الاثنين، 22 سبتمبر 2008

المخزون المعلوماتي على شبكة الانترنت

خلال السنوات القليلة الماضية خطت البشرية خطوات هائلة في مجال تقنية المعلومات والنشر الالكتروني أو ما يسمى بعملية استرجاع وعرض وإدخال وتبادل المعلومات إلكترونيا عن طريق الشبكات " مثل الإنترنت"، أو عن طريق الوسائط " الأقراص المدمجة" ويتميز النشر الالكتروني والتبادل المعلوماتي بإمكانيات اختزان كميات هائلة من المعلومات ,مع انخفاض تكلفة الاختزان ,وهما أهم ما يميز نظم الأقراص المكتنزة من وجهة نظر المكتبات ومنتجي المعلومات، ومن وجهة نظر تطبيقية بحتة، فإن الأقراص المكتنزة المحملة بالمعلومات يمكن أن تحل محل أكوام من الورق، بحيث يمكن اختزان ما يعادل مليون صفحة من المواد المقروءة آلياً وبوقت لا يزيد عن دقيقة واحدة.
أرقام فلكية
وتقدر حجم البيانات والمعلومات المخزنة على شبكة الانترنت من النصوص والمواد المرئية والمسموعة وغيرها حوالي 256تيرابت (تيرا بايت =مليار جيجا بايت ) حسب تقديرات يونيو 2004م كما أوردت مجلة ذي ايكونوميست ) هذا ما تحتويه الشبكة أما ما تحتويه الأجهزة الشخصية والأجهزة التقنية الأخرى وأجهزة الشركات والبنوك والقطاعات العسكرية والمعلوماتية وجميع القطاعات غير المرتبطة بالشبكة أو أنها مرتبطة بشبكة محلية فيقدر بنصف حجم الشبكة وان كان بعض الخبراء يرها أكثر من ذلك
أما التقديرات التي يتوقع أن تصل إليها السعة المتاحة على مستوى العالم لتخزين البيانات والمعلومات إلكترونيا , ستزداد لتبلغ 988 إكزابايت (الإكزابايت يساوي 54,9*10-7 بيتابايت) بحلول عام 2010 م وفقاً لتقرير جديد أصدرته مؤسسة أبحاث "آي.دي.سي" العالمية المتخصصة وعرضته مجلة "عالم الحاسوب".وهي أرقام فلكية تحتاج إلي أضعاف غابات الأمازون والكونغو لكي يتم حفظها على ورق مصنوع من أشجار الغابات .
وكان العالم قد شهد نمواً هائلاً في كمية البيانات والمعلومات المخزنة، إذ تقدر آي.دي.سي أن حجم هذه البيانات قد نما عالمياً من 5 إكزابايتات عام 2000 إلى 161 إكزابايتاً عام 2003، وهذا يعادل 12 كومة كتب تمتد كل منها لأبعد من 93 مليون ميل (150 مليون كلم) وهي المسافة بين الأرض والشمس.
وتقدر المؤسسة أنه في عام 2010 ، سيشهد العالم نمواً في البيانات والمعلومات تتجاوز السعة المتاحة و تتنبأ آي.دي.سي أن يتم إنتاج نحو 70% من العالم الرقمي بواسطة الأفراد.
الرسائل الالكترونية أيضا
تعتبر الرسائل الالكترونية الأكثر استخداماً من ضمن خدمات شبكة الإنترنت حيث تشير الإحصاءات إلى أنها تمثل 30-40% من مستخدمي الإنترنت حالياً والذين يقدر عددهم بأكثر من مليار وربع المليار شخص يستعملونها من أجل البريد الإلكتروني.
وتذكر الإحصاءات أن عدد رسائل البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يفوق بكثير عدد رسائل البريد العادي (9،3 تريليون رسالة بريد إلكتروني للعام 1998م، مقابل 107 مليار رسالة بريد عادي). وهذا يعني ببساطة أن استخدام البريد الإلكتروني لم يعد مقتصراً على المحترفين والمتخصصين في الكمبيوتر بل إنه طال سائر الفئات الاجتماعية.
وتشير الإحصاءات التقديرية إلى أن عدد الرسائل التي تبادلها مستخدمو الإنترنت عبر البريد الإلكتروني في العام الماضي قد فاق الستة بلايين رسالة، حيث أن معظم مستخدمي البريد الإلكتروني يستخدمونه مرات عديدة بشكل يومي وظهر مؤخراً ما عرف بإدمان البريد الإلكتروني وهو وصف لحالة الإسراف وقضاء وقت طويل في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني.
وفي عام 2006 احتلت رسائل البريد الإلكتروني بين الأفراد -دون احتساب البريد التطفلي- نحو 6 إكزابايتات أو 3% من بيانات العالم .وحسب أخر إحصائيات بلغ عدد الرسائل الالكترونية 40مليار رسالة الكترونية يوميا.
انفجار معلوماتي
يقول جون غانتز نائب رئيس مؤسسة آي.دي.سي إن النمو الضخم والكم الهائل لمختلف أشكال المعلومات التي يتم توليدها من أماكن ومصادر لا تحصى، يمثل أكثر من مجرد انفجار معلوماتي كوني غير مسبوق قياسياً.
ومن منظور تقني ستحتاج مختلف المؤسسات والمنظمات إلى توظيف تقنيات أكثر تقدماً وتعقيداً من كل ما سبقها، لنقل وتخزين وتأمين واستنساخ المعلومات المستجدة التي تتولد يومياً.
وفي سياق متصل أيضاً تقول مؤسسة الأبحاث "ذي إنفو برو" إن متوسط كمية البيانات والمعلومات الناجمة عن المشروعات الصغيرة أو المتوسطة قد نما 50 مرة تقريباً في نفس الفترة المشار إليها أعلاه,ومع هذا تتجه شركات كبرى كجوجل وأمازون لإدخال ملايين الكتب على الشبكة العنكبوتية .
ويتضح مما سبق مقدار حجم البيانات المعلومات الهائل المخزنة على الشبكة العالمية وعلى أجهزة الحاسوب المختلفة والشبكات المحلية , بحيث تصبح عملية نشرها من خلال الطرق التقليدية عملية صعبة ومعقدة قد تودي إلي استهلاك باقي غابات العالم ونحتاج إلي أضعاف الغابات المتوفرة أصلا و رغم ارتفاع الاستهلاك العالمي من الورق إلا أن النشر الالكتروني استطاع التخفيف إلي حد كبير من الاستهلاك الجنوني للورق .
فكم من الرسائل الالكترونية التي يتم إرسالها حول العالم عبر الشبكة العنكبوتية والتي كانت تستخدم البريد العادي وهو ما خفض عملية استخدام الورق في البريد.
أما التجارة الالكترونية فإنها أصبحت السمة البارزة لهذه الشبكة فمع بلوغ عام 2009 م يقدر أن يصل حجم التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت إلى أكثر من 10تريليون دولار أي بنمو سنوي مركب مقداره 66%.

م /عمر الحيـــــــــــــــاني
Omer_naje@yahoo.com
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
نشرت بمجلة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات عدد رقم 87 -2008م

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

غوغل تبني أسطولا من الحواسيب في البحر

موقع الجزيرة
نشرت تايمز أن غوغل تدرس نشر حواسيب عملاقة ضرورية لتشغيل محركات بحث الإنترنت من بوارج راسية على بعد 11 كلم من الشاطئ.
وتستخدم "مراكز البيانات المتمركزة في الماء" طاقة الأمواج لتشغيل وتبريد الحواسيب، بما يقلل تكاليف غوغل.
كما أن وضعها بعيدا عن الشاطئ يعني أيضا أن الشركة لن تعد مضطرة لدفع ضرائب ملكية على مراكز بياناتها المنتشرة بأنحاء العالم بما في ذلك بريطانيا.
وأوضحت الصحيفة أن زيادة عدد مراكز البيانات اللازمة لمجاراة فيض المعلومات الضخمة المتولدة على المواقع الرائجة، قد حث الشركات على البحث عن أفكار ثائرة لتقليل تكاليف إدارتها.
وقالت إن الحواسيب العملاقة الموضوعة في مراكز البيانات تستهلك كميات هائلة من الكهرباء لضمان عدم سخونتها أكثر مما ينبغي، ومن ثم يصبح الإنترنت غير صديق للبيئة.
وأشارت تايمز إلى دراسة حديثة لشركة استشارية جاء فيها أن مراكز البيانات استهلكت 1% من كهرباء العالم عام 2005. وتنبأت أنه بحلول عام 2020 ستكون بصمة الكربون الناتج عن الحواسيب التي تشغل الإنترنت أكبر من تلك الناجمة عن الملاحة الجوية.
وفي محاولة للتغلب على المشكلة أيضا، بحثت مايكروسوفت في بناء مركز بيانات في المناخات الباردة لسيبريا، بينما في اليابان تخطط شركة صن مايكروسيستمز لإرسال حواسيبها إلى داخل منجم فحم مهجور مستخدمة الماء الموجود بالأرض للتبريد.
وقالت صن إنها بذلك يمكن أن توفر تسعة ملايين دولار من تكاليف الكهرباء في السنة واستخدام نصف الطاقة التي يحتاجها مركز البيانات إذا كان على مستوى الأرض.
وذكر خبراء في مجال التقنية أن فكرة غوغل كانت حلا غير متوقع لكنه إبداعي.
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف أُثيرت عما إذا كان بإمكان بوارج غوغل مقاومة ظاهرة كالأعاصير البحرية.