الإنترنت تغزو الفضاء الخارجي وتتعثر في بلاد العرب
الأحد, 02 أغسطس 2009
عبدالناصر عبدالعال * الحياة
استضافت «كلية تقنية المعلومات» في جامعة نبراسكا الأميركية أخيراً أحد مخترعي الإنترنت الدكتور فنيت سيرف، الذي تحدث عن مشاكل هذه الشبكة ومستقبلها. وبدأ سيرف حديثه مذكراً بأن بداية الإنترنت كانت عصيبة، كحال معظم الاختراعات الأخرى. وذكر أنه، حينها، اعتبرها البعض فكرة ساذجة وسخروا من قدرتها على ربط مفاصل المعمورة. وقارن ذلك بحال الهاتف الجوّال الذي بدأت تجاربه بالتخاطب بين جهازين على ظهر شاحنتي نقل. وشرح كيف كانت ولادة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية متعثرة أيضاً. وفي سياق ثورة المعلومات، تلاشت الاختلافات بين طبيعة هذه الشبكات الثلاث، ما أدى إلى توحيد المعايير والبروتوكولات المستعملة في العمل عليها.
نحو مزيد من التوسّع
ولفت المُحاضِر انتباه المستمعين بقوله أن مستقبل المعلوماتية والفرص الرقمية يعد بالمزيد والمزيد، كأنه أفق مفتوح، ولا سيما بعد اندماج المعلوماتية بالاتصالات المتطورة للخليوي، وبالأقمار الاصطناعية وشبكات الاستشعار. وأشار الى أن تلك التطورات أوجبت إصدار البروتوكول السادس لضبط معايير العمل على شبكة الإنترنت، ليحل محل ما يعمل به راهناً. وذكّر سيرف بأن أعداد الهاتف الجوّال وصلت ٣٠٥ بلايين، يتصل ١٥ في المائة منها بالإنترنت. وكذلك وصلت أعداد الكومبيوتر المحمول إلى بليون جهاز تقريباً، فيما لم تتعد نسبة مشتركي الإنترنت عالمياً الـ ٢٤ في المئة. وبلغت هذه النسبة ٢٣ في المئة في الشرق الأوسط و١٧ في المئة في آسيا و٤٨ في المئة في أوروبا و٧٤ في المائة في أميركا الشمالية. كما شرح مزايا الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت من حيث المرونة وأمن المعلومات وجودة الخدمة ودعم السرعات العالية جداً للاتصال بالشبكة، وقدرته على استيعاب أكثر من ٥٠ بليون عنوان.
وتحدث عن أسباب اهتمام محرك البحث «غوغل» Google الذي يعمل في الصفوف الأولى من إدارته، بالخدمات المتعلقة بالأماكن مثل نظام تحديد المواقع جغرافياً على الأرض («جى بى أس» - GPS) وتقنية الاستشعار وقراءة شيفرات الألواح «رفيد» RIFD و «بلوتوث» ودور الهاتف المحمول وغيرها.
إنترنت الأشياء
وتحدث سيرف عن «إنترنت الأشياء» Internet of things. وناقش كيف أصبحت الانترنت متصلة بأشياء مثل الثلاجات والسيارات والسفن والغسالات والتلفزيونات والدراجات وغيرها من الأشياء التي يتعامل معها الإنسان أو يخشى عليها من السرقة أو الضياع. وأوضح أن هذه الأشياء ستتواصل بعضها مع بعض من ناحية ومع الإنسان من ناحية أخرى. ونصح المتخصصين بالاهتمام بتعليم لغتي البرمجة الإلكترونية «جافا» و «باثيوم»، نظراً للإمكانات الكبيرة التي يعتقد أنهما تمتلكانهما، ما يجعلهما متفوقتين على سواهما من لغات البرمجة الرقمية.
وأعرب عن اعتقاده بأن التجارة الإلكترونية ما زالت متعثرة ولم تصل إلى الاستفادة القصوى من التطور الهائل في الاتصالات. واستطراداً، لم تتفق الدول بعد على ماهية «التوقيع الإلكترونى» Digital Signature وكيفية فض المنازعات حول العقود الإلكترونية وفرضها وتوحيد السياسات في شأنها وغيرها.
وشرح أسباب دعم غوغل مفهوم «حياد الشبكات» Network neutrality مشدداً على أهمية حياد الإنترنت بالنسبة لزيادة المنافسة الاقتصادية وتحقيق العدالة الرقمية والحفاظ على خصوصية الأفراد وزيادة الابتكار والتطوير. ويشير مصطلح «حياد الشبكات» إلى ضرورة عدم وضع قيود على الإنترنت، مثل الأفراد أو المحتوى أو المواقع أو التطبيقات أو الأجهزة أو البروتوكولات. وأعرب عن خيبة أمله من تأخّر أميركا بالنسبة لفرض معايير تحقيق حياد الإنترنت وسياساتها، بالمقارنة مع دول مثل اليابان وإنكلترا وسنغافورة.
والمعلوم أن سيرف ألقى، مطلع السنة الجارية، محاضرة في «مكتبة الاسكندرية»، بيّن فيها اهتمام «غوغل» البالغ بإتاحة كل المعلومات لكل البشر من دون عوائق سواء لأسباب اقتصادية أو تتعلق بسياسات أو أولويات أو حتى اهتمامات مزودي الخدمة الذين قد يتحكمون في سريان المعلومات العنكبوتية. ورأى أن تحقيق ذلك يتطلب عملاً دائماً ودؤوباً من جهة «غوغل» لتحديث وتطوير تقنيات إتاحة الوصول الى المعلومات، خصوصاً في الدول النامية.
وأشار في محاضرته، التي افتتحت بها المكتبة مشروع «المليون محاضرة»، إلى أن أكبر عدد من مستخدمي الشبكة راهناً يقيمون في آسيا، (ليس في أميركا) تليها أوروبا فشمال أفريقيا، ما يعني استخداماً واعتماداً متزايداً في دول العالم النامي على الإنترنت. والمعلوم أن عدد مستخدمي الانترنت في الصين تجاوز عدد سكان الولايات المتحدة أخيراً.
وفي محاضرته في نبراسكا، حذّر سيرف الآباء من عدم ترك الأطفال يتعاملون مع الإنترنت من دون مشاركة الكبار وإشرافهم. وشرح خطورة إساءة الأطفال استخدام الإنترنت، وأثرها على سلوكهم وتحصيلهم الدراسي ومستقبلهم الوظيفي. كما شدّد على الحاجة الى تبسيط بروتوكولات العمل على الإنترنت، وكذلك ضرورة تطوير موجّهات ذكية Routers Smart لمعالجة رُزم المعلومات في شكل أسرع وكفاءة عالية. ونادى بإعادة تصميم نماذج الاتصال من خلال الأنظمة المفتوحة («أوبن سورس» Open Source) وذلك لمواكبة التطورات الهائلة في الاتصالات.
شبكة رقمية بين الكواكب السيّارة
وتناول سيرف بإيجاز مشروعاً لنشر شبكة اتصال رقمية، على غرار الإنترنت، إلى الفضاء، وخصوصاً بين الكواكب السيّارة للنظام الشمسي. وأطلق على ذلك المشروع تسمية «إنترنت الكواكب السيّارة» Interplanetary Internet. وأعطى أهمية خاصة للاتصال شبكياً مع كوكب المريخ، منوّهاً بدور تلك الشبكة المستقبلية في دعم رحلات الفضاء عموماً. وأوضح أن البرتوكول المستعمل على الإنترنت راهناً، الذي يشار إليه باسم «تي سي بي» لا يستطيع توصيل البيانات لمثل هذه المسافات البعيدة ولا مواكبة السرعة الفائقة للكواكب ومركبات الفضاء والأقمار الاصطناعية.
وخلص الى ضرورة تطوير برتوكولات جديدة تعتمد منطق «خزّن المعلومة ثم إرسالها» Store-and-Forward. وأعطى أمثلة عدة على تلك البرتوكولات. وأعرب عن أمله في أن يتم توحيد معايير اتصالات الفضاء وبروتوكولاتها، على رغم توقعه أن يغلب عليها الطابع العسكري، كما حدث مع الإنترنت في مراحلها الأولى. كما شدد على الحاجة إلى زيادة تطوير التطبيقات المدنية والاستراتيجية للهاتف الجوّال، ولا سيما بعد اندماجه بالإنترنت. وذكر أن من المشاكل التي تواجه تمدد الشبكة العنكبوتية أن هناك لغات يصعب التعامل معها مثل اللغة العربية والروسية، لأن برتوكولات الشبكة وأنظمة الحوسبة صمّمت على أساس اللغة اللاتينية.
وهكذا، بدا أن من السهل نشر الإنترنت في الفضاء، ولكن من الصعب عليها الانتشار بسهولة في الدول الناطقة بلغة الضاد.
وعبّر أحد الحضور عن تزايد المخاوف من انتهاك خصوصية الأفراد في ظل استمرار شركة «غوغل» في تجميع بيانات عن مستخدمي الإنترنت وعاداتهم وتفضيلاتهم واستخدام هذه المعلومات في أغراض تجارية. ورد سيرف مؤكداً أن «غوغل» تتعامل مع هذه القضية بجدية تامة وأنها لا تبوح ببيانات مستخدمي الإنترنت... إلا بأمر قضائي!
كما وصف شبكة الاستشعار التي بناها في بيته لأغراض البحث العلمي وترشيد استخدام الطاقة والأمن ومتابعة تاريخ انتهاء صلاحية الطعام. وتعرف البيوت المجهزة بمثل هذه التقنية باسم «البيوت الذكية» («سمارت هاوسز» Smart Houses).
معلوم أن سيرف يعمل نائباً لرئيس شركة «غوغل». ويلقبه زملاؤه بـ«أبي الإنترنت». والمعلوم أيضاً أن ٩٩ في المائة من عائدات شركة «غوغل» يأتي من الإعلانات، وقد بلغ دخلها قرابة ٢٨ بليون دولار العام الماضي. وتستحوذ على ٥٣ في المئة من إعلانات الإنترنت.
وقد تكفلت شركة «غالوب للاستشارات» بتكاليف محاضرة سيرف، في إطار تعاونها العلمي مع «كلية تقنية المعلومات» في جامعة نبراسكا. وإضافة إلى هذه المحاضرة، ألقى الدكتور سيرف محاضرة أخرى خصّصت لموظفي شركة «غلب»، إذ تناولت أمن المعلومات. يذكر أن هذه الكلية تنظم ندوة شهرية تدعو فيها أحد خبراء المعلوماتية ليحاضر في الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن الجديد في مجال تخصصه.
*اخـتصاصي مصري في المعلوماتية يعمل في الولايات المتحدة
الأحد, 02 أغسطس 2009
عبدالناصر عبدالعال * الحياة
استضافت «كلية تقنية المعلومات» في جامعة نبراسكا الأميركية أخيراً أحد مخترعي الإنترنت الدكتور فنيت سيرف، الذي تحدث عن مشاكل هذه الشبكة ومستقبلها. وبدأ سيرف حديثه مذكراً بأن بداية الإنترنت كانت عصيبة، كحال معظم الاختراعات الأخرى. وذكر أنه، حينها، اعتبرها البعض فكرة ساذجة وسخروا من قدرتها على ربط مفاصل المعمورة. وقارن ذلك بحال الهاتف الجوّال الذي بدأت تجاربه بالتخاطب بين جهازين على ظهر شاحنتي نقل. وشرح كيف كانت ولادة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية متعثرة أيضاً. وفي سياق ثورة المعلومات، تلاشت الاختلافات بين طبيعة هذه الشبكات الثلاث، ما أدى إلى توحيد المعايير والبروتوكولات المستعملة في العمل عليها.
نحو مزيد من التوسّع
ولفت المُحاضِر انتباه المستمعين بقوله أن مستقبل المعلوماتية والفرص الرقمية يعد بالمزيد والمزيد، كأنه أفق مفتوح، ولا سيما بعد اندماج المعلوماتية بالاتصالات المتطورة للخليوي، وبالأقمار الاصطناعية وشبكات الاستشعار. وأشار الى أن تلك التطورات أوجبت إصدار البروتوكول السادس لضبط معايير العمل على شبكة الإنترنت، ليحل محل ما يعمل به راهناً. وذكّر سيرف بأن أعداد الهاتف الجوّال وصلت ٣٠٥ بلايين، يتصل ١٥ في المائة منها بالإنترنت. وكذلك وصلت أعداد الكومبيوتر المحمول إلى بليون جهاز تقريباً، فيما لم تتعد نسبة مشتركي الإنترنت عالمياً الـ ٢٤ في المئة. وبلغت هذه النسبة ٢٣ في المئة في الشرق الأوسط و١٧ في المئة في آسيا و٤٨ في المئة في أوروبا و٧٤ في المائة في أميركا الشمالية. كما شرح مزايا الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت من حيث المرونة وأمن المعلومات وجودة الخدمة ودعم السرعات العالية جداً للاتصال بالشبكة، وقدرته على استيعاب أكثر من ٥٠ بليون عنوان.
وتحدث عن أسباب اهتمام محرك البحث «غوغل» Google الذي يعمل في الصفوف الأولى من إدارته، بالخدمات المتعلقة بالأماكن مثل نظام تحديد المواقع جغرافياً على الأرض («جى بى أس» - GPS) وتقنية الاستشعار وقراءة شيفرات الألواح «رفيد» RIFD و «بلوتوث» ودور الهاتف المحمول وغيرها.
إنترنت الأشياء
وتحدث سيرف عن «إنترنت الأشياء» Internet of things. وناقش كيف أصبحت الانترنت متصلة بأشياء مثل الثلاجات والسيارات والسفن والغسالات والتلفزيونات والدراجات وغيرها من الأشياء التي يتعامل معها الإنسان أو يخشى عليها من السرقة أو الضياع. وأوضح أن هذه الأشياء ستتواصل بعضها مع بعض من ناحية ومع الإنسان من ناحية أخرى. ونصح المتخصصين بالاهتمام بتعليم لغتي البرمجة الإلكترونية «جافا» و «باثيوم»، نظراً للإمكانات الكبيرة التي يعتقد أنهما تمتلكانهما، ما يجعلهما متفوقتين على سواهما من لغات البرمجة الرقمية.
وأعرب عن اعتقاده بأن التجارة الإلكترونية ما زالت متعثرة ولم تصل إلى الاستفادة القصوى من التطور الهائل في الاتصالات. واستطراداً، لم تتفق الدول بعد على ماهية «التوقيع الإلكترونى» Digital Signature وكيفية فض المنازعات حول العقود الإلكترونية وفرضها وتوحيد السياسات في شأنها وغيرها.
وشرح أسباب دعم غوغل مفهوم «حياد الشبكات» Network neutrality مشدداً على أهمية حياد الإنترنت بالنسبة لزيادة المنافسة الاقتصادية وتحقيق العدالة الرقمية والحفاظ على خصوصية الأفراد وزيادة الابتكار والتطوير. ويشير مصطلح «حياد الشبكات» إلى ضرورة عدم وضع قيود على الإنترنت، مثل الأفراد أو المحتوى أو المواقع أو التطبيقات أو الأجهزة أو البروتوكولات. وأعرب عن خيبة أمله من تأخّر أميركا بالنسبة لفرض معايير تحقيق حياد الإنترنت وسياساتها، بالمقارنة مع دول مثل اليابان وإنكلترا وسنغافورة.
والمعلوم أن سيرف ألقى، مطلع السنة الجارية، محاضرة في «مكتبة الاسكندرية»، بيّن فيها اهتمام «غوغل» البالغ بإتاحة كل المعلومات لكل البشر من دون عوائق سواء لأسباب اقتصادية أو تتعلق بسياسات أو أولويات أو حتى اهتمامات مزودي الخدمة الذين قد يتحكمون في سريان المعلومات العنكبوتية. ورأى أن تحقيق ذلك يتطلب عملاً دائماً ودؤوباً من جهة «غوغل» لتحديث وتطوير تقنيات إتاحة الوصول الى المعلومات، خصوصاً في الدول النامية.
وأشار في محاضرته، التي افتتحت بها المكتبة مشروع «المليون محاضرة»، إلى أن أكبر عدد من مستخدمي الشبكة راهناً يقيمون في آسيا، (ليس في أميركا) تليها أوروبا فشمال أفريقيا، ما يعني استخداماً واعتماداً متزايداً في دول العالم النامي على الإنترنت. والمعلوم أن عدد مستخدمي الانترنت في الصين تجاوز عدد سكان الولايات المتحدة أخيراً.
وفي محاضرته في نبراسكا، حذّر سيرف الآباء من عدم ترك الأطفال يتعاملون مع الإنترنت من دون مشاركة الكبار وإشرافهم. وشرح خطورة إساءة الأطفال استخدام الإنترنت، وأثرها على سلوكهم وتحصيلهم الدراسي ومستقبلهم الوظيفي. كما شدّد على الحاجة الى تبسيط بروتوكولات العمل على الإنترنت، وكذلك ضرورة تطوير موجّهات ذكية Routers Smart لمعالجة رُزم المعلومات في شكل أسرع وكفاءة عالية. ونادى بإعادة تصميم نماذج الاتصال من خلال الأنظمة المفتوحة («أوبن سورس» Open Source) وذلك لمواكبة التطورات الهائلة في الاتصالات.
شبكة رقمية بين الكواكب السيّارة
وتناول سيرف بإيجاز مشروعاً لنشر شبكة اتصال رقمية، على غرار الإنترنت، إلى الفضاء، وخصوصاً بين الكواكب السيّارة للنظام الشمسي. وأطلق على ذلك المشروع تسمية «إنترنت الكواكب السيّارة» Interplanetary Internet. وأعطى أهمية خاصة للاتصال شبكياً مع كوكب المريخ، منوّهاً بدور تلك الشبكة المستقبلية في دعم رحلات الفضاء عموماً. وأوضح أن البرتوكول المستعمل على الإنترنت راهناً، الذي يشار إليه باسم «تي سي بي» لا يستطيع توصيل البيانات لمثل هذه المسافات البعيدة ولا مواكبة السرعة الفائقة للكواكب ومركبات الفضاء والأقمار الاصطناعية.
وخلص الى ضرورة تطوير برتوكولات جديدة تعتمد منطق «خزّن المعلومة ثم إرسالها» Store-and-Forward. وأعطى أمثلة عدة على تلك البرتوكولات. وأعرب عن أمله في أن يتم توحيد معايير اتصالات الفضاء وبروتوكولاتها، على رغم توقعه أن يغلب عليها الطابع العسكري، كما حدث مع الإنترنت في مراحلها الأولى. كما شدد على الحاجة إلى زيادة تطوير التطبيقات المدنية والاستراتيجية للهاتف الجوّال، ولا سيما بعد اندماجه بالإنترنت. وذكر أن من المشاكل التي تواجه تمدد الشبكة العنكبوتية أن هناك لغات يصعب التعامل معها مثل اللغة العربية والروسية، لأن برتوكولات الشبكة وأنظمة الحوسبة صمّمت على أساس اللغة اللاتينية.
وهكذا، بدا أن من السهل نشر الإنترنت في الفضاء، ولكن من الصعب عليها الانتشار بسهولة في الدول الناطقة بلغة الضاد.
وعبّر أحد الحضور عن تزايد المخاوف من انتهاك خصوصية الأفراد في ظل استمرار شركة «غوغل» في تجميع بيانات عن مستخدمي الإنترنت وعاداتهم وتفضيلاتهم واستخدام هذه المعلومات في أغراض تجارية. ورد سيرف مؤكداً أن «غوغل» تتعامل مع هذه القضية بجدية تامة وأنها لا تبوح ببيانات مستخدمي الإنترنت... إلا بأمر قضائي!
كما وصف شبكة الاستشعار التي بناها في بيته لأغراض البحث العلمي وترشيد استخدام الطاقة والأمن ومتابعة تاريخ انتهاء صلاحية الطعام. وتعرف البيوت المجهزة بمثل هذه التقنية باسم «البيوت الذكية» («سمارت هاوسز» Smart Houses).
معلوم أن سيرف يعمل نائباً لرئيس شركة «غوغل». ويلقبه زملاؤه بـ«أبي الإنترنت». والمعلوم أيضاً أن ٩٩ في المائة من عائدات شركة «غوغل» يأتي من الإعلانات، وقد بلغ دخلها قرابة ٢٨ بليون دولار العام الماضي. وتستحوذ على ٥٣ في المئة من إعلانات الإنترنت.
وقد تكفلت شركة «غالوب للاستشارات» بتكاليف محاضرة سيرف، في إطار تعاونها العلمي مع «كلية تقنية المعلومات» في جامعة نبراسكا. وإضافة إلى هذه المحاضرة، ألقى الدكتور سيرف محاضرة أخرى خصّصت لموظفي شركة «غلب»، إذ تناولت أمن المعلومات. يذكر أن هذه الكلية تنظم ندوة شهرية تدعو فيها أحد خبراء المعلوماتية ليحاضر في الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن الجديد في مجال تخصصه.
*اخـتصاصي مصري في المعلوماتية يعمل في الولايات المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق