الاثنين، 21 أكتوبر 2013

إسمعي يا أسمـــــــــــــــــاء

د مروان الغفوري

من صفحة الشابة أسماء العديني، التي نالت الترتيب الأول على الجمهورية بنسبة 99.4%، لهذا العام:

"ﻟﻮ ﺍﻧﻬﻢ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ في ﻣﺪﺍﺭﺳﻨﺎ ﻭﺩﺭﺳﻨﺎﻩ ﺏ ﺍﻋﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻟﺨﺮﺟﻨﺎ ﺑﻪ ﺍﻣﻪ ﺗﻘﻮﺩ ﺍﻣﻢ"..

تعليقي:
اسمعي يا أسماء،
أمامك طريق طويل مع الفيزياء والبيولوجيا. دعي هذه الفننتازيا، وهذه الشوفينية الدينية، للذين خرجوا عن القضبان وعجزوا عن فهم الهندسة الفراغية وعلم الدوال الرياضية.
القرآن كتاب في الدين، في العقائد الأخلاق، وجزء من التشريع.
فكرة الأعجاز العلمي تدخل السرور على قلوب جماهير الأمم المهزومة: حسناً، لقد تفوق علينا الرجل الأبيض، لكن الله تفوق عليه. انظري إلى هذه الفكرة كم مهينة للخالق، إذ تجعله في سباق علمي مع البروفيسور زودهوف وفريقه العلمي.

الذين دخلوا لعبة الإعجاز العلمي انتهوا بعد سنين طويلة مهندسي موت. الفكرة واحدة: دعونا نبحث عن طريقة لهزيمة العالم المتقدم. بعدإعادة تدوير النصوص الدينية بطريقة تسمح باستخراج ملاحظات في فيزياء الكون وعلم الأجنة شعر المتدينون بالارتياح العميق: لقد هزمهم ربنا هذه الليلة. في الليلة القادمة سنستلم راية المواجهة من يد الرب لنهزمهم نحن.
تنظيم القاعدة هو استكمال عملياتي لفكرة الإعجاز العلمي في القرآن.

ليست مهمة المسلم أن يقود العالم، بل أن يتعايش معه، ليتبادلا الأفكار الجيدة حول كيف يمكن أن نخلق عالماً أفضل. فعندما ألقى مرشد الإخوان خطاباً عن "أستاذية العالم" كانت تجربة الإخوان السياسية قد وصلت إلى مستوى من العشوائية والبدائية بحيث أثارت ضدها أحياء شبرا وبولاق الدكرور، بينما كان المرشد يعتقد أنه سيلهم سكان مدينتي سيول وفانكوفر!

عندما تدرسين فيزياء الكون، لا الإعجاز العلمي في مسائل الكون، ستجدين تاريخاً علمياً حديثاً عن كيف استعدت الولايات المتحدة وروسيا في لحظة ما لمواجهة كويكب شارد ينطلق بسرعة 10 كيلو مترات في الثانية كان متوقعاً أن يضرب الأرض ويقضي على الحياة فيها، أو نسبة كبيرة من الحياة. في تلك اللحظات يتذكر كل العالم بيان آين شتاين وبرتراند راسل 1954 حول المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الحضارة،التي هي منجز إنساني جماعي. تجهز أميركا كل قدرتها التكنولوجية لمواجهة الخطر خارج حدود الأرض. يصبح هذا البلطجي هو حارس الحارة الوحيد.

القرآن كلام الله، أشترك معك في هذا الاعتقاد. القرآن نفسه، وقد قرأته مئات المرات وكنت أستخدم الماركر والهايلايت والقلم الرصاص، يتحدث عن التدبر والتفكر أكثر من حديثه عن الإيمان. يترك بعض الإشارات العلمية، في معرض حديثه عن خلق الكون، لا لكي يهزم البروفيسور زودهوف، بل ليقول لك: ثمة علم مهم اسمه الفيزياء، من الأفضل أن تكتشف الطريق إليه.

لكنا، بطريقة مدمرة للإيمان، صفقنا عندما اكتشفنا أن الله يعرف بعض المسائل العلمية. تماماً كما يفعل بدو جنوب الصحراء الأفريقية عندما يتقن الغلام أول عملية حساب، أو يصطاد أول تمساح.

الإعجاز الأهم في القرآن هو الدعوة إلى الاتقان، ولا توجد حاجة لإعجاز آخر.

نهارك سعيد.

م. غ.

ليست هناك تعليقات: