الأربعاء، 2 مارس 2016

الحوسبة السحابية.. ثورة تقنية وخطورة أمنية


م. نادية إحسان* - صحيفة الثورة

في عالم التقنية لا وجود لشيء ثابت، حيث أن كل شيء يتغير وبحركة مستمرة، وقد طفت على السطح في الآونة الأخيرة عدة مصطلحات عملاقة غيرت كل ما نعرفه عن التقنية، وكما هو معهود عنها في نحت المصطلحات فقد ظهر مصطلح السحابة أو الغيمة الإلكترونية، ويبدو أنه مصطلح مناسب لما تمطره علينا من معلومات!.
إن السحابة الإلكترونية هي شيء موجود عن بٌعد يوفر خدمات عبر أي شبكة من الشبكات وهو مفهوم جديد لمشاركة المصادر الإلكترونية بهدف انتاج المعلومات وتبادلها حيث توفر الأدوات اللازمة لمعالجة البيانات وحفظها على الشبكة ثم العودة إليها، أي بمعنى أنه شبيه بقمر اصطناعي في السماء يحتوي كل البرامج التي يحتاجها المستخدم مثل: (Hotmail, Gmail , Drop Box ,Google Drive, VMware , ) ويقوم باستخدامها بدون الحاجة لتثبيتها على الجهاز.
بداية الحوسبة

كانت البداية قبل نحو العام والنصف عام كفكرة جاءت من مهندس البرامج في شركة جوجل (كريستوف بيسيغليا) التي قدمها لمديره التنفيذي (إيريك شميت) مفادها أن يستخدم نسبة 20% من وقت العمل بتدريس الطلاب في جامعه واشنطن لفكرة البرمجة على السحب واقترح تسميتها (غوغل 101) فأعجب بها (شميت) وشهدت مع الوقت تقدماً أثبت نجاحاً كبيراً حيث تم الاتفاق مع شركة (IBM) لتوصيل عدد من الجامعات حول العالم بسحب إلكترونية من صنع جوجل وجاءت هذه الفكرة كمقدمة لإلغاء الفكرة الشائعة أن الكمبيوتر الشخصي هو أداة إنجاز الأعمال وأنه يجب توافره دوماً مع مستخدمه، إلا أن السحابة غيرت هذه الفكرة إلى أنه مجرد آلة للوصول إلى المعلومات والتواصل مع الأخرين ومن هنا ظهرت السحابة كحل علمي أمثل خصوصاً بعد توفر البيئة التحتية لشبكة الانترنت في مختلف بقاع العالم وأصبح الاتصال لا يشكل عائقاً أمام ملامسه السحاب لاسيما أنها تعتمد بشكل كبير على المستخدم الذي يقوم بتوفير المعطيات التي تحتاج إلى معالجة ومن ثم التخزين وتبقى هذه المعلومات معلقة في السحابة إلى حين قيام المستخدم بالتعديل عليها مرة أخرى أو حذفها بالكامل.
جاء هذا المصطلح لمساعدة مستخدمي الانترنت في التحرر من طغيان الكمبيوتر وتحكمه في الوصول إلى المعلومات حيث تصبح مخزنة في السحب مهما اختلفت طريقة الوصول إليها من خلال أشكالها المتعددة التي تختلف من حيث اتجاهاتها ونشاطها ولكنها تتفق جميعها بحداثتها وحرصها على التفاعل المستمر بين المستخدم والموقع من جهة، وبين المستخدم والمستخدمين من جهة أخرى، وتكمن أهمية السحابة الإلكترونية بأنها تعتبر مورد نفط جديد في عالم الاقتصاد حيث تشير بعض البحوث إلى أن البيانات الشخصية لها قيمة تجارية ضخمة وتعد القدرة على نقلها على المستوى الدولي من المكونات الحيوية للعولمة الاقتصادية شأنها شأن التدفق الدولي لرأس المال والتجارة الدولية بالإضافة إلى المدى الذي يوثر فيه على حياة المواطنين والبلاد بشكل عام حيث تحَدث عن هذه الأهمية (ستيف بالمر) رئيس مايكروسوفت العالمية خلال افتتاحه لأكبر تجمع تقني في المملكة العربية السعودية قائلاً أن الحوسبة السحابية توفر خيارات هائلة في مجال توظيف التقنية لزيادة إنتاجية وتنافسية المنشآت مؤكداً التركيز عليها لما لها من قدره على توفير أدوات جديدة غدت عاملاً نوعياً في إحداث تغيير في استخدام الأفراد والمؤسسات للتقنية في المستقبل، وبين هذه الموجات المتتالية والمتسارعة من الابتكارات الإلكترونية أظهرت الدراسات بأنه يقدر عدد الكمبيوترات الشخصية المستخدمة حالياً في العالم يزيد على مليار جهاز مقارنة مع أقل من 500 مليون جهاز قبل عشر سنوات ومع تزايد استخدامات السحب الإلكترونية في التخزين السحابي والموسيقى السحابية وأنظمة التشغيل يتضح أن هذه الابتكارات ما هي إلا القمة الظاهرة من جبل الثلج المعمور، خصوصاً بما يميز هذه السحب من حيث السهولة والمرونة في مشاركة المصادر والسرعة في التعاطي مع التقنيات الحديثة وإمكانية الربط بين عدة مواقع بالإضافة إلى أنها أزاحت الكثير من الهموم التي كانت على عاتق الإدارة.
مخاطر الحوسبة
وبالرغم مما تمطره علينا السحابة الإلكترونية من أهميتها وفوائدها إلا أنها تواجه كثير من التهديدات والأخطار التي من الممكن أن تؤثر وبشكل خطير على أعمال الشركات إذا لم تحرص بشكل جيد على وضع الحلول الصحيحة لتفاديها وبحسب ما قامت به منظمة (Cloud Security Alliance ) في عام 2013م بنشر ورقه عمل تتحدث عن أشهر التهديدات التي تواجهها أو كما أسمتها (التسعة السيئة السمعة) حيث تلخصت بسرقة وضياع البيانات التي قد تؤدي إلى التعثر المالي للشركات الحساسة، سرقة بيانات مرور الخدمة أو الحساب الذي يوثر على سمعة المستخدم، واجهات التطبيقات غير آمنة، هجمات حجب الخدمة وفكرتها القيام بالضغط على جهاز الخادم المستهدف بسيل من الأوامر مما يستنفذ نسبة كبيرة من موارده مما يؤدي إلى بطء في الخدمة أو توقفها عن العمل، أخطار الموظفين، إساءة استخدام خدمات الحوسبة السحابية، قلة الاهتمام والعناية، نقاط ضعف التقنيات المشتركة حيث أن وجود خطأ في الإعدادات في أحد الحسابات قد يؤدي إلى تعريض الشبكة كامله إلى الخطر.
وفي ظل ما شهدته الأعوام السابقة من تغيير مستمر إلا أن الأمر لا يسلم من الشرور حيث ظهرت المشاكل والعيوب فيها وتكمن المشكلة الرئيسية خصوصاً في الدول النامية بأنها تتطلب توفر الاتصال الدائم بشبكة الإنترنت أما بالنسبة لشركات الحوسبة فمشاكلها غالباً تتعلق بحقوق الملكية الفكرية بالإضافة إلى بعض الخروقات مثل عدم إمكانية الوصول إلى المعلومات عند وجود عطل في الموقع أو الشبكة وكذا ضعف بنود الاتفاقية بين الموقع.
ولكن وفي سبيل الاتجاه نحو السٌحب والتي بات ينذر بوجود تغيير جذري في عالم التقنية حيث أكد ذلك (ستيفان ريد ) من مؤسسة (فورستر للأبحاث) بأنه من المتوقع أن ينمو سوق الحوسبة من 40.7 بليون دولار في عام 2011م إلى 240 بليون دولار عام 2020م، مثل هذا النمو السريع في السوق يجعلنا نترقب الإضافات والمعالجات والابتكارات الجديدة التي ستضاف إلى هذا العالم التقني المتميز.

*م نظم معلومات


هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد ,,,,

يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

"جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .

Unknown يقول...



بسم الله الرحمن الرحيم

سعدت كثيراً بمقابلتنا مع د. أحمد عبد الرحمن الشيحة، وأ. فايز المشعل بخصوص المشروع العالمي الهادف لجامعة المدينة العالمية.

سعدت أكثر من توفر معلومات الجامعة وكذلك معلومات المكتبة الرقمية على الشبكة العالمية مجاناً لطالبي العلم سواء مسلمين أو من المهتمين بهذه العلوم من غير المسلمين، وذلك سوف يعطي إنطباعاً علمياً عن هذا التوجه الإسلامي المستقل كما سيوفر لأبناء وبنات العالم الإسلامي علماً بدون مشقة السفر أو المال.

أدعو الله أن يوفقكم لنشر العلم في العالم.

أبوبكر محمد عبد المطلب

أستاذ علوم الحاسب الآلي وإدارة المعرفة.

جامعة ميدل سكس ببريطانيا.