الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

الانترنت في رمضان ..........عبادات وعلم

الانترنت في رمضان
عبادات وعلم

عمر الحياني
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين -
نشرت بمجلة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات عدد سبتمبر2010م

كل عام وانتم بخير بحلول  ضيف عزيز ومحطة إيمانية تتجلى شعاع نورها على قلوب المؤمنين ويعم الهدوء والسكينة أفئدة المتقين  فيعم الخير وتحل البركات وتعمر المساجد بالإيمان والذكر .
ما أعظم ديننا الإسلامي كله بركات وخيرات  لا تفارقنا فكل صلواتنا  اليومية محطات إيمانية  وكل جمعة لنا عيد وعطلة أسبوعية نتوقف فيها للتزود والاسترشاد وكل سنة ننتظر زاد التقى  في شهر  رمضان قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183] إنها تجليات الروح المؤمنة التي لا تزال تتقرب إلي الله بالعبادات وتتزود بالإيمان طوال الوقت  لتكون المحطة الأخير رحلة الحج , وليكون عمر المسلم كله عبادات وطاعات .

النت و التكنولوجيا في رمضان

مع بزوغ عصر الثورة المعلوماتية غزت التكنولوجيا بيوتنا ومجالسنا وجيوبنا وراحلتنا وأصبحت تشكل ضرورة عصرية  , ولكنها سلبت منا  الشعور الروحاني والإيماني بجماليات الشهر الكريم ونورانياته , فالفضائيات جعلت من رمضان موسم سباق  تنفق المليارات في سبيل كسب ود الصائمين وإمتاعهم بالغث والسمين  .
أما الانترنت فإنها إصابتنا بالإدمان ,ومع ذلك لسنا دعاة مقاطعة التكنولوجيا , بل  نشجع على ارتياد هذا العلم الجديد والاحتكاك بالعالم الافتراضي , الذي حول العالم لشبكة واحدة من التواصل والمعرفة والتعليم والإعلام والتجارة ,ولكن يجب الموازنة في استخدامها . فالشبكة السحرية الانترنت خدمت البشرية بكل إبداعاتها وقربت إلينا بحور من المعلومات  الرقمية , حتى أصبحنا لا نطيق الجلوس يعيدا عنها سواء في عملنا أو منازلنا .
الانترنت شبكة مفتوحة لكل شخص ليشارك فيها برأي, فكر , معرفة ....الخ فالويكي أصبح مفتوح الذراعين لكل شخص ليعبر بكل ألوان الطيف وكل تقسيمات النفس البشرية خيرها وشرها , ولكننا يجب أن نجعل من رمضان موسم ومحطة إيمانية نربي فيها أنفسنا على خير العمل  الصالح  والأخلاق الرفيعة,  فإذا أخذتك الخلوة على شاشة الحاسوب فاعلم أن كل  إنسان مسئول عن كل لفظ ينطقه أو كلمة يكتبها  (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) سورة ق الآية 18‏.
 فالمواقع والمنتديات اليوم أصبحت وسيلة للقدح والمدح والذم وغرس بذور الكراهية والتفرقة  بين المسلمين , وكأننا أصبحنا بلا أخلاق ولا ضمير , اليوم أصحاب النفوس المريضة تنفث سمومها  عبر جيش من هواة النفاق  لزرع الكراهية بين أبناء البلد الواحد  , نقول لهؤلاء هاهو رمضان على الأبواب يفتح أبوابه للتوبة من اللغو وسيئات  الأخلاق ,والتوجه نحو كل خير وتقوية النفوس بالحب والتواصل وكلمة الخير .
وبدلا عن ذلك ندعوك لتكريس الوقت في تلاوة القران عبر الانترنت والتفاسير و قرأة الكتب الالكترونية والعلمية المفيدة خلال أيام رمضان فرمضان فرصة لتزكيتها وتعليمها ومراجعة ما قد غاب عنها وسط انشغال الإنسان بطلب الرزق طيلة العام وكم كانت تجربة آبائنا مدهشة ومثيرة عندما كانوا يعملون طيلة أيام العام وقبل رمضان بأشهر يستعدون لهذا الشهر استعداد خاصا , ومادام أنت موظف فلا باس من اخذ جزء من الإجازة السنوية وتمضية أيام شهر  رمضان في الطاعات وزيارة الأرحام والتعبد واخذ قسط من التأمل والتفكر فهي عبادة منسية .
فالتكنولوجيا سهلت لنا كثير من الطاعات فما أجمل أن نقرا القران من خلال صفحات الفلاش عبر الانترنت واليك موقع لذلك http://www.quranflash.com/quranflash.html أو أنزلة على جهازك ولا تنسى أن يكون لديك برنامج فلاش فلا يعمل المصحف بدونه  وهناك بعض المصاحف صوت وصورة , طريقة أخرى لك أن تعمل على الاستماع للقران عبر الانترنت عبر مجموعة من القراء فهو أجمل لشهر القران .
أما في حالة امتلاكك لتلفون جوال حديث تستطيع إنزال القران كاملا وقرأته من جهاز التلفون أو الاستماع إلية وخاصة أجهزة نوكيا عبر موقعها (https://store.ovi.com )حيث تحتفل نوكيا بشهر رمضان عبر إنزال مجموعة من البرامج الرمضانية وتشمل باقة رمضان لهذا العام 7 تطبيقات، هي «القرآن الكريم»، وهو بالخط العثماني وله إضافات ممتعة في البحث والانتقال والتكبير  و«مواقيت الصلاة»، ل1000 مدينة في 200دولة حول العالم و«الحديث النبوي»، و«بيوت الله»، عبر تحديد أماكن المساجد  و«أرابيكا»، لتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها و«مذكر»،خصص للبحث والترجمة لمجموعة من الأذكار  و«مكة والمدينة» مخصص للذاهبين لأداء العمرة والحج كدليل على أماكن الشعائر الإسلامية .
وتتضمن التطبيقات مزايا جديدة، مثل تلاوة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بقراءات عدة، بحيث يمكن للمستخدم تحميل صوت القارئ المفضل له بشكل منفصل على شكل ملفات MP3, كلها برامج بإمكانك إنزالها عبر الرابط السابق فهي خدمة لزبائنها المسلمين , أو عبر موقع قران فلاش فهو الآخر تتوفر فيه نسخة من القران بطريقة
الكترونية  مخصصة لأجهزة التلفونات الجواله .

جوجل يحتفل برمضان (Google celebrates Ramadan)
يقدم  محرك البحث Google مجموعة فريدة من الأدوات التي صُممت لشهر رمضان . حيث يمكنك الوصول إلى مواعيد الصلاة وحساب الزكاة مباشرة من صفحة Google الرئيسية. لقد قامت Google بطرح مجموعة من الأدوات والسمات الخاصة برمضان والتي يمكنك إضافتها إلى صفحة iGoogle الخاصة بك، وهي صفحة Google الرئيسية التي يمكن تخصيصها لتشاهد جوجل رمضان على الصفحة الرئيسية لجوجل . عبر iGoogle يمكن للمستخدمين تخصيص صفحتهم الرئيسية على الإنترنت بإضافة أدوات وقوالب تعزز تجربة تصفح الشبكة من خلال جلب المحتوى ذو الأهمية للمستخدم إلى صفحته الرئيسية. والآن يمكنك الاختيار من بين سمتين لتزيين صفحة Google الرئيسية وإضافة 6 أدوات جديدة مخصصة لشهر رمضان المبارك (القران الكريم – مواعيد الصلاة – الطبخ – احتساب الزكاة –نصيحة اليوم – العد التنازلي للوقت ) بالإضافة إلى 30 سمة أخرى باللغة العربية.
أما هواة تصفح الشبكات الاجتماعية فلها  فوائد جمة فكم صديقا بعيد عنك وجدته على صفحات الفيسبوك وتناقشت وتواصلت معه, لذا يجب أن نستخدمها بما ينفعنا وما أفضل عندما تكون في تبادل العلوم والمعارف والمعلومات فالانترنت  كان الهدف الأساسي لاختراعه التواصل العسكري والعلمي أولا  وليس لقضاء الوقت فيما لا طائل منه .
عندما جلس مارك جوكربيرج امام شاشة الكمبيوتر في حجرته بمساكن الطلبة في جامعة هارفارد الامريكية العريقة، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الانترنت، كان لديه هدف واضح، وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم.
لم يفكر جوكربيرج، الذي كان مشهورا بين الطلبة بولعه الشديد بالانترنت، بشكل تقليدي. مثلا لم يسع إلى إنشاء موقع تجاري يجتذب الإعلانات، أو إلى نشر أخبار الجامعة أو .. ببساطة فكر في تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن مثل هذا التواصل، إذا تم بنجاح، سيكون له شعبية جارفة.

جوكربيرج حقق نجاحا سريعا في وقت قصير,واطلق جوكربيرج موقعه "فيس بوك" في عام 2004، وكان له ما أراد.
واليوتيوب تستخدمه الجامعات الأمريكية لعمل برامج علمية بكل جديد العلم ليقوم المتخرجون القداماء بمتابعة هذه الدروس والمحاضرات ليكونوا على تواصل مستمر مع العلم .
أخيرا الانترنت يحمل الخير ولكنة قد يحمل السيئات لمن يعمل على ذلك , ورمضان  يجب أن يكون بعيدا عن اللغو والقذف والكراهية والانفصالية التي أصبحت تعج بها بعض المواقع من بعض النفوس المريضة .
فالانترنت أصبح وسيلة للعلم والتجارة والإعلام  والمعرفة والترفية كلها في بوتقة فمن يستفيد يفيد ومن يطلب حامض العنب يشرب منه وكل طالب وله طلب فليكن طلبنا عذب زلال .
رمضان مبارك لكل قراء مجلتنا ولشعبنا وقيادته ولامتنا.



الجمعة، 20 أغسطس 2010

خسرنا العلماء ....وربحنا السيليكون. أحلام مستغانمي

خسرنا العلماء ....وربحنا السيليكون. أحلام مستغانمي


خبر صغير أيقظ أوجاعي......

لا شيء عدا أنّ الهند تخطّط لزيادة علمائها، وأعدَّت خطّة طموحاً لبناء قاعدة من العلماء والباحثين لمواكبة دول مثل الصين وكوريا الجنوبية في مجال الأبحاث الحديثة.

لم أفهم كيف أنّ بلداً يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر الْمُدْقِع، يتسنّى له رصد مبالغ كبيرة، ووضع آلية جديدة للتمويل، بهدف جمع أكبر عدد من العلماء الموهوبين من خلال منح دراسيّة رُصِدَت لها اعتمادات إضافية من وزارة العلوم والتكنولوجيا، بينما لا نملك نحن، برغم ثرواتنا المادية والبشرية، وزارة عربية تعمل لهذه الغاية، (عَدَا تلك التي تُوظّف التكنولوجيا لرصد أنفاسنا)، أو على الأقل مؤسسة ناشطة داخل الجامعة العربية تتولّى متابعة شؤون العلماء العرب، ومساندتهم لمقاومة إغراءات الهجرة، وحمايتهم في محنة إبادتهم الجديدة على يد صُنَّاع الخراب الكبير.

أيّ أوطان هذه التي لا تتبارى سوى في الإنفاق على المهرجانات ولا تعرف الإغداق إلاّ على المطربات،

فتسخو عليهنّ في ليلة واحدة بما لا يمكن لعالم عربي أن يكسبه لو قضى عمره في البحث والاجتهاد؟

ما عادت المأساة في كون مؤخرة روبي

تعني العرب وتشغلهم أكثر من مُقدّمة ابن خلدون،

بل في كون اللحم الرخيص المعروض للفرجة على الفضائيات،

أيّ قطعة فيه من "السيليكون" أغلى من أي عقل من العقول العربية المهددة اليوم بالإبادة.

إن كانت الفضائيات قادرة على صناعة "النجوم" بين ليلة وضحاها، وتحويل حلم ملايين الشباب العربي إلى أن يصبحوا مغنين ليس أكثر، فكم يلزم الأوطان من زمن ومن قُدرات لصناعة عالم؟

وكم علينا أن نعيش لنرى حلمنا بالتفوق العلمي يتحقّق؟

ذلك أنّ إهمالنا البحث العلمي، واحتقارنا علماءنا، وتفريطنا فيهم هي من بعض أسباب احتقار العالم لنا.

وكم كان صادقاً عمر بن عبدالعزيز (رضي اللّه عنه) حين قال: "إنْ استطعت فكن عالماً. فإنْ لم تستطع فكن مُتعلِّماً. فإنْ لم تستطع فأحبّهم، فإنْ لم تستطع فلا تبغضهم". فما توقَّع أن يأتي يوم نُنكِّل فيه بعلمائنا ونُسلِّمهم فريسة سهلة إلى أعدائنا، ولا أن تُحرق مكتبات علمية بأكملها في العراق أثناء انهماكنا في متابعة "تلفزيون الواقع"، ولا أن يغادر مئات العلماء العراقيين الحياة في تصفيات جسدية مُنظَّمة في غفلَة منّا، لتصادف ذلك مع انشغال الأمة بالتصويت على التصفيات النهائية لمطربي الغد.

تريدون أرقاماً تفسد مزاجكم وتمنعكم من النوم؟

في حملة مقايضة النفوس والرؤوس، قررت واشنطن رصد ميزانية مبدئية تبلغ 160 مليون دولار لتشغيل علماء برامج التسلُّح العراقية السابقين، خوفاً من هربهم للعمل في دول أُخرى، وكدفعة أُولى غادر أكثر من ألف خبير وأستاذ نحو أوروبا وكندا والولايات المتحدة.

كثير من العلماء فضّلوا الهجرة بعد أن وجدوا أنفسهم عزلاً في مواجهة "الموساد" التي راحت تصطادهم حسب الأغنية العراقية "صيد الحمَام". فقد جاء في التقارير أنّ قوات "كوماندوز" إسرائيلية، تضم أكثر من مئة وخمسين عنصراً، دخلت أراضي العراق بهدف اغتيال الكفاءات المتميزة هناك.

وليس الأمر سرّاً، مادامت مجلة "بروسبكت" الأميركية هي التي تطوَّعت بنشره في مقالٍ يؤكِّد وجود مخطط واسع ترعاه أجهزة داخل البنتاغون وداخل( سي آي إي)، بالتعاون مع أجهزة مخابرات إقليمية، لاستهداف علماء العراق.

وقد حددت المخابرات الأميركية قائمة تضمّ 800 اسم لعلماء عراقيين وعرب من العاملين في المجال النووي والهندسة والإنتاج الحربي. وقد بلغ عدد العلماء الذين تمت تصفيتهم وفق هذه الخطة أكثر من 251 عالماً. أما مجلة "نيوزويك"، فقد أشارت إلى البدء باستهداف الأطباء عبر الاغتيالات والخطف والترويع والترهيب. فقد قُتل في سنة 2005 وحدها، سبعون طبيباً.

العمليات مُرشَّحة حتماً للتصاعُد، خصوصاً بعد نجاح عالم الصواريخ العراقي مظهر صادق التميمي من الإفلات من كمين مُسلّح نُصِبَ له في بغداد، وتمكّنه من اللجوء إلى إيران. غير أن سبعة من العلماء المتخصصين في "قسم إسرائيل" والشؤون التكنولوجية العسكرية الإسرائيلية، تم اغتيالهم، ليُضافوا إلى قائمة طويلة من العلماء ذوي الكفاءات العلمية النادرة، أمثال الدكتورة عبير أحمد عباس، التي اكتشفت علاجاً لوباء الالتهاب الرئوي " سارس"، والدكتور العلاّمة أحمد عبدالجواد، أستاذ الهندسة وصاحب أكثر من خمسمئة اختراع، والدكتور جمال حمدان، الذي كان على وشك إنجاز موسوعته الضخمة عن الصهيونية وبني إسرائيل.

أجل خسرنا كل شيئ .. ولكن البركة في السليكون