الثلاثاء، 29 مارس 2016

لماذا فشلت الهند في إنتاج شركات عملاقة للتكنولوجيا مثل أبل، جوجل، فيسبوك وتويتر؟

 لماذا فشلت الهند في إنتاج شركات عملاقة للتكنولوجيا مثل أبل، جوجل، فيسبوك وتويتر؟
 حسن عادل -ساسة بوست
يخرج من التعليم الهندي الآلاف من المهندسين والمبرمجين الهنود الذين يعملون في شركات التقنية العملاقة في وادي السيليكون في أمريكا، فكيف لم نشاهد للآن شركة تقنية هندية على مستوى أبل وجوجل وفيس بوك وتويتر، مع هذا الجيش من العقول الذكية الذين يتخرجون من الجامعات الهندية كل عام؟ لقد كان طرح هذا السؤال على موقع كورا فرصة لكي يرد أفضل المهندسين الهنود عليه، وفي تقريرنا عرض لتلك الإجابات.

1- طبيعة المجتمع الهندي



يبدأ “جويديب صن” أحد مستخدمي موقع كورا كلامه بأنه يرى أن السبب في ذلك يرجع لأمور لها علاقة بالبيئة والمجتمع في الهند.

نظام التعيم في الهند: فعلى سبيل المثال في سن المراهقة إذا كان هناك شاب أو فتاة يحبون قضاء وقتهم في البرمجة ولا يجدون المتعة في أي شيء آخر مثل (العلوم أو الآدب أو الفن) إذا كان هؤلاء الشباب في الولايات المتحدة مثلا فسينتظرهم مستقبل باهر (بافتراض أن لديهم موهبة) لكن هذا لا يحدث في الهند لأن النظام التعليمي هناك سيعطيهم درجات منخفضة ولن يقتصر الأمر على ذلك بل سيصل لحدود العائلة والأصدقاء والمعلمين الذين سيدمرون هؤلاء الشباب نفسيًا، ولن أكون متفاجئًا إذا انتهى بهم الأمر محطمين.
السوق التكنولوجية الهندية ليس لها ريادة: وهذا يجعل من الصعب جدًا على أصحاب المشاريع المحلية الشابة أن ينطلقوا في أحد المجالات التكنولوجية بجانب عمالقة التكنولوجيا الموجودين منذ زمن في الأسواق.
سوق المشاريع الرأسمالية في الهند يقف خلف نظيرتها الأمريكية، خاصةً مع أمور التمويل المليئة بالمخاطر، طرق التفكير المختلفة في التعامل مع المشاريع الرأسمالية، الاختلافات الواضحة في التمويل، التركيز المبكر مع التكلفة\الايرادات.
2- الفقراء لا يحتاجون لكتابة بوست على فيس بوك


قسم “جوتام” إجابته إلى جزئين أيضًا، في الأول ذكر: أنهم في الهند ليسوا بحاجة إلى أبل أو جوجل أو فيسبوك أو تويتر.

وفي الثاني أكد أن حديثه ليس متعلقًا بعلوم الكمبيوتر أو البرمجة ولكنه يشمل كل ما له علاقة بالتكنولوجيا.

فيرى أن معظم الأجوبة السابقة على هذا السؤال كانت تُرجع السبب إلى نظام التعليم في الهند أو إلى نظام المجتمع الهندي، لكنه يرى أن السبب الوحيد الذي يمنع الشخص من البناء والتقدم في مجال ليس إلا الحاجة.

فبالنظر إلى المشاكل التي تواجهها الهند في الوقت الراهن والتي واجهتها في العقد الأخير مثل الفقر ومشاكل في الطاقة والتعليم فهم ليسوا بحاجة إلى شبكة تمكنهم من ولوج الإنترنت للبحث عن شيء ما أو إلى موقع يساعدهم في التواصل مع صديق بعيد ولكنهم بحاجة إلى إيجاد موارد وابتكار تكنولوجا جديدة خاصة بالطاقة، إيجاد سبل لجعل الناس أكثر قراءة وكتابة، إيجاد طريقة لسد جوع الفقراء.

والآن قد اخترقت لعنة الإنترنت الهند بشكل مفزع فقد أصبحت نسبة استخدام الإنترنت الآن في الهند (14.2%) بعد أن كانت العام الماضي (10.9%)، وبهذا المعدل ومع عدد السكان الكبير أصبحت الهند محتله للمركز الثالث من حيث نسبة استهلاك الإنترنت، هذا إلى جانب احتواء الهند على سوق كبيرة لبيع منتجات الإنترنت. ومع ذلك وبالنظر إلى الوقت الذي كان يجري فيه بناء فيس بوك وتويتر في الولايات المتحدة الأمريكية كان عدد كبير من سكان الهند يعانون من قطع الكهرباء بسبب نقص الطاقة.

ولذلك أرى أنه من الغباء في الأساس التكلم في هذا الموضوع. فلو أنك سألت سائق تاكسي أو حتى عاملًا بمتجر فاكهة هندي ستجد أن حياته أصعب بكثير بما لا يدع مجالًا للمقارنة بينهم وبين ذلك الشخص الذي يجلس في هارفارد (جامعة أمريكية) ويقوم هو أيضًا بالكتابة على فيس بوك دون أي إضافة تكنولوجية.. تسأل شخصًا من هؤلاء لماذا؟ سيجيبك لأنه لم يتلق أي تعليم أو لأن والده لم يكن معه المال الكافي لإطعام عائلته بالأساس.

وبالنظر إلى هذا المخطط البياني من ويكييبديا:



هذا المخطط يشير إلى نسبة السكان الذين يعيشون على أقل من 2 دولار في اليوم اعتبارا من عام 2009، ففي الهند تشير النسب إلى أن 61-80 % من السكان ضمن تلك الفئة.

في بلد حيث الناس جوعى وفقراء هل تتوقع منهم التفكير في فكرة لكتابتها على موقع على شبكة الإنترنت التي ستتيح لهم التغريد والكتابه عن حياتهم اليومية؟

ومع ذلك وبالنظر إلى سيناريوهات التغيير فأنا واثق تمامًا بأنه قريبًا ستكون الهند قادرة على إنتاج منتجات تكنولوجية كبرى، والتي ستلاقي رواجًا في الأسواق الدولية وكذلك في السوق الهندية.

3- ليس هناك الكثير بين الهند وبوسطن



كان لـ”بالاجي” رأي مختلف بعض الشيء في إجابته عن هذا السؤال، فقد رأى بالاجي أن أبل وفيس بوك وتوتير وانستجرام وغيرها تأتي من مكان واحد لا يتعدى قطره 100 ميل، لذلك وبنفس المنطق يمكننا أن نطرح سؤالًا أيضا عن السبب الذي يجعل نيويورك أو بوسطن أو لوس أنجلوس غير قادرين على إنتاج شركات تكنولوجيا ضخمة تضاهي مثل هذه الشركات. لذلك لا يمكننا القول بأن الهند هي الوحيدة التي تتخلف عن وادي السليكون. وتلك بعض النقاط التي توضح الفارق بين ما يحدث في الهند وما يحدث في وادي السيليكون.

قبول الأفكار الجديدة: يعتبر وادي السيليكون هو الأفضل في العالم عندما يتعلق الأمر بتقبل الأفكار الجديدة، فقد اتخذ العديد من المستثمرين هناك مهمة تغيير العالم باعتبارها تحدٍ شخصي بالنسبة لهم، مثل إيلون ماسك أو بيتر تيل أو سيرجي برين (ساهم في تأسيس جوجل). هؤلاء عكس المليارديرات القدامى يسعون حقًا لتحدي الأوضاع الراهنة. لذلك سيكون من الصعب الحصول على مثل هذه الثقافة في مكان آخر. فعلى الرغم من أن بوسطن لديها مجموعة من أفضل الجامعات ولديها بنية تحتية ممتازة غير أن بيئتها لن تستطيع الاستيعاب عندما يتعلق الأمر بمثل هذه الشركات المتمردة. كذلك الحال في الهند بل، هي أكثر تحفظًا بدرجة كبيرة من بوسطن، فهناك دائمًا اشتباه في الأشياء الجديدة خاصة عندما تكون هذه الأشياء لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وتكون محفوفة بالمخاطر.
السوق المحلية الكبيرة: فجميع الشركات الناشئة في وادي السليكون لاقت نجاحًا عظيمًا في الأسواق الأمريكية قبل أن تتوجه للخارج. ففيس بوك بعد سنة من تأسسيه كان بإمكانه إنفاق الملايين على الترويج الإعلاني. بعكس الهند الذي يعتبر سوقها صغير للغاية أمام الشركات التكنولوجية (على الرغم من النمو السريع) لذلك أعتقد أننا قادرين على إصلاح هذا الجزء من المعادلة خلال الـ10 سنوات القادمة.
العقول الذكية تتغذى على العقول الذكية: ففي الهند أذكى المهندسين والعاملين بالتكنولوجيا ليس لديهم روح المبادرة للاستقلال وتكوين شركات خاصة، وحتى في الأسر ميسورة الحال التي يمكن لأبنائها الشروع في مشاريع معتمدين على ذويهم، نجد أنهم كجيل جديد من ذوي العقول الجيدة منجذب للعمل في الشركات الكبرى. وهذا لا يختلف كثيرًا عن تفكير شباب بوسطن الذكي أيضًا والذي سيعمل في أول شركة تكنولوجيا كبرى تقبل به.
4- هرم ماسلو وتفسيره للوضع الهندي



يؤكد “جوبتا” مثل سابقيه أن كل شيء يبدأ مع التسلسل الهرمي لهرم ماسلو للحاجات الإنسانية. حيث أن الرغبة في تغيير العالم والتي تأتي في قمة المثلث لا يستطيع الإنسان تحقيقها إلا إذا تمكن من استيفاء جميع احتياجاته الأقل في هذا المثلث.

وبالنظر إلى رجال الأعمال في الهند وإذا نظرت إلى خلفياتهم الاقتصادية والاجتماعية التي ينحدرون منها فستجد أن معظمهم من الأشخاص التقليديين الذين كرسوا حياتهم للحصول على العلم وخلق حياة أفضل لأنفسهم وعائلاتهم. وعلى نقيض ذلك نجد رجال الأعمال في الولايات المتحدة، هؤلاء الذين بدأوا حياتهم العملية أثناء دراستهم الجامعية، وهذه تعتبر بداية ضخمة سواء من حيث كمية الوقت لديهم لتطوير مهارتهم، أو مستوى المخاطر التي يمكن أن يواجهوها في تلك المرحلة المميزة من العمر.

ومع ذلك فهناك عدد قليل في الهند ينحدر من خلفيات مميزة (ومنهم من يعمل بجد للوصول لمثل ذلك) ولكن ندرتهم وعددهم القليل يملي عليهم تكريس حياتهم للحفاظ على ثروات الهند والحفاظ على الوضع الراهن.






ليست هناك تعليقات: