الخميس، 19 ديسمبر 2013

الابتكار التكنولوجي في الرعاية الصحية في مؤتمر القمة العالمية للابتكارات الصحية "ويش" بقطر


الابتكار التكنولوجي في الرعاية الصحية
في مؤتمر القمة العالمية للابتكارات الصحية "ويش" بقطر

عمر الحياني – الدوحة
نشر في موقع :- مارب برس

تواجه الرعاية الصحية في العالم تحديات كبيرة في الجانب التكنولوجي  والابتكار الفعال  في الجانب الخدمي والإداري، ويعد البحث العلمي في العديد من الجوانب المتعلقة بالأمراض المستعصية والنادرة احد التحديات الذي يستدعي وجود حلول مبتكرة وقادرة على تقديم رعاية صحية للمرضى وذوي الاعاقة المستدامة .
يطرح سؤال كيف يمكن ان نبتكر عدد كبير من الأجهزة الطبية ذات التكنولوجيا الدقيقة والتي تتمتع بتكلفة قليلة  تساعد الدول الفقيرة على زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية ؟
كان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية الثاني (ويش) الذي انعقد في قطر – الدوحة خلال الفترة11-12ديسمبر2013م برعاية من مؤسسة قطر للعلوم يحاول الإجابة على هذا السؤال وأسئلة أخرى ناقشها المؤتمر .
تنمو تكاليف الرعاية الصحية بسرعة تفوق نمو الدخل الوطني في البلدان المتقدمة والناشئة على حد سواء وذلك نتيجة تشيخ السكان وخاصة في الدولة المتقدمة ،وتزايد التوقعات بالحصول على رعاية عالية الجودة ، والعبء المتزايد للحالات المرضية المزمنة .
وعلى الرغم ان التقنيات تؤمن حياة اطول وافضل فإن الاختلافات في الرعاية مازال موجودا سواء بين البلدان أو بين المناطق والمدن في البلدان ذاتها مع قليل من الارتباط بين جودة الرعاية وتكلفتها .
فوفقا للدراسة التي اجراها كلا من البرفسور اللورد دارزي والدكتور مارك مكيلان حول الرعاية المسؤولة ونشرت خلال جلسات  مؤتمر "ويش" " أن التحدي الذي يبرز أمام كثير من النظم الصحية هو إبطا نمو الإنفاق مع المحافظة ،في الوقت ذاته ،على توفير رعاية افضل جودة ".
المعاناة المستمرة
في المناطق الريفية التي لا يوجد فيها شبكة مواصلات حديثة يواجه الانسان الموت لأنه لم يحصل على سيارة اسعاف أو وسيلة نقل الى مراكز المدينة حيث تتواجد الخدمات الصحية .
حيث تفشل المراكز الطبية ناقصة التجهيزات بالمعدات والكادر الطبي في انقاذ حياة مصاب بنزيف حاد ، وتنتهي حياته بالنزيف المتواصل حتى الموت .
هذه المفارقات في الرعاية الصحية بين الدول والمناطق في البلدان نفسها تعود في الاساس الى ان تركيز استخدام الأجهزة الطبية بصورة مشابهة في بلدان عالية الدخل، إذ يستخدم 13% من سكان العالم 76% من الأجهزة الطبية في العالم .
وحسب منظمة الصحة العالمية  قُدِّرَ الإنفاق العالمي على الأجهزة الطبية عام 2010 على أنه حوالي 260 بليون دولار أمريكي، وتم معظم هذه المبيعات من عدد قليل من مصنعين قاطنين في بلدان عالية الدخل.
وتبرز مشكلة اخرى في الاجهزة الطبية بين دول  العالم المتقدم والنامي لازالت تمارسها بعض شركات تصنيع الاجهزة الطبية من خلال النظر إلى حاجات البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فإنها تعمل على إزالة الخصائص من المنتجات عالية التقنية والتي صممت للبلدان الأكثر تطوراً حتى تقوم بتسويقها في البلدان الأفقر، وهي عملية عرفت بتعبير ”مُلائمة المنتج للأسواق العالمية“ .
إلا أن بعض الشركات حققت نماذج من الابتكارات التكنولوجية في الجانب الصحي استطاعت انتاج اجهزة طبية فعالة وتناسب الظروف المناخية والاقتصادية والبنية التحتية في البلدان الاقل نموا فيما اصبح يعرف بـ "الابتكار المُقْتَصِد " .
 فوفقا للدراسة التي كشفت في اليوم الختامي لمؤتمر القمة العالمية للابتكارات الصحية "ويش" "الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة" وهي الدراسة الأولى من نوعها والتي نشرت على هامش المؤتمر، بأن نشر أفكار جديدة في مجال الرعاية الصحيّة يستدعي من الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحيّة تبنّي رؤية واضحة عمّا يمكن تحقيقه، وإعداد معايير جديدة، والقضاء على طرق العمل القديمة، بيدَ أن معظم الدول لا ينفّذ هذه التدابير.
بدوره، أكد المهندس سعد المهندي، رئيس مؤسسة قطر للعلوم  بالقول: "يُعتبر تعزيز الابتكار في مجال الرعاية الصحيّة في قطر والخارج جزءاً لا يتجزأ من طموح مؤسسة قطر في أن تصبح مركزاً عالمياً للتميز في مجال الممارسة الطبية، والتعليم، والبحوث.
ويرى المتخصصون في الرعاية الصحية  أن هناك سلوكيات ثلاثة تحرك التغيير في مجال الرعاية الصحية داخل المؤسسات والمنظمات، هي: إشراك المرضى في عملية الابتكارات في مجال الرعاية والتعاطي مع هموم المرضى وهم على أسرتهم والاستمرارية في بذل هذه الجهود. وأكدوا أن كل دولة لها إمكانياتها المختلفة التي تساعدها على نشر الابتكار في مجال الرعاية الصحية، لكن هناك إجماع على أن استخدام تكنولوجيا المعلومات تساعد في تغيير ونشر الابتكار.


ويعد التطور التكنولوجي ونظام تقنية المعلومات أمورا مهمة جدا في المستقبل، لكنها تحتاج الى تكييف الابتكار حسب الظروف المحلية، والنظر بشكل أعمق إلى خلق الوقت والمكان المناسبين للناس لكي يتعلموا.

ليست هناك تعليقات: