الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

صنعاء أول عاصمة في العالم تواجه جفاف المياه عام 2025م

صنعاء أول عاصمة في العالم تواجه جفاف المياه عام 2025م

شبح الجفاف يخيم على مستقبل المدينة

عمر الحياني – صنعاء

ينتظر العاصمة اليمنية صنعاء مستقبلا غامضا,  فحوضها المائي الذي تعتمد علية لتزويدها بالمياه يعد أكثرها تدهورا,  حيث يتعرض الحوض لعملية استنزاف مستمرة وعشوائية, مما يعرضه للجفاف في حلول عام 2025م وفقا للدراسات التي أعدها مشروع إدارة حوض صنعاء
.
العاصمة اليمنية التي تقع  على ارتفاع يزيد على 2150متر فوق مستوى سطح البحر وعلى بعد  226كم من ساحل البحر الأحمر تواجه مشكلة نضوب المياه كأول عاصمة في العالم سيجف حوضها المائي  ,إذا استمر الوضع كما هو وفقا لتصريح المهندس محمد سلطان الخبير  الهيدرولوجي بمشروع إدارة حوض صنعاء.

صحيفة مارب برس
وتعتبر اليمن من البلدان التي لا توجد فيها أنهار وتعتمد كليا على المياه الجوفية وجداول المياه الصغيرة و مياه الأمطار في المقام الأول , فكمية الإمطار في المنطقة الوسطى تقدر ب400-1100 مليمتر أما المناطق الساحلية فلا تزيد عن 100 مليمتر سنويا.

الانخفاض المتسارع في منسوب المياه في عدد من المناطق وعلى رأسها حوض صنعاء ينذر بأزمة حقيقية قادمة ، واختفاء  750,000وظيفة ، مع إنحفاض في الدخل بمقدار الربع خلال عقد من الزمن  وفق التقرير الذي أعدته شركة ما كنزي للاستشارات العالمية عام 2010م والمكلفة من قبل الحكومة في تحديد الأولويات العشر للحكومة اليمنية  .

ولمواجهة هذا الوضع المتفاقم في استنزاف المياه  أفاد مفيد الحالمي الوكيل المساعد لوزارة المياه والبيئة  أن الوزارة تسعى إلي تحويل هذه الأولوية إلي برنامج عملي خلال الفترة القادمة, من خلال إنشاء مؤسسة وطنية للحد من الحفر العشوائي , و تنفيذ معالجات سريعة خلال الفترة القادمة تضمن تأمين مصادر جديدة للمياه, والحد من استنزاف الأحواض المائية المتوفرة.

 يواصل حديثة بقوله " إن خطط الوزارة المستقبلية لمواجهة الوضع المائي يسعي الى عمل مشروع وطني متكامل  لتلبية الاحتياجات المائية  للعاصمة صنعاء, وفقا لخطط الحد من استنزاف الحوض المائي عبر ترشيد الاستهلاك ووضع حلول عملية ، من ضمنها  القيام بعمل محطات تحليه للمياه في كلا من محافظة تعز وإب كمرحلة أولى .

ويرجع  سلطان أسباب تدهور مياه حوض صنعاء إلي عدة أسباب أبرزها الحفر العشوائي للآبار, واستنزاف المياه في ظل زيادة الكثافة السكانية للعاصمة صنعاء الناتجة عن معدلات الهجرة القادمة من الريف , وتدني كفاءة إدارة واستخدام الموارد المائية في القطاع الزراعي، كما أوضح أن" عدم وجود تنسيق موحد بين الجهات الحكومية في وضع التصورات والحلول لمعالجة استنزاف المياه احد العوائق في حل مشكلة المياه في العاصمة صنعاء".

القات استنزاف مستمر للمياه

 و تأتي زراعة القات في حوض صنعاء ومحيطة من ابرز الأسباب وأكثرها استنزافا للمياه,
وعلى رغم من  قرب نضوب الموارد المائية في اليمن، يواصل المزارعون استنزاف الاحواض المائية عبر حفر آلاف الابار لري 260 مليون شجرة قات تستنزف نحو 50في المئة  من المياه الجوفية المستخرجة .
وقد ازدادت المساحة المزروعة بالقات خلال العقود الاربعة الأخيرة بنحو 23 ضعـفاً، مرتفعة من سبعة آلاف هكتار عام 1970م الى  159 الف هكتار عام 2010م، أي ما يساوي 10في المئة  من إجمالي المساحة المزروعة المروية في اليمن بحسب المركز الوطني للإحصاء  لعام  2010 م.







رسم بياني يوضح نسبة مساحة زراعة القات في اليمن، المركز الوطني للإحصاء 2010  م




وتشير التقارير الصادرة  عن الجهاز المركزي للإحصاء الي أن استهلاك القات للمياه يقدر بـ800 مليون متر مكعب سنويا لإنتاج  25 ألف طن ، أي أن الطن الواحد يستهلك 32 ألف متر مكعب من المياه، وقدر ان  ربطة القات الواحدة تستهلك 16 متر مكعب  من المياه.
أي  8في المئة  من متوسط نصيب الفرد في اليمن من المياه  سنوياً، طبقا لتقرير صدر عن منظمة الأغذية والزراعة "فاو" عام (1995).

 وتستهلك المزروعات المحيطة بمدينة صنعاء، على سبيل المثال، نصف الكمية المستخدمة للري والبالغة 60 مليون متر مكعب سنويا، وتذهب الكمية الباقية لزراعة القات.

وفيما تتوالى التحذيرات لوضع حد لاستنزاف المياه الجوفية في زراعة القات،  يواصل المزارعون استخدام الطرق التقليدية لريه ، كالغمر.
 ويحذر رئيس قسم الاراضي  في كلية الزراعة في جامعة صنعاء الدكتور عبد الاله ابو غانم من "خطورة الوضع لأن  القات يستنزف المياه من الاحواض على حساب المحاصيل الأخرى. ويعتبر أن "الكارثة وقعت في اليمن وهي مسالة وقت قبل جفاف حوض صنعاء ، لذا لابد من التفكير الجدي بوضع الحلول العلمية. مقترحا "استيراد القات والمحاصيل ذات الاستهلاك الكبير للمياه من اثيوبيا والصومال بدل زراعتها في اليمن ".

حلول صعبة لتوفير المياه

الحلول العاجلة لمواجهة كارثة مستقبلية سوف تتعرض لها العاصمة صنعاء، هي المنقذ الوحيد لعاصمة تقف على شبح الموت عطشا .
فوفق للدراسة التي قامت بها كلا من وزارة المياه والبيئة(MWF) والهيئة العامة للموارد المائية(NWRA) بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA), حول إدارة الموارد المائية لحوض صنعاء ,ووضع حلول عملية ،  يأتي في مقدمة هذه  الحلول تقليل استهلاك المياه بشكلٍ سريع إلى 50.7 م3/سنة في حلول عام 2020 م " الكمية المساوية لكمية التغذية" .
ويعد المقترح الثاني انسبها للعاصمة صنعاء أّذ يعتمد على  القيام بتوفير المياه من رملة السبعتين  الواقعة شمال شرق صنعاء على بعد 120كم وبنسبة رفع 1500م , أو  من منطقة حضرموت والواقعة على بعد 700كم وبارتفاع 2000م  فيما يعتمد الحل الاخير القيام بعمل تحليه للمياه  من ساحل البحر الأحمر على بعد150كم وبارتفاع 2700م  وهي أصعب الحلول وأكثرها كلفة.

نقص المياه في اليمن الضغط الزراعة لدرجة أن وظائف يمكن أن تختفي 750،000 والدخل قد ينخفض بمقدار الربع خلال عقد من الزمن، وفقا لتقرير.

الوضع المتدني لحصة الفرد من المياه في اليمن البالغة حوالي 125 مترا مكعبا في السنة وفقا لتقرير منظمة الفاو الذي صنف اليمن من بين أفقر 10 بلدان في العالم في مسألة المياه يرافقه استنزاف حاد للموارد المائية القليلة وضع البلد في مواجهة حتمية مع الجفاف .

ليست هناك تعليقات: