الخميس، 31 ديسمبر 2009

موقع كارل بوبر في الثقافة العلمية

موقع كارل بوبر في الثقافة العلمية

2009-12-28

د.الطيب بوعزة - العرب

يَعُد الكثير من الباحثين كارل بوبر أكبر فلاسفة العلم في القرن العشرين، وهذا الوصف في نظري لا يخلو من مبالغة مفرطة، لكن إذا أنقصنا منه مقدار المبالغة فإن الباقي يكفي لأن يشير إلى حقيقة لا مراء فيها ولا جدال، وهي مكانة كارل بوبر في أبحاث فلسفة العلوم، وفرادة طرحه في تحديد دلالة العلم ومعيار تمييزه. إلا أنه لمقاربة هذا الطرح وإبراز هذا التميز والفرادة نحتاج إلى استحضار السياق الثقافي والشرط المعرفي الذي اكتنف ظهور نظريته.

لقد عاش كارل بوبر السنوات الأولى لنشأة حلقة فيينا، تلك الحلقة التي تأسست حول موريس شليك. ومن الملاحظ أن ثمة شرطا تاريخيا غالبا ما يغيب في الدراسات المتناولة لهذه الجماعة، حتى تلك التي اهتمت بتحديد المؤثرات التي أسهمت في تأسيس وعيها الأبستمولوجي، وأقصد بهذا الشرط أن النخبة المثقفة في النمسا -ومن ضمنها مفكرو حلقة فيينا- كانت تستشعر سؤالا تاريخيا مقلقا، وهو تخلف النمسا علميا بالمقارنة مع ألمانيا. فهذا التخلف شكل داخل وجدان المثقف النمساوي انفعالا نفسيا وانبهارا بالتقدم والخطاب العلمي المنتج له. وهذا الانبهار هو ما يفسر لنا الرؤية الحسية المفرطة التي انساقت إليها هذه الحلقة، والتقدير المبالغ للخطاب العلمي وطرائقه المنهجية في التفكير ومقاربة الوجود. فقد كان سؤال تأسيس معيار لتمييز الخطاب العلمي عن غيره سؤالا مركزيا عند حلقة فيينا، لكن المناخ المتخلف عن مرتبة التقدم العلمي الذي عانت منه النمسا وقتئذ، إضافة إلى شروط معرفية وثقافية أخرى لا مجال للتفصيل فيها الآن، خلص بهم إلى تسطير إجابة متطرفة جدا، حيث انتهى أقطاب الحلقة إلى تأسيس نظرية «سميوطيقية» تختزل الخطاب العلمي عن العالم في الخطاب القائم على المطابقة الدلالية الحسية لمنطوقاته، أي معايرتها بشرط التطابق مع الواقع.

في سياق هذا المناخ الباحث عن معيار لتمييز ما هو علم عما ليس بعلم تبلور فكر بوبر، وهيمن سؤال المعيار هذا على انشغالاته الفكرية، ليخلص به إلى إجابة جديدة متمايزة عما انتهت إليه حلقة فيينا.

فما العلم حسب بوبر؟ وما الذي يميز الخطاب العلمي عن غير من أشكال وأنماط الخطاب المعرفي التي ينتجه الإنسان؟

للإجابة على هذا الاستفهام لابد من البدء أولا بموقف بوبر من إشكال الاستقراء، فقد كانت مسألة الاستقراء والإشكالات المنهجية التي طرحها في تاريخ العلم والفلسفة نقطة انطلاق تفكيره وأرضية تأسيس مشروعه الأبستمولوجي. ففي كتابه الأشهر «منطق البحث» Logik der Forschung الذي سيترجم، إلى الإنجليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات ومن ضمنها اللغة العربية، مع تغيير في عنوانه إلى «منطق الاكتشاف العلمي»، نلاحظ تركيزا واضحا على بحث المسألة الاستقرائية ومناقشة النقد الهيومي لها. ومن المعلوم أن هيوم انتهى إلى القول بأن الاستقراء لا يقبل التبرير العقلي، فبما أن السببية هي مجرد عادة ذهنية ناتجة عن اقتران، وليس لها أية حقيقة أنطلوجية على مستوى الواقع، فإن المعرفة العلمية التجريبية هي -بسبب ارتكازها على السببية- لا يمكن أن نزعم لها صفة الحقيقة.

هذه الشكية الهيومية لم يقبلها بوبر، مثلما لم يقبل النزوعات الشكية عامة، تلك التي تنتهي إلى موقف شاك في وجود العالم ذاته. بل إن بوبر يستهجن حتى ذلك النقاش الذي ساد الفلسفة حول وجود العالم، حيث يؤكد ساخرا من هذا الموقف الشكي أن النقاشات التي شهدها تاريخ الفكر الفلسفي حول وجود العالم هي «أكبر فضائح الفلسفة»، فمجرد طرح وجود العالم محل استفهام وشك هو ليس بحثا معرفيا بل لا يستحق وسما آخر غير الفضيحة.

لذا يؤكد بوبر -ضدا على الشكية- أن العالم موجود، وأن المعرفة العلمية هي بالأساس معرفة هذا العالم. لكن بوبر لا يصل إلى القول بأن هذه المعرفة تبلغ إلى معرفة حقيقة الوجود/العالم ذاتها. بل إنه يقترب هنا -كما يقول الفيلسوف الفرنسي جاك بوفريس- من المفهوم الكانطي للمعرفة المحدودة بحدود عالم الظاهر وعدم بلوغها إلى «الشيء في ذاته». فكما يقول الفيلسوف الإغريقي هيراقليط «إن الطبيعة تحب الاختفاء». وهذه الحقيقة المختفية حسب كانط وبوبر لا سبيل إلى إظهارها وكشفها تماما.

لكن هذه العلاقة المعرفية الواصلة بين الذات والعالم في المعرفة البشرية -ومن ضمنها نمط المعرفة العلمية- يذكرنا بالمفهوم الفلسفي للحقيقة القائم، منذ الأفلاطونية، على نظرية المطابقة، والذي سيشن عليه هيدغر حملة نقدية شديدة مقدما مفهوم الانكشاف (الألثيا) بديلا عنه.

فهل يقول بوبر هو كذلك بنظرية المطابقة؟

أجل، لكنه يقول بها على نحو ممايز عن التقليد الفلسفي الأفلاطوني، حيث إن نظرية المطابقة التي تبناها بوبر هي نظرية المنطقي ألفرد تارسكي Tarsky، فالخطاب المعرفي يقوم بالفعل على علاقة المطابقة، إذ يجب أن يطابق الوقائع التي يختص ببحثها لكي يكون خطابا حقيقيا. لكن بما أن كل خطاب لا يصل إلى حقيقة الواقع/الوجود، فليس ثمة خطاب حقيقي.

قد يبدو هذا الكلام -كما لاحظ بحق بوفريس- سقوطا في الشكية الهيومية التي نقدها بوبر، لكن ثمة تمايز واختلاف، فالشكية التي تبناها بوبر هي شكية نقدية لا هيومية. حيث يذهب إلى استحضار دلالة لفظ الشك والشكية في الفلسفة القديمة، فيلاحظ أن لفظ «scpesis» كان يطرح مع شيشرون وسكتوس أمبريكوس بمعنى «الاختبار النقدي». ومن ثم فالوقوف موقف شك أمام المعرفة ليس معناه السقوط في عدمية المعنى، بل هو موقف نقدي من المعرفة ناتج عن إدراك محدوديتها، ومن ثم ضرورة العمل على تجويدها باستمرار.

إذن بناء على هذا الوعي النقدي، وبناء على كون الحقيقة شيئا لا نمتلكه، بل أفقا نسير نحوه سيؤسس بوبر معياره لتمييز الخطاب العلمي.

http://alarab.com.qa/details.php?docId=111576&issueNo=740&secId=18

Tayebbouazza@yahoo.fr

.............................................................................

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

سيناريوهات التغير المناخي في اليمن الى عام 2050

سيناريوهات التغير المناخي في اليمن الى عام 2050

صنعاء (السياسية) ـ صادق سريع:‏

كل عام, إن لم يكن كل يوم، تظهر تقديرات وتقارير ‏أسوأ عن أثر التغيّر المناخي على كوكب الأرض ‏وساكنيه. والحال ذلك لا يختلف في اليمن. ووفقا ‏لتقديرات البلاغ الوطني الأول للتغيرات المناخية في ‏اليمن 2001م، والذي سُلّم لسكرتارية الأمم المتحدة ‏الإطارية للتغيرات المناخية 2001, فإن مناخ اليمن ‏يتوقع أن يتغيّر بصورة ملحوظة على مدى الخمسين ‏السنة المقبلة. كما يتوقع ازدياد في درجات الحرارة ما ‏بين 1.4 إلى 2.8 درجة مئوية بحلول العام 2050. ‏وانخفاض معدل هطول الأمطار بحوالي 24 بالمائة ‏كأدنى حد، أو زيادتها بحوالي 50 بالمائة كأقصى حد ‏في الفترة نفسها. ‏

وتتمثل تأثيرات التغيرات المناخية على اليمن -بحسب ‏مدير إدارة السموم والنفايات الخطرة في الهيئة العامة ‏لحماية البيئة منسق اتفاقية بازل الدولية المهندس ‏علي الذبحاني- في كارثة سيول حضرموت وارتفاع ‏منسوب مياه البحر والكوارث وارتفاع درجة الحرارة ‏والجفاف وقلّة الأمطار.‏

ووفقا لتقديرات البلاغ الوطني الأول للتغيّر المناخية ‏في اليمن، فإن اليمن شهد بصورة متزايدة فيضانات ‏متكررة نتيجة هطول الأمطار الشديدة بصورة مفاجئة ‏مسببة تدهورا للمدرجات الزراعية وتآكل وانجراف ‏التربة الخصبة من ضفاف الأودية. ولقد أثرت حالات ‏الجفاف والفيضانات المتكررة على مصادر الدخل ‏لمعظم السكان. وعلاوة على ذلك، فإن الكثير من الأسر ‏‏(المزارعين) تواجه مشاكل أخرى تتمثل في تدمير ‏محاصيلها الزراعية؛ بسبب الآفات الزراعية ‏والأمراض، والعواصف الرملية والتصحّر، والتي ‏جميعها تهدد الإنتاج والأمن الغذائي. ‏

وتنبع أهم المشاكل الناتجة عن تغيّر المناخ في اليمن ‏من العوامل التالية، وفقا لنائب رئيس وحدة المناخ في ‏الهيئة العامة لحماية البيئة فهمي شبراق: ‏

‏- فقدان التربة وانجرافها بسبب الأمطار الغزيرة التي ‏تتساقط خلال فترة زمنية قصيرة وتسبب الفيضانات، ‏بالإضافة إلى ندرة وشحة المياه، وعدم توفر الإمدادات ‏والمصادر الصحيّة للمياه، وخصوصاً في المرتفعات ‏الجبلية، حيث إن المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي.‏

وقال شبراق في تصريح إلى "السياسية": "من آثار ‏التغيّر المناخي على اليمن المخاطر الصحيّة المتمثلة ‏في انتشار الأمراض والأوبئة في مناطق لم تكن ‏موجودة فيها من قبل، مثل الملا ريا في مناطق ‏المرتفعات".‏

وأضاف: "أدى حدوث إزاحة للأقاليم المناخية في ‏اليمن عدم قابلية استمرار زراعة المحاصيل التقليدية ‏التي تعوّد عليها المزارعون في مناطق تعتبر ‏النشاطات الزراعية ونشاطات الرعي هي مصادر ‏الدخل الرئيسية".‏

وتابع: "إن فقدان الموروث الثقافي والأماكن التاريخية ‏في المناطق الساحلية نتيجة التعرية بسبب الأمواج ‏وارتفاع مستوى سطح البحر". ‏

وقد حدد البلاغ الوطني الأول للتغيّرات المناخية المقدّم ‏من الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن، ثلاثة ‏قطاعات رئيسية، والتي تعتبر الأكثر تأثرا بالتغيّرات ‏المناخية، وهي: الموارد المائية والزراعة والمناطق ‏الساحلية. ‏

بالإضافة إلى عدّة قطاعات أخرى، مثل: التنوع ‏الحيوي، الصحة، والسياحة، والتي بالنسبة لها أي ‏مزيد من التأخير في التكيّف سيزيد بصورة ملحوظة ‏من مدى تأثرها أو تعرّضها للمخاطر و/أو سيؤدي إلى ‏ارتفاع تكاليف التكيّف مستقبلا.‏

وبحسب شبراق، فقد تركّزت جهود برنامج العمل ‏الوطني للتكيّف على هذه القطاعات الحرجة؛ باعتبار ‏أنه يمكن أن تكون نتائجها على تأثرها بالتغيّرات ‏المناخية سيِّئة على السكان في مجملهم، وتعتبر بحاجة ‏إلى التكيّف بصورة سريعة وعاجلة. ووفقا لتقديرات ‏البلاغ الوطني الأول للتغيّرات المناخية في اليمن ‏‏2001م، انخفاض معدل هطول الأمطار بحوالي 24 ‏بالمائة كأدنى حد، أو زيادتها بحوالي 50 بالمائة ‏كأقصى حد إلى العام 2050. ‏

وبالربط بين التغيّرات المتوقّعة في هطول الأمطار ‏والتغيّرات المحتملة والممكنة في عملية التبخّر فإن ‏نمطا جديدا للنظام المناخي في اليمن من المرجح أن ‏يوجد بحلول العام 2050.‏

وأوضح نائب مدير وحدة التغيّر المناخي في الهيئة أن ‏الهدف من جهود إعداد السيناريوهات المناخية هو ‏استكشاف أكثر للأنظمة المناخية المحلية. ‏

وللحد من تأثير التغيّر المناخي على اليمن، يشترط ‏مدير إدارة السموم والنفايات الخطرة في الهيئة العامة ‏لحماية البيئة، الذبحاني، على الجهات المختصة ‏المحافظة على المحميّات والغابات، وإيقاف قطع ‏الأشجار.‏

ويطالب بتوفير مادة الغاز بأسعار زهيدة مدعومة، كما ‏يجب على الدولة أن تتجه نحو توفير الطاقة الكهربائية ‏بالطاقة الغازية، وبالإضافة إلى تقليل انبعاثات الغازات ‏في اليمن. ‏

وخرج المؤتمرون في قمة المناخ في العاصمة ‏الدنمركية (كوبنهاجن)، الشهر الجاري، باعتماد ‏اعتماد عشرة مليارات دولار سنويا للدولة النامية من ‏الدولة الصناعية خلال السنوات الثلاث المقبلة على أن ‏يتم رفعها إلى مائة مليار دولار في عام 2020. ويريد ‏العالم التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق ‏إلزام الدول الصناعية بخفض الانبعاثات الكُلية من ‏غازات الدفيئة بمعدل 5.2 بالمائة دون مستوياتها عام ‏‏1990، بحلول عام 2012.‏

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009


النبات ولمبات " ليد ".. علاقة لخير البشرية !! *

روناء المصري

صوبات زراعية مضاءة بلمبات "ليد"- موقع اسلام اون لاين

ما أن يضغط "روب بان" على مفتاح التشغيل لإنارة صوبه الزراعية تنطلق إضاءة قوية، لكنها في الواقع مختلفة عن غيرها؛ ذلك لأنها تمتزج مع النباتات المزروعة في علاقة فريدة من نوعها تصب لصالح خير البشرية؛ لأنها ببساطة تساعد على زيادة الإنتاج.

كانت هذه المقدمة مهمة للغاية حتى لا تقعوا في نفس الحيرة التي انتابتني عندما دعيت لمؤتمر علمي في هولندا، وكانت إحدى الجلسات تضم صاحب الصوب "روب بان" ومخترع وحدات الإضاءة "جون رويمانز".

فالعبارة الشهيرة "ما الذي جمع الشامي على المغربي" كانت تتردد على لساني، خاصة أن منظمي الجلسة لم يعلنا منذ بدايتها عن ماهية العلاقة التي تجمع بين الاثنين، وهي تلك العلاقة التي لم نعرفها إلا في نهاية حديث "روب بان".

وتعتبر الزراعة عن طريق الصوب هي إحدى الوسائل التي يلجأ لها "بان" صاحب شركات "كوبرت كريس"، والمتخصصة في تقديم النباتات ذات النكهات الغنية الخاصة لصنع الأطباق والمأكولات الشهية حول العالم.

عقول البطون

وفي بداية حديثه وصف "بان" استثماراته بأنها في مجال "عقول البطون"، وقبل أن ترتسم علامات الدهشة على الوجوه من غرابة هذا المصطلح اعترف صاحب شركة "كوبرت كريس" بأن مصطلحه قد يثير الاستغراب، ثم شرع في توضيحه، فقال: "نحن نسرع إلى ملء المعدة الخاوية بما نجده أمامنا دون أن نفكر كيف يمكن أن يكون هذا الطعام مفيدا أو ضارا بالنسبة لنا".

والتغيير الذي أحدثه "بان" هو أنه جعل البطون تفكر قبل تناول الطعام؛ لتتناول الأكل الصحي الذي لا يسبب الأمراض.

وفي هذا الإطار أوضح أنه لم يبتكر جديدا عن الأعشاب التي كانت تعرفها "الجدة"، لكنه فكر بأسلوب مختلف في التسويق، حيث قرر أن يقوم بدور "مهندس الطعام"، ووضع تصنيفا جيدا للمذاق الذي يخلفه تناول كل عشب على حدة، ثم حاول أن يتفنن في عمل الأطباق اللذيذة بالتعاون مع الطباخين من مختلف البلدان، كل على طريقته.

ويقول بان: "عندما أعجب الطهاة بأعشابي وشعروا بأهميتها في صنع مذاق فريد لأطباقهم بدأت تجارتي تجد رواجا في العالم كله، وصرت من المشهورين".

ويضيف: "يكفي أن يقوم الطاهي بالإصرار على الحصول على منتجاتي حتى تبادر المطاعم والفنادق إلى الحصول عليها وشرائها، وهذا ما أطلق عليه التسويق العكسي، وقد نجح".

الجودة وزيادة الإنتاج

لكن منتجات "بان" لم تكن لتحقق النجاح المطلوب إذا كان مستوى جودتها أقل من المطلوب، ويدين صاحب شركات "كوبرت كريس" في ذلك إلى وحدات الإضاءة "ليد".

فما هي العلاقة بين منتجاته ووحدات الإضاءة؟ سؤال منطقي أثاره هذا الاعتراف، وقبل أن يبادر أحد الحاضرين بسؤاله قدم "بان" رفيقه بالجلسة ومخترعها "جون رويمانز".

في البداية عرف "رويمانز" المقصود بـ"ليد led"، وهو الاسم الذي أطلق على وحدات الإضاءة.

وتعني "led" الدايودات الباعثة للضوء أو ما يعرف علميا باسم Light Emitting Diodes، وكما أوضح "رويمانز" فإنها تحقق أهدافا بيئية واقتصادية.

فعن الأهداف البيئية قال إنها توفر إضاءة أكثر محاكاة للطبيعة وللضوء العادي، ولا تؤدي إلى انبعاث طاقة حرارية أثناء التشغيل، وتقلل من انبعاث غاز الاحتباس الحراري CO2 ، وتحمي الجو والبيئة.

كما أنها لا تحترق بسهولة وتحمل فترة عمر تصل إلى خمس سنوات، إضافة إلى أن "اللمبة" نفسها غير قابلة للكسر كما يحدث في "اللمبات" العادية، ويمكن تدويرها لأنها مصنعة من بوليميرات خاصة يمكن إعادة استخدامها من جديد، وبعض الأجزاء الأخرى مصنعة من الألمنيوم المعاد تدويره، والذي يمكن إعادة استخدامه من جديد أيضا.

أما عن الأهداف الاقتصادية فهذا ما يعني "روب بان" صاحب شركات "كوبرت كريس"، وبسببها اعتبر "ليد" أحد أسباب نجاحه.

وتوفر "ليد" في هذا الإطار مقدار ما يعادل80% من الطاقة التي تحتاجها وحدات الإضاءة العادية، إضافة إلى ارتفاع كفاءتها التشغيلية عن تلك الوحدات، والأهم هو تأثيرها على الطاقة الإنتاجية للنبات، حيث ساعدت الإضاءة بهذه الطريقة على تحسين التمثيل الضوئي للنبات، وبالتالي رفع جودته وإنتاجيته في نفس الوقت.

كيف تعمل "ليد"

وتعمل "ليد" كما أوضح "رويمانز" وفق نظرية ضوء القمر، وبمزيد من التفصيل قال: يمكننا الرؤية بوضوح في هذا الضوء، وخاصة في الليالي المقمرة في بلادنا، وهو ما جعلني أسأل نفسي: كيف يحدث هذا؟

واستطرد: قرأت وبحثت عن الموضوع فعرفت أن بالعين ما يعرف بـ"العصويات rods" وكذلك "المخروطيات cones"، وتكون الأولى هي المسئولة عن الرؤية ليلا بينما تقوم الثانية بمسئولية الرؤية نهارا.

وكانت النتيجة التي خلصت إليها أن العصويات تستقبل أطوالا موجية مختلفة تماما عن تلك التي تستقبلها المخروطيات أثناء الرؤية نهارا، وتحتاج أيضا إلى شدة إضاءة مختلفة تماما.

وهذا ما فعلته في "ليد"، فالقليل من الضوء لكن بأطوال موجية معينة يحسن الرؤية ليلا كما يحدث وقت الليالي المقمرة ويجعلنا نرى بوضوح.

موقف طريف

ولم تخلُ الجلسة من الفكاهة، ولكنها فكاهة علمية كان مصدرها شرح "رويمانز" أسلوب عمل "ليد".

ففي أثناء تجربتها في أحد الأنفاق المظلمة بهولندا لاحظ العلماء إضاءتها القوية التي بهرت العيون، ومع ذلك فإن الأجهزة الدقيقة جدا الموجودة بالنفق لم ترصد أي ضوء.

وقال العلماء لرويمانز: إن الأجهزة لم ترصد الضوء، وإن هذا المكان معتم!!

لكنه سألهم: إذا كانوا يرون الضوء المنبعث من "اللمبات" أمامهم أم لا؟ فأجابوا: نعم!! لكنهم أضافوا أن الأجهزة لم ترصد الضوء، وبالتالي لن يستطيعوا إعطاءه أوراقا رسمية للاختراع!!

ووقع الجميع في حيرة من أمرهم، وتساءلوا ما سبب عدم قراءة الأجهزة للضوء الباهر المنبعث من لمبات "ليد"؟

الإجابة ببساطة هي: أن الإضاءة بطريقة "ليد" تقع في منطقة ما بين اللون "الأزرق والأخضر"، وهي منطقة خاصة جدا بالعصويات الموجودة في العين البشرية أثناء الليل، لكن الأجهزة المصممة لبحث وقياس شدة الاستضاءة إنما مصممة على منطقة اللون الذي تراه المخروطيات الموجودة في العين البشرية نهارا.

وشرح "رويمانز" أن ضوءه الجديد ينبعث في مناطق اللون الأخضر والأزرق والأبيض وأن إضاءته باردة ولا تسبب الحرارة، وهو الأمر المختلف عن الإضاءة المتعارف عليها، والتي تنبعث في مناطق الأحمر والأصفر، مما يؤدي إلى انبعاث حرارة منها.

فمن تصدق.. عينيك أم الأجهزة؟ العين انتصرت في النهاية وحصل رويمانز على براءة اختراع لابتكاره الذي أهله للفوز بجائزة المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2009 كأحسن ابتكار علمي جديد.

--------------------------------------------------------------------------------

صحفية مهتمة بالشأن العلمي والتنموي، ويمكنك التواصل معها عبر البريد الإلكتروني للنطاق namaa@iolteam.com

غابة المحجر بمديرية الشعر.. سحر المكان وجمال الطبيعة

غابة المحجر بمديرية الشعر.......سحر المكان وجمال الطبيعة

عمر الحياني-نشرت بصحيفة الثور بتاريخ 29-12-2009م

عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
عضو الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم(AAAS)

هناك حيث تسكن النفس وتحلق بك بعيدا نحو الأفق , هناك حيث تستنشق رائحة العطر الطبيعي الذي يفوح من أشجارها ليعطي المكان جوا من الانشراح وإحساسا باستقبال دافئ وهناك فقط سوف تشاهد أعلى القمم  تحت ناظريك .
في غابة المحجر بمديرية الشعر وعلى سفح مسطح من جبل قبلان تجد المكان الذي ياسر القلب والغابة التي لازالت بكثافة الغابات شبة الاستوائية وفي هذا المكان الفريد من نوعه في اليمن وعلى ارتفاع يزيد عن 2500م فوق مستوى سطح البحر تقع غابة المحجر بمديرية الشعر و بمساحة تزيد على 2كم تقريبا.

الصدفة وحدها من ذهبت بنا إلي هناك بصحبة شباب يعشقون السياحة و الترحال لنجمع الأنفاس بمناظر تريح النفس وتسر النظر من ارض بلادي الجميلة وفي ربوع اب الخضراء كانت تلك الدهشة التي لا تفارقك و أنت تطل من أعالي المرتفعات على جمال الطبيعة وإبداع الخلاق فأينما أمعنت النظر لا تجد سوى جبال شاهقة الارتفاع تغطيها الخضرة ومدرجات من نسق الإبداع اليمني العظيم وكأنها حلة سندسية ووديان في أعماق سحيقة وقرى معلقة على سفوح الجبال وبطون الأودية في تشكيل رائع مزج بين العظمة والجمال .
فغابة المحجر مكان مناسب للسياحة الجبلية ولهواة التسلق ومكان بيئي يحتاج من يحافظ علية رغم الجهود التي بذلت لجعل الغابة محمية طبيعية إلا أنها بات بالفشل رغم أن الأهالي لا ينطقون المحجر إلا وكلمة محمية تسبقها .

فالغابة لا تبعد سواء 15كيلو عن قمة جبل رباط السريمة وجبل المنار والذي يعتبر ثاني قمة في الجزيرة العربية بارتفاع يزيد عن 3300متر فوق مستوى سطح البحر و تطل على قمم جبلية مطرزه بالاخضرار كقناصيع دلال والدقيق والتي تعتبر نظم بيئة جبلية تحتوي على تنوع بيولوجي فريد ومتنوع وبعيده عن العبث و تشرف الغابة على المدرجات الجبلية ووديان جميلة كوادي الشناسي ووادي عدن وحضر وتعتبر تلك المرتفعات منطقة تغذية لعدد من الغيول كوادي بنا والرقة والظوهر .

 المجلس المحلي بمديرية الشعر يسعى جاهدا ان تصبح  غابة المحجر محمية طبيعية  من خلال اصدار قانون او قرار كون الغابة  تتميز بموقع فريد ومناظر خلابة تطل على دويان جميله   وتنوع بيئي .

ومنذ امتداد الخط الإسفلتي الي الغابة زاد عدد زوارها , سواء كانوا من  أبناء المنطقة او المناطق المجاورة , الجميع  يقصدونها للتخييم والترويح عن النفس , الغابه زارها عدد من سفراء الدول المعتمدة لدى بلادنا ومن ضمنهم السفير الهولندي والفرنسي والعماني و القنصل الأمريكي بصنعاء وقد اندهشوا لجمال الغابة وطبيعة المكان الخلاب .

غابة المحجر -تصوير عمر الحياني 2010م
الغابة تمتد على مساحة تربو على 2كم مربع تغطيها الأشجار الحراجية والحشائش بالكامل ويتخللها جداول مياه تزداد مع سقوط الأمطار و تحتوي الغابة  على اشجار الزيتون البري(العتم ) والأثل و الشوحط ونباتات الصبر وشجيرات حراجية متنوعة كما يتواجد فيها العديد من الطيور والزواحف والقرده .

المحمية بحاجة إلي قرار من المجلس المحلي لمحافظة اب بادراج  الغابة ضمن المحميات الطبيعية الواجب الحفاظ عليها ومتنزة فريد بموقعة المتميز على سفح جبل شاهق ,قبل أن تمتد  يد العابثين والطامعين في مساحة الغابة و حفاظا  على  المحتوى البيئي الفريد والجميل للغابة .








الخميس، 10 ديسمبر 2009

التكنولوجيا تروض أنظمة المال والأعمال

التكنولوجيا تروض أنظمة المال والأعمال
عمر الحياني -نشرت بمجلة تكنلوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات
مع بروز عصر التكنولوجيا والمعلومات أصبحت كثير من الأعمال والمهن أمام واقع وتحد جديد فرض عليها أو وجدت نفسها في ترابط مع التكنولوجيا بصورة أكثر ديناميكية وفعالية لتحقق كفاءة إنتاجية وهدفيه لا مثيل لها .
وقد عملت التقنيات الآلية والنظم البرمجية على خلق تغييرات جوهرية في بيئة أعمالها وفرضت عليها واقع مهني جديد ومن تلك المهن والقطاعات مهنة المحاسبة والمراجعة وقطاع المال والأعمال بشكل عام لتصبح التقنيات و الأنظمة الالكترونية بمثابة العمود الفقري لهذه القطاعات الحيوية.
القرية المالية الرقمية
وتعتبر مهنة المحاسبة والمراجعة من المهن الهامة في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء وأصبحت تشكل قطاع كبير من العاملين والمستفيدين منها لتحول العالم إلي قرية رقمية و معلوماتية يتحدث بالأرقام كلغة مال واقتصاد ويتحكم في مجريات الحياة البشرية برمتها.
وللأرقام تاريخ طويل حيث اخذ قرون من التطور والتراكم المعرفي وصولا إلي زمن اختراع القاعدة الذهبية للعمل المحاسبي" قاعدة القيد المزدوج "على يد باوشولو عالم الرياضيات الايطالي وأول من نشر مؤلف علمي متكامل عام 1494 وقد أخذت هذه القاعدة في الانتشار على مستوى دول أوربا مع بداية الثورة الصناعية بينما لم تجد طريقها إلي الوطن العربي إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين .
وقد كان للعرب والمسلمين إسهامات جليلة في عالم الأرقام و علومه ومن تلك التأثيرات الأرقام العربية(.......0,1,2.3.4.5) والتي لازالت المعتمدة كلغة مالية وتجارية في جميع أنحاء العالم ويعتبر الصفر وحده علامة علمية عربية بالإضافة إلي الإسهامات الرفيعة في علوم الجبر والهندسة والفيزياء والتي لعبت دورا كبيرا في التراكم المعرفي والتطورات التقنية في علوم الكمبيوتر وبرمجياته .
ومع بداية اختراع الكمبيوتر وترويض التعامل معه وظهور لغات البرمجيات حدث اقتران كاثوليكي لا انفصام بعده بين التكنولوجيا وبرمجياتها من جهة والمحاسبة ولغة الأرقام من جهة أخرى , و هبت نسائم البشرى على معشر المحاسبين والإداريين والمحليين الماليين وصناع القرارات والشركات التجارية والخدمية والقطاعات الحكومية في جميع أنحاء العالم لتنقذهم من تراكمات الدفاتر الورقية والمستندات اللامتناهية و الأرشفة اللامتناهية والتي تحتاج إلي مجهود كبير من التنظيم والترتيب .
التواصل السريع
إن حاجة المحاسبين والمحليين وصناع القرار في جميع القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة إلي أنظمة تتسم بالسرعة القصوى في إعطاء البيانات وتحويلها إلي معلومات سريعة ودقيقة لتقدم لصانع القرار أو تخدم طالبها هو ما أعطى زخما وأهمية بالغة للأنظمة الالكترونية .
ومع هذه التطورات الذي حدث خلال العقود القليلة في مجال الأجهزة الالكترونية ولغات البرمجة وأنظمة الشبكات هو ما جعل العالم يسرع الخطى نحو التطور والازدهار الاقتصادي لينعكس ذلك في تداخل المصالح بين الأمم والشعوب ليصعب في الوقت الحالي أن يعيش الانسان منعزلا على نفسه منغلقا على ذاته و إمكانياته .
فعندما بدأت الأزمة المالية في أمريكا تأثرت جميع دول العالم بهذه الدلالات الرقمية لارتباطها بشبكة عنكبوتيه متداخلة فيما بينها لتتم عبرها العمليات المالية عبر برامج وأنظمة تتسم بالقدرة على التواصل السريع .
النظم الالكترونية
وقد أخذت لغة المال تواكب التطورات والمتغيرات التي تطرأ على البيئة التكنولوجية والمعلوماتية وبشكل يتوافق مع سرعة التغيير,حيث سعت النظم المحاسبية الي التعامل مع ثلاث نظم مختلفة ودمجها في نظام واحد .
5 تكنولوجيا المعلومات
6 الحاسب الآلي وعلومه
7 المحاسبة الالكترونية
8 التجارة الالكترونية
ويسعى بعض الخبراء من جميع التخصصات لدمج التخصصات المختلفة وإيجاد العلاقة فيما بينها في قسم واحد لينتج مستوى عالي من الجودة والتكنولوجيا العلمية والعملية .
وهو ما تسعى إلي تحقيقه بعض المنظمات والأكاديميات العلمية المهتمة من خلال التالي.
1. دراسة طبيعة المحاسبة ونظم معلوماتها وطرق ومجالات استخدامها الكترونيا.
2. دراسة وإتقان الحاسب الآلي و تعلم لغات البرمجة وتصميم قواعد البيانات وتصميم النظم الالكترونية (Access – Sql – Oracle -- VB.Net + Access)
3. إتقان التعامل مع الانترنت وشبكاته .
4. تطبيق إنشاء نظام محاسبي متكامل يقوم بجميع عمليات البيع للمنتجات والتسويق الالكتروني والتجارة الالكترونية والتسجيل المحاسبي وإنشاء التقارير .
5. دراسة طرق نظم الرقابة علي النظم المحاسبية الالكترونية والتجارة الالكترونية.
6. وإذا كانت النظم المحاسبية والمالية سواء كانت يدوية أو محو سبه تتكون من سلسلة من الخطوات والإجراءات تبدأ بالمدخلات والتي تمثل في هذه الحالة ببيانات مجرده من المعلومة المكتملة مرورا بالمعالجات المختلفة وانتهاء بالمخرجات على شكل معلومات تخدم أطراف متعددة سواء كان صانع القرار أو المستثمر أو جهات الأخرى .
قاعدة القيد المزدوج
ورغم التطور التكنولوجي الكبير وحوسبة الأنظمة في شتى المجالات المهنية بقي النظام المحاسبي محتفظا بآلية تسلسل الخطوات والإجراءات ، مع احتفاظه بقاعدته الذهبية (قاعدة القيد المزدوج) و هي قاعدة رياضية تقضي بأن لكل معاملة طرفين أحدهما مدين والأخر دائن وأن إجمالي مبالغ الطرف المدين للمعاملة يجب أن يساوي إجمالي مبالغ الطرف الدائن وهذا هو الأساس في تسجيل المعاملات المالية والمحافظة على الدقة المحاسبية.
و في ظل هذه القاعدة يتم إعداد حساب لكل بند من البنود المكونة لعناصر القوائم المالية سواء كانت أصولا أو خصوما أو حقوق للملكية أو إيرادات أو مصروفات , ولكل بند جانبين ويطلق على الجانب الأيمن المدين والجانب الأيسر الدائن وعلى هذا الأساس يظهر حساب أي بند من البنود باستخدام شكل حرف T أو ما يعرف بكشف الحساب. وظلت جهتي القيد المحاسبي المعتمدة عالميا والمتمثلة بالجانب المدين والجانب الدائن والتقسيمات المحاسبية كالأصول والخصوم أو الإيرادات والمصروفات كما هي وتم دمج الحسابات المالية وميزان المراجعة والمراكز المالية والحسابات الختامية في معادلات برمجية واحدة وتم الاستمرار في كلتا طريقتي التسجيل المحاسبي للمخزون وفقا لطريقة الجرد الدوري والمستمر وبما أن المبرمج أصبح يتعلم مقررات محاسبية إلي جانب مقررات علوم الحاسوب أصبح على دراية بحاجيات البرامج المحاسبية ولقد أصبح لدى كل شركة برمجيات مستشارين و محلليين ماليين و محاسبيين يتم اللجوء إليهم أثناء بناء أو تطوير البرامج والأنظمة المحاسبية.
إلا أن هذا التسلسل رافقه إجراءات رقابة جديدة تمشيا مع كل من:
1- غياب التوثيق المستندي في ظل استخدام الحاسوب.
2- الاعتماد على الذكاء الصناعي في تحليل ومعالجة العمليات.
3- إمكانية اختراق الغير لخصوصية النظام.
وبما أن النظام المحاسبي لم يتغير من حيث المفهوم الجوهري ، إلا أن الانتقال من الآلية اليدوية إلى الآلية المحوسبة جعل عملية مراقبة النظام والسيطرة عليه عملية صعبة ومعقدة ودقيقة لأبعد الحدود، وخصوصا في ظهور بيئة جديدة من الترابط العالمي وظهور التجارة الالكترونية .
العالم يدور على أرقام المحاسبين
وقد استطاعت تكنولوجيا أنظمة المعلومات المالية أن تنقل العالم إلي مراحل متقدمه من الأنظمة و البرمجيات الذكية و السريعة في ظل اقتصاد عالمي رقمي لا متناهي يصعب السيطرة علية من خلال الأنظمة التقليدية .
ويتجه العالم اليوم نحو التخلي عن التجارة التقليدية بسرعة كبيرة ليتحول ما يعرف بالتجارة الالكترونية التي تعتمد على برامج وأنظمة آلية في عمليات البيع عبر الانترنت لتمثل أرقام تقدر بالمليارات ,
وتعتمد البرامج المحاسبية على عدد كبير من لغات البرمجة التي عملت على تطوير مهنة المحاسبة ونقلها من النظام الدفتري إلي النظام الرقمي ومن أهم اللغات التي تتعامل مع لغة المال لغة الفيجوال بيسك والسي بلاس والبرمجة الشيئية(الكائنات) وتعتبر لغة برمجة أوراكل من أفضل اللغات تعاملا مع البرامج المحاسبية وخاصة للشركات الكبيرة حيث تتميز بمرونة عالية تتيح لآلاف المستخدمين التعامل مع برامج المحاسبية في أن واحد , وهناك الكثير من اللغات الأخرى التي تتعامل مع أنظمة المعلومات المالية ,وتستخدم لغات البرمجة إما مفرده أو مندمجة مع لغات أخرى .
تطبيقات برمجية
وأما البرامج الأخرى فلها نصيب وافر من الأهمية فبرنامج اكسل ( محبوب معشر المحاسبين والمراجعين والمحليين) فيتميز بمرونة عالية في الاستخدام المحاسبي والمالي والتحليلي وله صداقة مع البورصات العالمية باعتباره أداة تحليل ممتاز لصعود الأسهم وهبوطها .
كما يتم دمجه ببعض اللغات البرمجية كالأكسس والفيجوال بيسك لعمل برامج محاسبية تتسم بالفاعلية وهي تتناسب مع الأعمال الصغيرة وهناك لغات برمجة أخرى يتم استخدامها بشكل واسع طبقا للجدوى والمزايا البرمجية والفنية وسهولة التعامل .
وقد قدمت عدة تطبيقات برمجية متطورة لعدد من القطاعات المختلفة كالاستثمارات والمصارف، الفنادق والمطاعم، الوزارات والمؤسسات الحكومية، الصناعة،التجارة، أعمال وكالات السفر والسياحة، صيانة السيارات، صيانة المصاعد، صيانة المحطات، بالإضافة إلى نظام أتمتة المكاتب.
وتعتمد تلك الأنظمة على عدد من الشبكات العامة و الخاصة والتي تتعامل مع عدة أنواع من التحكمات سواء كانت تحكم مركزي أم موزع أم داخلي أم دولي طبقا للحاجة لهذا الشبكات مع وجود أنظمة ومعايير خاصة بتلك الشبكات .

وفي ظل احتياج قطاع المال وصناع المعلومات إلي موارد بشرية قادرة على استيعاب المتغيرات العالمية في التعامل المالي والتجاري نحن بحاجه إلي تطوير العملية التعليمية من خلال زيادة الاحتكاك بشركات الأعمال التجارية الناجحة العالمية وسرعة أعادة النظر في البرامج التعليمية المحاسبية لتواكب التطورات التقنية وإدخال لغات البرمجة واللغات الأخرى ضمن المقررات التعليمية ,لنتمكن من إعداد موارد بشرية قادرة على التعامل مع تلك التطورات المالية والبرمجية .

الشفافية المفقودة ترافق أعمال مؤتمر كوبنهاغن لليوم الثالث على التوالي



الشفافية المفقودة ترافق أعمال مؤتمر كوبنهاغن لليوم الثالث على التوالي
ويبقى مطلب الوصول إلى اتفاقية قوية وطموحة وعادلة مطلبا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى

كوبنهاغن: عـماد سـعد: خاص بالمدونة
علقت جلسات المؤتمر لعدة ساعات بعد ظهر أمس الأربعاء 9/12/2009، إثر اقتراح "توفالو"، الجزيرة المهددة بالغرق، مدعومة من مجموعة الدول الجزرية والدول الأكثر تعرضا لآثار تغير المناخ، بإنشاء فريق اتصال جديد لمناقشة اقتراحها المتعلق باستحداث بروتوكول جديد تحت مظلة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، ومعارضة بعض الدول من بينها الصين والسعودية والهند، وتجاهل هذا المطلب من رئاسة الجلسة، وخروج توفالو ومعها الدول المؤيدة لها وإعلانها مقاطعة جلسات المؤتمر. وقد قام ممثلو العديد من الجمعيات غير الحكومية وبعض الدول بتحرك عفوي وفوري لتأييد توفالو في مطلبها المشروع أن تبحث الأمور بالشفافية المطلوبة، والتعامل مع المخاطر التي تهدد هذه البلدان بالجدية المطلوبة.
من جهة أخرى فقد تم ملاحظة لليوم الثالث على التوالي أن الشفافية المفقودة ترافق أعمال المؤتمر، وكأن هناك اتفاقات جرى عقدها بين بعض الدول من وراء ظهر الأطراف الأخرى، وتجري محاولات تمريرها. وفي ساعات العصر تابعت الجلسات أعمالها. ولا يزال غياب الأرقام والتعهدات الدقيقة يطبع معظم المداخلات، ويتم إغراق النقاش بتبادل رمي كرة المسؤولية والمبادرة بين الدول المتقدمة والدول النامية، ويتم التركيز على نوع الوثيقة الختامية للمؤتمر.
كما تقدم الاتحاد الأوروبي بجدول وصورة بيانية تشير إلى أن المستوى المتدني لتعهدات الدول بشأن تخفيض الانبعاثات حتى العام 2020 سوف يؤدي بنهاية المطاف إلى زيادة فعلية بكمية هذه الانبعاثات.
فيما تذهب المملكة العربية السعودية بعيدا في تعويمها لإستراتيجية التشكيك. فبعد الاستخدام الواسع لقرصنة الرسائل الإلكترونية خارج السياق العلمي للمناقشات التي تضمنتها هذه الرسائل، تقوم السعودية بالضغط لشطب الإشارة إلى مرجعية تقرير اللجنة الدولية العلمية التابعة للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ IPCC من النص التي تتم مناقشته. وهذا يشير إلى محاولة تجريد نصوص المعاهدة والنصوص التي تبحث في المؤتمر من الأساس العلمي التي ترتكز عليه. فبعدما جرى إطلاق حملات إعلامية واسعة للتشكيك بمصداقية اللجنة العلمية وتقاريرها تجري اليوم محاولة إلغاء مرجعيتها. وتسعى السعودية أيضا لإضعاف الموقف العربي الذي شهد تطورا إيجابيا كبيرا في اعتمادها نسبة 40% كهدف لتخفيض الانبعاثات للدول المتقدمة.
وتكلم الوفد اللبناني في جلسة أمس، متحدثا في موضوع آلية التنمية النظيفة، مشيرا إلى أن بعض البلدان لا تستفيد من هذه الآلية، ممررا دعمه للسعودية في مطالبتها المجلس التنفيذي للآلية باستكمال ولايته والبحث في مسألة احتجاز ثاني أوكسيد الكربون في إطار آلية التنمية النظيفة لإثبات كفايتها. وتحدث أيضا وفدي سوريا والعراق مركزين على ضعف بلديهما حيال تغير المناخ وآثاره. ويبقى مطلب الوصول إلى اتفاقية قوية وطموحة وعادلة مطلبا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

دارسة ألمانية تحذر من العواقب الصحية والبيئية لزراعة التبغ


دارسة ألمانية تحذر من العواقب الصحية والبيئية لزراعة التبغ
موقع دوتشية
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: زراعة التبغ تشكل خطرا على مقومات النظام البيئي العالمي وفي مقدمتها الغطاء النباتي حسب دراسة ألمانيةخلصت دراسة ألمانية إلى أن زراعة التبغ تمثل تهديدا بيئيا عالميا من خلال المبيدات المستخدمة التي تسمم التربة والموارد المائية. الدراسة طالبت أيضا بتصنيف أعقاب السجائر على أنها نفايات خاصة، وعدم إلقائها في النفايات العادية.

أكد باحثون ألمان أن زراعة التبغ تمثل خطرا بيئيا على العالم. وفي هذا السياق قالت الباحثة الألمانية، مارتينا بوتشكه لانجر رئيسة المركز الألماني لأبحاث السرطان يوم أمس الأربعاء بمدينة هايدلبرج جنوب غرب ألمانيا إن "زراعة التبغ تخلف دمارا بيئيا وبؤسا اجتماعيا". و أشارت لانجر في دراسة حملت عنوان "التبغ خطر بيئي بداية من نبتة التبغ حتى عقب السيجارة" أن المبيدات المستخدمة في زراعته تسمم التربة والمياه بشكل واسع. كما انه يتم القضاء على مساحات شاسعة من الغابات الهامة للبيئة لصالح زراعة التبغ وأن العاملين في مزارعه يصابون بالمرض بسبب اتصالهم المستمر بأوراق التبغ التي تحتوي على النيكوتين.

وشددت الباحثة الألمانية لانجر التي ترأس أيضا مركز منظمة الصحة العالمية للرقابة على التبغ على أن زراعة التبغ تزيد من الفقر قائلة:"إن الجوع والفقر هما النتيجة عندما يزرع التبغ بدلا من المحاصيل ذات الأهمية الحيوية للإنسان". كما أكدت الخبيرة الألمانية أن المخلفات الهائلة للتبغ تمثل مشكلة كبيرة للبيئة وأن أعقاب السجائر تحتوي على مواد سامة ومسببة للسرطان وأنه من الصعب التخلص من هذه الأعقاب.

"أعقاب السجائر ينبغي ان تكون نفايات خاصة"


Bildunterschrift: اقترحت الدراسة الألمانية تصنيف أعقاب السجائر على أنها نفايات خاصة وعدم إلقائها في النفايات العادية


واقترحت لانجر تصنيف أعقاب السجائر على أنها نفايات خاصة، وعدم إلقائها في النفايات العادية بكل بساطة، وقالت إنه ليس هناك منتج آخر غير التبغ محفوف بمثل هذه المخاطر البيئية فيما يتعلق بصناعته واستهلاكه والتخلص منه. وأضافت إن تكاليف العواقب الناتجة عن التدخين تثقل كاهل المجتمع الذي يتحمل هذه التكاليف، وليس شركات صناعة التبغ وأشارت إلى دراسة أخرى جديدة بعنوان: "تكاليف التدخين التي يتحملها قطاع الصحة والاقتصاد" والتي أكدت أن التكاليف المباشرة وغير المباشرة التي يتكبدها المجتمع الألماني وحده في قطاع الصحة والبيئة وحدهما تصل إلى نحو 34 مليار يورو سنويا.



وفي الوقت نفسه حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر التبغ وذكرت أن 94 في المائة من سكان العالم مازالوا لا يتمتعون بحماية قانونية ضد التبغ. وقالت المنظمة في تقريرها عن "وباء التبغ العالمي" إن السياسات التي تمنع التدخين ضرورية للحد من الضرر الناجم عن التدخين السلبي الذي تقول المنظمة إنه يقتل نحو 600 ألف شخص كل عام. كما انه يسبب الشلل والتشوهات وخسائر اقتصادية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.



(هـــــ.ع/د.ب.ا/رويترز)

مراجعة: ابراهيم محمد

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

الثقافة العلمية‏..‏ الفريضة الغائبة في مجتمعنا

الثقافة العلمية‏..‏ الفريضة الغائبة في مجتمعنا
* بقلم: سناء صليحـة
‏(‏الجامعة تؤدي إلي نزيف عقول مصر‏..‏ عندما تقوم الهيئات العلمية بمحاربة العلماء‏,‏ فالأمر يحتاج معجزة‏..‏ حصلت على‏4‏ جوائز من ناسا و‏3‏ إنذارات بالفصل من جامعة القاهرة‏!!..‏ لابد أن نفكر في محو الأمية العلمية لدينا‏)‏ هذا بعض مما جاء علي لسان العالم المصري الشاب عصام حجي في حواره مع الزملاء يحيي يوسف ومحسن عبدالعزيز وإبراهيم السخاوي وعبلة بدوي‏,‏ الذي نشر بجريدة الأهرام صباح‏27‏ نوفمبر‏2009,‏ الموافق لأول أيام عيد الأضحي‏.‏

وبرغم انه من المعروف أن أول أيام الأعياد تشهد تراجعا في معدلات الاطلاع علي الصحف أو الاهتمام بما ورد فيها خاصة مع الانشغال‏,‏ في هذا العيد تحديدا بتوزيع الأضاحي‏,‏ إلا أنني أزعم أن ما جاء علي لسان عالمنا الشاب لا يمكن ان يمر مر الكرام وألا يستوقفنا‏,‏ خاصة أنه يستدعي للذاكرة عددا من المواقف المشابهة التي تعرض لها عدد من علمائنا ومفكرينا المشهود لهم ممن وئدت آمالهم وطموحاتهم داخل حدود الوطن‏,‏ بسبب ضيق الأفق والبيروقراطية والمحسوبية ومنطق تفضيل أهل الثقة علي أصحاب الكفاءات‏,‏

لينتهي الأمر بهم إما بالانتحار سواء المادي أم المعنوي أو البحث عن تحقيق الذات عبر سبل ملتوية‏(‏ مثل عالم الطبيعة النووية الشاب محمد سيد صابر الذي سقط في فخ الجاسوسية‏,‏ وهو يلهث وراء حلمه بالعمل في جهة لاستكمال دراساته وأبحاثه بعد ان سددت الطرق أمامه في وطنه الأم‏,‏ لتتكسر أحلامه علي صخرة حكم بقضاء‏25‏ عاما من عمره وراء القضبان‏).‏ أما من أسعده الحظ منهم‏,‏ فإما واحد لم يخش المغامرة وقفز للمجهول متحديا وحشة الغربة والبعد عن الأهل والوطن‏,‏

سلاحه الوحيد إيمانه بفـــكــرة وولع عالم بالمعرفة والســعي وراء المجـــهول مثل د‏.‏ احمد زويل ود‏.‏ مجدي يعقوب ود‏.‏ محمد النشائي وعالمنا الشاب عصام حجي وغيرهم ممن سوف تكشف الأيام عن أسمائهم‏,‏ أو عالم صابرمثابر‏,‏ استمر في العمل علي ارض الوطن‏,‏ مهدرا الجزء الأكبر من طاقته في مواجهة العقبات والصراعات والمعارك الصغيرة التي يفرضها أصحاب القامات القصيرة وأعضاء حزب أعداء النجاح‏,‏ منتظرا تكريما من أصحاب الدار لا يأتي‏,‏ ولا يعوضه التكريم ولا احتفاء الجهات العلمية الدولية‏,‏ ولعل أقرب الأمثلة الكاشفة عن تلك الوضعية حالة العالمة المصرية د‏.‏ رشيقة الريدي التي كرمتها أكاديمية العلوم الفرنسية لوريال التابعة لليونسكو ضمن‏5‏ نساء متفوقات في العلوم لعام‏2010,‏ بينما حجبت عنها جائزة الدولة التقديرية لهذا العام‏(!!).‏

من هنا كان اختيارنا أن نعيد تسليط الضوء علي ما جاء علي لسان د‏.‏ عصام حجي من عبارات لاذعة كاشفة عن وضعية البحث العلمي في مصر وحال العلماء‏,‏ ومن هنا كانت ضرورة أن نعيد فتح ملف الثقافة العلمية الذي كنا قد تطرقنا إليه قبل أسابيع في معرض حديثنا عن ندرة أدب الخيال العلمي في المنطقة العربية‏.‏ ولكن وقبل أن نستطرد في استجلاء جوانب القضية علي لسان عدد من المتخصصين والمهتمين بشأن الثقافة العلمية‏,‏ أعود لأذكر القاريء بعدد من النقاط والنتائج المهمة التي تم طرحها إبان تناولنا لملف أدب الخيال العلمي‏.‏

ففي إطار قضية أدب الخيال العلمي‏,‏ ظهر بوضوح أنه بالرغم من غياب إحصائيات للمقارنة بين كم إبداع الخيال العلمي في الغرب بالكم الذي يظهر في المنطقة العربية‏,‏ إلا أن قائمة إصدارات الكتب العربية تؤكد ندرة كتابات الخيال العلمي ومحدودية الخيال والعوالم الافتراضية أو المفردات التي يقدمها بالمقارنة للعوالم الرحبة‏,‏ التي يطرحها نفس النوع الأدبي في الخارج‏,‏ ليس فقط من حيث الاستفادة من إمكانات العلم والآفاق التي يمكن للمؤلف أن يتطلع إليها‏,‏

بل أيضا من حيث توظيف الرواية العلمية في إثارة عدد من الأسئلة الفلسفية والأخلاقية والسياسية‏,‏ وإيجاد واقع افتراضي تتعدد فيه العوالم مابين الماضي والحاضر‏,‏ وعبر الاستعراض السريع لتطور أدب الخيال العلمي ظهر لنا أن التفاعل بين منجزات العلم والعلوم الانسانية عموما والمناخ الذي تخلق حولها كان مفتاح التخيل‏,‏ وأن الأشكال والمضامين التي تبلورت في رواية الخيال العلمي في الغرب عكست واقعا ارتبط بالعلم تاريخيا‏.‏ وبالتالي فإن هذا النوع الأدبي‏,‏ قد ظهر وأرسي حضوره وبلور سماته الخاصة نتيجة لوجود مناخ ثقافي‏,‏

يحتفي بالعلم والعلماء علي مستوي النخبة والمستوي الشعبي‏,‏ ويوظف اكتشافاتهم ويروج لها بين أفراد المجتمع‏,‏ كل عبر وسائل الاعلام‏,‏ الأمر الذي حرر خيال الكاتب وأوجد لدي القاريء ذائقة تستمتع وتقدر هذا الجنس الأدبي‏,‏ وخلصنا إلي أن واقع أدب الخيال العلمي مرتبط بواقع العلم الراهن وبوضعية الثقافة العلمية وبالأجواء التي يتم فيها التعامل مع العلم‏..‏المناخ الثقافي‏..‏ احترام قيمة العلم والعلماء‏..‏ كلمات ووصايا لاحقتنا طوال الإعداد لملف أدب الخيال العلمي‏,‏ بينما تجلت علي الجانب الآخر قمة التناقض في بعض سطور المقدمة التي اختارها د‏.‏ محمد عبدالرحمن لكتاب علماء مبدعون إذ أشار لمقولتين بالغتي الخطورة والدلالة‏.‏ لاحظ شيوعهما في المجتمع المصري والعربي علي ألسنة بعض طلابه في السنوات الأخيرة‏,‏

وفحواها ان كل الاكتشافات العلمية قد تمت بمحض المصادفة وأن الأمر لاعلاقة له بالجهد أو العمل الدءوب‏,‏ وأن علماء الغرب عندما توصلوا للاكتشافات العلمية التي غيرت تاريخ البشرية إنما كانوا مسخرين من الله عز وجل لخدمة المسلمين‏.‏ وبالتالي فلا معني لأن نشعر بالخزي أو المهانة لخروجنا من دائرة المبدعين والمكتشفين وتحولنا لمجرد مستخدمين لما تقدمه مكتشفات الحضارة الغربية‏(!!).‏

وما بين تصريحات د‏.‏حجي وما صرح به د‏.‏ زويل أكثر من مرة عقب فوزه بجائزة نوبل حول مشكلته مع جامعة الاسكندرية وتقييمه لأوضاع البحث العلمي وإشكاليات البحث العلمي في مصر والميزانيات المخصصة للبحث العلمي‏,‏ والندرة الملحوظة في الدوريات العلمية وفي نشر الأبحاث العلمية بالخارج والبرامج العلمية في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ـ والتي فشلنا أكثر من مرة في العثور علي أي إحصائيات محددة توضح نسبتها أو مدتها بالمقارنة للمواد الاعلامية في الاذاعة والتليفزيون ـ وتراجع أعداد الطلبة في القسم العلمي وكليات العلوم الطبيعية‏,‏ وأخيرا وليس آخرا سطور د‏.‏ محمد عبدالرحمن الحافل بالدلالات والكاشفة عن رؤية عدد من شباب هذه الكليات الذين يفترض أنهم يشكلون كتيبة حفظة العلم في مجتمعنا‏,‏

واستعادة الفكر الخرافي والشعوذة مكانة لا تقل عن تلك التي احتلها في ظلمات العصور البدائية‏..‏ ما بين كل هذا وذاك يمكننا أن نوصف حال الثقافة العلمية وأحوال العلماء في مصرنا‏,‏ وياله من حال‏!!‏ ولكن وقبل أن نترك المجال لعدد من مصادرنا كي يطرحوا رؤاهم حول القضية وسبل تأصيل الثقافة العلمية في مجتمعنا‏,‏ أظن أنه ينبغي علينا أن نشير لبعض من الحقائق التي أثبتتها الدراسات الموثقة‏,‏

ومن بينها أن الثقافة في عالمنا المعاصر قد أصبحت حالة اشتباك يومي مع كل ما يدور علي أرض الواقع‏,‏ وأن مفهوم الثقافة العلمية أكبر وأشمل من مجرد حفظ كم من المعلومات العلمية إذ يندرج تحته عمليات غرس منهج التفكير العلمي وأساليب تطبيقه في كل مناحي الحياة وتنمية القدرات الابداعية للنهوض بالمجتمع والتغلب علي مشاكله الآنية والمستقبلية وإيجاد المناخ والبيئة المناسبين للتعايش في المجتمع والتفاعل مع العصر‏.‏

وهنا يصبح السؤال الملح‏..‏ كيف نعيد للعلم وللثقافة العلمية مكانتهما في مجتمعنا‏..‏ هذا ما سنحاول أن نستكشفه من خلال تحقيق الزميل محمد هزاع‏.‏

** منشور بصحيفة "الأهرام" المصرية 6 ديسمبر 2009

الخميس، 3 ديسمبر 2009

القوارير البلاستيكية تشكل خطراً على صحة الإنسان

موقع دوتشية:-
القوارير البلاستيكة خفيفة الوزن وسهلة الاستعمال لكنها قد تضر بالصحة!يحتوي كثير من المنتجات البلاستيكية على مادة ثنائي الفينول أ الكيميائية، التي اختلف الخبراء كثيراً حول تأثيرها على صحة الإنسان. مجموعة من الباحثين البريطانيين قامت بدراسة آثار تلك المادة على الإنسان.

تحتوي مواد البوليكاربونات البلاستيكية على مادة ثنائي الفينول أ، والتي يمكن أن تسبب كميات قليلة منها أضرارا صحية ضخمة، حسبما أكد الباحثون. ويحذر أندرياس جيس من المركز الألماني للبيئة في برلين من تواجد هذه المادة في كثير من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية كالأقراص المدمجة للكمبيوتر مثلا، علاوة على هذا يمكن أن تضاف مادة ثنائي الفينول أ إلى الجدران الداخلية للعلب البلاستيكية التي تستخدم في حفظ المشروبات والمأكولات كما أن قوارير المشروبات يمكن أن تحتوى على مواد بلاستيكية تتحلل منها مواد كيمائية بمرور الزمن.





مادة ثنائي الفينول أ تؤثر على الهرمونات



Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: الجدران الداخلية للعلب البلاستيكية تحتوي مادة ثنائي الفينول وتسخين تلك المادة يجعل آثارها السلبية أخطر وتثبت التجارب التي أجريت على الحيوانات أن مادة ثنائي الفينول أ لها تأثير مثل هرمون الأستروجين وعندما تعطى أنثى الحلزون كمية ضئيلة من ثنائي الفينول أ، تكون النتيجة إنتاج كميات زائدة من البويضات. أما إذا أعطيت هذه المادة لذكور الحلزون، فإن النتيجة تصبح حدوث ارتخاء في عضو الذكورة ثم الإصابة بالعقم، ويحذر جيس من أن هذه المواد لا تؤثر فقط على الهورمانات، لكنها أيضاً تعد من مسببات مرض السرطان، كما أنها قد تتسبب في خلل في المخ يؤثر على نمو صغار الحيوانات. لكن السؤال الآن هو: ما تأثير هذه المادة على الإنسان؟



الباحثان تامارا جالوواي وديفيد ميلزر قاما بإجراء أول أبحاث للكشف عن أثر مادة ثنائي الفينول أ على الإنسان، حيث أجريا فحصاً لعينة بول 1500 شخص أمريكي ثم قاما بربط الكمية التي عثر عليها من تلك المادة لدى كل شخص بالأمراض التي يعاني منها، فكانت النتائج مخيفة إذ أثبت الباحثان أن الشخص الذي لديه أكبر نسبة من ثنائي الفينول أ في البول يعاني غالبا بمقدار أكثر من الضعف من مرض السكري أو أمراض القلب علاوة على تلف إنزيمات الكبد. ونظراً لأن الناس في العادة لا يغيرون من عاداتهم الغذائية، فإنهم يتناولون جرعة ثابتة من تلك المادة.





اختلاف وجهات نظر الخبراء



Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: العلماء وجدوا نسبة تلك المادة في جسم 90 بالمائة من المرضى وكانت السلطات الأوروبية لسلامة المواد الغذائية قد حددت أقصى جرعة يومية بمقدار 50 ميكروجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم وقالت السلطات إن مادة ثنائي فينول أ تبقى في الجسم لمدة قصيرة قبل أن تخرج مع البول، لذلك فهي لا تشكل خطراً. لكن لا أحد يعرف حقا حتى الآن إلى أي مدى تؤثر هذه المدة القصيرة على أجهزة جسم الإنسان؛ لهذا يدعو كثير من الباحثين إلى توخي الحذر وينصحون بالتوقف عن استخدام تلك المادة في الأماكن التي يتواصل فيها تعامل الإنسان والبيئة مع المواد المصنوعة من الكيماويات. ويجب على من يريد تجنب ثنائي الفينول أن يراعي ما أمكن وصف المنتجات أو أن يستخدم على سبيل المثال قوارير زجاجية بدلا من البلاستيكية.

الكاتب: إيرينا بروينيجر/صلاح شرارة

مراجعة: سمر كرم

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

أخيرا الانترنت يتكلم عربي


عمر الحياني
عضو الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين
نشرت بمجلة تكنلوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات عدد(101)
أخيرا أصبح الانترنت يتكلم عربي بعد أن ظل 40 عاما يحسب بالأرقام العربية و لا يتكلم العربية فموعد 16 تشرين الثاني 2009 تكون اللغة العربية والصينية أول اللغات التي تدخل مسرح الشبكة العنكبوتية من خلال تعريب عناوين نطاقات المواقع ويأتي هذا الاتجاه بعد موافقة مجلس منظمة إيكان الذي انعقد في ( 30 أكتوبر/تشرين أول) بعاصمة كوريا الجنوبية سيول حيث تم بالأغلبية الموافقة على البدء في عنونة النطاقات العليا أو ما يسمى top-level-domains، على غرار دوت كوم أو دوت أورج. من خلال إدخال اللغات الأخرى تدريجيا بدأ باللغة العربية والصينية كأول اللغات العالمية بعد الانجليزية تدخل في أسماء النطاقات ثم اللغة الروسية لاحقا.
فالقرار الذي سمح بإدخال لغات عالمية في عناوين الانترنت آتى بعد مراحل طويلة من المفاوضات والتجارب التي استمرت لسنوات طويلة كانت نتاج صعوبات وتحديات تقنية ولغوية إلي جانب محاولة السيطرة المحكمة من قبل الولايات المتحدة على الشبكة العنكبوتية .
وتأتي هذه الخطة باتجاه الدفع نحو زيادة عدد مستخدمي الانترنت من جهة و إنهاء الاحتكار من جهة أخرى فرئيس هيئة ايكان رود بكستروم برر هذه الخطوة قائلا إن "أكثر من نصف عدد مستخدمي شبكة الانترنت، والذين يربو عددهم على 1.6 مليار مستخدم، يستخدمون لغات أخرى غير الانجليزية". ومن المتوقع أن تظهر أول المواقع التي تطبق التغييرات الجديدة بحلول منتصف عام 2010.

فأمريكا الدولة الراعية لعناوين الدومينز ( شريط كتابة عنوان المواقع) كانت من اشد المعارضين لهذه الخطوة لولا إصرار دول كثيرة مثل الصين وروسيا والدول العربية والأوربية على فك هذا الاحتكار والاتجاه نحو خطوات أحادية الجانب في عمل عناوين خاصة بها مما سوف يهدد توافقية شبكة الانترنت , فهذا التحكم الفردي في الشبكة التي أصبحت محرك رئيسي في حياة البشرية في جميع أنحاء العالم جعل منظمة إيكان تفكر مليا في الاتجاه الفردي في عنونة الانترنت والتحكم فيه ,وقد دعت الأمم المتحدة مرارا أن تركن إليها مسئولية إدارة عناوين الانترنت بدلا عن سيطرة القطب الأوحد الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن المعروف أن عناوين الانترنت ما هي إلا واجهة للمستخدم للتمييز وسهولة التذكر والولوج في الانترنت ولان عملية اختراع الانترنت أتت من مصدر يستخدم اللغة الانجليزية بالإضافة إلي أن عملية منح وتنظم هذه الأسماء وتسجيلها تتم من قبل الهيئة الأمريكية المعروفة (ICANN)الايكان هو ما جعلها محتكرة من قبل اللغة الانجليزية .
فعنوان الموقع الظاهر أمام عين المستخدم ما هو إلا حروف انجليزية أو أرقام عربية أو خليط من تلك الحروف والأرقام معا في حين أن المعالجة الحاسوبية تحول عنوان الانترنت بالحروف الانجليزية www.icann.org ) ). إلي أرقام بحروف عربية كالتالي"192.0.34.65" .
ويمثل إدخال الحروف العربية إيذانا بدخول الحرف العربي إلي جانب الرقم العربي ليظل الثنائي العربي مصدر معرفي يحتم علينا مسئولية عظيمة لأمة تعد اللغة العربية بمثابة ركن مقدس في حياة مليار ونصف مسلم .

صعوبات إدخال عناوين الانترنت بلغات أخرى

ومما لاشك فيه أن خطة مثل هذه رغم أهميتها تواجه تحديات رغم التجارب العديدة إلا المشاكل التي سوف تواجهه المستخدم وإدارة الشبكة أثناء الطرح الفعلي هو ما سوف يضع الحلول والصعوبات في سلة واحد ولعل ابرز التحديات التي من المحتمل أن تواجه مثل هذه الخطوة يتمثل في .
· ضعف التوافقية البرمجية والشبكية على مستوى العالم سوف يودي إلي تضارب العناوين وضعف فهم الخوادم والمترجمات للعناوين
· زيادة حجز العناوين بلغتين .
· صعوبة كتابة العناوين ببعض اللغات .
· قد يجد المستخدم غير المتقن لبعض اللغات صعوبة في دخول بعض العناوين بلغات أخرى .
· محركات البحث قد تواجه مشاكل جمة خلال الفترة القادمة في برمجة البحث في العناوين خلال الفترة القادمة .
ورغم التحديات المعقدة على المستوى التقني فأنة سوف يمثل "أكبر تغيير" في النظام الذي يحكم الإنترنت منذ اختراعها قبل 40 عاما.
وسوف يساعد على إضافة مستخدمين جدد للانترنت لهم صعوبات في استخدام لغة غير لغتهم الأم حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مستخدمي الانترنت، الذين يقدر عددهم بحوالي مليار ونصف المليار شخص، يتحدثون لغات لا تكتب بحروف لاتينية.
مما يجعله هدف أساسي تسعى الدول المختلفة للقضاء على أمية استخدام الانترنت من خلال تشجيع مواطنيها على استخدام الانترنت بلغتهم الأم باعتبار الانترنت حلقة وصل عالمية متعدد الفوائد والاستخدامات .حيث يقول مارك جريجور مراسل بي بي سي لشؤون التكنولوجيا إن اللغة لم تمثل أي مشكلة في السنوات الأولى من عمر الإنترنت لأن معظم مستخدمي الشبكة كانوا يتحدثون الإنجليزية أما الآخرون فكانوا يستخدمون لغات ذات حروف لاتينية، لكن ذلك الأمر لم يعد واقعا.
لغات الضاد وصعوبات التوافق
لعل ابرز الصعوبات التي تواجه اللغة العربية هو ما ينبع من أبناءها الناطقين بها فهم في آخر السلم المعرفي والتقني .
لم يقدموا شيئا من علوم العصر وابتكاراته حتى تصبح اللغة العربية لغة علم كما كانت لهذا سوف تظل اللغة العربية تواجه التحديات والصعوبات التقنية في التعامل مع اللغات البرمجية إلي اجل غير مسمى ولعل ابرز الصعوبات التي تواجه اللغة العربية في استخدامها كعناوين نطاق تتمثل في عدة نقاط منها.
§ صعوبة التوافق الشبكي والبرمجي مع اللغة العربية لان البرتوكولات والبرمجيات تتوافق مع اللغة الانجليزية بالأساس.
§ استخدام عناصر التشكيل ,وقد اقترح أن تؤجل حاليا ,وهناك اقتراح بديل بان يقصر استخدامها على واجهة التعامل مع المستخدم فقط دون أن تدخل في عملية التحويل إلي أرقام .
§ استخدام شرطة المد (الكاشيدا ) وقد اقترح إهمالها .
§ استخدام الفواصل بين الكلمات واقتراح استبدالها بشرطة .
§ فيما يخص تعدد أشكال الحروف ,كالهمزة في أول الجملة ووسطها والخلط بين الألف المقصورة والياء فقد اقترح تجنبها .
§ فيما يخص أسماء النطاقات مثل EDU-NET-ORG-GOV-COMاقترحت مقابلات عربية لأسماء النطاقات (شرك-حكم-نظم-شبك-علم )ورموز البلدان اقترح على سبيل المثال "يا"مقابل "ye" و"بح" مقابل "bh" البحرين وهكذا.
§ إن المشكلة الأساسية التي تواجه العربية أنها لا تقبل وضع الاختصارات كما في الانجليزية نظرا لغياب عناصر التشكيل مما يجعل الكتابة العربية مختزلة في أساسها لذا فاختصارها يمثل اختصارا مضاعفا .
تســـــــــــــــــــــــــــــــــــاؤل
وضع المحتوى المعرفي العربي إلي أين ؟
وفي ظل الوضع المعرفي العربي والابتكار التقني الهزيل الذي لا يسر صديقا ولا يغيض عدواً. ترى ما أهمية تعريب عناوين الانترنت إذا كنا مجرد مستهلكين للتكنولوجيا وتقنياتها نقضي معظم وقتنا في الدردشة وتتبع أخبار المنتديات وأيهما أولى تعريب المحتوى العلمي والمعرفي أم تعريب عناوين الانترنت في ظل انعدام محتوى معرفي عربي قادر على خدمة الفكر والتمنية ويعمل على تعزيز المحتوى العلمي مما يخلق ولو بصيص أمل في تغيير واقع مر لمستقبل يشوبه قتامه .















مجلة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ...إعلام تكنولوجي بعيون يمنية


م/عمـــــــــر الحياني
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
نشرت   بمجلة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات    عدد رقم (101)
بمرور 100 شهر منذ انطلاقة العدد الأول في يونيو 2001 م تكون مجلة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات قد أطفئت الشمعة المائة من عمرها كأول مجلة علمية يمنية تصدر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتقدم للقارئ اليمني إعلام تكنولوجي بأسلوب صحفي مبسط كحالة يمنية فريدة من نوعها وكخدمة للمجتمع اليمني لتزويده بكل جديد في عالم أصبحت المعلوماتية والتكنولوجيا ركن أساسي في طريق التقدم والنهوض .
ثمان سنوات حصيلة عمل دءوب وجهد متواصل لتخرج مجلة تكنولوجيا الاتصالات بحلة متميزة ومادة معرفية وعلمية وتعليمية غنية وبأسلوب قشيب على درجة عالية من الاحترافية في التصميم والإخراج .
إن مجلة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات أضاءه فريدة كأول مجلة علمية تصدر من اليمن ويستمر صدورها سنوات وهي جهود يستحق المشرفون عليها ممثلة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات كل تقدير واحترام ولرئيس تحريرها الأستاذ يحيى المطري وفريق التحرير كل الشكر.
لتكون بمثابة دافع للجامعات والوزارات والهيئات لإصدار مجلات علمية متخصصة في ظل غياب يمني في جانب الإعلام العلمي المتخصص .
ولتصبح في مستوى تنافس أفضل المجلات العربية المتخصصة في مجال التقنية كلغة العصر وال PC الإصدار العربي للمجلة الأمريكية وتتفوق عليها في بعض الجوانب وتجد لها إقبال لا مثيل له من جميع الأفراد وكما صرح لي رئيس التحرير أن لا عودة لمطبوعاتها وكقارئ فانه بمجرد نزول العدد إلي الأكشاك والمكتبات فان النفاذ يجد طريقة على أيدي جمهور من القراء المتعطش لهذا النوع من الإصدارات العلمية المتخصصة .
المجلة العلمية الأولى
فالمجلة العلمية الأولى في اليمن استطاعت أن تواكب التطورات خلال ثمان سنوات متواصلة في خدمة علوم التكنولوجيا والمعلوماتية لتعد بمثابة شمعة أضاءت جانب من جوانب تنمية الثقافة العلمية .
تم تقسيم مجلة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات إلي أبواب مختلفة كباب الانترنت والاتصالات ليقدم كل جديد في هذا المجال الذي أصبح أهم ثورة تقنية استطاعت أن تربط العالم بشبكات مترابطة من التواصل المعرفي والعلمي والاقتصادي ويحتوي الباب على أخبار ومقالات وتناولا ت لأهم الأحداث المتعلقة بجانب الانترنت والاتصالات .
ويعد ملف العدد وجبة تكنولوجيا ساخنة يتناول احد الموضوعات التكنولوجية بدقة تفصيلة و بأسلوب صحفي مبسط خال من التعقيدات الأكاديمية وهذا احد أهم أهداف الإعلام العلمي في تواصله مع غير المتخصصين –والذي يهدف إلي غرس ثقافة العلوم والتكنولوجيا في أجيال اليمن – كأحد أهم المحفزات للتوجه نحو الإبداع التكنولوجي والمعلوماتي الذي أصبح ينظر له كقطاع اقتصادي كبير يتسم بأنة صناعة بدون دخان في الجانب البرمجي و كأحد ركائز التطور العالمي المتسارع لتتربع الشركات المتخصصة في التكنولوجيا على قائمة اكبر الشركات العالمية .
وفي سعي مجلة تكنولوجيا الاتصالات نحو مبدأ التعليم المستمر اتجهت في باب التعليم في تقديم دروس تعليمية في مجال برامج الكمبيوتر التطبيقية بما يخدم جمهور عريض متعطش للمعرفة والتعليم .
وفتحت المجلة أمام القراء صفحة تواصل كخدمة استشارية لحل مشاكل القراء أثناء تعاملهم مع أجهزة وبرامج الحاسوب وملحقاته.
وتنتقل بنا المجلة إلي مجال الخيال الالكتروني والعابة والتي راجت وأصبح لها شعبية كبيرة بين ملايين من البشر لتقدم للقارئ احدث واهم الألعاب في سوق الألعاب الالكترونية .
القرص الهدية
أكثر من 1000برنامج قدمتها مجلة تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات على مدى ثمان سنوات في 100عدد كمحصلة عمل متواصل من فريق لا يتجاوز الخمسة أشخاص بفترات عمل متقطعة.
هذا هو الملحق الهدية الذي هو عبارة عن قرص غني ببرامجه ومحتوياته ليقدم للمستخدم والقارئ العديد من البرامج المختلفة في مجال الملتيميديا والانترنت ومكافحات الفيروسات وبرامج معالجات الصور والصوت إلي جانب الكتب الالكترونية في مجال التقنية ولغاتها ويتحفك القرص الهدية بالعاب الكترونية شيقة ومتنوعة,كما تم إلحاق المجلة بشكل كتاب الكتروني على شكل pdf ليكون الختام مسك .
المجلة تحفة فنية في الإعداد و الإخراج وعمل متميز ينافس أرقى المجلات المتخصصة في التكنولوجيا في السوق العربية .
التنمية علوم تحولت لثقافة
أن نشر العلوم والتكنولوجيا على أوسع نطاق ليس هدفا ترفيهيا وليست معرفة ثقافية بحد ذاتها بل هو هدف ابعد من ذلك وأسمى من نشر خبر ,ليكون الهدف غرس التفكير والفكر العلمي في عقول الأجيال المتلاحقة على أوسع نطاق بعيدا عن ألخرافه باعتبارهم صناع المستقبل وعلماءه وعندما يكون الغرس علمي يكون الناتج تنمية وإبداع وابتكار فكما هو معروف أن " المعرفة العلمية والتقانية تسهم في زيادة الإنتاج بنحو 90 في المائة حين تؤدي الزيادة في رأس المال إلى نمو الإنتاج بما يوازي 10% في المائة فقط؛ وتَعرفُ الدول المتقدمة جيداً هذه الآليات وأهميتها، في حين أن الدول النامية قاصرة عن استيعاب ذلك . وفي هذا الصدد يقول رونيه ما هو، المدير العام السابق لليونسكو: «إن التنمية هي العلم وقد أصبح ثقافة» فالعنصر البشري المبني على أساس علمي وثقافي متين هو القادر على خلق الفرص والتنمية فكثير من دول العالم لا يوجد فيها ثروات طبيعية وإنما عقول بشرية تم تعليمها وتأهيلها وتدريبها بأفضل الإمكانيات وخير شاهد على ذلك اليابان وأخرى ترزح تحت أقدامها ثروات طبيعية هائلة لكنها متخلفة وضعيفة كمثل حالنا في الوطن العربي وجيراننا من الدول الإفريقية.
يقول الدكتور نبيل علي (لقد ساد على برامج الثقافة العلمية-والتكنولوجية لدينا طابع استعراض آخر الاكتشافات والإنجازات، دون إبراز النواحي التطبيقية لتوظيف هذه الاكتشافات وتلك الإنجازات، إن إثارة الانبهار بالعلم وانجازاته لدى المشاهد العربي سلاح ذو حدين: فمن جانب يعمق لديه نزعة تبجيل العلم واحترام الفكر، ومن جانب آخر يولد لديه الشعور بصعوبة لحاقنا به، أو بانقطاع صلته بواقعنا.
نحن في حاجة إلى برامج ثقافية-علمية تخاطب مجتمعاتنا، في نفس الوقت الذي تخاطب فيه مستويات العقول المختلفة، وعلى معدي هذه البرامج إدراك الفرق الكبير بين «التبسيط العلمي» و«التثقيف العلمي». فالتبسيط ما هو إلا عنصر واحد في عملية التثقيف .
فالإعلام التكنولوجي ليس لغرض نشر الخبر وتحليله كهدف اقتصادي بالدرجة الأولى ثم كهدف اجتماعي لإخفاء أهداف سياسية للدول المتقدمة وشركاتها , كأسلوب احترافي يستخدم الإعلان عن المنتجات والترويج لها ليظهر الرفاهية الاجتماعية للفرد ويخفى في باطنه تحفيز عقل الفرد اللاواعي على الإنفاق وبالتالي توجيه المجتمع بأسره ليكون مستهلكا من الدرجة الأولى ومنبهرا بتلك المنتجات وفاقد الشعور بالقدرة على اللاحق بالركب مما يولد اليأس والإحباط لدى الأفراد والشعوب بأكملها .
ثلاثة محاور تتناولها المجلة (التكنولوجيا - الاتصالات - المعلومات )

مجلة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تحاور وتتابع ثلاثة محاور هي من الأهمية بمكان بحيث يصبح تتبعها ليس بالأمر السهل فجانب التكنولوجيا ليس مقتصرا على الحاسوب وملحقاته بل تعدى إلي كل الصناعات البشرية وأصبح قطاع الاتصالات في تطور مستمر لصبح العمود الفقري للتنمية الاقتصادية والمعرفية والعلمية.... الخ أما قطاع المعلومات الذي أصبح يطلق على العصر الحالي .
ويعتبر الإعلام التقني والتكنولوجي و المعلوماتي حديث العهد نسبيا مقارنة بالإعلام الأدبي والثقافي والسياسي والرياضي الذي له باع طويل في هذا المجال والإعلام التكنولوجي والمعلوماتي بدا التشكل و الظهور مع نهاية القرن العشرين ولكنة أصبح يحتل مكانة متقدمة على اعتبار أن التقنية الحديثة أصبحت محور الاقتصاد الحديث وعمود الإعلام .
الإعلام التكنولوجي يصنع العباقرة
ولتأثير الإعلام على أجيال المستقبل نورد قصة فتى الكمبيوتر بيل جيتس حيث يقول أنة ذات يوم وهو طالب في ميدان هارفارد مع صديقة بول الين مستغرقا في قراءة شرح مصور في مجلة"بوبليار الكترونكس "لمكونات نموذج لكمبيوتر وبينما كنا نقرا بحماس عن أول كمبيوتر شخصي حقيقي ولم نكون نعرف شي عنة لكنة زرع في بيل جيتس حب التوجه إلي دراسة برمجيات هذا الجهاز الجديد ليصنع منه أهم شخصية عالمية في القرن الواحد والعشرين !أليس الأعلام والثقافة العلمية غرس المستقبل.
المجلة و نظرة نحو التطور
وإذا أردنا أن نضيف إلي مجلتنا ما يكمل بهاءها فان تفعيل موقع المجلة يعتبر شي ضروري في ظل غلبة الأعلام الشبكي على الورقي, و ليضيف للمجلة جمهور واسع من متصفحي العربية في جميع أنحاء العالم .
إضافة إلي تخصيص باب خاص بعلم البرمجيات أو لغات البرمجيات سواء كان تعليمي أم بحثي سوف يعزز المعرفة العلمية لدى المتخصصين وحافز لغيرهم.
ويأتي فتح باب التحقيقات والنقاشات عن احتياجات التنمية التكنولوجية في اليمن وتقديم الأولويات والحلول ووضع المقترحات لصناع القرار من ألأولويات التي يمكن أن تأخذ بعين الاعتبار في طريق تطوير المجلة .
ليأتي مقترح إضافة قسم كيف تعمل أجهزة التكنولوجيا بشرح مبسط كخدمة تعليمية ,بالإضافة لعمل مسابقة شهرية للمجلة وتقديم هدايا وجوائز سواء كانت عبارة عن دورات أو أجهزة مقدمة من المعاهد والكليات العلمية أو مقدمة من شركات التقنية مقابل دعاية لهم و كحافز للقارئ نحو البحث والتعليم وكمشاركة في تنمية الشباب في مجال علوم التقنية وبرمجياتة .