الثلاثاء، 13 يناير 2009

السعودية ومصر تتنصلان(!!) اسرائيل تحتل«صنافر وتيران» الاستراتيجية وتعتيم سياسي وإعلامي





نجيب اليافعي -صحيفة الاهالي

6/1/2009


تحتل إسرائيل جزيرتي «صنافير وتيران» السعوديتان المتحكمتان في «مضائق تيران» الذي يعتبر المنقذ التجاري للكيان الصهيوني نحو آسيا وأفريقيا منذ حرب 67م.
وهذه قضية من المسكوت عنها في وسائل الإعلام وتحظى بتعتيم إعلامي شديد، رغم خطورة الجزيرتين وما تمثلان من خلفية أمنية بالنسبة للسعودية وعلاقتها بإسرائيل، ولا تحظى أيضاً بنقاش سياسي على نطاق واسع في المنطقة العربية. وتستخدم إسرائيل جزيرة «تيران» لتهريب السلاح ضد العرب، وأقامت فيها قاعدة عسكرية بتقنية حديثة، وأطلق الصهاينة اسم «تيران» على طراز من الدبابات الحديثة. ولجزيرة تيران أهمية استراتيجية في المنطقة، إذ تشكل أضيق مقطع في مضايق تيران التي يمر بها كل ملاحة موانئ العقبة الأردني وإيلات الإسرائيلي، وهي تحوي اليوم حقول ألغام زرعتها إسرائيل لضمان التحكم المستقبلي فيها. ومضيق تيران هو ممر مائي عرضه (4,50 كم) بين شبه جزيرة سيناء وشبه جزيرة العرب، ويفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتوجد في المضيق جزيرتان سعوديتان في الممر المائي وهما تيران وصنافير. احتلت إسرائيل هاتين الجزيرتين في حرب 67م بسبب موقعهما الإستراتيجي الهام لأنهما تقعان على بوابة مضيق تيران بعد أن سلمتها السعودية لمصر لإغلاق المضيق أمام الملاحة الإسرائيلية، ثم خسرتهما مصر في تلك الحرب كما خسرت صحراء سيناء. وكانت مصر استأجرت جزيرتي «تيران وصنافير» من السعودية لتصبح مياه مدخل الخليج مصرية خالصة في 49م، وبمجرد أن اكتسبت هذا الحق القانوني قامت بقفل الخليج في وجه الملاحة الإسرائيلية لتكتسب منطقة «شرم الشيخ» أهمية سياسية وعسكرية كبيرة، لكن إسرائيل احتلتها نظراً لأهميتهما الاستراتيجية. وكان إغلاق مضيق تيران ومنع الوصلة الحرة إلى ميناء إيلات من أسباب اندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل. وفيما تلقي السعودية بالجزيرتين على عاتق مصر كما تقول إلا أن مصر تخلت عنها عندما لم يطالب بها الرئيس أنور السادات حينما أنجز اتفاقية كامب ديفيد.وكما تخلت مصر عن «إيلات» ليصبح ميناءا لإسرائيل لأهميتها إلا أن الجزيرتين التي احتلتهما إسرائيل مهمة بالنسبة لأمنها القومي من حيث فرض سيطرتها على أخطر ممر مائي يمكن أن يهدد أمن وتجارة ومستقبل إسرائيل.
وثائق أمريكية تكشف شكوى سعوديةفي 56م احتل الكيان الصهيوني مضائق تيران التابعة للسعودية ومنها وصل إلى قناة السويس مع فرنسا وإنكلترا، وكانت محل خلاف حول ملكيتها مع مصر، والتي ترك التفاوض بشأنها لمصر، ليأتي عام 67م حيث استولى الصهاينة على مضائق تيران وعلى جزيرة صنافير السعودية. وتقول وثائق أمريكية كشف عنها مؤخراً إن أمير السعودية حينها طلب الانسحاب من تيران، وتعهد للصهاينة بأن تظل منزوعة السلاح، وعدم منعهم من حرية المرور من خلال المضائق.ورد إسحاق رابين حينما كان سفيراً لإسرائيل بأمريكا بأنه «لا خلاف على ذلك فالقضية أن ثلاثة من رجال فتح مسلحين برشاشات بإمكانهم إغلاق المضائق، وهي حساسة جداً لبلادنا» مشيراً إلى أنه سيجري ترتيب لحلها ضمن اتفاق أكبر بين إسرائيل والسعودية. وقدم الملك فيصل حينها شكوى لأمريكا بأن جزيرة «صنافير» قد تكون هي الأخرى معرضة لاحتلال إسرائيل، وتحققت أمريكا من ذلك ووجدوا أنها محتلة منذ حرب حزيران 67م، وعليها حالياً نقطة مراقبة لقوات حفظ السلام. وتقول السعودية إن «تيران وصنافير» جزر مرجانية غير مهمة ولا مأهولة بالسكان، لكن أهميتهما وموقعهما على بوابة خليج العقبة وإيلات الإسرائيلية يعادلان في الأهمية جزر حنيش بالنسبة لمضيق باب المندب.
معلومات عن المضيق والجزيرتين
- مضيق تيران: يتحكم في مدخل خليج العقبة الذي يشكل الذراع الشمالية الشرقية للبحر الأحمر، وتقسم جزيرتا تيران وصنافير المدخل إلى ثلاثة ممرات: واحد منها صالح للملاحة، وهو الواصل بين جزيرة تيران وسيناء، وعرضه 5.9 كم، أما الممران الآخران فيتميزان بضحل مياههما. ويثير هذا المضيق أكثر من مشكلة سياسية وقانونية في آن واحد، فإسرائيل تصر على وصف خليج العقبة بأنه من البحار المفتوحة للملاحة الدولية. وهذا ما تم الاتفاق في شأنه في المعاهدة المصرية الإسرائيلية 79م، في حين ترى أطراف عربية أخرى أن خليج العقبة هو خليج مغلق، ينطبق عليه حكم الخلجان التاريخية التي تخضع لسيادة الدول المطلة، نظراً إلى أن استخدامه ظل طوال العهود القديمة قاصراً على الدول التي تطل عليه، ولم يستخدم للملاحة الدولية، ويعني هذا أن مضيق تيران لا يعتبر مضيقاً دولياً لأنه لا يفصل بين بحرين عامين.-جزيرة «تيران»: تبعد عن ساحل سيناء الشرقي نحو 6 كم، وتبلغ مساحتها 39.5كم2، وهي مكونة من الصخور الجرانيتية. وتمتد فيها سلسلة من التلال، يصل أعلاها وهو جبل تيران إلى 526م، وتشغل الجزيرة موقعاً استراتيجياً مهماً، فهي تشرف على ما يعرف بـ»مضيق تيران» وتتحكم في المدخل الجنوبي لخليج العقبة، وتسيطر على حركة الملاحة الداخلة إليه والخارجة منه. ويعرف القسم الشرقي من المضيق باسم ممر جرافتون، ويفصلها عن اليابس السعودي، وهو ضحل لا يصلح للملاحة. في حين أن القسم الغربي منه، الذي يفصلها عن سيناء والمعروف باسم ممر إنتربرايز هو الممر الملاحي الرئيس إلى خليج العقبة، ويشكل الجزء الصالح للملاحة نقطة اختناق عرضها يراوح ما بين 500-600م. -جزيرة «صنافير»: تقع شرق جزيرة تيران بمسافة 2.2كم، وتبعد عن «رأس قصبة على ساحل المملكة السعودية نحو 11.3كم، ومساحة الجزيرة 17.8كم2، وهي مماثلة لجزيرة تيران من حيث تركيبها الجيولوجي.ويشكل المضيق الواقع بين ساحلها الشرقي وساحل السعودية أرخبيلاً متصلاً من الجزر فيه جزيرة شوشة وجزيرة برقان وجزيرة أم قصور، وفيه ممر ضيق صالح لملاحة السفن محدودة الحمولة، إذ لا يتجاوز عمقه 50م، وهي تماثل شقيقتها جزيرة تيران في أهميتها الاستراتيجية من حيث سيطرتها على حركة الملاحة الخاصة بخليج العقبة. *المصدر: -أمن البحر الأحمر، المبحث الأول، بيئة البحر الأحمر والخصائص الجغرافية. -المبحث الثاني: المكانة الاستراتيجية للبحر الأحمر والمتغيرات الإقليمية والدولية.. عن موسوعة مقاتل التابعة للأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية.«مقاتل» السعودية تكشف تفاصيل كثيرةوللتأكد من هذه المعلومات، تشير موسوعة «مقاتل» الرسمية التي يرأس تحريرها الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران بالسعودية أن المدخل الجنوبي لخليج العقبة يوجد فيه جزيرتا «تيران وصنافير» اللتان وضعتهما السعودية تحت الحماية المصرية بموجب اتفاق بين الدولتين عام 49م. وتؤكد الموسوعة أن المنفذ الإسرائيلي إلى البحر الأحمر عبر خليج العقبة يبدو ضيقاً صغيراً، تحيط به مصر من جانب والأردن والسعودية من جانب آخر. حيث يرتبط بممر تتحكم فيه جزيرتان سعوديتان «تيران وصنافير» ويسير خط الملاحة الإسرائيلية في ممر بحري، سواحله وموانئه وجزره معظمها عربية، حتى إذا أراد أن يخرج من البحر شمالاً أو جنوباً، فعليه أن يمر عبر قناة عربية قناة السويس ومن مضيق عربي باب المندب.هذا عن جنوبي البحر، أما عن شماله فإن أهمية جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين ترجع إلى أنهما تتحكمان في الطريق البحري إلى أربع دول عبر خليج العقبة، هي: السعودية، الأردن، مصر، إسرائيل. ونظراً إلى وجود ميناء إيلات الإسرائيلي كقاطع بري بين مصر والأردن، فإن الوجود العربي في مضايق تيران يحمي ميناء شرم الشيخ، ويؤمن الاتصال البحري بين مصر من جهة وكل من الأردن والسعودية من جهة أخرى. وهذا ما دعا كل من مصر والسعودية منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي إلى أن تتفقا على أن تشغل قوات مصرية جزيرتي تيران وصنافير، ومنذ ذلك الحين تحولتا من الوظيفة التجارية إلى الوظيفة الدفاعية، وأصبحت لهما أهمية عسكرية. ونصت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26-3-79م، المادة الخامسة الفقرة (2)على: «يعتبر الطرفان مضيق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول، دون عائق أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي، كما يحترم الطرفان حق كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من وإلى أراضيه عبر مضيق تيران وخليج العقبة». لكن المعلومات الرسمية السعودية لم تكشف عن تفاصيل ما حصل للجزيرتين منذ احتلالهما عام 67م، وموقعهما الحالي بين إسرائيل والسعودية، ومدى سيطرة إسرائيل عليها وتأثيرها على الأمن القومي السعودي.

ليست هناك تعليقات: