وزير البيئة يفتتح المؤتمر الدولي السابع للتخزين الإستراتيجي للمياه باستخدام تقنية الحقن
الإمارات تتصدى لتحديات المياه لتحقيق التنمية المستدامة
أبوظبي: عماد سعد:خاص بالمدونة
أفتتح معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه المؤتمر الدولي السابع للتخزين الإستراتيجي للمياه باستخدام تقنية الحقن الاصطناعي للمياه في الخزانات الجوفية الذي تنظمه هيئة البيئة-أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس مجلس إدارة الهيئة بالتعاون مع شركة شلمبرجير لخدمات المياه. حضر حفل الافتتاح، الذي أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة، عدد من المسؤولين والمهتمين بقضايا المياه في الدولة.
وذكر معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد في كلمته الافتتاحية أن تنظيم مؤتمر المؤتمر دولي للتخزين الإستراتيجي للمياه باستخدام تقنية الحقن الاصطناعي للمياه في الخزانات الجوفية جاء ليؤكد على أهمية هذه التقنية ودورها الفعال في إدارة الموارد المائية وتوفير مخزون إستراتيجي من المياه لحالات الطوارئ مشيرا إلى أن استضافة أبوظبي هذا المؤتمر الهام جاءت بعد تنفيذها لمشاريع تجريبية رائدة في التخزين الجوفي على مدى أكثر من ثمانية أعوام.
وأضاف "لقد عرف أجدادنا منذ القدم كيف يحافظون على مواردِهم المحدودة في منطقة صحراوية ذات طبيعة جافة وشديدة القسوة. ولكن مع الزيادة السكانية، وتغير أنماط المعيشة، والنمو العمراني والزراعي والصناعي، زادت أهمية المياه كعصب للحياة والتنمية وزاد الضغط على الموارد المائية الشحيحة. وصاحب ذلك أيضاً بعض التحديات البيئية والاقتصادية.
وقال معالي الوزير أن حكومتنا الرشيدة أدركت أهمية التصدي لهذه الضغوط والتحديات كمدخل لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، فأكدت رؤية الإمارات 2021 على حماية البيئة الطبيعية ، وفي ضمان حق جيل اليوم والغد. كما أكدت الدورة الثانية في إستراتيجية الحكومة الاتحادية 2011-2013 بصورة واضحة على أهمية تعزيز واستدامة الأمن المائي.
وذكر معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد أن هذا يأتي متزامناً مع الانتهاء من وضع خطة إستراتيجية شاملة للمحافظة على الموارد المائية وتعزيز الأمن المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تبنت محوراً رئيسياً نحو تحسين إدارة الموارد المائية الطبيعية ودعم المخزون المائي الاستراتيجي، وتشمل، من بين مبادرات أخرى، تحديد خزانات مياه جوفية محمية كمخزون استراتيجي للاستخدام في الحالات الطارئة فقط، رفع كفاءة تغذية مياه الأمطار المتجمعة خلف السود لزيادة معدلات شحن المياه الجوفية، وأخيراً استخدام الفائض من طاقة تحلية المياه لتغذية المياه الجوفية باستخدام تقنية الحقن الاصطناعي للمياه دعماً للمخزون الاستراتيجي من المياه العذبة.
وشدد معاليه على أن خطورة الموقف العالمي في ما يخص الموارد المائية دفع الحكومات والمنظمات العالمية لوضع البرامج والخطط وسن القوانين المتعلقة بالمياه. ولعل من أبرز سمات هذه البرامج التسليم بعجز الموارد التقليدية عن الوفاء بالطلب على الماءِ في الكثير من بقاع العالم، مما أدى إلى تطوير تقنيات حديثة لاستغلال الرصيد الضخم من المياه المالحة في البحار والمحيطات، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت معدلات أسرع في إنشاء هذه محطات تحلية المياه وتطورات متصلة في تقنيات التحلية. وأشار إلى أنه وفي ظل الأمن المائي وإيجاد مخزون إستراتيجي من المياه في حالة الطوارئ أصبح هاجساً لمعظم الدول، وخاصة الدول التي لا تهطل فيها الأمطار بكميات كافية لإعادة شحن الخزانات الجوفية والمصادر السطحية العذبة.
وقال معاليه أنه يمكن أن تقوم هذه الدول باستغلال مياهِ التحلية لتكوين مخزونها الاستراتيجي، وذلك بحقن الكميات الفائضة عن الاستخدام في خزانات جوفية بعد أن أثبتت تقنية التخزين الجوفي كفاءتها بالنظر إلى المحاذير الصحية والاقتصادية والبيئية للتخزين السطحي.
وقال بن فهد "أن تقنية الحقن الاصطناعي في توفير مساحات كبيرة من الأراضي وتقلل تكلفة عمليات التخزين والتشغيل والصيانة. كما تساعد في الحد من التلوث وتقليل الحاجة لمعالجة المياه مقارنة بالبدائل الأخرى التي تحتاج للمعالجة والتجديد نتيجة ركود المياه المخزنة. هذا بالإضافة إلى المرونة الزمنية والمكانية للتخزين الجوفي، وتقليل الفاقد من المياه بالبخر أو التسرب من الخزانات السطحية".
ثم تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المهندس عوض علاء محمد، رئيس مجلس إدارة شركة شلمبرجير الشرق الأوسط وآسيا، والدكتور غاري ايمي مدير مركز أبحاث تحلية المياه
وأستاذ الهندسة البيئية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بجدة بالمملكة
العربية السعودية. كما تحدث السيد رولف هيرمان، رئيس اللجنة التوجيهية للمؤتمر، من شركة شلمبرجير لخدمات المياه بأبوظبي.
كما تم خلال حفل الافتتاح عرض فيلم عن "الموارد المائية في إمارة أبوظبي" ثم افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر المقام بقاعة المويجعي، في حين بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر في الفترة المسائية.
ويستمر المؤتمر، الذي سيشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين والخبراء والاستشاريين البيئيين في مجال المياه وتقنيات الحقن الاصطناعي للمياه في الخزانات الجوفية، لغاية 13 أكتوبر حيث يناقش القضايا المتعلقة بالمياه والتنمية المستدامة للموارد المائية وتوفير الإمدادات من المياه الجوفية.
وستقوم الوفود المشاركة بزيارة ميدانية لمشروع التخزين الإستراتيجي للمياه بالمنطقة الغربية بمنطقة ليوا الذي يهدف إلى تخزين احتياطي استراتيجي من المياه الجوفية يكفي مدينة أبوظبي وما حولها من المناطق السكنية في حالات الطوارئ.
وسيتم خلال المؤتمر استعراض الحلول والمقترحات المناسبة لتعزيز الموارد المائية وتحسين نوعية المياه بطرق مناسبة ومستدامة بيئيا ومجدية من الناحية الفنية والاقتصادية، والمناسبة اجتماعيا. كما سيتم خلال المؤتمر طرح سبل تشجيع وتطوير واعتماد الممارسات المحسنة لإدارة إعادة شحن المياه الجوفية. كما ستتناول جلسات المناقشة القضايا المتعلقة بتغير المناخ وإمدادات المياه.
حول سلسلة المؤتمرات الدولية السابع للتخزين الإستراتيجي للمياه:
بدأت سلسلة المؤتمر الدولي للتخزين الإستراتيجي للمياه، والذي يعقد كل سنتين مرة، في عام 1988 عندما تم تنظيم الندوة الدولية حول التغذية الاصطناعية المياه الجوفية والتي نظمتها الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين والجمعية الدولية للهيدروجيولوجين. وقد عقد الدورة الخامسة من هذا المؤتمر في برلين ، ألمانيا عام 2005، في حين عقد في عام 2007 في فينيكس بالولايات المتحدة الأمريكية). ونظراَ للدور الرائد لإمارة أبوظبي في مجال التخزين الإستراتيجي ووجود واحد من أكبر مشاريع التخزين الإستراتيجي للمياه بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي فقد قام المنظمون للمؤتمر الدولي للتخزين الإستراتيجي خلال اجتماعهم في الولايات المتحدة عام 2008 باختيار إمارة أبوظبي لتستضيف المؤتمر في دورته السابعة. ويعتبر هذا المؤتمر من أكبر المؤتمرات العالمية للتخزين الإستراتيجي للمياه في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق