الموت بجنون دخان التبغ
عمر الحيـــاني
نشرت بصحيفة الثورة والوكالة العربية للاخبار العلمية
عزيزي المدخن بينما تشرع في تصفح الصفحة و قراءة هذا المقال نستميحك عذرا أن تطفئ نار دخانك قبل أن تواصل معنا القراءة فدخانك الذي لم توقفه الآن ينفث سمومه لجوارك أكثر مما تستنشقه رئتاك اللتان تعانيان من صدا النيكوتين و كوكتيل سموم التبغ , حيث انك تستنشق ما حجمه 15 بالمائة فقط بينما هناك ما يناهز 85% تطلقه في الهواء مسبب كارثة صحية لمن حولك من عائلتك أو أصدقاءك أو زملائك ومعرض البيئة لمخاطر التلوث الناجم عن ثنايا السموم المنفوثة من بين شفتيك ومنا خيرك التي خلقت لمهمة أخرى .
فنحن من نعيش بجوارك كأصدقاء أو عائلة أو أقرباء أو جعلتنا الظروف نقعد إلي جوارك وأنت ملطخ برائحة التبغ الكريهة , لم نكن نعلم أن دخان تبغك يسبب لنا أمراض وعاهات وانك احد أهم ناشري الجلطات وأمراض القلب والرئة وأننا كمن يدخن باقي دخان سمومك التي تحتوي على 4.000 مادة سامة( 90%غازية، 10% على هيئة دقائق), من أخطرها حامض البُروسيك والأمونياك و كثير من المواد المُسببة لمرض السرطان مثل بترابيرين والكاديوم والكروم وغيرها. .
العالم المدخن والتدخين السلبي
إن تصاعد دخانك في الأجواء منطلقا إلي كل مكان احد أهم أسباب الكارثة التي يسببها وباء التبغ حول العالم فالتدخين السلبي حوّل سكان العالم لمستنشقي دخان حيث تصل نسبة مستنشقي الدخان إلي 94%من سكان العالم , هؤلاء لازالوا دون حماية كافية من آثار دخانك الصديق.
فانتم معشر المدخنين متسببون بكارثة وفيات تصل إلي ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ والتي تقدر بخمسة ملايين نسمة كل عام حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية .
فالمقصود بالتدخين السلبي هو الدخان الذي يملأ البيوت أو الغرف أو المطاعم أو المكاتب أو غيرها من الأماكن المغلقة جراء تناولك لمحبوبك القاتل التبغ .
فأنت بدخانك حولت الهواء النقي إلي كتلة ملوثة بسموم التبغ المحترق وحولت المكان إلي مصيدة أمراض" فلا يوجد مستوى مأمون فيما يخص التعرّض لدخان التبغ". وعليه فإنّ تهيئة بيئات خالية تماماً من دخان تبغك هي الوسيلة الوحيدة لحماية الناس من أضرار دخانك ! لأننا مهما عملنا من شفط للهواء أو قمنا بعمل نظام تهوية فان الأضرار لا تتوقف من الوصول إلي جميع الأشخاص المتواجدين داخل الغرف .
وبسبّب ليلى التي حولتك لعبد تسببت أنت وغيرك من مدخني العالم البالغ عددهم حوالي 1.3 مليار مدخن(منهم 47% رجال و12% نساء )في وفاة (600000) شخص حول العالم كل عام 40% منهم أطفال أبرياء ومسبب بخسائر تقدر ب10% من التكاليف الاقتصادية لتعاطي التبغ .
ديوان اليمن المغلق
المدخنون في اليمن ما أكثرهم تراهم في كل مكان نستنشق دخانهم داخل كل حانوت وجدار مغلق بدون ضابط ولا احترام للآخرين ينفث دخانه بريش منفوخ وكأنه بعد قليل سوف يحلق صعودا للمريخ , تصرفاتهم غريبة لا يشعر بحضور الكيف إلا عند صعوده الباص أو أثناء المقيل في دواويننا الملأى بالمدخنين ومتناولي المدايع والمعسليات في جو مكهرب وكأننا في معبد بوذي احرق كيلو من البخور لتتبرك الاله فية.
وفي المساء تجد الأب لا يحب تناول التبغ إلا بجوار أطفاله وأمامه علبة التبغ وفوقها ولاعته وفي الجوار منها كاس الشاي , وفي المستقبل يصيح ويشتكي من أن أبناءه يتناولون التبغ في الحمامات وخلف أسوار المدارس .
فوفقا لإحصاءات عام 2009م حسب تقرير منظمة الصحة العالمية فان اليمن احتلت أعلى دولة عربية من حيث نسبة التدخين مقارنة بعدد السكان بنسبة 78%( نسبة الرجال 77% والنساء29%) أي أن نسبة الذين يستنشقون الدخان تصل إلي 90% من السكان وهي كارثة بكل المعايير الإنسانية أن تصل النسبة إلي هذه الدرجة بحيث أصبح معظم اليمنيين يدخنون ويستنشقون الدخان ولذا أصبحنا نزحم مستشفيات مصر والأردن من كثرة المرضى والسبب قلة الوعي الصحي وحسب الدراسة التي أعدة لمنظمة الصحة العالمية عام0 200م . الدكتور أبو بكر الغربي، رئيس الجمعية اليمنية لمكافحة التدخين يستهلك اليمنيون 6.4 مليار سيجارة سنوياً، أي ما يعادل 317.5 مليون علبة سجاير، وبواقع 870 ألف علبة يومياً وبسعر متوسط سعر للعلبة 150 ريال للعام الحالي فأنة تقدر التكلفة اليومية لاستهلاكنا من التبغ (130) مائة وثلاثين مليون ريال تقريبا وبإجمالي تكلفة سنوية تبلغ ( (47,5 سبعة وأربعين مليار ونصف المليار ريال سنويا .
التدخين وصداقته مع الفقراء
فحسب دراسة أجريت في ألمانيا على مدى 20عاما أظهرت نتائجها الإحصائية أن الفقراء أكثر لجوءا للتدخين مقارنة مع الأغنياء فالحالة الاقتصادية تهيئ الظروف الاجتماعية للفرد مع امتلاكه عوامل تؤثر في حالته الصحية سلبيا وتهيئ لإصابته بالعديد من الأمراض المزمنة.
وطبقا لموقع الجزيرة نت الذي أورد التقرير أن المستوى الاجتماعي الاقتصادي للفرد له علاقة بميله لممارسة عادة التدخين، حيث أظهرت نتائجها أن الفقراء أكثر لجوءا لهذا الأمر مقارنة مع الأغنياء.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الرسمية للرابطة الطبية الألمانية "دوتشيز آيرتزيبلات إنترناشيونال"، المتخصصة في مجال الطب السريري وقضايا الصحة العامة، إلى أن الأفراد -من كلا الجنسين- الذين كانت الحالة الاجتماعية الاقتصادية لديهم متدنية ظهروا أكثر ميلا لممارسة عادة التدخين والمعاناة من السمنة.
كما نوهت النتائج إلى أن الارتباط بين الحالة الاجتماعية الاقتصادية للفرد والسمنة كان أكثر وضوحا عند النساء مقارنة مع الرجال. أخيرا نتمنى منك أيه المدخن بالامتناع عن التدخين بجوارنا وجوار أطفالك ولتهلك نفسك بعيدا عنا أيها المستنشق لدخان السموم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق