغبات الآخرين.
قال بنز “كان عليه أن يختار بين القيام بممارسة العلوم ووصفها، وهو ما يقوم به الآن بشكل جيد حقاً.”
يبدي بنز فخره بما يحققه الغيلي كناقل للعلوم. قال “إنها وظيفة مهمة، فالجمهور يحتاج لفهم العلوم، وأشخاص مثله يقومون بمساعدتهم. فمن أجل القيام بذلك، تحتاج لأن تكون واثقاً مما تقوله. وهو كذلك بالتأكيد.”
لكن هذا لا يعني بأن الجميع يتابعون صفحة الغيلي على الفيسبوك هم من محبيها – فهو يقضي الكثير من الوقت في حذف المتصيدين عبر الإنترنت. قال الغيلي “لقد بدأت بتلطيف التعليقات الفظيعة وغير المحترمة. وسأستمر بحظر الأشخاص، وهذا يستغرق الكثير من الوقت، لكن الأمر يستحق ذلك في النهاية.”

يريد الغيلي لصفحته أن تكون قوة من أجل الخير. فمن الأسباب التي دفعته للبدء بالنشر عن العلوم والتكنولوجيا هي رؤيته المستمرة للأخبار السيئة فقط من المنطقة على صفحته على الفيسبوك. قال “هنالك الكثير من السلبية. لذا اعتقدت إنها ستكون فكرة جيدة للناس عندما يسجلون دخولهم إلى الموقع ليروا شيئاً إيجابياً ولو لمرة واحدة في اليوم على الأقل.”