الجمعة، 25 سبتمبر 2009

الزيتون محصول استراتيجي نقدي وزراعته ملائمة للبيئة اليمنية الثلاثاء 15 سبتمبر 2009


الزيتون محصول استراتيجي نقدي وزراعته ملائمة للبيئة اليمنية الثلاثاء 15 سبتمبر 2009


صنعاء (سبأ)- تقرير: درهم السفياني
تواجه زراعة أشجار الزيتون في اليمن العديد من المعوقات التي تحول دون انتشار زراعتها على نطاق واسع مقارنة بالعديد من المحاصيل الزراعية الأخرى، رغم البيئة الزراعية الخصبة والملائمة التي تتمتع بها معظم المناطق والمرتفعات الجبلية.
وتعتبر ثمار الزيتون أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية والنقدية التي تعول عليها الكثير من البلدان في دعم اقتصادياتها، كما أن زراعته تتركز في المناطق والمرتفعات الباردة، فضلا كونه محصول مقاوم للجفاف وتعتمد زراعته بدرجة أساسية على مياه الأمطار الموسمية إلى جانب احتياجه إلى ثلاث ريات تكميلية فقط خلال العام.
ورغم تلك المزايا التي ينفرد بها هذا المحصول الهام الغني بالعناصر الغذائية والأملاح المعدنية والمركبات والفيتامينات اللازمة لبناء الجسم، الإ أن زراعته في اليمن ظلت والى الوقت الراهن بسيطة ولم يتم استغلال تلك الخصائص واستثمارها في تلبية الاحتياج من الغذاء إلى جانب دعم الاقتصاد الوطني.
ويرجع خبراء في مجال زراعة الزيتون الأسباب التي تقف وراء عدم تطور وانتشار زراعته في اليمن إلى عوامل تتعلق بجهل المزارع بدرجة أساسية بكيفية التعامل مع أشجار الزيتون من حيث زراعة الشجرة وريها ورعايتها وكذا تجهيز الثمار من حيث الجني والتخليل والعصر وغير ذلك.
كما أن زراعة أشجاره تتناسب مع ظروف الصحراء المعتدلة في شبوة والجوف، وبذلك يمكن أن تشكل مدخلا بيئيا مناسبا لوقف التصحر ولزراعة المدرجات والمناطق الهامشية.
مدير إدارة البستنة بالإدارة العامة للإنتاج النباتي بوزارة الزراعة والري، المهندس حميد البشاري، أوضح أن زراعة الزيتون في اليمن تتركز في مناطق المرتفعات الشمالية والوسطى في محافظات: صنعاء، الأمانة، المحويت، عمران، صعدة، ذمار، إب، البيضاء، وتعز.
ولفت إلى أن أشجار الزيتون موجودة في اليمن منذ آلاف السنين حيث عرف باسم (العتم) وهو الأصل البري لهذه الشجرة والتي انتشرت زراعتها آنذاك في مديرية عتمة بمحافظة ذمار ومنه جاءت التسمية.
وبين أن اليمن بدأت تتجه نحو زراعة الزيتون منذ سبعينيات القرن الماضي من أجل تحقيق عائدات نقدية، واستفادت من تجارب عددا من الدول الشقيقة المتقدمة في زراعة هذا المحصول،مثل المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة (اكساد) ومقره دمشق، ومن خلال التعاون مع هذا المركز تم إدخال كميات كبيرة من أشجار الزيتون إلى اليمن وبأصناف مختلفة ومتعددة منها نيبالي، صوراني، حضيري، قيسي، جلط.
حيث تم زراعة هذه الأصناف في البيئة اليمنية وتعد أصنافا عربية ملائمة للزراعة في المرتفعات والمناطق الجافة.
ولفت المهندس البشاري إلى إمكانية الاستفادة من المردود الاقتصادي الذي يحققه هذا المحصول مقارنة بتكاليف الإنتاج المنخفضة وغير المكلفة، حيث يصل إنتاج الشجرة الواحدة منه إلى نحو 50 إلى 60 كيلوجراما عند عمر النضج أي ما فوق العشر سنوات، وزراعة شجرة الزيتون تحتاج فقط لمياه قليلة وعناية في فترة النمو 3-5 سنوات.
وفيما يتعلق بعدد أشجار الزيتون في اليمن فإن بيانات الإحصاء الزراعي تشير إلى أن عدد أشجار الزيتون الموجودة في اليمن حاليا والتي تم زراعتها من مختلف الأصناف العربية المقاومة للجفاف أكثر من 800 ألف شجرة، كما يقدر متوسط عدد أشجار الزيتون التي يتم غرسها سنويا في بلادنا بين 5 آلاف - 10 آلاف شتلة عن طريق إكثار الغرس باستخدام العقل واستخدام عملية تطعيم (العتم) الزيتون بالأصناف الجيدة ومن ثم الإكثار.


اليمن بيئة مناسبة لزراعة الزيتون
ويؤكد خبراء زراعيون أنه يمكن الاستفادة من البيئة المناسبة لزراعة هذا المحصول في اليمن نظرا لان زراعته تحتاج إلى ثلاث ريات خلال السنة ويعتمد اعتمادا كليا على مياه الأمطار.
ويشير هؤلاء إلى أهمية استغلال هذه المزايا للتوسع في رقعته الزراعية وزيادة الإنتاجية وصولا إلى تحقيق معدلات ايجابية كأحد المحاصيل الاقتصادية والنقدية الهامة في البلاد، منوهين بأهمية تشجيع الاستثمار في هذا المجال، وكذا إمكانية إحلاله زراعة الزيتون بديلا عن زراعة القات نتيجة للوفورات الاقتصادية عند زراعة الزيتون سواء في المياه أو تكاليف الإنتاج من مكافحة للآفات واستخدام المبيدات والأيدي العاملة وغيرها.
مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء المهندس بشير الأصبحي، أشار إلى أن القدرة العالية لشجرة الزيتون على التأقلم في ظروف بيئية مختلفة في الأراضي الصحراوية والجافة والأراضي ذات الملوحة المرتفعة، تعد من أبرز العوامل التي تجعل زراعة هذا المحصول مجدية في اليمن.
ولفت إلى أهمية دور الإرشاد الزراعي في توعية مزارعي محصول الزيتون و توضيح الكثير من المفاهيم والمعاملات الخاصة بزراعته والتعامل مع أشجاره من بداية الغرس وحتى الجني.
وحسب الأصبحي فإن جهل معظم المزارعين اليمنيين بالمعاملات اللازمة لزراعة الزيتون وجني ثماره ومعاملات ما بعد القطف من تخمير وعصر وغير ذلك، أحد عوامل المؤثرة في تدني زراعة هذا المحصول الاقتصادي الهام وعدم اتساع رقعته الزراعية مقارنة بالمحاصيل الغذائية والنقدية الأخرى، في الوقت الذي أصبح معظم المزارعون يتجهون نحو زراعة القات لتحقيق عائدات ربحية مجزية.
ونوه بأن مكتب الزراعة والري بالمحافظة وبالتنسيق مع الإدارة العامة للإرشاد والتدريب الزراعي قاما في يوليو الماضي بغرس شتلات زيتون في بستان زراعي إرشادي في مديرية جحانة محافظة صنعاء بهدف نشر زراعة أشجار هذا المحصول خاصة في المناطق الهامشية والاستفادة من مزايا زراعتها المتمثلة في مقاومته للجفاف وللآفات النباتية وتعريف الناس بزراعته.


عصر الثمار
ويبين مدير إدارة البستنة بوزارة الزراعة والري بأنه تم إنزال مناقصة لشراء عدد من العصارات الخاصة بعصر ثمار الزيتون واستخراج الزيت، وذلك بتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، حيث سيتم توزيع هذه العصارات على مناطق الإنتاج لتمكين مزارعي الزيتون من الاستفادة منه وتشجيع زراعته على نطاق واسع.


إكثار أشجار الزيتون
ويقول حميد البشاري: "لدينا برنامجاً واسعاً في هذا المجال بتمويل من صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي يتضمن إعداد بيوت زجاجية لإجراء عمليات إكثار لأشجار الزيتون محليا، إلى جانب إعداد وإنشاء بيت بلاستيكي ( مركز الزيتون) في مشتل القحوم بصنعاء يتضمن قسم لتحليل الثمار وتجهيزها للاستخدام والتغذية.
وتطرق إلى أهمية البرنامج في دعم وتشجيع مزارعي الزيتون للتوسع في زراعة المحصول والاستفادة من عائدته الاقتصادية وبما يساعدهم في تحسين ظروفهم المعيشية.


حزام أخضر ومشاتل إكثار
وحسب البشاري فإن هناك خطة لعمل حزام أخضر حوول العاصمة صنعاء يتكون من أشجار زيتون كونها مقاومة للجفاف وتتأقلم مع البيئة بحيث يتم الاستفادة من هذا الحزام الأخضر في عملية الظل والزينة والإثمار.
ونوه بأن وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي وجه بإنشاء أربعة مشاتل لزراعة الزيتون في محافظات ذمار وصعدة وصنعاء وإب وكذا أربعة مشاتل أخرى للوزيات ( الفرسك، اللوز، البرقوق، المشمش) في محافظات المحويت وعمران وصعدة وذمار، على أن تتولى تلك المشاتل إكثار أشجار اللوزيات والزيتون وتوفير الشتلات ذات الإنتاجية العالية والمقاومة للجفاف والآفات، لافتا إلى أن تلك المشاتل التي ستنفذ في العام الجاري بتمويل صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي تعمل على إكثار العقل للأشجار المستهدفة من خلال الإشراف المباشر عليها من قبل المهندسين والفنيين وسيتم توزيعها على المزارعين.


فوائد الزيتون
يحتوي الزيتون على العديد من المركبات والفيتامينات والعناصر الغذائية والأملاح المعدنية الهامة في بناء الجسم، ويمكن لـ100 جرام من الزيتون أن تعطي نحو 244 سعرا حراريا.
كما أن ثماره الناضجة تمتاز بقيمة غذائية عالية لاحتوائها على نسبة مرتفعة من الزيت النباتي الصحي وتسهم الثمار في فتح الشهية وتقوية المعدة وتساعد على الهضم.
وتشير دراسات علمية وصحية إلى أنه يمكن استخدام أوراق شجرة الزيتون إذا طحنت لعلاج العديد من الأمراض كالتهابات اللثة وأورام الحلق، كما تستخدم نواة الثمرة في علاج الربو والسعال.
وتتعدد استخدامات الزيتون منها في عملية التغذية والزيت وكذا التدفئة كما يتم استخدام مخلفات العصارة كغذاء مفيد للحيوانات.

ليست هناك تعليقات: