السبت، 27 فبراير 2010

قات اليمن.. يستنزف مياهها الجوفية


قات اليمن.. يستنزف مياهها الجوفية
نشر بموقع اسلام اون لاين
عمر الحياني


                                                                  مزارع القات باليمن
"بعد أن كنا نجد المياه اللازمة لري القات على بعد 10 أمتار خلال الثمانينيات من القرن الماضي، نقوم الآن بحفر آبار المياه لعمق 500 متر وأكثر لنسقي القات".. بهذه العبارة عبر المزارع حسين الهمداني صاحب مزارع قات بمحافظة صنعاء عن واقع استنزاف زراعة القات للمياه الجوفية باليمن.
وحسب الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، يقدر استهلاك القات للمياه بـ800 مليون م3 سنويا مقابل 25 ألف طن من القات، أي أن الطن من القات يستهلك 32 ألف م3 من المياه؛ حيث تستهلك ربطة القات الواحدة 16 م3 من المياه وتشكل هذه الكمية 8% من متوسط نصيب الفرد في اليمن من المياه بالسنة، طبقا لتقرير صدر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو عام (1995).
القات أكبر مستنزف للمياه
ويستخدم المزارعون طريقة الغمر لري القات؛ وهو ما يسبب جفاف كثير من الأحواض المائية في المناطق التي تشتهر بزراعات القات نتيجة الحفر العشوائي للآبار والاستنزاف الجائر للمياه الجوفية في ظل بيئة جبلية تفتقر لمخزون مائي كبير.
وقد أدت زيادة الطلب على القات والأرباح الكبيرة التي يجنيها المزارعون إلى عزوفهم عن زراعة أشجار البن والعنب والحبوب وكثير من المحاصيل المختلفة، والتركيز في زراعة القات وحده.
ويقدر الاستهلاك المائي للقات بـ6279 م3 للهكتار، أي أنه يفوق استهلاك القمح بـ4252 م3 للهكتار، ويستهلك القات في محافظة صنعاء حوالي 60 مليون م3 سنويا من المياه وهو ضعف ما يستهلكه سكان العاصمة من الماء، طبقا لنتائج البحوث التي أجرتها هيئة البحوث الزراعية.
وتشير التقديرات الإحصائية لهيئة البحوث الزراعية إلى أن عدد أشجار القات المزروعة وصل إلى قرابة 260 مليون شجرة عام 2007، تستنزف أكثر من 50% من مخزون المياه، فطبقا للدراسة التي أعدها أحمد عبد الله جحاف الباحث المتخصص بحوض مياه صنعاء عام 2009م فإن هناك أعددا هائلة من الآبار الإنتاجية في حوض صنعاء جلها تستخدم لري شجرة القات، والتي بلغت 7 آلاف و963 بئرا إنتاجية من إجمالي الآبار المحفورة على الحوض والبالغة 13 ألفا و425 بئرا حتى عام 2002، حسب تقرير وزارة المياه والبيئة.
وتنتمي شجرة القات إلى عائلة القاتيات أو الحرابيات، وتحتوي هذه العائلة على 400 نوع، ويزرع القات على ارتفاع 1000-2400م فوق مستوى سطح البحر، ويحتاج إلى درجة حرارة تتراوح بين 16-25، وكمية أمطار تتراوح بين 213- 527 مم3.

وإلى جانب اليمن، يزرع القات في إثيوبيا، وكينيا، والصومال، وتنزانيا، وتمتد زراعته باليمن في كثير من المناطق بعد أن كانت زراعته محصورة في محافظتين هما: تعز، وآب، وتصل المساحة المزروعة بالقات إلى حوالي 141 ألف هكتار.
دعوات لوقف زراعة القات

يقدر عدد متناولي القات في اليمن بـ7 ملايين شخص: 70%من الرجال و30% من النساء، ويخصص اليمنيون مجالس لتناول القات يطلقون عليها تسميات مختلفة؛ فهو ديوان، أو طيرمانة، أو مفرج، وتكون في الغالب في أعلى دور بالمنزل، ويتم اعتبار ذلك عند بداية بناء المنزل والتخطيط له.
وفي الآونة الأخيرة برزت دعوات كثيرة من منظمات دولية وداخلية تحذر من خطورة شجرة القات على المخزون المائي؛ مما حدا بالكثيرين إلى المطالبة باستيراد القات من إثيوبيا بدلا من زراعته في اليمن؛ حفاظا على ما تبقى من المخزون المائي الشحيح أصلا.
وكانت آخر تلك الدعوات من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للسلطة المحلية بمحافظة ذمار يوم 2 فبراير 2009م داعيا إياهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع زراعة القات بقاع جهران بما يكفل استغلال أراضي القاع في زراعة المحاصيل الزراعية الغذائية.
وتزامنا مع دعوة رئيس اليمن، أصدر المجلس المحلي قرارات بمنع زراعة القات في القاع، لكن الواقع يقول إن القاع يتعرض لهجوم غير عادي من مزارعي القات؛ حيث يعد قاع جهران من أفضل القيعان الزراعية في اليمن، وقد ازدادت نسبة زراعة القات في القاع في عام 2008م من 100 إلى 150 لبنة بعد أن كانت المساحات المزروعة خلال العام 2007 م تتراوح بين 15 إلى 20 لبنة في كل قرية.

وفي ظل هذه الأوضاع التي يعيشها كثير من المدن اليمنية -ومنها العاصمة صنعاء التي باتت تتجه نحو جفاف حوضها المائي لتصبح خلال العقد القادم أول عاصمة بالعالم تعاني من الجفاف- تتجه الحكومة نحو إقرار عقد مؤتمر وطني حول مشكلة المياه نهاية 2010 لوضع حد لهذه الكارثة.
--------------------------------------------------------------------------------
صحفي يمني- عضو بالرابطة العربية للإعلاميين العلميين
المراجع والهوامش:
1- موسوعة القات العلمية إعداد الدكتور أحمد محمد الحضراني رئيس جامعة ذمار, الطبعة الثانية 2007م .
2- موقع صحيفة السياسية http://www.alsyasiah.net
3- موقع الجهاز المركزي للإحصاء http://www.cso-yemen.org
نشر بموقع اسلام اون لاين


السبت، 20 فبراير 2010

اتفاقية تعاون بين اقتصادية ابوظبي وجمعية أصدقاء البيئة


بهدف تنمية وتطوير الوعي البيئي باتجاه بناء مجتمع مستدام

اتفاقية تعاون بين اقتصادية ابوظبي وجمعية أصدقاء البيئة

خاص أبوظبي: عماد سعد:

وقعت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي اتفاقية تعاون مشترك مع جمعية أصدقاء البيئة بهدف تعزيز العمل المشترك نحو رعاية البيئة والمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي بين أفراد المجتمع من خلال المشاركة الفاعلة في الحملات والأنشطة المعنية بالبيئة التي تنظمها الدائرة والجمعية.

وقع الاتفاقية بمقر الدائرة سعادة محمد عمر عبد الله وكيل الدائرة وسعادة الدكتور إبراهيم علي محمد رئيس جمعية أصدقاء البيئة بحضور وفاء أحمد شاهين نائب رئيس مجلس الإدارة لجمعية أصدقاء البيئة وعيسى الشامسي أمين الصندوق والمهندس عماد سعد المستشار البيئي للجمعية.

وقال سعادة وكيل الدائرة عقب التوقيع أن دائرة التنمية الاقتصادية تعمل وفق خطتها الإستراتيجية وتماشيا مع رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 نحو تأسيس العديد من الشراكات المجتمعية بما يعزز من دورها في خدمة المجتمع وينمي الشعور بأهمية المسؤولية الاجتماعية وذلك انطلاقا من موقعها كمحرك رئيسي لاقتصاد إمارة أبوظبي وداعم للاقتصاد الوطني للدولة .

وأكد حرص الدائرة على المشاركة في الفعاليات والأنشطة التي تعني بالبيئة والمحافظة عليها.. مشيرا إلى إن هذا التوجه يأتي في إطار حرص حكومة إمارة أبوظبي على تعزيز الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية البيئة والمحافظة عليها .

ونوه سعادة وكيل الدائرة بالدور الذي تقوم به جمعية أصدقاء البيئة في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع عبر العديد من الفعاليات التي تركز على إشراك العديد من شرائح المجتمع وأهمها الطلاب والموظفين إلى جانب سعيها نحو تأسيس شراكات مع الجهات المعنية بالبيئة من خلال تقديم الدعم اللازم لها بما يحقق الأهداف المرجوة ويوفر مجتمعا واع بالمخاطر التي تهدد البيئة عبر تنفيذ العديد من برامج التوعية.

من جهته أشاد سعادة الدكتور إبراهيم علي محمد رئيس جمعية أصدقاء البيئة بحرص واهتمام دائرة التنمية الاقتصادية على تأسيس شراكة فاعلة ومؤثرة في المجتمع بهدف الاهتمام ببيئة دولة الإمارات والمحافظة عليها.

وأعرب الدكتور إبراهيم عن أمله في أن تجسد الاتفاقية شراكة نوعية تعكس أمام المجتمع أهمية دور الجهات الحكومية لتحقيق الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها وأهمها نشر الوعي البيئي والعمل التطوعي .

وحسب الاتفاقية تحدد دائرة التنمية الاقتصادية وجمعية أصدقاء البيئة تشكيل لجان مشتركة تعمل على إعداد برامج وخطط العمل المقترحة لتنفيذها تشمل المشاركة في المناسبات البيئية وتعزيز التواصل بين الطرفين ومشاركة الدائرة في تدوير المخلفات الورقية التي تديرها الجمعية ومشاركة كل طرف في الحملات والأنشطة التي ينظمها الطرف الأخر بما يخدم الأهداف المشتركة للطرفين .

الجمعة، 19 فبراير 2010

اليمن تفتتح مراكز علاجية للمتعايشين مع الايدز

اليمن تفتتح مراكز علاجية للمتعايشين مع الايدز
تعز- واعلم -عمر الحيــــــــاني
دشن أمس بمدينة تعز خامس مركز علاجي متخصص في تقديم الرعاية الصحية والخدمات الاستشارية للمتعايشين مع فيروس نقص المناعة الإيدز .



وقد تم افتتاح المركز ضمن هيئة مستشفى الثورة العام بتعز ويعتبر المركز الطبي وحدة صحية وخدمية متكاملة تحتوى على مختبرات متخصصة و صيدلية نوعية وعيادة وقسم لتقديم المشورة والمعلومات للمتعايشين مع الايدز بالإضافة لتقديم الإرشادات حول الوقاية من الايدز لكافة المواطنين وقد دشن المركز بتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل و الملاريا.



وفي تصريح صحفي أوضح الدكتور عبد الحميد الصهيبي مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة اليمنية أن دور المركز العلاجي يتمثل في تقديم الخدمات الصحية والنفسية وتوعية المتعايشين مع الايدز بالأساليب العلاجية السليمة مع تقديم العلاج المجاني المخصص لهم وكذلك للمواطنين الراغبين بالحصول على خدمات المركز..



يذكر أن اليمن اتجهت بعد إقرار قانون المتعايشين مع فيروس نقص المناعة الايدز نحو إقامة مراكز طبية نوعية في عدد من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية حيث تم افتتاح مراكز صحية في كلا من العاصمة صنعاء والحديدة وعدن و المكلا.



وتهدف المراكز لخلق توعية صحية مجتمعية فاعلة بأهمية إيجاد مراكز متخصصة لعلاج المصابين يفيروس نقص المناعة الايدز مع إجراء الفحوصات الطبية وتقديم المشورة لكافة المواطنين وبما يخدم الحد من انتشار فيروس الايدز .



يذكر أن الإحصائيات الرسمية في اليمن لعام 2009م تقدر عدد المصابين بالايدز في اليمن 2245حالة منهم 40 بالمائة أجانب، و60 بالمائة من اليمنيين،







حفاظاً على بيئات المناطق البرية وصون تنوعها الحيوي

جهود متواصلة لإنجاز خطة الشارقة للتوعية البيئية

حفاظاً على بيئات المناطق البرية وصون تنوعها الحيوي



خاص بمدونة ريماس :- الشارقة: عماد سعد:

تفعيلاً لاتجاهات العمل الهادف لإنجاز خطة الشارقة للتوعية للحفاظ على بيئات المناطق البرية وصون تنوعها الحيوي يتواصل الجهد المؤسس والموجه لفريق عمل التوعية البيئية في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة المبني على ثوابت العمل الاستراتيجي لتنوير المجتمع باحكام القرار الاداري رقم(1) لسنة 2008 بشأن الحفاظ على البيئة الصحراوية المستدامة وصيانتها الصادر عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو مجلس الأعلى حاكم الشارقة وذلك في إطار برنامج حملة التوعية البيئية الثالثة لمرتادي المناطق البرية في الشارقة – 2010 تجسيدا ً لتوجيهات المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة بشأن العمل على تنفيذ مجموعة من البرامج والمناشط الهادفة لتنمية الوعي الاجتماعي بأهمية الحفاظ على بيئات المناطق البرية وتحفيز قطاعات المجتمع المختلفة ومرتادي المناطق البرية في الالتزام بممارسة الأنشطة الترفيهية والرياضات البرية الرشيدة وعدم المساس بالمعالم البيئية في تلك المناطق والحرص في الابتعاد عن ممارسات الأنشطة التي تؤدي إلى تدهور المكونات البيئية لأنظمة البيئة البرية.

ويتواصل ذلك الجهد بالارتكاز على مبدأ الشراكة في العمل البيئي وذلك من خلال تكوين نسيج متداخل من التعاون المؤسسي بين المؤسسات العضوة في لجنة التوعية والتثقيف البيئي في الشارقة ومجموعات العمل التطوعي والمتطوعين الناشطين في حقل العمل البيئي من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لحملة التوعية البيئية لمرتادي المناطق البرية في الشارقة.

وسعيا ً من القائمين على ذلك المشروع البيئي ذو البعد الحضاري للرقي بمستويات الشراكة المجتمعية في تحقيق أهداف الحملة، جرى الترحيب بمبادرات التعاون للمتطوعين للمساهمة في أنشطة الحملة حيث عقد في مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية اجتماعا ً مشتركا ً بين ممثلين من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة ومجموعة أسود الصحراء وجرى في سياق الاجتماع استعراض الخطوط الرئيسة لأهداف وبرنامج الجولة الميدانية في أحضان الطبيعة والتي تعد من البرامج المهمة في خطة الحملة لهذا العام إلى جانب الاستماع إلى المرئيات والمقترحات التي أفاد بها المتطوعين التي تشير إلى جاهزيهتم في الساهمة بإنجاز مهام تنظيم الحملة.

وبالتوافق مع مسارات ذلك العمل يواصل فريق عمل التوعية البيئية في الهيئة جهوده التنسيقية حيث يجري مساء اليوم عقد إجتماع تنسيقي في مقر لجنة التوعية والتثقيف البيئي في قناة القصباء بين ممثلين من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ولجنة العمل التطوعي في لجنة التوعية والتثقيف البيئي ومجموعة شباب الشارقة للعمل التطوعي ومجموعة أسود الصحراء لبحث إتجاهات التعاون في تنفيذ برنامج الجولة الميدانية في أحضان الطبيعة وتحديد الإجراءات التنفيذية ومهام كل فريق في إنجاز برنامج الجولة وفي ذات السياق يجري التحضير لعقد اجتماع خاص للأمانة الفنية في لجنة التوعية تكون من أولويات أجندته تقييم الإجراءات والخطوات التي جرى اتخاذها لتنفيذ خطة حملة التوعية البيئية الثالثة لمرتادي المناطق البرية والإجراءات العملية لتجاوز إمكانات بروز اية معوقات خلال عملية التنفيذ والموجهات الفعلية لتحفيز المؤسسات العضوة في اللجنة لدعم جهود وتنفيذ برامج الحملة.

وعلى صعيد ذا صلة بجهود تنفيذ خطة الحملة البرية تنطلق صباح اليوم فعاليات برنامج اسبوع البيئة البرية في المدارس الذي ينظم بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي والمجالس البلدية والبلديات في كلباء وخورفكان والمدام والذيد والمليحة والبطائح بمشاركة عدد من المدارس الحكومية والخاصة ويتضمن مجموعة من المناشط والفعاليات بهدف توعية قطاعات المجتمع والناشئة في الاهتمام بقضايا الحفاظ على نظم البيئة البرية وصون تنوعها الحيوي.



الأربعاء، 17 فبراير 2010

عماد سعد يفوز بجائزة داعية البيئة ضمن فئات جوائز منظمة المدن العربية

لجهوده في نشر الوعي البيئي عبر عقدين من الزمن في سورية والإمارات

عماد سعد يفوز بجائزة داعية البيئة ضمن فئات جوائز منظمة المدن العربية



أبوظي: خـاص:

في خطوة نوعية سجل المهندس عـماد سعـد مدير مشروع البيئي الصغير في بلدية أبوظبي والمستشار البيئي لجمعية أصدقاء البيئة بالإمارات، انجازاً مميزاً على المستوى العربي بفوزه بجائزة منظمة المدن العربية في دورتها العاشرة عن فئة "داعية البيئة" إثر منافسة شديدة بين خمسة عشر مرشحاً من مختلف الدول العربية. جاء ذلك إثر الإعلان عن أسماء الفائزين بمختلف فئات الجائزة الأربع من مقرها في العاصمة القطرية الدوحة. حيث تمنح الجائزة عادة لشخصية عربية كرست حياتها وجهوده لحماية البيئة في المدن العربية والارتقاء بها. وهذا الفوز لأبن اللاذقية السورية لم يأت من فراغ بل هو حصيلة جهد متواصل لعقود خلت في دولة الإمارات عمل فيها في مجال نشر الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع المحلي، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جائزة أبوظبي للتميز البيئي 2007 وجائزة الشارقة للعمل التطوعي في المجال البيئي، كما حاز على الوسام الذهبي من حكومة إمارة أبوظبي بمرسوم أميري من لي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هذا الوسام يعتبر من أرفع الأوسمة التي تقدم لكبار الشخصيات الدبلوماسية والمتميزة بعطائها في خدمة الوطن.

وكان مجلس العمل السوري والسفارة السورية في أبوظبي قد احتفى بالمهندس سعد في وقت لاحق لاعتباره أحد أبناء الجالية السورية الأوفياء في أبوظبي. والذي سبق أن قال لسمو الشيخ محمد بن زايد أثناء حفل التكريم (بأنني لست أنا من فاز بالجائزة والوسام، فاستغرب سمو الشيخ محمد من هذا الجواب وقال: كيف ذلك؟ فرد قائلاً من فاز هو القيم والمبادئ الوطنية النبيلة التي تربيت عليها في وطني الأم سورية وأتيت بها إلى أبوظبي لأزرعها في نفوس أبناء الوطن من الأطفال عب نشر الوعي البيئي بين مختلف فئاته العمرية خصوصاً الأطفال، هذه القيم والمبادئ هي من تستحق الفوز وهي التي يمكن لها أن تفوّز أي شخص آخر. فرد عليه سمو الشيخ محمد بالقول (أنت حصان قوي ونحن اشترينا الحصان) هذا هو عماد سعد.

الجائزة في دورتها العاشرة:

يذكر أن جائزة منظمة المدن العربية قد تأسست في العام 1983 وتتخذ من مدينة الدوحة مقراً دائماً لها. تمنح الجوائز مرة كل ثلاث سنوات لكل فئة من الجوائز ويتم الترشيح للجوائز من قبل الهيئات الرسمية أو الجمعيات أو الأفراد مباشرة. وتشمل جوائز منظمة المدن العربية بالإضافة إلى جوائز صحة البيئة الجوائز المعمارية وجوائز التخضير وتجميل المدن وتتفرع كل منها إلى ثلاثة أقسام.

وكانت الدورة العاشرة للجائزة قد حظيت باهتمام كبير ومشاركة واسعة من الدول العربية حيث بلغ المجموع الكلي للترشيحات للجوائز الأربعة بفروعها حوالي 115 ترشيحاً موزعة على فئات الجائزة على الشكل التالي:

1- الجوائز المعمارية: 29 مرشحاً منهم 11 مرشحاً لجائزة المشروع المعماري و9 ترشيحات لجائزة التراث المعماري و 9 ترشيحات لجائزة المهندس المعماري

2- جوائز صحة البيئة: 34 ترشيحاً منهم 10 ترشيحات لجائزة الوعي البيئي و 9 ترشيحات لجائزة السلامة البيئية و15 ترشيحاً لجائزة داعية البيئة.

3- جوائز تخضير وتجميل المدن: 32 ترشيحاً منهم 13 ترشيحاً لجائزة تخضير المدن و 8 ترشيحات لجائزة تجميل المدن و11 ترشيحاً لجائزة خبير تجميل المدن.

4- جوائز تقنية المعلومات: 20 مرشحاً منهم جائزة استخدام وتطبيق الحاسب الآلي 3 ترشيحات و 8 ترشيحات لجائزة النظم والبرمجيات و 9 ترشيحات لجائزة خبير المعلوماتية.

5- ومن حيث عدد الدول المشاركة نجد أن 8 دول عربية تشارك في هذه الدورة وهي الإمارات العربية المتحدة (فازت بخمس جوائز) وفلسطين (فازت بجائزة واحدة) ومصر (فازت بأحد عشر جائزة) والمملكة العربية السعودية (فازت بخمس جوائز) وقطر (فازت بأربع جوائز) والعراق (فازت بجائزة واحدة) والأردن (فازت بجائزة واحدة) ولبنان (فازت بجائزتين) وسلطنة عمان (فازت بجائزتين).

وفي قراءة تحليلية سريعة للفائزين نجد بأن كل من المدن التالية: أسوان، الدمام، الرياض، الإسكندرية، مسقط قد فازت بجائزتين من جوائز التميز على المستوى العربي في حين نجد بأن أبوظبي قد فازت بثلاث جوائز وسجلت أعلى نسبة فوز بين المدن العربية ضمن جوائز منظمة المدن العربية في دورتها العاشرة. وهذا الفوز لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة طبيعية للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ودعم الفريق أول سم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

من هو عماد سعد:

المؤهل العلمي: بكالوريوس علوم زراعية من جامعة تشرين باللاذقية بسورية 1984

الوضع العائلي: متـزوج ولـديّ ولـد وثلاث بنات (الحمد لله).

العنوان الحالي: مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة - أبوظبي منذ عام 1998

العمـل الحالي: رئيس اللجنة الإعلامية في جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، ورئيس تحرير مجلة المرشد الزراعي في قطاع الزراعة بأبوظبي، ومدير مشروع البيئي الصغير في بلدية ابوظبي.

خبرات بيئية نوعية:

1- مدرب بيئي معتمد من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

2- عضو مجلس إدارة وممثل دولة الإمارات بالشبكة العربية للبيئة بجامعة الدول العربية منذ 2005.

3- مدير سابق لجمعية أصدقاء البيئية بالإمارات عام 1999 - 2000 .

4- مستشار بيئي لمجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة 2009 – 2010 .

5- عضو برنامج متطوعي الأمم المتحدة للبيئة منذ العام 2006.

6- عضو الوفد الرسمي لدولة الإمارات إلى قمة الأرض للبيئة في جوهانسبرغ 2002.

7- عضو لجان تحكيم كافة المسابقات البيئية على مستوى الإمارات 2001 – 2009.

8- عضو جمعية الصحفيين بالإمارات + اتحاد الصحفيين العرب + الاتحاد الدولي للصحفيين.

9- عضو مؤسس في الرابطة العربية للإعلاميين العلميين بالقاهرة 2007.

10- عضو اللجنة البيئية لمؤسسة حميد بن راشد النعيمي بعجمان 2005 – 2010.

11- مستشار وخبير بيئي في عشرات من برامج التلفزيون والإذاعة بالإمارات 2000-2009

12- عضو شرف في جمعية أصدقاء النخلة منذ العام 2006 .

أبرز الإنجازات البيئية:

1- مؤسس ورئيس تحرير مجلة المرشد، قطاع الزراعة 1998 – 2010 .

2- تأسيس مشروع البيئي الصغير (أول برنامج توعية بيئية بابوظبي) أبريل 2001 .

3- مؤسس ومدير تحرير مجلة الشجرة المباركة – جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر 2008 .

4- مسؤول فريق عمل تمكين فوز وحصول دولة الإمارات على موسوعة جينيس العالمية 2009

للأرقام القياسية بزراعة أكبر عدد من أشجار نخيل التمر بالعالم.

5- رئيس اللجنة الإعلامية في جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر. (بمرسوم وزاري من سمو

الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس مجلس أمناء الجائزة).

6- نفذت مئات المحاضرات وورش العمل والدورات البيئية في أبوظبي والإمارات 1999 – 2010

في مختلف قطاعات الدولة (حكومية، جمعيات، مدارس وجامعات، شركات القطاع الخاص).

7- شاركت بأوراق عمل علمية في المجال البيئي ضمن عشرات المؤتمرات محلياً ودولياً.

8- مثلت رسمياً دولة الإمارات في الكثير من المؤتمرات البيئية عربياً ودولياً 2004 – 2010.

9- وضعت النظام الأساسي للنوادي البيئية في إمارة أبوظبي 2003 – 2004 .

10- نشرت أكثر من 2000 خبر وتقرير ودراسة بيئية عن دولة الإمارات في مختلف

المواقع المتخصصة في البيئة على شبكة الانترنت خلال أربع سنوات خلت 2006 – 2010 .

11- نشرت مئات المقالات العلمية والدراسات البيئية عن الإمارات في مختلف الصحف والمجلات

المحلية والعربية والدولية المختصة 2000 – 2010 .

أهم الجوائز البيئية:

6- حاصل على جائزة الشارقة الدولية للعمل التطوعي في المجال البيئي 2005 .

7 - حاصل على جائزة ابوظبي للتميز البيئي (خير بلا حدود لعطاء بلا حدود) 2007 .

8 - حاصل على مرسوم أميري بالوسام الذهبي لإمارة أبوظبي من الفريق أول سمو الشيخ محمد

بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، للتميز في خدمة مجتمع أبوظبي في المجال البيئي.

9- حاصل على جائزة داعية البيئة من منظمة المدن العربية 2010 .



الاثنين، 15 فبراير 2010

الموت بجنون دخان التيغ

الموت بجنون دخان التبغ
عمر الحيـــاني
نشرت بصحيفة الثورة والوكالة العربية للاخبار العلمية

عزيزي المدخن بينما تشرع في تصفح الصفحة و قراءة هذا المقال نستميحك عذرا أن تطفئ نار دخانك قبل أن تواصل معنا القراءة فدخانك الذي لم توقفه الآن ينفث سمومه لجوارك أكثر مما تستنشقه رئتاك اللتان تعانيان من صدا النيكوتين و كوكتيل سموم التبغ , حيث انك تستنشق ما حجمه 15 بالمائة فقط بينما هناك ما يناهز 85% تطلقه في الهواء مسبب كارثة صحية لمن حولك من عائلتك أو أصدقاءك أو زملائك ومعرض البيئة لمخاطر التلوث الناجم عن ثنايا السموم المنفوثة من بين شفتيك ومنا خيرك التي خلقت لمهمة أخرى .
فنحن من نعيش بجوارك كأصدقاء أو عائلة أو أقرباء أو جعلتنا الظروف نقعد إلي جوارك وأنت ملطخ برائحة التبغ الكريهة , لم نكن نعلم أن دخان تبغك يسبب لنا أمراض وعاهات وانك احد أهم ناشري الجلطات وأمراض القلب والرئة وأننا كمن يدخن باقي دخان سمومك التي تحتوي على 4.000 مادة سامة( 90%غازية، 10% على هيئة دقائق), من أخطرها حامض البُروسيك والأمونياك و كثير من المواد المُسببة لمرض السرطان مثل بترابيرين والكاديوم والكروم وغيرها. .
العالم المدخن والتدخين السلبي
إن تصاعد دخانك في الأجواء منطلقا إلي كل مكان احد أهم أسباب الكارثة التي يسببها وباء التبغ حول العالم فالتدخين السلبي حوّل سكان العالم لمستنشقي دخان حيث تصل نسبة مستنشقي الدخان إلي 94%من سكان العالم , هؤلاء لازالوا دون حماية كافية من آثار دخانك الصديق.
فانتم معشر المدخنين متسببون بكارثة وفيات تصل إلي ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ والتي تقدر بخمسة ملايين نسمة كل عام حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية .
فالمقصود بالتدخين السلبي هو الدخان الذي يملأ البيوت أو الغرف أو المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة جراء تناولك لمحبوبك القاتل التبغ .
فأنت بدخانك حولت الهواء النقي إلي كتلة ملوثة بسموم التبغ المحترق وحولت المكان إلي مصيدة أمراض" فلا يوجد مستوى مأمون فيما يخص التعرّض لدخان التبغ". وعليه فإنّ تهيئة بيئات خالية تماماً من دخان تبغك هي الوسيلة الوحيدة لحماية الناس من أضرار دخانك ! لأننا مهما عملنا من شفط للهواء أو قمنا بعمل نظام تهوية فان الأضرار لا تتوقف من الوصول إلي جميع الأشخاص المتواجدين داخل الغرف .
وبسبّب ليلى التي حولتك لعبد تسببت أنت وغيرك من مدخني العالم البالغ عددهم حوالي 1.3 مليار مدخن(منهم 47% رجال و12% نساء )في وفاة (600000) شخص حول العالم كل عام 40% منهم أطفال أبرياء ومسبب بخسائر تقدر ب10% من التكاليف الاقتصادية لتعاطي التبغ .
ديوان اليمن المغلق
المدخنون في اليمن ما أكثرهم تراهم في كل مكان نستنشق دخانهم داخل كل حانوت وجدار مغلق بدون ضابط ولا احترام للآخرين ينفث دخانه بريش منفوخ وكأنه بعد قليل سوف يحلق صعودا للمريخ , تصرفاتهم غريبة لا يشعر بحضور الكيف إلا عند صعوده الباص أو أثناء المقيل في دواويننا الملأى بالمدخنين ومتناولي المدايع والمعسليات في جو مكهرب وكأننا في معبد بوذي احرق كيلو من البخور لتتبرك الاله فية.
وفي المساء تجد الأب لا يحب تناول التبغ إلا بجوار أطفاله وأمامه علبة التبغ وفوقها ولاعته وفي الجوار منها كاس الشاي , وفي المستقبل يصيح ويشتكي من أن أبناءه يتناولون التبغ في الحمامات وخلف أسوار المدارس .
فوفقا لإحصاءات عام 2009م حسب تقرير منظمة الصحة العالمية فان اليمن احتلت أعلى دولة عربية من حيث نسبة التدخين مقارنة بعدد السكان بنسبة 78%( نسبة الرجال 77% والنساء29%) أي أن نسبة الذين يستنشقون الدخان تصل إلي 90% من السكان وهي كارثة بكل المعايير الإنسانية أن تصل النسبة إلي هذه الدرجة بحيث أصبح معظم اليمنيين يدخنون ويستنشقون الدخان ولذا أصبحنا نزحم مستشفيات مصر والأردن من كثرة المرضى والسبب قلة الوعي الصحي وحسب الدراسة التي أعدة لمنظمة الصحة العالمية عام0 200م . الدكتور أبو بكر الغربي، رئيس الجمعية اليمنية لمكافحة التدخين يستهلك اليمنيون 6.4 مليار سيجارة سنوياً، أي ما يعادل 317.5 مليون علبة سجاير، وبواقع 870 ألف علبة يومياً وبسعر متوسط سعر للعلبة 150 ريال للعام الحالي فأنة تقدر التكلفة اليومية لاستهلاكنا من التبغ (130) مائة وثلاثين مليون ريال تقريبا وبإجمالي تكلفة سنوية تبلغ ( (47,5 سبعة وأربعين مليار ونصف المليار ريال سنويا .
التدخين وصداقته مع الفقراء
فحسب دراسة أجريت في ألمانيا على مدى 20عاما أظهرت نتائجها الإحصائية أن الفقراء أكثر لجوءا للتدخين مقارنة مع الأغنياء فالحالة الاقتصادية تهيئ الظروف الاجتماعية للفرد مع امتلاكه عوامل تؤثر في حالته الصحية سلبيا وتهيئ لإصابته بالعديد من الأمراض المزمنة.
وطبقا لموقع الجزيرة نت الذي أورد التقرير أن المستوى الاجتماعي الاقتصادي للفرد له علاقة بميله لممارسة عادة التدخين، حيث أظهرت نتائجها أن الفقراء أكثر لجوءا لهذا الأمر مقارنة مع الأغنياء.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الرسمية للرابطة الطبية الألمانية "دوتشيز آيرتزيبلات إنترناشيونال"، المتخصصة في مجال الطب السريري وقضايا الصحة العامة، إلى أن الأفراد -من كلا الجنسين- الذين كانت الحالة الاجتماعية الاقتصادية لديهم متدنية ظهروا أكثر ميلا لممارسة عادة التدخين والمعاناة من السمنة.
كما نوهت النتائج إلى أن الارتباط بين الحالة الاجتماعية الاقتصادية للفرد والسمنة كان أكثر وضوحا عند النساء مقارنة مع الرجال. أخيرا نتمنى منك أيه المدخن بالامتناع عن التدخين بجوارنا وجوار أطفالك ولتهلك نفسك بعيدا عنا أيها المستنشق لدخان السموم .



الجمعة، 12 فبراير 2010

التنوع الحيوي سر توازن البقاء والاستمرار

التنوع الحيوي سر توازن الحياة والبقاء
الدكتور المهندس الزراعي مجد جرعتلي *
جنسترا - يعرف التنوع الحيوي BIODIVERSITY بأنه تنوع جميع الكائنات الحية الموجودة على الكرة الأرضية، والتفاعل في ما بينها، بدءا بالكائنات الدقيقة التي لا نراها إلا بواسطة المجهر، وانتهاء بالأشجار العملاقة والحيتان الضخمة.

والتنوع الحيوي موجود في كل مكان، في الصحارى والمحيطات والأنهار والبحيرات والغابات. ومن الصعوبة معرفة عدد أنواع الكائنات الحية على الكرة الأرضية. فقد تراوحت التقديرات لهذه الأنواع بين( 5 و 80 ) مليون أو أكثر، ولكن الرقم الأكثر إحتمالا هو( 10 ) مليون نوع.

وبالرغم من التقدم العلمي الذي يشهده العالم لم يوصف من هذه الأنواع حتى الآن سوى( 1.4 ) مليون نوع، من بينها( 000, 750 ) حشرة و( 000, 41 ) من الفقاريات و(000, 250 ) من النباتات، والباقي من مجموعات اللافقاريات والفطريات والطحالب وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة.

وتعتبر المناطق الاستوائية من أغنى المناطق في العالم بأنواع الأحياء المختلفة من الحشرات والثدييات والنباتات المختلفة وطبعا ليس وحدها هي النظم الغنية بالتنوع الحيوي فدول البحر الأبيض المتوسط بها أيضا مجموعات غنية من النباتات وتعتبر كل بقعة برية من العالم كنزا منفردا بما تحويه من الكائنات الحية بكافة أنواعها , كذلك يعتبر القطر العربي السوري من أهم مراكز التنوع الحيوي الزراعي في العالم، كونه يحوي تنوعاً حيوياً غنياً بالأصناف والأنواع النباتية ذات الأهمية العالمية كمحاصيل الحبوب والبقوليات، وأنواع كثيرة من الأشجار والشجيرات المثمرة وغيرها من محاصيل الخضار و المراعي والتوابل والنباتات البرية و العطرية والطبية والأزهار ..

أهمية وفوائد التنوع الحيوي:

لكل نوع من الكائنات الحية حق الحياة و البقاء، لأنها شريك في هذا التراث الطبيعي الذي يسمى( المحيط الحيوي) الذي خلقه الله بأحسن إتقان وكمال , والتنوع الحيوي ذو فوائد كثيرة في غاية الأهمية فمنها فوائد مباشرة ومنها ما سوف يتم اكتشاف أهميته وقيمته في المستقبل ككنوز دفينة لأجيالنا القادمة فيجب حمايته وعدم تدميره و المساهمة معا في العمل والتوعية للحفاظ عليه .

أولاً: فوائد التنوع الحيوي في المجال الإقتصادي:
يوفر التنوع الحيوي الأساس للحياة على الأرض . إذ تساهم الأنواع البرية والجينات والمواد الفعالة داخلها مساهمات كبيرة لاتحصى في تطور كافة أنشطة الحياة وخاصة في مجالات ( الزراعة والطب والصناعة).

أهم الفوائد الاقتصادية للتنوع الحيوي:

يعتبر التنوع الحيوي الزراعي في غاية الأهمية في استدامة العمل الزراعي وتطوره عالمياً، وإسهامه المباشر في تحقيق الأمن الغذائي للمجتمعات المحلية.

تشكل المراعي البرية الداعم الكبير للناتج القومي الإجمالي في العديد من دول العالم .

أدت التحسينات الجينية في آسيا إلى زيادة إنتاج القمح والأرز بدرجة كبيرة إنطلاقا من أصناف برية .

تم الإفادة من جين واحد من( الشعير الإثيوبي) في حماية محصول الشعير في أمريكا من فيروس القزم الأصفر، وحقق هذا عائدا بما يزيد عن (160 ) مليون دولار سنويا للمزارعين فكلما زادت الموارد الوراثية زادت الفرص المتاحة للنمو والابتكار في مجال الزراعة.

تبلغ قيمة الأدوية البشرية المستخلصة من النباتات البرية في العالم حوالي (40) مليار دولار سنويا.

تم استخلاص مادة فعالة من نبات ( الونكه الوردية ) في (مدغشقر)، كان لها أثر كبير في علاج حالات اللوكيميا ( سرطان الدم ) لدى الأطفال، مما رفع نسبة الشفاء من (20% إلى 80% )‎.

تم استخلاص العديد من المواد الفعالة من النباتات البرية والتي تستخدم حاليا في صناعة المبيدات العضوية لمكافحة الحشرات والآفات الزراعية وليس لها أي أثر سام على صحة الإنسان والبيئة.

تم استخلاص العديد من المواد المنكهه و الملونة من النباتات البرية والتي تستخدم حاليا في الصناعات الغذائية بديلا عن المنكهات و الملونات الكيميائية المصنعة والضارة بصحة الإنسان.

تعتبر الأصناف النباتية البرية من أكثر الأصناف الوراثية قوة ومقاومة والتي تستخدم كأصول يتم التطعيم عليها بأصناف أخرى.

تعتبر النباتات البرية من أكثر العوامل أهمية في حماية الأراضي من التعري والتصحر وملجأ وسكن للعديد من الطيور والحيوانات والكائنات الحية.

ثانيا : فوائد التنوع الحيوي في الزراعة و البيئة:

يعد كل نوع من الكائنات الحية ثروة وراثية ( بنك للجينات )، بما يحتويه من مكونات وراثية. ويساعد الحفاظ على التنوع الحيوي في الإبقاء على هذه البنوك أو الثروات والموارد البيئية من محاصيل وسلالات للحيوانات والطيور ومنتجات أخرى كثيرة. ولاشك أن السبل مفتوحة أمام العلماء لاستنباط أنواع جديدة من الأصناف الموجودة، خاصة الأصناف البرية، باستخلاص بعض من صفاتها ونقلها إلى السلالات التي يزرعها المزارعون أو يربيها الرعاة.

إن تطور التقنيات العلمية وخاصة في مجال التقانة الحيوية، يفتح المجال أمام نقل الصفات الوراثية ليس بين الأنواع المختلفة فحسب، بل بين الفصائل المتباعدة. وذلك لتحسين محاصيل الخضار والفاكهة وراثياً، ليجعلوها أكثر مقاومة للعديد من الآفات وأكثر إنتاجية. كذلك يتطلع علماء الزراعة إلى نقل الصفات الوراثية التي تجعل لبعض الأنواع النباتية القدرة على النمو في الأراضي المالحة أو في المناطق الجافة أو الحارة .و باختصار يمكن الجزم بأن التطور العلمي يجعل كل من الكائنات الحية مصدراً لموارد وراثية ذات نفع كبير جدا.

فإن فقدان التنوع الحيوي لا يحدّ من فرص النمو المتاحة لنا فحسب، بل ويضع إمداداتنا الغذائية في خطر. حيث تصبح الزراعة أقل قدرةً على التكيف مع التغيرات البيئية مثل الإحتباس الحراري أو الجفاف أو التصحر أو ظهور آفاتٍ وأمراض جديدة….) , فإذا لم تكن إمداداتنا الحالية من الأغذية قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية التي تحدث في البيئة فقد نقع في مأزق نقص غذائي كبير ومجاعات.

ثالثاً: فوائد التنوع الحيوي في السياحة البيئية:

يعتبر نمو السياحة البيئية أحد الأمثلة للاتجاه الحالي لتنوع أنماط السياحة في العالم، فالطبيعة الغنية بالنظم البيئية الفريدة والنادرة بدأت تأخذ قيمة اقتصادية حقيقية وتدر الأموال الطائلة للدول والأفراد المستثمرين بهذا المجال الحيوي . فعلى سبيل المثال تدر المناطق الساحلية بما فيها من شعاب مرجانية في غربي آسيا ومنطقة جزر الكاريبي مئات الملايين من الدولارات سنويا من الدخل السياحي، وفى جمهورية مصر العربية تدر مناطق سياحية في سيناء ملايين الجنيهات سنوياً من الغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وخليج العقبة. كذلك نمت سياحة الحدائق الطبيعية، بما فيها من تنوع حيواني برى واسع، في إفريقيا وكذلك في دول الخليج العربي وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنظم ألاف الرحلات السياحية لرؤية الصحاري والحياة البرية بها.

تناقص وتتدهور التنوع الحيوي في العالم:

أوضحت الدراسات العلمية الحديثة أن التنوع الحيوي يتناقص بمعدلات سريعة نتيجة للنشاطات البشرية الخاطئة. وبالرغم من أنه لا يمكن وضع تقدير دقيق لأنواع الحيوانات والنباتات التي إنقرضت، إلا أن البيانات تشير إلى أنه منذ عام (1600م ) إنقرض (724) نوعا. وفى الوقت الحالي يوجد( 3956 ) نوعا مهددا بالخطر و(3647 ) نوعا معرضا للخطر و(7240 ) نوعا أصبح نادر الوجود. وقد ذكرت بعض التقارير وللأسف الشديد أن( 25% ) من التنوع الحيوي معرضة لخطر الإنقراض خلال أل (20-30 ) سنة القادمة .

أسباب تناقص وتتدهور التنوع الحيوي في العالم:

هناك عدة أسباب رئيسية لتناقص وتتدهور التنوع الحيوي يمكن تلخيصها بما يلي:

تدمير أو تعديل بيئة الكائنات الحية الطبيعية ، فإزالة الغابات مثلا يؤدى إلى فقدان أعداد متزايدة من هذه الكائنات ذات القيمة الكبيرة .

الإستغلال المفرط للموارد، فقد أدى هذا الإستغلال الجائر ( كالصيد والرعي الجائر والإحتتطاب وإستغلال الأراضي الزراعية الطبيعية والغابات للتوسع العمراني وبناء المصانع الملوثة …) إلى تناقص أنواع كثيرة من( الأسماك والحيوانات والطيور والنباتات) ، بالإضافة إلى إنقراض العديد منها.

التلوث بأنواعه، فقد أثرت سلبا المبيدات الحشرية السامة والأسمدة الكيماوية في أنواع كثيرة من الطيور والكائنات الحية النافعة الأخرى. وبالإضافة إلى هذا نجد أن تلوث الهواء بالغازات الضارة والدخيلة و حدوث (الأمطار الحامضية ) وتلوث المياه قد أثرا بشكل سلبي و ملحوظ في كافة الكائنات الحية .

تأثير الأنواع الغريبة المدخلة في البيئة وتهديدها للأنواع الأصلية إما عن طريق الإفتراس أو المنافسة أو تعديل البيئة الأصلية . فإدخال أنواع جديدة من الحبوب أو الفواكه أو الخضار ذات الإنتاجية العالية أدى إلى فقد جينات أصلية ( الأصناف البلدية ) في بلدان عديدة من دول الشرق الأوسط والهند .

الإجراءات الدولية لحماية و صون التنوع الحيوي:

منذ الاتفاقية المتعلقة بالحفاظ على الحيوانات والنباتات على حالتها الطبيعية عام(1933م) وإلى اتفاقية التنوع البيولوجي ( الحيوي )، التي تم التوقيع عليها أثناء قمة الأرض في عام (1992م ) ومرورا بالعديد من الاتفاقيات الدولية فقد أتخذ كل من المجتمع الدولي وحكومات أغلب دول العالم أربعة أنواع من الإجراءات والقرارات لتشجيع صون وحماية التنوع الحيوي وإستخدامه على نحو قابل للاستمرار لأجيالنا وهي:

الإجراءات الرامية إلى حماية البيئة الخاصة ( العوائل ) مثل الحدائق الوطنية أو المحميات الطبيعية .

الإجراءات الرامية إلى حماية أنواع خاصة أو مجموعات خاصة من الأنواع من الإستغلال المفرط.

الإجراءات الرامية إلى الحفظ خارج البيئة الطبيعية للأنواع الموجودة في الحدائق النباتية أو في بنوك الجينات .

الإجراءات الرامية إلى كبح تلوث المحيط الحيوي بكافة أنواع الملوثات .

* دكتورة دولة في العلوم الزراعية
mjuratly@gmail.com
.Filed Under: featured • البيئة



الثلاثاء، 9 فبراير 2010

الليزر.. معجزة علمية في كل ما حولك


الليزر.. معجزة علمية في كل ما حولك
نسيبة داود

أشعة الليزر
تحتفل الأوساط العلمية هذا العام بمرور 50 عاما على اختراع الليزر الذي يوصف بأنه أحد أعظم اختراعات القرن العشرين. ورغم أن علماء الفيزياء لم يتمكنوا من استثمار هذه المعجزة العلمية إبان ظهور تقنية الليزر لأول مرة عام 1960 -حتى أن البعض أطلق عليه "الحل الذي يبحث عن مشكلة"- فإنه بعد نصف قرن من الزمان بات بالمعنى الحرفي للكلمة "الحل الأسرع والأنظف" لغالبية المشاكل، فضلا عن كونه أيسر وآمن الحلول.

ولا تكاد تخلو مؤسسة أو بيت من استخدام الليزر بدءا من الأجهزة الإلكترونية ومرورا بالألياف الضوئية وحتى ألعاب الأطفال وأضواء الاحتفالات، كما لا يكاد يستغني أي مجال من مجالات العمل، الهندسية والزراعية والصناعية والطبية والتعليمية وحتى الترفيهية، عن استخدام الليزر. فنراه في غرف الجراحة وقاعات الدراسة (طابعات الليزر، أجهزة العرض، أقلام الإشارة الضوئية) وخطوط الإنتاج في المصانع وفي الخدع السينيمائية، وحتى في أصغر المتاجر التي تستخدم تقنيات المسح الضوئي الرقمية المعروفة باسم "باركود".

كل هذا جعل الأكاديمية الأمريكية للهندسة تختار توليفة "الليزر والألياف البصرية" كواحدة من بين "أهم 20 تطورا هندسيا في القرن العشرين"، باعتبارها السبب الرئيسي في ثورة الاتصالات.

شعاع مايمان

أطلق عالم الفيزياء الشهير "ثيودور مايمان" أول شعاع ليزر عام 1960 في "معمل أبحاث هيوز" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، عندما سلط ضوءًا ساطعًا من مصباح مومض باتجاه قضيب من الياقوت الأحمر مغطى بطبقة من الفضة. وبذلك أنتج مايمان الليزر (LASER) وهو اختصار لمصطلح (Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation) أي "تضخيم الضوء بانبعاث الإشعاع المستحث".

وارتبط اسم "مايمان" (1927-2007) بالليزر الأحمر أو ليزر الياقوت (Ruby laser) الذي لم يكن معروفا حتى ذلك الوقت رغم محاولات سابقة لبعض العلماء لإنتاج الليزر. ومن بين تلك المحاولات كانت الدراسة النظرية التي قدمها العالمان "تشارلز تاونز" و"آرت تشاولو"، وهي اقتراح نظري حول إطلاق شعاع ميزر (MASER) –تضخيم موجات الميكروويف بانبعاث الإشعاع المستحث- بنفس الطريقة التي نجح بها مايمان مستخدما الضوء بدلا من موجات الميكروويف.

لكن الليزر الذي أطلقه "مايمان" كان له عدة صفات لم تذكرها دراسة "تاونز" و"تشاولو" أولها أن مايمان استخدم في تحفيز قضيب الياقوت نبضات ضوئية تبلغ فترة كل ومضة منها بضعة أعشار الثانية الواحدة.

لم يستخدم "مايمان" موجات ضوئية متصلة ولذلك فإن مقدارًا كبيرًا من الطاقة أطلق في وقت قصير جدا، وهو ما منح الشعاع قوة أكبر بكثير مما أُنتج في محاولات سابقة.

يعمل الليزر عن طريق تزويد الذرات أو الجزيئات بطاقة إضافية، فتصبح أعداد الجزيئات ذات الطاقة العالية أكثر من تلك ذات الطاقة المنخفضة، وعند حدوث ذلك، فإن الأمواج الضوئية التي تمر خلال قضيب الياقوت الأحمر ينتج عنها كم كبير من الإشعاع المستمد من الجزيئات ذات الطاقة العالية، وهذا الكم يكون أكبر مما تفقده تلك الموجات بامتصاصها لدى الجزيئات ذات الطاقة المنخفضة.

والميزة الثانية لليزر مايمان هي ما أذهلت علماء الفيزياء حقا؛ فقد استطاع تفريغ الجزيئات ذات الطاقة المنخفضة من قضيب الياقوت المستخدم في التجربة، ما أدى إلى حدوث مقدار كبير من الانبعاث المستحث، ساعد على ظهور شعاع الليزر.

قبل مايمان

يعود تاريخ البحث عن الليزر إلى ما قبل مايمان بزمن طويل؛ ففي عام 1917 وضع "ألبرت آينشتين" القواعد النظرية الأساسية لليزر والميزر في دراسته التي عنونها: "حول نظرية الكم للإشعاع"، حيث أعاد النظر في قانون ماكس بلانك للإشعاع، المبني على مفهوم معامل احتمال الامتصاص (معاملات آينشتين) والانبعاث الفوري والانبعاث المستحث للإشعاع الكهرومغناطيسي.

وفي 1928 أكد رودلف لادنبرج وجود ظاهرة الانبعاث المستحث، كما تنبأ فالنتين فابريكانت في عام 1939 باستخدام الانبعاث المستحث لتضخيم الموجات القصيرة، وفي عام 1947 عثر "ويليس لامب" و"آر سي رذرفورد" على ما بدا أنه انبعاث مستحث في أطياف الهيدروجين، وهو ما اعتبر أول ظهور للانبعاث المستحث.

وفي 1950، عرض "ألفريد كاسلر" طريقة الضخ الضوئي التي تم تأكيدها بالتجارب العملية بعد ذلك بعامين.

وفي مايو 1960، شرح "مايمان" أول أداء لليزر في مقال نشره بصحيفة "نيتشر" العلمية، وقدم للعالم تقنية أضحت تستخدم بشكل رئيسي في تخزين المعلومات عبر أجهزة حفظ ضوئية مثل مشغل الأقراص المدمجة (CD, DVD)، إلى جانب استخدامها في ألياف الاتصال الضوئية والأجهزة التي تعمل بهذه التقنية مثل الباركود وطابعات الليزر وأقلام الإشارة بالليزر.

استخدامات مذهلة لليزر

ولشعاع الليزر سمة أساسية هو أن طيف الضوء المنبعث منه يكون له نطاق تردد ضيق جدا ومحدد، وهذا يجعل شعاع الليزر ممتدا إلى مسافة طويلة دون أن يتسع طيفه.

وأحد أهم استخدامات الليزر بعد سنوات من اكتشافه كان في قياس بُعد القمر عن الأرض، وحدث ذلك عام 1969 عندما تم إرسال شعاع ضوئي للقمر حيث استقبلته عاكسات كبيرة كانت مثبتة على سطح القمر بواسطة رواد فضاء في برنامج أبوللو الأمريكي.. قامت هذه العاكسات بإرجاع الشعاع إلى الأرض، وتم قياس الفترة التي استغرقها الشعاع ذهابا وإيابا، ومن خلالها عُرف بعد القمر عن الأرض.

وفي وقت لاحق تم إرسال شعاع ليزر روبي واستقباله عن طريق تيليسكوب لقياس المسافة من القمر إلى الأرض بهامش خطأ يبلغ 3 سنتيمترات فقط. واعتبرت هذه من أهم استخدامات الليزر قصير النبضات.

وكما يقول "تاونز" في مقال له بدورية "جامعة شيكاغو" الأمريكية: كان الليزر إبان اكتشافه بالفعل "حلا يبحث عن مشكلة"، فلم يكن عند العلماء فكرة عن كيفية توظيفه لخدمة البشرية. "لكن بالجمع بين علمي البصريات والإلكترونيات، فتح الليزر مجالات متسعة جديدة من العلوم والتكنولوجيا. وظهر بعد ذلك بوقت قصير العديد من أنواع الليزر، كما عُرف الكثير من تطبيقاته".

ليزر من كل شيء!

ففي معمل أبحاث "آي بي إم" في نيويورك، استطاع "بيتر سوروكين" و"ميرك ستيفنسون" خلال عام 1960 أيضا إطلاق شعاعي ليزر بتقنية مشابهة للتي استخدمها "مايمان"، غير أنهما استخدما قضيبا من فلوريد الكالسيوم بدلا من الياقوت. وبعد ذلك، في عام 1960 أيضا، استطاع "علي جوان" و"ويليام بينيت" و"دونالد هيريوت" إنتاج نوع متميز من الليزر مستخدمين مادة "هيليوم نيون"، فنتج عنها إشعاع مستمر ذو تردد عالي النقاء ونطاق طيفي ضيق جدا.

وتلا ذلك اكتشاف ليزر أشباه الموصلات، الذي أنتجه "روبرت هول" عام 1962 في معامل "جنرال إليكتريك" في نيويورك. وأصبح هذا النوع من الليزر هو الأشهر والأقل كلفة، وبات يدخل تقريبا في كل الاستخدامات اليومية إلى الآن؛ مثل أجهزة المسح الرقمي (الباركود)، والألياف الضوئية المستخدمة في أجهزة الاتصال، وأقلام الليزر.

وأدخل العلماء كل ما استطاعوا من مواد لإنتاج الليزر، حتى أن عالم الفيزياء "تشاولو" أنتج على سبيل المزاح ليزر "مأكول" من الجلاتين المنكّه (لكنه لا يؤكل بالفعل بسبب الصبغة التي استخدمت لتلوينها)، إلى جانب الليزر "المشروب" الذي استخدم فيه خليطا من المشروبات الكحولية.

كما عثر العلماء على ليزر طبيعي في أجسام فلكية، فعلى سبيل المثال يعمل ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي لكوكبي المريخ والزهرة على تضخيم الأشعة تحت الحمراء، المستحثة من أشعة الشمس، والإشعاع المكثف القادم من النجوم يحفز عمل الليزر في ذرات الهيدروجين الموجود في السحب الغازية العملاقة المحيطة بالكوكب.

أما اليوم، فقد تطور إنتاج الليزر بشكل كبير، حيث بات يحقق أعلى كثافة للطاقة من أي وقت مضى، وأكثر دقة في قياس المسافات، وأكثر الوسائل حساسية ودقة في التقاط الأجسام متناهية الصغر ونقلها، مثل الكائنات الدقيقة، كما تم الوصول لأقل درجة حرارة على الإطلاق باستخدام الليزر، واخترعت أنواع جديدة من الإلكترونيات والأجهزة البصرية، وافتتح العديد من الصناعات التي تقدر بمليارات الدولارات.

كما بات الليزر يستخدم في جميع مجالات البحث العلمي، وهناك على الأقل عشرة علماء ممن حازوا جائزة نوبل، لم يكونوا ليحققوا إنجازاتهم لولا استخدام الليزر.

تطبيقات طبية

وفي عام 1999 حاز العالم المصري أحمد زويل جائزة نوبل في الكيمياء لابتكاره نظام تصوير فائق السرعة يعمل باستخدام الليزر وله القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، ووضع زويل وحدة زمنية تلتقط فيها الصورة وهي "الفمتوثانية" وتساوي جزءًا من مليون مليار جزء من الثانية (10 to the power 15).

هذا التقويم الزمني الجديد (الفمتوثانية) كان له تأثير غاية في الأهمية على البحث العلمي، ويقول زويل في كتابه "عصر العلم": إن هذا التقويم "فتح أبواب عالم المادة وديناميكيتها على مصراعيه، فكما نرى الكواكب تدور بالتقويم الشمس نرى الذرات تدور بتقويم الفمتوثانية".

وساعدت تلك التقنية في التعرف على الكثير من الأمراض بسرعة فائقة، إلى جانب تطويرها لتستخدم في علاج بعض الأمراض وإجراء بعض الجراحات في عدد قليل من "الفيمتوثانية"، وهو ما يجعل المريض لا يدرك الشعور بالألم خلال هذا الوقت المتناهي القصر.

ومن أشهر التطبيقات الطبية للليزر جراحات تصحيح الإبصار المعروفة باسم الليزك. حيث تعمل أشعة الليزر على تعديل شكل القرنية باستخدام أداة دقيقة تسمى "الميكروكيراتوم". ويستعمل الإكزايمر ليزر لإزالة جزء من النسيج الداخلي للقرنية (يتم تقديره حسب نوع ودرجة عيب الإبصار). وتتم هذه العملية دون الحاجة لأي غرز جراحية.

ويرتبط الليزر في أذهان كثير من النساء بجراحات التجميل خاصة ما يتعلق بعمليات إزالة الشعر، وشفط الدهون، وتتم عملية شفط الدهون بالليزر عن طريق إدخال مسبار دقيق ذي ألياف تطلق الليزر منخفض الطاقة إلى الدهون المستهدفة، وتعمل الطاقة التي يطلقها الليزر على تحطيم الخلايا الدهنية، ومن ثم يتم شفطها. وليس لهذه الأشعة أي تأثير على الأنسجة المجاورة، والمذهل أن هذه الجراحة لا تستغرق أكثر من ساعة ويمكن إجراؤها باستخدام مخدر موضعي فقط، ويعتبر شفط الدهن بالليزر جراحة آمنة جدا ولا تنطوي على مخاطر تذكر مقارنة بعملية شفط الدهن التقليدية، وتستغرق فترة النقاهة نحو يوم أو يومين!.

ولليزر أيضا باع طويل في جراحات الفك والأسنان، فيستخدم في عمليات تبييض الأسنان وفي المعالجات اللبّيّة، مثل سد ثقوب جذور الأسنان مهما كانت متناهية الصغر، كما يستخدم في علاج أنسجة اللثة والأنسجة الداعمة، ويفيد في قياس حركة السن في مراحلها المبكرة، وفي التحليل الطيفي للعناصر اللاعضوية للقلح فوق اللثوي وتحته.

ويفيد استعمال شعاع الليزر اللين في حالات تهتك الأنسجة والقرحات الفموية واللسانية الناجمة عن الرضوض والقرحات القلاعية.

وفي جراحات الفم يستخدم ليزر ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير، حيث ينجم عن الحرارة المرافقة لطاقته التي ترتفع فجأة ولأمد قصير تدمير الخلايا غير المرغوبة وما تحويه من جراثيم، وتمتص الأنسجة الرخوة ذات المحتوى المائي المرتفع طاقة شعاع الليزر بشكل جيد، أما النسج المجاورة للنسيج المستهدف علاجه فامتصاصها لأشعة الليزر يكون في أضيق الحدود.

وفي جراحات الليزر تلك، ينعدم النزف الدموي أو يكون في حدوده الدنيا، ولا تحدث التهابات في الأنسجة المجاورة للنسيج المستهدف، كما تتناقص احتمالات التلوث مقارنة بالجراحات التقليدية، ولا تترك الجراحة ندبات واضحة كالتي تلي الجراحات التقليدية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم تعقيم الأجهزة الطبية المستخدمة في تلك الجراحات عن طريق الليزر أيضا.

تطبيقات أخرى

أما الاستخدامات التكنولوجية والإلكترونية لليزر فلا حدود لها، فيكاد لا يخلو جهاز إلكتروني من استخدام الليزر، كما لا يخلو مصنع أو متجر أو منزل من جهاز يعمل بالليزر، وحتى في الشارع والأماكن العامة فتجد الجميع يستخدم أجهزة هواتف خلوية يستخدم فيها الليزر وبخاصة في تقنية البلوتوث.

- لكن أغرب وأحدث ما يمكن أن تراه في عالم الليزر هو (Bluetooth Laser Keyboard) أو لوحة مفاتيح الليزر التي تعمل من خلال البلوتوث.

- هذه الأداة الصغيرة تعرض صورة ضوئية افتراضية للوحة المفاتيح على أي سطح أملس يقابلها، ثم بإمكانك أن تضغط على المفاتيح الافتراضية بأصابعك، والأجمل أنها تصدر صوت نقرات تقنعك بأنك تكتب على لوحة مفاتيح حقيقية!.

- يمكنك استخدام هذه الأداة وأنت تكتب بريدا إلكترونيا لترسله عبر هاتفك الخلوي، دون الحاجة إلى معاناة كتابة نص طويل بالضغط على مفاتيح الجوال الضئيلة، كما أن ترتيب الأحرف على اللوحة مطابق لترتيبها على لوحة المفاتيح الحقيقية، وهذه الأداة الرائعة يمكنك حملها معك في أي مكان إلى جانب هاتفك الخلوي، فحجمها لا يتجاوز حجم مشط أعواد الثقاب!.

وتباع هذه الأداة عبر الإنترنت بسعر لا يتجاوز 150 دولارا أمريكيا ويبلغ حجمها 24*34*90 ملليمترا.