الخميس، 5 أبريل 2018

النباتات تهرب من الاحتباس الحراري بـ"اللجوء لقمم الجبال"



  محمد منصور*
كشفت مجموعة من الباحثين الدوليين أن النباتات في أوروبا تحاول التأقلم مع الظروف المناخية التي يُسببها الاحتباس الحراري عبر اللجوء إلى قمم الجبال.
وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون من 11 دولة إلى أن النباتات تحاول إيجاد موائل جديدة لغزوها بسبب الارتفاعات المطَّردة في درجات الحرارة، مُستخدمةً استراتيجية الهروب من أماكنها الطبيعية والوصول لقمم الجبال بحثًا عن درجات الحرارة الأقل المُناسبة لنموها.
وأضافت أنه "على مدى العقود الماضية، زاد عدد الأنواع النباتية على قمم الجبال الأوروبية بمقدار خمسة أضعاف ما كان عليه خلال المدة من 1957 وحتى 1966".
إعلان
وحللت الدراسة، التي نشرتها دورية "نيتشر"، بياناتٍ مُستقاةً من 698 مسحًا استقصائيًّا سبق إجراؤها خلال 145 عامًا على 302 قمة جبلية في أوروبا، موضحةً أن "التسارع في عدد الأنواع النباتية الجبلية مُرتبطٌ ارتباطًا لا لبس فيه بالاحترار العالمي، وأن الاختلاف في معدلات هطول الأمطار ومُدخلات النيتروجين اللازم لنمو النباتات لا يُمكن أن يُفسر الزيادة في عدد الأنواع النباتية الجبلية على الإطلاق".
ووجد الباحثون أن النباتات تُحاول مواكبة عواقب تسريع الأنشطة البشرية المُسببة للاحتباس الحراري عبر اللجوء إلى موائل أكثر برودةً تُمكِّنها من النمو والاستمرار في الحياة.
وتمكَّن الباحثون فقط من حساب الأنواع النباتية التي استجابت بالفعل لارتفاع درجات الحرارة المطرد، وتحركت إلى أعلى قمم الجبال، إلا أنهم لم يدرسوا بعد عدد الأنواع التي قد تكون في طريقها إلى القمم الجبلية.
ولا تُظهر الدراسة مقدار الزيادة في الأنواع النباتية الجديدة مُقارنةً بالأنواع الأصلية، ولا تأثيرها على الأنواع الموجودة بالفعل على تلك القمم، ولا حتى إمكانية غزو الأنواع الجديدة للموائل الطبيعية للنباتات التي استقرت على القمم الجبلية منذ قرون، وهو ما قد يُهدد التوازن البيئي في تلك الأماكن.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "مانويل شتاينباور"، الذي يعمل في قسم العلوم البيولوجية في جامعة "آرهوس" الدنماركية: "إن الأنواع التي تكيفت مع الظروف الباردة والصخرية على قمم الجبال قد تُزيح الأنواع القديمة التي لا يُمكنها التطور بسرعة كافية للتنافس مع الوافدين الجدد".


ويضيف "شتاينباور"، في تصريحات لـ"للعلم"، أن "النباتات التي تحركت صعودًا لتلك القمم غالبًا ما تأتي من الأراضي السهلية العشبية التي تغيرت فيها الظروف المناخية، حتى ولو بنسبة صغيرة".
إلا أن الدراسة تعود وتؤكد أن الأنواع الموجودة على قمم الجبال ليست مُعرضةً للخطر بشكل حاد في الوقت الحالي، غير أن التسارع في تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري قد يُسبب خطورةً على التنوع البيولوجي على تلك القمم في المستقبل القريب.
ويقول "شتاينباور": "إن الفريق البحثي بصدد دراسة تأثيرات الأنواع الغازية على النباتات الأصلية في الوقت الراهن، لعمل دراسة علمية دقيقة حول احتمالية انقراض بعض النباتات على القمم الجبلية، وقد يشهد عام 2100 تغيرًا جذريًّا في أعداد النباتات وأنواعها على القمم الجبلية الأوربية، ويجب أن نتوقع ذلك التغيُّر وأن نستعد له".
عن الكتّاب
محمد منصور
محرر علمي درس الهندسة الميكانيكية بجامعة حلوان المصرية. وحصل على دورات متخصصة في الصحافة العلمية من جامعة ييل، ودورات في مجال صحافة الطاقة في جامعة ستانفورد، يركز في عمله على القضايا العلمية المرتبطة بالتنمية المجتمعية وقضايا التغير المناخى
.
رابط الدراسة : نيتشر 



ليست هناك تعليقات: