السبت 24 يناير 2009
القاهرة (السياسية) - عادل الدغبشي، عمر الحياني:
توقع رئيس المجلس العربي للمياه وزير الموارد المائية والري المصري، الدكتور محمود أبو زيد، أن يعاني أكثر من ثلث سكان العالم من نقص المياه خلال الـ25 عاما المقبلة. جاء ذلك خلال افتتاحه، الأربعاء الماضي، فعاليات ورشة العمل التدريبية الخاصة بتنمية قدرات الإعلاميين في البلدان العربية في مجال المياه والبيئة، والتي تعقد في القاهرة برعاية المجلس العربي للمياه وبرنامج الأمم المتحدة لبناء القدرات وبرنامج الأمم المتحدة لمقاومة التصحر بالتعاون مع المركز القومي لتنمية القدرات التي تستمر حتى الـ25 من الشهر الجاري. وأضاف الوزير أبو زيد أن الإحصاءات تشير إلى أن العالم يستهلك الآن نحو 54 بالمائة من المياه العذبة المتاحة، وأن هذه النسبة قد تصل إلى 70 بالمائة بحلول العام 2025 نتيجة لزيادة عدد السكان، مؤكدا أن ذلك يأتي "بسبب التدهور المستمر في نوعية المياه ". وأشار إلى أن تزايد الطلب على المياه لتوفير متطلبات مياه الزراعة والشرب والصناعة أدت إلى جعل عملية التوازن بين الموارد والاحتياجات مشكلة خطيرة في العديد من الدول العربية، خاصة وأن الأمر لا يقتصر على كمية الموارد المائية المتاحة بل ويمتد إلى طبيعتها أيضا؛ حيث "تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف مواردنا المائية السطحية تأتي من خارج حدود العالم العربي، وأن معظم المياه الجوفية في العالم العربي غير متجددة". ولفت إلى أن مما يفاقم التحديات التي يواجهها العالم العربي: الآثار السلبية المتوقعة للتغيرات المناخية وما قد يصاحبها من نقص في معدلات هطول الأمطار مما يزيد من الضغوط على الموارد المائية، بخلاف العديد من التغيرات الأخرى التي قد تزيد من تفاهم الأزمة المالية في العالم العربي. وأكد أن ندرة المياه في العالم العربي ليست أمرا جديدا على المنطقة، فقد بدأت بوادرها منذ أكثر من خمسين عاما واستمرت في الزيادة المطردة بنسبة موازية لزيادة تعداد السكان، وهذه هي النتيجة الحتمية لهذه الزيادة المستمرة مع الثبات في المصادر المائية العذبة، والتي لها أثر كبير في زيادة التهديد على المصادر المائية بالأنهار المشتركة مع الدول العربية. وأردف قائلا: "قضية المياه هي المحرك الأساسي لضمان الأمن الغذائي، الذي يأتي كعامل رئيسي من عوامل تلك المعادلة، حيث يستهلك إنتاج الغذاء ما يزيد على 80 بالمائة من الموارد المائية بصفة عامة، في حين يتزايد اعتماد الدول العربية على استيراد الغذاء من الأسواق العالمية بما يزيد من حدود المخاطر السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تفرضها الدول المصدرة في ظل تقلبات الأسعار في الأسواق الدولية". وشدد على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في توصيل هذه الرسالة الهامة إلى كل الجهات التي تشترك في منظمة المياه، بغرض التعريف بوسائل مواجهة هذه التحديات وكيفية الحفاظ على الموارد المائية المحدودة وتوظيفها التوظيف الأمثل لتحقيق أكبر عائد اقتصادي واجتماعي. من جانبه، قال منسق برنامج الأمم المتحدة لتنمية القدرات، الدكتور خوسيه مارتن، إن هذه الفعالية، الرابعة على مستوى العالم والأولى على مستوى الوطن العربي، تهدف إلى رفع مستوى كفاءة وقدرات الكوادر الإعلامية في المنطقة العربية بقضايا المياه والبيئة والتحديات التي تتعلق بها. وأضاف أن الدورة احتوت نماذج من الكوادر الإعلامية من العديد من الأقطار العربية بهدف خلق شراكة فاعلة وجادة بين هذه وسائل الإعلام وبين المختصين والمهتمين بقضايا المياه وصانعي القرار في البلدان العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق