الجمعة، 27 أبريل 2018

صفية مهدي تفوز بجائزة الأمم المتحدة “أصوات مستقبلية أكثر إشراقا”‏



‏ ‏ صحفية يمنية تسلط الضوء على استخدام الطاقة الشمسية في اليمن وتفوز بجائزة عالمية

عمر الحياني – صنعاء

فازت الصحفية اليمنية صفية مهدي بجائزة الأمم المتحدة في المسابقة الصحفية “أصوات مستقبلية أكثر إشراقا”، حول الطاقة ‏المستدامة والتي نظمتها الممثلة السامية لأقل البلدان نموا خلال شهر مارس الماضي  .
وتعد صفية، الفائزة العربية الوحيدة في المسابقة، قد كتبت مقالا صحفيا نشر في موقع دويتشه فيله (DW)‏ تحت عنوان" الطاقة ‏الشمسية في اليمن ـ نقطة ضوء وسط ظلام الحرب الدامس"   سعت من خلاله إلى تسليط الضوء على شيء إيجابي في اليمن، ‏عبر تحول اليمنيين أكثر فأكثر إلى الطاقة الشمسية مع اضطراب البنية التحتية المدنية نتيجة الصراع والحرب المستمرة منذ ‏ثلاث سنوات ‏.
صفية  مهدي - صحفية يمنية 
وكانت الصحفية صفية المهدي قد اشارت في تقريرها الصحفي الى معاناة اليمنيين جراء الحرب وما سببته من معاناة للمواطنين ‏جراء  الانقطاع التام للكهرباء مما دفع الناس الى ايجاد بديل للحصول على الطاقة من خلال استخدام الطاقة الشمسية في انارة ‏منازلهم واستخداماتهم الاخرى .‏
وفي تصريح خاص لموقع الشبكة اليمنية للعلوم قالت صفية مهدي الفائزة بالجائزة " انها سعيدة بهذا الفوز فهو اول مسابقة ‏اشارك فيها و يمثل الفوز حافزا لي للعمل في جانب القضايا الانسانية التي يعاني منها الناس جراء الحرب مع التركيز على قضايا ‏التنمية المستدامة بما فيها الطاقة المتجددة  ".‏
وحول توقعها بالفوز قالت " إلى حد ما توقعت الفوز ،  لأن التقرير الذي نشرته في‎ ‎موقع التلفزيون الالماني دويتشه فيله‎ ‎‏(‏D.W‏ ‏‏)، كان لحد ما يوافق الشروط والمعايير المتعلقة بالمسابقة، بالإضافة إلى أن اليمن كبلد كان يجب أن يكون حاضراً في مسابقة من ‏هذا النوع بعد أن اصبحت الطاقة الشمسية مستخدمة من قبل أغلب المواطنين "‏ .
يذكر ان الأمم المتحدة أعلنت عن مسابقة  للصحفيين الذين ينتمون إلى أقل البلدان نموا، البالغ عددها 47 بلدا  تحت  عنوان ‏‏"أصوات مستقبل أكثر إشراقا" عبر الممثلة السامية لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة ‏النامية خلال شهري  شباط / فبراير و  آذار / مارس 2018، من خلالها دعوة الصحفيين من أقل البلدان نموا إلى تقديم قصص أو ‏تقارير تتعلق بالطاقة المستدامة.‏
وقد اعلن مكتب الأمم المتحدة عبر الممثلة السامية للبلدان الاقل نموا فوز الصحفية صفية المهدي بالجائزة ، وسوف تشارك ‏صفية في "منتدى الطاقة المستدامة للجميع"، الذي سيعقد في البرتغال بمدينة لشبونة  من 2-3 أيار / مايو المقبل عبر دعوة من ‏الأمم المتحدة ، خلال المنتدى الدولي سوف يتم تكريم صفية وتسليمها الجائزة.‏



الخميس، 26 أبريل 2018

ورشة عمل حول التجارة الالكترونية بالعاصمة صنعاء



عقدت بالعاصمة صنعاء ورشة عمل خاصة بالتجارة الالكترونية نظمتها جمعية الانترنت بمشاركة 40 مشاركا برعاية من جمعية الانترنت العالمية .
وناقشت الورشة عدد من المحاور حول التجارة الالكترونية في اليمن وطرق الدفع الالكترونية والتجارب الناجحة في مجال التجارة الالكترونية في اليمن والتحديات والصعوبات وفرص التجارة الالكترونية في اليمن وكذلك العملات الالكترونية .
ورشة التجارة الالكترونية - جمعية الانترنت
وفي الورشة التي افتتحها المهندس عبدالسلام النقيب مدير المشروع رئيس لجنة التكنولوجيا بنبذة تعريفية حول الجمعية و أنشطتها.
 اشار إلى أن هذه الورشة الهامة تأتي ضمن أنشطة وفعاليات جمعية الانترنت التيسبقهاثلاث ورش منذُ بداية هذا العام حول امن المعلومات وسلامة الاطفال على الانترنت و كذلك حوكمة الانترنت .
و قد بدأت الورشة بمحاضرة للمهندس/ زكريا الكينعي بمقدمة عن التجارة الالكترونية ثم استعرض واقع التجارة الالكترونية في اليمن على ضوء الدراسة التي انجزتها جمعية الانترنت في العام 2013 والتي كانت نتائجها مبشرة وواعده.
 تلى ذلك محاضرة للمهندس فادي الأسودي  حول  العملات الالكترونية واهميتها وطرق التعامل بها في التعاملات الالكترونية.
وفي مداخلة مسجله قدم الدكتور وليد السقاف رئيس الجمعية السابقة والمؤسس لجمعية الانترنت  في اليمن وعضو مجلس امن جمعية الانترنت العالمية تحدث فيها عن الفرص الواعدة للتجارة الالكترونية ومتابعة الجهود الحقيقة في هذا الجانب .

ورشة التجارة الالكترونية - جمعية الانترنت
كما قدم الاستاذ اوس الارياني محاضرته الهامه حول طرق الدفع الالكتروني تخللها مناقشة مستفيضه من قبل المشاركين وبما حقق نتائج ايجابية وتفاعل كبير من الجميع .
تلى ذلك تقديم تجارب ناجحة في مجال التجارة الالكترونية الذي قدمها المهندس/ عبدالله السنباني من متجر امازون – يمن والمهندس نادر الكينعي احد رواد الاعمال اليمنين في ماليزيا حيث اثبتت هذه القصص الناجحة انه لامستحيل امام شباب اليمن الواعد في مجال التجارة الالكترونية.
وفي ختام الورشة قدم د/ خالد القايفي رئيس لجنة البحوث عضو مجلس الإدارة لجمعية الإنترانت  محاضرة عن الصعوبات والمعوقات التي تواجه التجارة الإلكترونية في اليمن أمام تطور الانترنت وكذلك الفرص والفوائد التي سوف نحصل عليها  من خلال نمو التجارة الإلكترونية في اليمن.
 تلى ذلك قراءة التوصيات النهائية للورشة التي أكدت في مجملها على العمل على معرفة الصعوبات والتحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في اليمن واقتراح الحلول المناسبة لها ،و تشجيع الجهود الهادفة إلى تطويرها. كما أوصت على تدريب و تأهيل الكوادر في مجالات التجارة الإلكترونية.
وفي الختام تم توزيع الشهائد على المشاركين في الورشة و جميع المتحدثين في الورش السابقة.



التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة في ورشة تدريبية للإعلاميين بالمكلا



  
‏ ‏عقدت في مدينة المكلا  الورشة  التدريبية الخاصة ببناء القدرات  الصحفية للإعلاميين في ‏قضايا التغير المناخي ومستقبل ‏الطاقة المتجددة والتي نظمتها القرية الإعلامية للتنمية والمعلومات بمشاركة 23 صحفي و صحفية و بالشراكة  مع ‏مؤسسة فريدريش البرت الالمانية والتي تستمر على مدى ثلاثة أيام .‏

ورشة تدريب الصحفيين حول التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة - المكلا
وتتطرق الورشة الى قضايا التغيرات المناخية وتلوث البيئة ومستقبل الطاقة المتجددة  ، كما ستتطرق  الى الجوانب العلمية في كتابة التقارير البيئية والعلمية بشكل ‏احترافي ‏ومهني وبما يعزز مفاهيم الرسالة الصحفية في ايصال الحقائق العلمية للجمهور و القارئ بشكل ‏بسيط ‏وبطريقة احترافية .‏

وقد بدأت الورشة بكلمة  ترحيبية ألقاها  ريدان الحاج  منسق البرنامج عن مؤسسة جرين للتنمية المستدامة  ‏تطرقت ‏الى أهمية الدورة في رفع قدرات الإعلاميين والصحفيين وحثهم على الاستفادة من ‏التدريب ‏والمعلومات العلمية خلال ايام الدورة الورشة التدريبية .‏
وقد استعرض الأستاذ محمود قياح مدير البرامج في مؤسسة فريدريش  في كلمته  الى مشاريع ‏التدريب ‏التي تنفذها المؤسسة في اليمن والهادفة الى تعزيز الوعي المجتمعي في قضايا البيئة والتنمية ‏والطاقة .‏

موضحا ان “تغير المناخ يعد  أحد أهم التحديات الرئيسية في عصرنا الحالي ، حيث يضيف ضغطا كبيرا ‏على ‏مجتمعاتنا وعلى البيئة. فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من ‏حيث ‏الحجم، من تغير أنماط المناخ وتغيراته  التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي ‏تزيد من ‏خطر الفيضانات الكارثية . ‏

يقول قياح محذرا إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم ‏يتم القيام ‏بحلول علمية  و إجراءات جذرية الآن وليس غدا ” .

كما تطرقت كلمة قياح  إلى ظاهرة التغيرات المناخية باعتبارها من  أكثر الظواهر  العالمية خطورةً ‏على ‏حياة كوكب الأرض، فهي تؤثر سلباً على حياة ما يفوق ستة مليار نسمة تعيش فوق سطح ‏الأرض، ‏بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على مختلف مظاهر الحياة المتفاوتة.

يواصل قياح حديثه بقوله أن قضايا التغيرات المناخية أصبحت من القضايا البيئية ‏المهمة في الآونة الأخيرة؛ نظراً لاقترانها وتأثيرها المباشر على القطاعات الحيوية المتفاوتة؛ ‏سواء ‏كانت زراعية أو مائية أو صحية، فدأبت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالبيئة إلى سن ‏قوانين ‏وتشريعات تضمن الحفاظ على البيئة، وكل ما يمت لها بصلة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر ‏التغير ‏المناخي العالمي.

 عمر الحياني – مدرب  الصحفيين حول التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة  

موضحا ان  تراجع مستويات مخزون المياه،  سيعمل على زيادة عدد المحتاجين للمياه ما بين 5-8 ‏مليارات ‏شخص خلال خمسين عاماً فقط مع تدني المحاصيل الزراعية وتراجعها، فالتأثير السلبي للمناخ يشمل ‏المزروعات أيضاً، وبالتالي ‏انخفاض نسبة المخزون الغذائي. ‏


ان تفشي التعرية نتيجة تدني مستويات ‏الخصوبة في التربة، احد الظواهر التي طرأت عليها التغيرات بشكل  ملحوظ على مواطن ‏النباتات، مع ظاهرة تفشى الجفاف بين مختلف ‏أنواع التربة، وبالتالي تتصحّر التربة ، وترتفع لدى الإنسان فرص ‏استخدام الأسمدة الكيميائية التي ستزيد ‏المشكلة سوءاً.‏
ان تأثير  التغيرات المناخية ليس ملموسا على اليابسة فحسب  بل أصبحت  مستويات البحار في تغير مستمر ، ويرجع ذلك التغير الى تغير في درجات الحرارة العالمية مما سبب تمدد كتلة مياه ‏المحيطات، ويأتي ‏ذلك بزيادة فرص ذوبان الكتل الجليدية الضخمة كتلك الموجودة في غرينلاند.
 إن ‏حدوث كوارث مناخية ‏بشكل متسارع ، سيضاعف من   فرص حدوث موجات الجفاف والفيضانات والعواصف ‏في كافة المجتمعات.

يذكر أن الورشة التدريبية بدأت بمحاضرة للدكتور عباس الحذفي من جامعة حضرموت  تطرقت إلى التلوث النفطي و تأثيراتها على البيئة في حضرموت  ، وفي مجال التدريب الصحفي تطرق عمر الحياني المدرب المتخصص في الصحافة العلمية والبيئية إلى المنهجية  الصحفية في تخطيط ‏وبناء ‏المقالات والتقارير العملية والبيئة وطرق البحث عنها .‏



الأحد، 15 أبريل 2018

التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة في دورة تدريبية للإعلاميين بتعز‏


‏ ‏عقدت في مدينة تعز الورشة  التدريبية الخاصة ببناء القدرات  الصحفية للإعلاميين في ‏قضايا التغير المناخي ومستقبل ‏الطاقة المتجددة والتي نظمتها القرية الإعلامية للتنمية والمعلومات بمشاركة 25 صحفي و صحفية و بالشراكة  مع ‏مؤسسة فريدريش البرت الالمانية والتي تستمر على مدى ثلاثة ايام .‏
وتتطرق الورشة الى قضايا التغيرات المناخية وتلوث البيئة ومستقبل الطاقة المتجددة  ، كما ستتطرق  الى الجوانب العلمية في كتابة التقارير البيئية والعلمية بشكل ‏احترافي ‏ومهني وبما يعزز مفاهيم الرسالة الصحفية في ايصال الحقائق العلمية للجمهور و القارئ بشكل ‏بسيط ‏وبطريقة احترافية .‏
وقد بدأت الدوشة بكلمة  ترحيبية القاها  بسام غبر  مدير القرية الإعلامية للتنمية والمعلومات ‏تطرقت ‏الى أهمية الورشة في رفع قدرات الاعلاميين والصحفيين وحثهم على الاستفادة من ‏التدريب ‏والمعلومات العلمية خلال ايام الدورة التدريبية .‏

وقد استعرض الاستاذ محمود قياح مدير البرامج في مؤسسة فريدريش  في كلمته  الى مشاريع ‏التدريب ‏التي تنفذها المؤسسة في اليمن والهادفة الى تعزيز الوعي المجتمعي في قضايا البيئة والتنمية ‏والطاقة .‏
موضحا ان "تغير المناخ يعد  أحد أهم التحديات الرئيسية في عصرنا الحالي ، حيث يضيف ضغطا كبيرا ‏على ‏مجتمعاتنا وعلى البيئة. فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من ‏حيث ‏الحجم، من تغير أنماط المناخ وتغيراته  التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي ‏تزيد من ‏خطر الفيضانات الكارثية. ‏
يقول قياح محذرا إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم ‏يتم القيام ‏بحلول علمية  و إجراءات جذرية الآن وليس غدا " ‏.
كما تطرقت كلمة قياح  الى ظاهرة التغيرات المناخية باعتبارها من  أكثر الظواهر  العالمية خطورةً ‏على ‏حياة كوكب الأرض، فهي تؤثر سلباً على حياة ما يفوق ستة مليار نسمة تعيش فوق سطح ‏الأرض، ‏بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على مختلف مظاهر الحياة المتفاوتة.
 يواصل قياح حديثه بقوله ان قضايا التغيرات المناخية اصبحت من القضايا البيئية ‏المهمة في الآونة الأخيرة؛ نظراً لاقترانها وتأثيرها المباشر على القطاعات الحيوية المتفاوتة؛ ‏سواء ‏كانت زراعية أو مائية أو صحية، فدأبت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالبيئة إلى سن ‏قوانين ‏وتشريعات تضمن الحفاظ على البيئة، وكل ما يمت لها بصلة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر ‏التغير ‏المناخي العالمي.
موضحا ان  تراجع مستويات مخزون المياه،  سيعمل على زيادة عدد المحتاجين للمياه ما بين 5-8 ‏مليارات ‏شخص خلال خمسين عاماً فقط مع تدني المحاصيل الزراعية وتراجعها، فالتأثير السلبي للمناخ يشمل ‏المزروعات أيضاً، وبالتالي ‏انخفاض نسبة المخزون الغذائي. ‏
ان تفشي التعرية نتيجة تدني مستويات ‏الخصوبة في التربة، احد الظواهر التي طرأت عليها التغيرات بشكل  ملحوظ على مواطن ‏النباتات، مع ظاهرة تفشى الجفاف بين مختلف ‏أنواع التربة، وبالتالي تتصحّر التربة ، وترتفع لدى الإنسان فرص ‏استخدام الأسمدة الكيميائية التي ستزيد ‏المشكلة سوءاً.‏
 
عمر الحياني المدرب المتخصص في الصحافة العلمية والبيئية 
ان تأثير  التغيرات المناخية ليس ملموسا على اليابسة فحسب  بل اصبحت  مستويات البحار في تغير مستمر ، ويرجع ذلك التغير الى تغير في درجات الحرارة العالمية مما سبب تمدد كتلة مياه ‏المحيطات، ويأتي ‏ذلك بزيادة فرص ذوبان الكتل الجليدية الضخمة كتلك الموجودة في غرينلاند. ان ‏حدوث كوارث مناخية ‏بشكل متسارع، سيضاعف من   فرص حدوث موجات الجفاف والفيضانات والعواصف ‏في كافة المجتمعات.
يذكر ان الورشة التدريبية بدأت بمحاضرة للدكتور انور الشميري من جامعة تعز تطرقت الى التغيرات المناخية و تأثيراتها على اليمن  ، وفي مجال التدريب الصحفي تطرق عمر الحياني المدرب المتخصص في الصحافة العلمية والبيئية الى المنهجية  الصحفية في تخطيط ‏وبناء ‏المقالات والتقارير العملية والبيئة وطرق البحث عنها .‏






السبت، 14 أبريل 2018

التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة في دورة تدريبية للإعلاميين ب "عدن"‏


‏ عقدت في العاصمة المؤقتة عدن الدورة التدريبية الخاصة ببناء القدرات  الصحفية للإعلاميين في قضايا التغير المناخي ‏ومستقبل ‏الطاقة المتجددة والتي نظمتها مؤسسة  البيئة والقانون التنموية بمشاركة 22 متدربا بالتعاون مع ‏مؤسسة فريدريش ‏البرت الالمانية والتي تستمر على مدى ثلاثة ايام .‏
وتتطرق الدورة التدريبية الى قضايا التغيرات المناخية وتلوث البيئة ومستقبل الطاقة المتجددة ، وبما ‏يساهم في تعزيز قدرات ‏الاعلاميين في تغطية تلك القضايا   .‏
كما ستتطرق الدورة التدريبية الى الجوانب العلمية في كتابة التقارير البيئية والعلمية بشكل احترافي ‏ومهني وبما يعزز مفاهيم ‏الرسالة الصحفية في ايصال الحقائق العلمية للجمهور و القارئ بشكل بسيط ‏وبطريقة احترافية .‏
عمر الحياني - راشد حازب - محمود قياح  ورشة تدريب الصحفيين عدن  تصوير وهيب شرف 

وقد بدأت الدورة بكلمة  ترحيبية القاها  راشد حازب  مدير المؤسسة والبيئة والقانون التنموية تطرقت ‏الى اهمية الدورة في رفع ‏قدرات الاعلاميين والصحفيين وحثهم على الاستفادة من التدريب ‏والمعلومات العلمية خلال ايام الدورة التدريبية .‏
وقد استعرض الاستاذ محمود قياح مدير البرامج في مؤسسة فريدريش  في كلمته  الى مشاريع ‏التدريب التي تنفذها المؤسسة في ‏اليمن والهادفة الى تعزيز الوعي المجتمعي في قضايا البيئة والتنمية ‏والطاقة .‏

موضحا ان "تغير المناخ من أحد التحديات الرئيسية في عصرنا، حيث يضيف ضغطا كبيرا على ‏مجتمعاتنا وعلى البيئة. فالآثار ‏العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث ‏الحجم، من تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، إلى ‏ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من ‏خطر الفيضانات الكارثية.

يقول قياح محذرا إن التكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم ‏يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية ‏الآن وليس غدا " ‏.
كما تطرقت كلمة قياح  الى ظاهرة التغيرات المناخية باعتبارها من  أكثر الظواهر  العالمية خطورةً على ‏حياة كوكب الأرض، ‏فهي تؤثر سلباً على حياة ما يفوق ستة مليار نسمة تعيش فوق سطح الأرض، ‏بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على مختلف مظاهر 
الحياة المتفاوتة، لذلك أصبحت من القضايا البيئية ‏المهمة في الآونة الأخيرة؛ نظراً لاقترانها وتأثيرها المباشر فوق القطاعات ‏الحيوية المتفاوتة؛ سواء ‏كانت زراعية أو مائية أو صحية، فدأبت المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالبيئة إلى سن ‏قوانين ‏وتشريعات تضمن الحفاظ على البيئة، وكل ما يمت لها بصلة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر التغير ‏المناخي العالمي.
موضحا ان  تراجع مستويات مخزون المياه، حيث سيزداد عدد المحتاجين للمياه ما بين 5-8 مليارات ‏شخص خلال خمسين عاماً ‏فقط.

وتدني المحاصيل الزراعية وتراجعها، فالتأثير السلبي للمناخ يشمل ‏المزروعات أيضاً، وبالتالي انخفاض نسبة المخزون الغذائي.

عمر الحياني - مدرب في التغيرات المناخية ومستقبل الطاقة - عدن تصوير وهيب شرف


ان تفشي التعرية نتيجة تدني مستويات ‏الخصوبة في التربة، حيث يطرأ تغيير ملحوظ على مواطن النباتات، ويتفشى الجفاف ‏بين مختلف ‏أنواع التربة، وبالتالي تتصحّر، فترتفع لدى الإنسان فرص استخدام الأسمدة الكيميائية التي ستزيد ‏المشكلة سوءاً.

  
فارتفاع مستويات البحار، ناتج عن تؤثر درجات الحرارة العالمية في تمدد كتلة مياه ‏المحيطات، ويأتي ذلك بزيادة فرص ذوبان ‏الكتل الجليدية الضخمة كتلك الموجودة في غرينلاند. ‏حدوث كوارث مناخية بشكل متسارع، إذ ترتفع فرص حدوث موجات ‏الجفاف والفيضانات والعواصف ‏في كافة المجتمعات.
وقد بدا البرنامج التدريبي بمحاضرة للدكتورة رخصانة اسماعيل عن التغيرات المناخية تلاها  محاضرة للدكتورة ‏ندى احمد عن ‏محميات عدن الطبيعة .‏
وفي مجال التدريب الصحفي تطرق المدرب عمر الحياني الى المنهجية  الصحفية في تخطيط وبناء ‏المقالات والتقارير العملية ‏والبيئة .‏








الخميس، 5 أبريل 2018

النباتات تهرب من الاحتباس الحراري بـ"اللجوء لقمم الجبال"



  محمد منصور*
كشفت مجموعة من الباحثين الدوليين أن النباتات في أوروبا تحاول التأقلم مع الظروف المناخية التي يُسببها الاحتباس الحراري عبر اللجوء إلى قمم الجبال.
وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون من 11 دولة إلى أن النباتات تحاول إيجاد موائل جديدة لغزوها بسبب الارتفاعات المطَّردة في درجات الحرارة، مُستخدمةً استراتيجية الهروب من أماكنها الطبيعية والوصول لقمم الجبال بحثًا عن درجات الحرارة الأقل المُناسبة لنموها.
وأضافت أنه "على مدى العقود الماضية، زاد عدد الأنواع النباتية على قمم الجبال الأوروبية بمقدار خمسة أضعاف ما كان عليه خلال المدة من 1957 وحتى 1966".
إعلان
وحللت الدراسة، التي نشرتها دورية "نيتشر"، بياناتٍ مُستقاةً من 698 مسحًا استقصائيًّا سبق إجراؤها خلال 145 عامًا على 302 قمة جبلية في أوروبا، موضحةً أن "التسارع في عدد الأنواع النباتية الجبلية مُرتبطٌ ارتباطًا لا لبس فيه بالاحترار العالمي، وأن الاختلاف في معدلات هطول الأمطار ومُدخلات النيتروجين اللازم لنمو النباتات لا يُمكن أن يُفسر الزيادة في عدد الأنواع النباتية الجبلية على الإطلاق".
ووجد الباحثون أن النباتات تُحاول مواكبة عواقب تسريع الأنشطة البشرية المُسببة للاحتباس الحراري عبر اللجوء إلى موائل أكثر برودةً تُمكِّنها من النمو والاستمرار في الحياة.
وتمكَّن الباحثون فقط من حساب الأنواع النباتية التي استجابت بالفعل لارتفاع درجات الحرارة المطرد، وتحركت إلى أعلى قمم الجبال، إلا أنهم لم يدرسوا بعد عدد الأنواع التي قد تكون في طريقها إلى القمم الجبلية.
ولا تُظهر الدراسة مقدار الزيادة في الأنواع النباتية الجديدة مُقارنةً بالأنواع الأصلية، ولا تأثيرها على الأنواع الموجودة بالفعل على تلك القمم، ولا حتى إمكانية غزو الأنواع الجديدة للموائل الطبيعية للنباتات التي استقرت على القمم الجبلية منذ قرون، وهو ما قد يُهدد التوازن البيئي في تلك الأماكن.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "مانويل شتاينباور"، الذي يعمل في قسم العلوم البيولوجية في جامعة "آرهوس" الدنماركية: "إن الأنواع التي تكيفت مع الظروف الباردة والصخرية على قمم الجبال قد تُزيح الأنواع القديمة التي لا يُمكنها التطور بسرعة كافية للتنافس مع الوافدين الجدد".


ويضيف "شتاينباور"، في تصريحات لـ"للعلم"، أن "النباتات التي تحركت صعودًا لتلك القمم غالبًا ما تأتي من الأراضي السهلية العشبية التي تغيرت فيها الظروف المناخية، حتى ولو بنسبة صغيرة".
إلا أن الدراسة تعود وتؤكد أن الأنواع الموجودة على قمم الجبال ليست مُعرضةً للخطر بشكل حاد في الوقت الحالي، غير أن التسارع في تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري قد يُسبب خطورةً على التنوع البيولوجي على تلك القمم في المستقبل القريب.
ويقول "شتاينباور": "إن الفريق البحثي بصدد دراسة تأثيرات الأنواع الغازية على النباتات الأصلية في الوقت الراهن، لعمل دراسة علمية دقيقة حول احتمالية انقراض بعض النباتات على القمم الجبلية، وقد يشهد عام 2100 تغيرًا جذريًّا في أعداد النباتات وأنواعها على القمم الجبلية الأوربية، ويجب أن نتوقع ذلك التغيُّر وأن نستعد له".
عن الكتّاب
محمد منصور
محرر علمي درس الهندسة الميكانيكية بجامعة حلوان المصرية. وحصل على دورات متخصصة في الصحافة العلمية من جامعة ييل، ودورات في مجال صحافة الطاقة في جامعة ستانفورد، يركز في عمله على القضايا العلمية المرتبطة بالتنمية المجتمعية وقضايا التغير المناخى
.
رابط الدراسة : نيتشر 



الأربعاء، 4 أبريل 2018

تونس و طريق المستقبل في الطاقة المتجددة



  الطاقة الكهربائية في تونس بين العرض والطلب

  مافتئت الطاقات البديلة تكتسب اهتماما متزايدا في البلاد التونسية في ظل تناقص مصادر الطاقة التقليدية وقابليتها للنفاذ مع تزايد المشاكل البيئية التي تتسبب فيها وتأثيراتها على المناخ وصحة الإنسان، "اعتبارا أن هذه الطاقات  كفيلة بتحقيق المعادلة الأصعب وهي الموازنة بين توفير الطاقة والحفاظ على البيئة.
ولئن شرعت  تونس بالفعل في محاولة الاستفادة من إمكانياتها في توليد الطاقة من أشعة الشمس والرياح، انطلاقا من عوامل اقتصادية ومعطيات بيئية فإن هذا التمشي يواجه  عدة معوقات ذات صبغة اقتصادية وترتيبية وقانونية؟


سلمى خليفة – تونس

 تسهم الطاقات المتجددة حاليا ب3 بالمائة في شبكة الكهرباء بتونس، في حين تسعى إلى أن تبلغ حصتها 30 بالمائة بحلول سنة 2030. وعملت لذلك البلاد التونسية على وضع خطة حاولت من خلالها ضبط الإطار التشريعي لتهيئة المناخ الاستثماري في هذا المجال.   
الطاقة الشمسية - تونس
إن تونس تعاني تزايدا للطلب على الطاقة الكهربائية، على غرار الكثير من دول العالم، مع تزايد الاستهلاك سواء المنزلي أو الأنشطة الاقتصادية التي تحتاج إلى الكهرباء. ويسجل استهلاك الكهرباء ذروته خلال فترة الصيف، للإقبال الكثيف على التكييف إضافة إلى الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية الموسمية. هذا التزايد المستمر لاستهلاك الكهرباء المقدر سنويا ب4 بالمائة، والذي يمكن أن يصل إلى 14 بالمائة خلال الذروة، يستدعي النظر في كيفية تعامل الدولة التونسية تجاهه.
هذا و تسد تونس نسبة كبيرة من احتياجاتها اعتمادا على  مواردها المحلية إضافة إلى إيرادات رسوم مرور الغاز الجزائري عبر الأنابيب على الأراضي التونسية في اتجاه أوروبا. أما نسبة النفط والغاز والطبيعي التي تستوردها من الخارج لاستغلالها في إنتاج الطاقة الكهربائية ، فهي في تزايد مطرد نظرا إلى تسارع  نمو الطلب على الكهرباء مقابل بطئ نمو الإنتاج المحلي. وتنبئ هذه المعطيات باحتمال حدوث نقص وتراجع في إنتاج الكهرباء ، خاصة مع الدعم الكبير الذي يتمتع به قطاع الطاقة والذي يبلغ 5 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي في السنوات الأخيرة، مما يثقل كاهل الدولة ويضغط على ميزانيتها. وهذا ما دفع البلاد التونسية إلى مراجعة بعض العناصر في سياستها الطاقية وتوجهها  نحو تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات المتجددة.   
   توجه نحو اعتماد أكبر للمصادر المتجددة ضمن المزيج الطاقي التونسي
تغطي شبكة الكهرباء في تونس أكثر من 95 بالمائة من أراضي البلاد وتزود 3,837 مليون حريف، حسب إحصائيات الشركة التونسية للكهرباء والغاز لسنة 2016، وتعد هذه الشركة-وهي حكومية- اللاعب الأهم والوحيد في مجال الطاقة الكهربائية في تونس وذلك منذ تأسيسها سنة 1962. إذ تحتكر تقريبا عمليات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء.
فقد بلغ إنتاج الشركة 18141 جيغاوات ساعة سنة 2016، تعتمد فيه بنسبة 97 بالمائة على الطاقة الأحفورية مقابل 3 بالمائة فقط على الطاقة المتجددة والمتمثلة أساسا في الرياح. حيث قامت، منذ سنة 2000، بتركيز أول محطة هوائية بقدرة مركزة تبلغ 20 ميغاوات بشمال شرقي البلاد، شهدت فيما بعد عملية توسعة لتبلغ 35 ميغاوات. كما  بعثت الشركة مشروع تركيز محطتين هوائيتين جديدتين بقدرة 70 ميغاوات لكل واحدة منها في شمال البلاد (ولاية بنزرت)، حيث بلغت القدرة المركزة الجملية للمحطات الهوائية 233 ميغاوات إلى موفى 2015.
وبدأت في هذا الإطار اللاقطات الفوطوضوئية تنتشر على أسطح المباني بهدف الاستغلال المنزلي  بتشجيع من الشركة التونسية للكهرباء والغاز. إذ أطلقت هذه  الأخيرة منذ سنة 2010 برنامجا لتشجيع الطاقة الشمسية في الضغط المنخفض، حيث تقدم للمستفيدين دعما يصل إلى 30 بالمائة من كلفة التركيز وتمكنهم من قروض ميسرة على مدة 5 سنوات. وتقدر القدرة المركبة لهذه الألواح الشمسية بحوالي 37 ميغاوات، وقد بلغ عدد المشاريع من هذا النوع 33077 (2016) حسب تقارير الشركة.


لا تزال إنجازات تونس في مجال الطاقات المتجددة متواضعة ومحدودة إلى حد الآن، إلا أن البرنامج الذي وضعته البلاد للفترة القادمة وإلى حدود 2030 يعتبر إلى حد ما جديا وطموحا. إذ تنص أهداف البرنامج على إنتاج طاقة تبلغ 1000 ميغاوات خلال الفترة الممتدة بين 2017 و2020، على أن يرتفع إلى 1250 ميغاوات بحلول سنة 2030. وانخرطت شركة الكهرباء والغاز الحكومية، في هذا البرنامج من خلال بعث مشروع بقدرة مركبة تقدر ب10 ميغاوات بجهة توزر(الجنوب الغربي التونسي). كما قامت ببرمجة عدة مشاريع أخرى لسنة 2020 تعتمد على طاقة الرياح بقدرة مركبة 80 ميغاوات، و300 ميغاوات بالنسبة للطاقة الشمسية.                  
 فالشركة التونسية للكهرباء والغاز غير مهيأة بديهيا إلى التبني الكلي لمشاريع تركيز محطات توليد هذا النوع من الطاقات البديلة لأسباب قد تكون مالية بالأساس وتقنية.  فقد فتحت الدولة التونسية في هذا السياق الباب للمستثمرين الخواص (تونسيين أو أجانب) للعب دور في هذا القطاع، وهذا ما يفسر سعيها إلى ضبط الإطار القانوني الذي ينظمه كخطوة عملية نحو تفعيل الأهداف المرسومة والذهاب بعيدا في مجال الطاقات المتجددة خاصة مع تمتع  البلاد التونسية  بقدر ليس بالقليل من هذه الموارد.

الإطار التشريعي ومدى نجاعته  في إرساء مكانة قوية للطاقات المتجددة في تونس      
جاء القانون المتعلق بإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة في 45 فصلا، مبوبة في سبعة أبواب. وهو يهدف إلى تحديد النظام القانوني المتعلق بإنجاز مشاريع إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقات المتجددة إما بهدف الاستهلاك الذاتي أو لتلبية حاجيات الاستهلاك المحلي أو بهدف التصدير، كما يهدف إلى ضبط النظام القانوني المنطبق على المنشآت والتجهيزات والمعدَات الضرورية لتأمين عملية إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة ونقله.
الطاقة الشمسية - تونس
 يمكن، بمقتضى هذا القانون، لكل جماعة محلية أو مؤسسة عمومية أو خاصة ناشطة في قطاعات الصناعة أو الفلاحة أو الخدمات أن تنتج الكهرباء من الطاقات المتجددة بهدف تلبية استهلاكها الذاتي، كما يحق للمنتج نقل انتاجه من الكهرباء عبر الشبكة الوطنية للكهرباء إلى مراكز استهلاكه. أما فائض الإنتاج فيلتزم الهيكل العمومي، المتمثل في الشركة التونسية للكهرباء والغاز، بصفة حصرية بشرائه من المنتج في إطار عقد نموذجي تصادق عليه سلطة الإشراف على قطاع الطاقة (وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة) وذلك حسب شروط تضبط بأمر.  
 كما يسمح القانون،  انطلاقا من الفصل 26، أن تنجز مشاريع إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بهدف تصديرها في إطار عقود لزمات مع مراعاة الحاجيات الوطنية من الطاقة المذكورة ويتم تصدير الكهرباء المنتجة من الطاقات المتجددة عبر خط مباشر لنقل الكهرباء أو عبر الشبكة الوطنية للكهرباء إذا كانت القدرة التقنية للشبكة تسمح بذلك.
فمشاريع إنتاج الكهرباء من الطّاقات المتجددة "تنجز في إطار الحاجيات و الإمكانيات التي يتم ضبطها بالمخطّط الوطني للطّاقة الكهربائية من الطّاقات المتجددة". إذ يضمن القانون إذن الحق في إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة سواء بهدف الاستهلاك الذاتي أو التصدير، لكنه يحصر ذلك بعدد من الشروط المتعلقة بقدرة وإمكانيات الشبكة الوطنية للكهرباء –وهي نوعا ما متواضعة- على استيعاب الكهرباء المنتجة والتصرف فيها. فالهيكل العمومي باعتباره مرفقا حيويا في الدولة ودعامة من دعائم اقتصادها، متمسك بإشرافه على قطاع الكهرباء وحذر من التفريط للخواص مجال إنتاجه من الطاقات المتجددة. و يتطلب إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بهدف التصدير وجود سوق تستقبلها، وهي السوق الأوروبية بالأساس، إلا أن بلدان الإتحاد الأوروبي وخاصة تلك القريبة من دول شمال إفريقيا مثل إيطاليا واسبانيا تشهد فائضا في الإنتاج المحلي للكهرباء من الطاقات المتجددة.
 وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم الإعلان عن دراسة مالية لسعر تكلفة الكهرباء من الطاقات المتجددة، وقد اقتصر القانون في الفصل 22 منه على التنصيص بأنه "تضبط تعريفة الكهرباء بمقتضى قرار من الوزير المكلّف بالطّاقة بحسب مصدر الطاقة المعتمد" . وهذا ما يجعل مستقبل هذا القطاع تسوده بعض الضبابية فيما يتعلق بجدواه الاقتصادية خاصة في الوقت الراهن الذي يقتضي بصفة أولى التخفيف من أعباء الميزانية ودعم القدرة الشرائية للمواطن.  
لئن يندرج اهتمام تونس بالطاقات المتجددة ضمن سياق عالمي يراهن على هذه المصادر لرسم مستقبل جديد للطاقة، ويتخلى تدريجيا عن المصادر التقليدية المعروفة فان هذا التوجه ناشئ أيضا أساسا على ضرورة آنية ملحة  اعتبارا أن المصادر الأحفورية المعروفة على غرار الفحم والبترول والغاز الطبيعي. غير متجددة وبالتالي فهي محدودة ومهددة بالنفاذ والنضوب مع مرور الوقت.
مما أجبر الدولة على استيراد كميات من هذه المواد لسد احتياجات البلاد من الطاقة لاسيما ان  تطوير حقول الغاز الطبيعي في تونس لا يعتبر الحل الأنسب خاصة أن هذه الاحتياطات تظل محدودة وغير مضمونة على مدى طويل كما أن أصناف الوقود الاحفوري التي تمثل إلى حد الآن المصدر الأساسي للطاقة في العالم ، لها مخاطر على البيئة.
عوامل موضوعية حدت بالدولة التونسية إلى البحث عن توفير موارد بديلة للطاقة تعترضها عوائق هيكلية  ومادية وهيكلية أصبحت الدولة مدعوة إلى تجاوزها والسيطرة عليها في ظل وضع سياسي واقتصادي هش  ربما لا يوفر منطلقا موضوعيا للنجاح على المدى القريب ؟