الجمعة، 17 أبريل 2009

مجلة المتصرفون الصغار.. مرح علمي في صفحات



فتيحة الشرع - الجزائر

ما إن وصلتُ إلى كندا حتى رأيت بأم رأسي كيف أن العلم والمعرفة هما الأكسجين الذي يتنفسه المرء كل يوم والمنظر الذي يفتح عليه عينيه كلما استيقظ، وحب الاطلاع والاستزادة من نهل العلم مبادئ تُغرس في نفوس الناشئة منذ أشهر العمر الأولى، وما يُُكتب للطفل يوازي أو يزيد ما يُكتب للكبار، وبينما كنت أتجول بين المكتبات وقعت بين يدي مجلة علمية موجهة للصغار تصفحتها بلهفة المشتاق وقلت هذه هي المجلة التي حلمت بها في طفولتي، فهل بعد مضي ثلاثين سنة يظل السؤال ذاته لدى أبنائنا؟ غلاف عدد فبراير 2009 لمجلة المتصرفون الصغار

"المتصرفون الصغار" هو عنوان المجلة الكندية التي استطاعت أن تجمع حولها أكثر من 30.000 قارئ، أعمارهم ما بين 9 سنوات و14 سنة، تهدف المجلة إلى توجيه اهتمام الأطفال إلى العلوم بحيث تتمكن من تكوين قاعدة للحياة اليومية، وتصدر باللغة الفرنسية، وتعدد فيها الألوان وأساليب العرض بتعدد المواضيع، ففي العدد الأول مثلا من السنة الجديدة تناولت المجلة مجموعة من الأركان، كان أولها مع علوم وتكنولوجيا الذي فتح الباب على آفاق المستقبل وإمكانية استرجاع الكائنات التي انقرضت من خلال الاستنساخ في حالة ما إذا تم حفظ الكائن الميت في درجة حرارة أقل من 20 مئوية، كما فعل اليابانيون مع أحد أنواع الفئران المنقرضة.

بعد علوم وتكنولوجيا يأتي ملف العدد الذي حمل عنوان نجوم سنة 2008، ويقصد به أهم الاكتشافات المثيرة في مجال الفضاء خلال السنة، ولا يتضمن الملف معلومات فقط بل مجموعة رائعة من الصور عن النجوم والكواكب لتقاسم متعة الاحتفال بالسنة الدولية للفضاء 2009، "حبة بطاطا بطارية" تجربة تعلم الطفل كيف يصنع بطاريته الخاصة باستعمال حبتي بطاطا، بعض القطع النقدية النحاسية، مسماران وناقلان، يغرس المسماران والقطع النقدية داخل حبتي البطاطا ثم يوصلان بناقلين... والبقية تكتشف مع التجربة.

يزداد التشويق والفضول مع تصفح الفقرات ليجد الطفل نفسه في عالم الحيوان يحلق فوق أجنحة طائر الكندور المهدد بالانقراض، حيث يقوم باحثون بيولوجيون بحمايته عن طريق إكثاره داخل حاضنات اصطناعية، وحين يصبح قادرا على الطيران بعد أكثر من ثلاثة أشهر يتم إطلاقه ليجد طريقه إلى جبال الأرجنتين وسط طقوس بوليفية خاصة.

عالم السيارات له أيضًا جاذبيته عند الصغار، مثل الكبار تمامًا، وفي عدد السنة الجديدة من مجلة "المتصرفون الصغار" روبورتاج عن عرض متنوع لنماذج سيارات هي أقرب للخيال مع محاولة الإجابة عن السؤال: لماذا لا نراها تجوب الطرقات؟

وتأتي الإجابة بأن بعض الاختراع يبقى مجرد فنون وحتى جنون لا نراه إلا في صالات العرض، كما هو الشأن مع النماذج المعروضة داخل المجلة، وإلى عالم الأطفال "قُل لي كل شيء"، حيث يكثر السؤال، ولكن مع "المتصرفون الصغار" كل ما يخطر على البال موجود، حيث يمكن معرفة أصل النوتات الموسيقية، وأين تعيش بعض أصناف السمك الأحمر وغيرها من الأسئلة المشوقة؟ في الفقرة الموالية تفتح النافذة على الطبيعة وسط عناوين لمواقع تهتم بالطبيعة، وأرقام مجانية للاستفسارات.

سؤال إلى باحث، هو الركن الأكثر طرافة، حيث يقوم طفل بدور صحفي ويوجه أسئلة إلى باحث، والموعد في هذا العدد مع عالم الجينات الكندي البروفسور philippe Gros الذي يعود الفضل إليه في اكتشاف بعض الجينات التي تحمي الإنسان من الأمراض وحديث شيق عن مستقبل اللقاحات، الكلمات المتقاطعة، الرسوم المتحركة، النكت والألغاز كلها علمية تماما.

كما يوجد عمود للتجارب الشخصية التي خاضها بعض الأطفال في حياتهم وتعلموا منها ما ينمي شخصيتهم وعلاقتهم بالآخرين كميثاق الاقتصاد في الطاقة وإعادة استعمال الأشياء القديمة ليكون في الأخير الفوز حليف الملتزمين...

هدية العدد بوستر لأشهر لاعبي الهوكي الكنديين saku koivu فالمتعة العلمية لا تكتمل إلا بممارسة الهواية.

وقبل طي آخر صفحة، هذه نكتة مختارة من مجلة "المتصرفون الصغار"، تقول النكتة: إن شرطيا أوقف شابا كان يجري حول مدرسة سائلا إياه: ماذا يفعل؟

فأجاب الشاب: ألاحق دروسي.

قراءة ممتعة للمجلة على الموقع التالي www.lesdebrouillards.comعلى أمل أن تجد مثل هذه التجربة العلمية المسلية طريقها إلى ناشئتنا.

رابط المقال :-http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1234631347969&pagename=Zone-Arabic-HealthScience%2FHSALayout

>

ليست هناك تعليقات: