الأحد، 22 مارس 2009

حرب البرامج بين الشرطي الالكتروني و القراصنة والإرهاب الفيروسي

حرب البرامج بين الشرطي الالكتروني و القراصنة والإرهاب الفيروسي
م/عمر الحياني :-
نشرت في الوكالة العربية للاخبار العلمية وجميع الحقوق محفوظة - ومجلة تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
ازدادت في الآونة الأخيرة عملية القرصنة الالكترونية بشكل كبير جدا وأصبح الحديث عنها شبة يومي وخاصة بعد الأزمة العالمية الاقتصادية الحالية وتداعياتها المريعة على البشرية لتزداد المخاوف من نموها بشكل كبير جدا وقد اتجهت الأنظار في الآونة الأخيرة ليس على الهاكرز ( القرصان) وحدهم بل دخل طرف ثاني في العملية أو اللعبة هي أجهزة المخابرات الدولية للدول الكبرى في ما يطلق عليه الحرب الالكترونية إنها حرب خفية تدور رحاها بين أروقة الألياف الضوئية وذبذبات الشبكات اللاسلكية ومحتويات أجهزة الحاسب الآلي والأجهزة الالكترونية .


لصوص المعلوماتية

إن الشبكة العنكبوتية تعتبر أكثر الوسائل التي سهلت عولمة العالم بشكل عملي وجعلته أكثر انفتاحا على بعضة ,لذا أصبحت الشبكة تواجه ما يسمى لصوص المعلوماتية وسارقيها والمتلصصين عليها .
والمتأمل للإحداث التجسسية بين الدول عن طريق الشبكة العنكبوتية وخاصة بين الصين وأمريكا من جهة وارويا والصين وروسيا وأمريكا من جهة أخرى , يدرك أن العالم مقبل على حرب الكترونية هذه المرة سلاحها ليس تقليدي وإنما السلاح القادم هي الأجهزة الالكترونية بكل مكوناتها والشبكة العنكبوتية بكل أبعادها فبعد انتهاك الخصوصية من قبل محركات البحث والبريد الالكتروني وقيام المخابرات الدولية بمراقبة بكل ما يدور في الشبكة الدولية اتجهت الأنظار إلي استخدام نوع جديد وهو استخدام الأجهزة نفسها في عملية التجسس .
فشركة ابسون للطابعات تضع بعض النقاط الغير مرئية التي يمكن قراءتها عبر بعض الأجهزة وتحوي الرقم التسلسلي للطابعة وتاريخ الطباعة وقد بررت الشركة ذلك بأنة لتسهيل التحقيق مع المجرمين المتهمين بالتزوير بعدما أصبحت هذه الطابعات تستخدم في التزوير بشكل احترافي ودقيق ,وهناك قضية أجهزة الكمبيوتر والالكترونيات وما تحتويه من أجهزة ترصد وتجسس .


الشرطي الالكتروني


وفي هذا الصدد أعلن الاتحاد الأوربي عن خطة جديد نستطيع أن نطلق عليها الشرطي الالكتروني لملاحقة قراصنة البيانات والمعلومات و هاكرز الشبكات ونظم المعلومات , وتقوم الخطة الجديدة على إيجاد جهاز متخصص وقاعدة معلوماتية وشبكية وبرمجية يتم من خلالها إيجاد شرطي الكتروني مهمته التجول حول العالم عبر دوريات منظمة للبحث عن قراصنة ومخترقي المواقع والبيانات و المعلومات وناشري الفيروسات حيث يقوم الشرطي بتفتيش أجهزة الكمبيوتر عن بعد لغرض مكافحة جرائم الانترنت,وهي خطة خمسيه للاتحاد الأوربي للقضاء على الزيادة المطردة في السرقة الالكترونية وفي عدد الأجهزة المستخدمة في نشر الرسائل غير المرغوب فيها وغير ذلك من البرامج الخبيثة.
وهذا بدوره سيساعد على تبادل المعلومات بين قوات الشرطة الالكترونية البشرية في الاتحاد لملاحقة ومقاضاة المجرمين .
وستنسق هذه القوات المعروفة باسم "يوروبول" عملها الاستقصائي، كما ستوجه تحذيرات حول موجات الجريمة الالكترونية, وقد صرح جاك بارو نائب رئيس الاتحاد الأوروبي على الالتزام التام بإستراتيجية مكافحة الجريمة "إذا أردنا أن نجعلها أكثر فعالية"وقد أكد وزراء الاتحاد الأوربي على أهمية أن تسعى الإستراتيجية لمكافحة التجارة في صور الأطفال أثناء تعرضهم للإيذاء الجنسي مع أهمية احترام فوانيين حماية المعلومات أثناء جمعها وتبادلها ولم يؤكد الاتحاد أهمية احترام الخصوصية الفردية والدولية من الانتهاك والتعدي.
يذكر أن عدد من شركات البرمجة العالمية كانت تستخدم الشبكة العنكبوتية في أبحاثها من خلال استخدام فائض الأقراص الصلبة لدى مستخدمي الشبكة عبر برامج متطور.


الجرائم الالكترونية


وتذكر التقارير الخاصة بالجرائم الالكترونية أن نسبة الجرائم زادت بنسبة 9%في بريطانيا في عام 2007م حيث بلغت 3.5 مليون جريمة الكترونية على شبكة الإنترنت ارتكبت في المملكة المتحدة ، بينما سرقات بيانات الهوية عبر الانترنت انخفضت بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي.
جاء ذلك في تقرير عن معدلات الجرائم الالكترونية في المملكة المتحدة الذي أعدته شركة «جارلك» ونشر على موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية ,حيث أوضح التقرير أن غالبية هذه الجرائم متصلة بالاحتيال وإساءة استخدام الشبكة أو رسائل تهديد الكترونية و قال توم إيليوب Tom Ilube، من شركة «جارلك»، انه يتوقع أن يشهد العالم زيادة في الاحتيال المالي على شبكة الإنترنت نتيجة لأزمة الائتمان الراهنة,وذكر أن عام 2007 شهد أكبر معدل نمو في الاحتيال المالي عبر الإنترنت، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 250.000 حادثة في العام المشار إليه؛ وهو يمثل ارتفاعا بنسبة 20% عن العام السابق.وسلط التقرير الضوء على تزايد الكفاءة الاحترافية لمجرمي الإنترنت، خاصة في جرائم سرقة تفاصيل المعلومات الشخصية والائتمانية التي يجري تداولها عبر الإنترنت.

خسائر فلكية مدمرة


و أوضح التقرير أن السوق السوداء للمعلومات قد تضاعف وتم تسجيل أكثر من 19.000 حالة تجارة غير مشروعة عبر شبكة الإنترنت.
هذا وأوضح التقرير أن الجرائم الإلكترونية تعتبر واحدة من اكثر أنواع الجرائم نمواً وأنها تشمل مجموعة واسعة من الجرائم، بما في ذلك الاحتيال المالي، والقرصنة، والتحرش وسرقة الهوية.
وقد شهدت الأعوام الخمسة الأخيرة زيادة في عدد رسائل البريد الإعلامي الالكتروني والرسائل الضارة وعمليات التصيد عبر الإنترنت والتعليمات الاصطلاحية وهجمات البريد الالكتروني الموجهة، وتظهر الدراسات بأن حجم هذه التهديدات الالكترونية قد ارتفع بنسبة تصل إلى 220% في حين ازدادت خطورة التعرض للاستغلال والهجمات على المواقع الالكترونية بنسبة تفوق 400%, وأدى انتشار فيروس الحاسوب "أي لافيو" إلى إتلاف معلومات قدرت قيمتها بنحو 10 مليارات دولار أمريكي، وفي العام 2003، أشاع فيروس "بلاستر" الدمار في نصف مليون جهاز من أجهزة الحاسوب. وقدّر "مجلس أوروبا في الاتفاقية الدولية لمكافحة الإجرام عبر الإنترنت" كلفة إصلاح الأضرار التي تسببها فيروسات المعلوماتية بنحو 12 مليار دولار أمريكي سنوياً. من جهة أخرى أوضحت جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية في واشنطن أن معدلات القرصنة الإلكترونية حول العالم سجلت العام الماضي أعلى زيادة في نحو أربع سنوات مسببة خسائر للناس تجاوزت 48 مليار دولار، ومع النمو التكنولوجي السريع واستخدام الإنترنت تتوقع الدراسة أن الظاهرة في طريقها للاستفحال، وتقول الدراسة إن الدول العربية والأفريقية استقرت فيها نسبة القرصنة عند 60% وقد استطاعت دول الخليج السيطرة عليها نسبيا. حيث يقول مدير إدارة الملكية الفكرية في دبي جواد الرضا أن حجم الخسائر التي نتجت عن أعمال القرصنة البرمجية في العام الماضي بلغت أكثر من 40 مليار دولار، بزيادة 15% عن العام الذي سبقه.

النزاعات الالكترونية


أما الحكومة الألمانية وفي إطار تكثيف الجهود والإعداد لمواجهة مثل هذه "الهجمات الاليكترونية" أفادت مجلة "دير شبيغل" الألمانية على موقعها الاليكتروني أن الجيش الألماني بصدد تشكيل كتيبة عسكرية متخصصة في مكافحة "الإرهاب الالكتروني" أو بما يسمّى "بالنزاعات الالكترونية". وبحسب المجلة الألمانية فإن الوحدة ستتألف من 76 جنديا، وأطلق عليها أسم "قسم العمليات المعلوماتية والشبكات الاليكترونية". ومن المقرر أن تتخذ هذه الوحدة، الذي تعمل حالياً في سرّية تامّة، من ثكنة تومبورغ في بلدة راينباغ الواقعة بالقرب من مدينة بون الألمانية مقرّا له. ومن المنتظر أن يتم استكمال عمليّة الإعداد والتجهيز بداية من السنة المقبلة.

الجنود القراصنة


ويتدرّب ما وصفتهم مجلة "دير شبيغل" الألمانية "بالجنود القراصنة" تحت أمرة العميد فريدريش فيلهالم على حماية المؤسسات والمصالح الألمانية من "اعتداءات الكترونية"، على غرار الاعتداء الالكتروني الذي تعرّضت له استونيا عام 2007 وجورجيا في الصّيف الماضي. ويركّز الجنود، الذين تم تجنيدهم لهذه المهمّة من كلية علوم الكمبيوتر في الجامعات التابعة للجيش الألماني، على تطوير أساليب جديدة لاختراق شبكات اليكترونية والتجسّس عليها أو التشويش عليها أو هدمها أيضاً.
في غضون ذلك تقوم الحكومة الألمانية بتطوير شبكاتها الالكترونية وتأمينها من اعتداءات خارجية. فعقب اعتداءات اليكترونية تعرّض لها مكتب المستشارية والوزارات الألمانية في ربيع وصيف عام 2007 والتي قادت المحققين الألمان إلى مجهّز خدمات الكترونية مقرّه إقليم لانتسهو الصيني، تعتزم السلطات الألمانية تحويل المكتب الاتحادي للأمن وتقنيات المعلومات في مدينة بون إلى وكالة للدّفاع الاليكتروني.

المنطقة العربية حليب يدر سمن للقراصنة


وتشهد منطقة المنطقة العربية وخاصة دول الخليج العربي عملية قرصنة رهيبة نابعة من حرص القراصنة على استهداف المنطقة الغنية بالنفط والتي تشهد ازدهارا اقتصاديا كبيرا, ومعظم القراصنة هم من أفريقيا وارويا وروسيا ويستهدفون البنوك والحسابات الخاصة بإفراد دول الخليج بالإضافة لبعض الدول العربية .
فقد كشف تقرير مؤخر أعدته تريند مايكرو وموقع ITP .net أن المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط يمتلكون دراية كافية بالمخاطر على الإنترنت مثل البريد التطفلي، والفيروسات والديدان الفيروسية وأحصنة طروادة، إلا أن 18 منهم فقط قد سمعوا بمصطلح «rootkits»، وهي مجموعة من الأدوات التي تُتيح للمخترقين الحصول على ميزة النفاذ إلى الأجهزة.
ويتمتع القراصنة بمهارات ومعرفة عالية جدا وهم منظمون بشكل احترافي قد يصعب تتبعهم في كثير من الأوقات ,ففي حين تجري عمليات القرصنة المالية للمؤسسات المالية والمصرفية العربية سواء عبر أنظمة الشبكات أو بطاقات الصراف الآلي ولكنه يحدث تتكتم شديد عليها مثلما تتستر المجتمعات الشرقية على جرائم الشرف المنتشرة فيها. ويقدر بعض الخبراء أن البنوك العربية تتكبد خسائر تصل إلي مليار دولار في السنة وهي في ازدياد مستمر بسبب عدم الاهتمام بأمن المعلومات الذي يأتي متأخرا لديها .
و تأتي عمليات القرصنة لديها نتيجة الاستخدام السيئ لأجهزة العمل أو شراء أنظمة امن معلومات بأقل التكاليف بالإضافة إلي القرصنة الناتجة عن موظفين يتم إساءة معاملاتهم واحتقارهم من قبل رؤسائهم وتبرز مشكلة أخرى هي القرصنة عبر الانترنت نتيجة استخدام بيانات البطاقات الآلية أو نشر بيانات عبر الشبكة وأجهزة الحاسوب من قبل الأشخاص أنفسهم .
أن مستقبل التجارة الالكترونية والحكومات الالكترونية تواجها الكثير من التحديات ، منها حجم الإنفاق على تأمين المعلومات التي لا يزيد على 5 % فقط من المبالغ المرصودة لمشروعات تكنولوجيا المعلومات العربية بينما تصل هذه النسبة إلى 35 % في معظم الدول الأوروبية».
وتشير بعض الدراسات إلى أن الخسائر المالية التي سيتعرض لها العالم من جراء الجرائم الإلكترونية مرشحة للوصول إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويتوقع أن يكون نصيب الدول العربية منها قرابة مليار دولار, وتشكل المنطقة العربية أكثر المناطق التي يتم التركيز عليها سواء من ناحية القرصنة المالية أو التجسس وانتهاك الخصوصية وهو ما يتطلب التركيز على امن المعلومات من خلال زيادة الاستثمار فيها وتأهيل الكوادر البشرية في المؤسسات لمواجهة هذا الإخطبوط ألبرامجي من قبل قراصنة المعلومات ومتجسسي الوكالات .

ليست هناك تعليقات: