اطبع كتابك بنفسك في أقل من 5 دقائق«اسبريسو» تصل إلى لندن في طريقها لمكتبة الإسكندرية
ماكينة «أسبريسو» لطباعة الكتب، أُطلقت في محلات «بلاكويل» في لندن أمس
من ثمرات الماكينة الجدية، يستغرق طبع الكتاب أقل من 5 دقائق (تصوير: حاتم عويضة)
لندن: جوسلين إيليا - الشرق الاوسط
«اسبريسو» ماكينة تشبه الطابعة التي تستعمل في المكاتب، فنحن لا نتكلم عن قهوة «الاسبريسو» الإيطالية السريعة، إنما نتكلم عن اختراع لماكينة تطبع الكتاب في أقل من 5 دقائق، وأطلقت لأول مرة في لندن أمس، وتعتبر نقلة نوعية في عالم الطباعة منذ اختراع غوتنبورغ للطابعة الورقية منذ 500 عام. فاليوم يمكنك أن تتوجه إلى محلات «بلاكويل» في شارع «تشارينغ كروس» في لندن، لتطبع الكتاب الذي تريده قديما أم جديدا بغلافه الأصلي في دقائق معدودة، وستقول وداعا لسماع عبارة «آسف يا سيدي، الكتاب غير متوفر في المحل».
وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع غاريث هاردي مدير المبيعات في محلات «بلاكويل» الرائدة في مجال بيع الكتب في بريطانيا، قال إن الماكينة ستشكل قنبلة في عالم الكتابة والطباعة، فهي تقدم فرصة طباعة الكتب الخاصة للكتاب الصاعدين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المالية على طباعة قصصهم ورواياتهم في المطابع الكبرى، فيكفي أن تدخل المعلومات المخزنة على أسطوانة أو على شريحة ذاكرة أو بواسطة أي طريقة أخرى للحفظ، داخل الماكينة الموجودة في أحد فروع محلات «بلاكويل»، وفي غضون دقيقتين تقرأ الماكينة المعلومات المدونة على الجهاز الحافظ (في حال كان الملف خاصا)، أو يتم تحديد اسم الكتاب الذي تريد طباعته، وترسل المادة إلى الأوراق المخزنة داخل الماكينة (بحجم ورق «إيه 4»)، وبعدها يتولى القسم الآخر من الماكينة مهمة تقطيع الورق إلى حجم الكتاب الأصلي ووضع الصمغ عليه وتغليفه، ليخرج الكتاب جاهزا بعد دقيقتين من فتحة على شكل فتحة إدخال البريد التي توجد على الأبواب. ويقول هاردي إن الماكينة مهمة جدا لأنها تخول الشخص طباعة الكتب غير المتوفرة في محلات البيع، أو الكتب القديمة غير المتوفرة في الأسواق، والتي لم تحظَ بفرصة الطباعة مجددا.
الماكينة من تصميم شركة «أون ديماند بوكس On Demand Books» الأميركية، وينشر موقع الشركة الإلكتروني الأماكن التي تتوفر فيها الماكينة حاليا، من بينها أميركا وكندا وأستراليا ومكتبة الإسكندرية.
وفي اتصال مع مروى العناني المسؤولة التنفيذية عن الخدمات المرجعية في مكتبة الإسكندرية قالت بأن الماكينة وصلت إلى المكتبة نهاية الصيف الماضي، وهي موضوعة في غرفة خاصة قريبة من قاعة القراءة، ولكن لم يتم تشغيلها بعدُ على أمل الانتهاء من حل جميع القضايا العالقة، من بينها قضية المحافظة على حقوق النشر والطباعة، ومن المنتظر أن توضع ماكينة «اسبريسو بوك ماشين» في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) القادمين في الخدمة. وأضافت عناني بأن الماكينة هي فعلا اختراع لا مثيل له منذ اختراع غوتنبورغ، والطلب كبير والاستفسار عنها لا يوصف، فهناك نسبة كبيرة من المهتمين الذين يأتون إلى المكتبة بدافع رؤية الماكينة وطرح الأسئلة والاستفسار عن موعد بدء تشغيلها، فهي من شأنها أن تحل العديد من المشكلات، من بينها الحصول على الكتب غير المتوفرة على الرفوف أو تلك التي تعتبر نادرة الوجود نسبة إلى قِدمها وقيمتها.
وعن مميزات الماكينة يقول غاريث هاردي إن شركة «أون ديماند بوكس» عملت على حل القضايا القانونية، فإمكانية الماكينة على الطباعة تقتصر على قسم طباعة الكتب المتوفرة والجديدة والمبرمجة فيها أو في محل بيع الكتب، والقسم الآخر يقتصر على تأمين طباعة الكتب القديمة، على سبيل المثال، إمكانية طباعة واحد من أقدم الكتب التي أنتجتها محلات «بلاكويل» العريقة عام 1915 بعنوان «أكسفورد بويتري»، فتتضمن الماكينة 4 آلاف عنوان كتاب، من بينها 2000 كتاب غير متوفرين في المحلات، وتستطيع الماكينة طباعة 300 صفحة في نحو 4 دقائق، والكلفة بحسب الكتاب، فيجدر بالمستخدم دفع مبلغ 10 جنيهات إسترلينية لاستعمال الماكينة، ومن ثم يدفع نحو 10 بنسات للصفحة الواحدة. ويتابع هاردي بأن الإقبال على هذه الماكينة كبير جدا، وكلفة الماكينة تبلغ 175 ألف دولار.
وقد زارت «الشرق الأوسط» محلات «بلاكويل» أمس مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية والعالمية لمواكبة هذا الحدث الكبير، وشهدت طباعة كتب خاصة حققت حلم كتابها في أقل من 5 دقائق، وكانت النتيجة تفوق الخيال، كما جاء بعضهم لطباعة بعض الكتب الشهيرة التي يصعب إيجادها في جميع الأوقات في المكتبات والمحلات.
ويقول هاردي إنه سيكون هناك الكثير من التعامل مع مكتبة الإسكندرية بعد تشغيلها للماكينة، فهذه فرصة لتبادل الثقافات وتوفير فرصة الحصول على أكثر الكتب ندرة في العالم. وعن مسألة الحفاظ والتعامل مع القضايا القانونية وحقوق النشر والطباعة، يضيف هاردي: «معظم الناشرين والكتاب متعاونون معنا، فهذه فرصة حقيقية لنشر أعمالهم وتسويقها بأسرع وقت ممكن».
ويقول أندرو هاتشينغز الرئيس التنفيذي لـ«بلاكويل»، إن الماكينة بمثابة مشروع ثقافي ضخم، وستساعد الكثير من محلات بيع الكتب الصغيرة على توسيع دائرة أعمالها ومنافسة كبريات شركات بيع الكتب، مثل موقع «أمازون» الأهم في هذا المجال، ويضيف: «تخيل نفسك تدخل إلى محل لبيع الكتب وتتوفر أمامك فرصة طباعة أكثر من مليون عنوان كتاب».
وعن الشريحة الاجتماعية المهتمة بالماكينة يقول غاريث هاردي إن الاهتمام جاء من تلاميذ الجامعات والباحثين والشباب والمسنين والكتاب، ومن المنتظر بأن ينخفض سعر طباعة الكتاب في غضون الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تثبت الماكينة قدرتها وتظهر بأنها اختراع العام، ومن المؤمل بأن تتوفر الماكينة في فروع «بلاكويل» الستين في بريطانيا.
يشار إلى أن الشاب الأميركي جايسون إبستاين يقف وراء هذا الاختراع، وكان نجم معرض الكتاب الذي شهدته لندن هذا الأسبوع، وقام بطباعة كتاب أمام الحاضرين من خلال الضغط على مفتاح كتب عليه «اطبع كتابا»، وبعد دقائق خرج الكتاب أمام أعين الجميع ولا يزال ساخنا ورائحة الحبر تعبق منه. ويشبه البعض في بريطانيا «الاسبريسو» بماكينة «الآي تي إم» لسحب الأموال، ولكن عوضا عن إعطائك المال تعطيك كتابا لا تقدر قيمته بثمن.
ماكينة «أسبريسو» لطباعة الكتب، أُطلقت في محلات «بلاكويل» في لندن أمس
من ثمرات الماكينة الجدية، يستغرق طبع الكتاب أقل من 5 دقائق (تصوير: حاتم عويضة)
لندن: جوسلين إيليا - الشرق الاوسط
«اسبريسو» ماكينة تشبه الطابعة التي تستعمل في المكاتب، فنحن لا نتكلم عن قهوة «الاسبريسو» الإيطالية السريعة، إنما نتكلم عن اختراع لماكينة تطبع الكتاب في أقل من 5 دقائق، وأطلقت لأول مرة في لندن أمس، وتعتبر نقلة نوعية في عالم الطباعة منذ اختراع غوتنبورغ للطابعة الورقية منذ 500 عام. فاليوم يمكنك أن تتوجه إلى محلات «بلاكويل» في شارع «تشارينغ كروس» في لندن، لتطبع الكتاب الذي تريده قديما أم جديدا بغلافه الأصلي في دقائق معدودة، وستقول وداعا لسماع عبارة «آسف يا سيدي، الكتاب غير متوفر في المحل».
وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع غاريث هاردي مدير المبيعات في محلات «بلاكويل» الرائدة في مجال بيع الكتب في بريطانيا، قال إن الماكينة ستشكل قنبلة في عالم الكتابة والطباعة، فهي تقدم فرصة طباعة الكتب الخاصة للكتاب الصاعدين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المالية على طباعة قصصهم ورواياتهم في المطابع الكبرى، فيكفي أن تدخل المعلومات المخزنة على أسطوانة أو على شريحة ذاكرة أو بواسطة أي طريقة أخرى للحفظ، داخل الماكينة الموجودة في أحد فروع محلات «بلاكويل»، وفي غضون دقيقتين تقرأ الماكينة المعلومات المدونة على الجهاز الحافظ (في حال كان الملف خاصا)، أو يتم تحديد اسم الكتاب الذي تريد طباعته، وترسل المادة إلى الأوراق المخزنة داخل الماكينة (بحجم ورق «إيه 4»)، وبعدها يتولى القسم الآخر من الماكينة مهمة تقطيع الورق إلى حجم الكتاب الأصلي ووضع الصمغ عليه وتغليفه، ليخرج الكتاب جاهزا بعد دقيقتين من فتحة على شكل فتحة إدخال البريد التي توجد على الأبواب. ويقول هاردي إن الماكينة مهمة جدا لأنها تخول الشخص طباعة الكتب غير المتوفرة في محلات البيع، أو الكتب القديمة غير المتوفرة في الأسواق، والتي لم تحظَ بفرصة الطباعة مجددا.
الماكينة من تصميم شركة «أون ديماند بوكس On Demand Books» الأميركية، وينشر موقع الشركة الإلكتروني الأماكن التي تتوفر فيها الماكينة حاليا، من بينها أميركا وكندا وأستراليا ومكتبة الإسكندرية.
وفي اتصال مع مروى العناني المسؤولة التنفيذية عن الخدمات المرجعية في مكتبة الإسكندرية قالت بأن الماكينة وصلت إلى المكتبة نهاية الصيف الماضي، وهي موضوعة في غرفة خاصة قريبة من قاعة القراءة، ولكن لم يتم تشغيلها بعدُ على أمل الانتهاء من حل جميع القضايا العالقة، من بينها قضية المحافظة على حقوق النشر والطباعة، ومن المنتظر أن توضع ماكينة «اسبريسو بوك ماشين» في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) القادمين في الخدمة. وأضافت عناني بأن الماكينة هي فعلا اختراع لا مثيل له منذ اختراع غوتنبورغ، والطلب كبير والاستفسار عنها لا يوصف، فهناك نسبة كبيرة من المهتمين الذين يأتون إلى المكتبة بدافع رؤية الماكينة وطرح الأسئلة والاستفسار عن موعد بدء تشغيلها، فهي من شأنها أن تحل العديد من المشكلات، من بينها الحصول على الكتب غير المتوفرة على الرفوف أو تلك التي تعتبر نادرة الوجود نسبة إلى قِدمها وقيمتها.
وعن مميزات الماكينة يقول غاريث هاردي إن شركة «أون ديماند بوكس» عملت على حل القضايا القانونية، فإمكانية الماكينة على الطباعة تقتصر على قسم طباعة الكتب المتوفرة والجديدة والمبرمجة فيها أو في محل بيع الكتب، والقسم الآخر يقتصر على تأمين طباعة الكتب القديمة، على سبيل المثال، إمكانية طباعة واحد من أقدم الكتب التي أنتجتها محلات «بلاكويل» العريقة عام 1915 بعنوان «أكسفورد بويتري»، فتتضمن الماكينة 4 آلاف عنوان كتاب، من بينها 2000 كتاب غير متوفرين في المحلات، وتستطيع الماكينة طباعة 300 صفحة في نحو 4 دقائق، والكلفة بحسب الكتاب، فيجدر بالمستخدم دفع مبلغ 10 جنيهات إسترلينية لاستعمال الماكينة، ومن ثم يدفع نحو 10 بنسات للصفحة الواحدة. ويتابع هاردي بأن الإقبال على هذه الماكينة كبير جدا، وكلفة الماكينة تبلغ 175 ألف دولار.
وقد زارت «الشرق الأوسط» محلات «بلاكويل» أمس مع عدد من وسائل الإعلام البريطانية والعالمية لمواكبة هذا الحدث الكبير، وشهدت طباعة كتب خاصة حققت حلم كتابها في أقل من 5 دقائق، وكانت النتيجة تفوق الخيال، كما جاء بعضهم لطباعة بعض الكتب الشهيرة التي يصعب إيجادها في جميع الأوقات في المكتبات والمحلات.
ويقول هاردي إنه سيكون هناك الكثير من التعامل مع مكتبة الإسكندرية بعد تشغيلها للماكينة، فهذه فرصة لتبادل الثقافات وتوفير فرصة الحصول على أكثر الكتب ندرة في العالم. وعن مسألة الحفاظ والتعامل مع القضايا القانونية وحقوق النشر والطباعة، يضيف هاردي: «معظم الناشرين والكتاب متعاونون معنا، فهذه فرصة حقيقية لنشر أعمالهم وتسويقها بأسرع وقت ممكن».
ويقول أندرو هاتشينغز الرئيس التنفيذي لـ«بلاكويل»، إن الماكينة بمثابة مشروع ثقافي ضخم، وستساعد الكثير من محلات بيع الكتب الصغيرة على توسيع دائرة أعمالها ومنافسة كبريات شركات بيع الكتب، مثل موقع «أمازون» الأهم في هذا المجال، ويضيف: «تخيل نفسك تدخل إلى محل لبيع الكتب وتتوفر أمامك فرصة طباعة أكثر من مليون عنوان كتاب».
وعن الشريحة الاجتماعية المهتمة بالماكينة يقول غاريث هاردي إن الاهتمام جاء من تلاميذ الجامعات والباحثين والشباب والمسنين والكتاب، ومن المنتظر بأن ينخفض سعر طباعة الكتاب في غضون الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تثبت الماكينة قدرتها وتظهر بأنها اختراع العام، ومن المؤمل بأن تتوفر الماكينة في فروع «بلاكويل» الستين في بريطانيا.
يشار إلى أن الشاب الأميركي جايسون إبستاين يقف وراء هذا الاختراع، وكان نجم معرض الكتاب الذي شهدته لندن هذا الأسبوع، وقام بطباعة كتاب أمام الحاضرين من خلال الضغط على مفتاح كتب عليه «اطبع كتابا»، وبعد دقائق خرج الكتاب أمام أعين الجميع ولا يزال ساخنا ورائحة الحبر تعبق منه. ويشبه البعض في بريطانيا «الاسبريسو» بماكينة «الآي تي إم» لسحب الأموال، ولكن عوضا عن إعطائك المال تعطيك كتابا لا تقدر قيمته بثمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق