الخميس، 27 أكتوبر 2011

داخل القلب هناك دماغ يفكر

بحث رائع: قلوب يعقلون بها
يؤكد بعض الباحثين اليوم أن داخل القلب هناك دماغ يفكر ويفهم ويشعر، والسؤال: هل هنالك إشارات قرآنية تؤكد على دور القلب في الفهم والإدراك؟ لنقرأ هذا البحث الشيق والجديد في طرحه وأسلوبه.....

ملخص البحث
نقدم في هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً حتى الآن!
إنها ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهذه التغيرات النفسية عميقة لدرجة أن المريض بعد أن يتم استبدال قلبه بقلب طبيعي أو قلب صناعي، تحدث لديه تغيرات نفسية عميقة، بل إن التغيرات تحدث أحياناً في معتقداته، وما يحبه ويكرهه، بل وتؤثر على إيمانه أيضاً!!
ومن هنا بدأتُ بجمع معظم التجارب والأبحاث والمشاهدات والحقائق حول هذا الموضوع، ووجدتُ بأن كل ما يكشفه العلماء حول القلب قد تحدث عنه القرآن الكريم بشكل مفصّل! وهذا يثبت السبق القرآني في علم القلب، ويشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، وأنه كتاب رب العالمين.
مقدمة
هناك بعض الباحثين يعتقدون أن القلب مجرد مضخة وأنه لا يوجد أي أثر لتغيير قلب المريض، بل قد تحدث تغيرات نفسية طفيفة بسبب تأثير العملية. كما يعتقد البعض أن القلب المذكور في القرآن هو القلب المعنوي غير المرئي مثله مثل النفس والروح. فما هي حقيقة الأمر؟
والحقيقة أننا لو تتبعنا أقوال أطباء الغرب الذين برعوا في هذا المجال، أي مجال علم القلب، نرى بأن عدداً منهم يعترف بأنهم لم يدرسوا القلب من الناحية النفسية، ولم يعطَ هذا الجزء الهام حقه من الدراسة بعد.
يُخلق القلب قبل الدماغ في الجنين، ويبدأ بالنبض منذ تشكله وحتى موت الإنسان. ومع أن العلماء يعتقدون أن الدماغ هو الذي ينظم نبضات القلب، إلا أنهم لاحظوا شيئاً غريباً وذلك أثناء عمليات زرع القلب، عندما يضعون القلب الجديد في صدر المريض يبدأ بالنبض على الفور دون أن ينتظر الدماغ حتى يعطيه الأمر بالنبض.
وهذا يشير إلى استقلال عمل القلب عن الدماغ، بل إن بعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا.
حقائق القلب
القلب هو المحرك الذي يغذي أكثر من 300 مليون مليون خلية في جسم الإنسان، ويبلغ وزنه (250-300) غرام، وهو بحجم قبضة اليد. وفي القلب المريض جداً يمكن أن يصل وزنه إلى 1000 غرام بسبب التضخم.
يقوم قلبك منذ أن كنتَ جنيناً في بطن أمك (بعد 21 يوماً من الحمل) بالعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء جسدك، وعندما تصبح بالغاً يضخ قلبك في اليوم أكثر من سبعين ألف لتر من الدم وذلك كل يوم، هذه الكمية يضخها أثناء انقباضه وانبساطه، فهو ينقبض أو يدق كل يوم أكثر من مئة ألف مرة، وعندما يصبح عمرك 70 سنة يكون قلبك قد ضخ مليون برميل من الدم خلال هذه الفترة!
 
يزود القلب عبر الدم جميع خلايا الجسم بالأكسجين، فالخلايا تأخذ الأكسجين لتحرقه في صنع غذائها، وتطرح غاز الكربون والنفايات السامة التي يأخذها الدم ويضخها عبر القلب لتقوم الرئتين بتنقية هذا الدم وطرح غاز الكربون. طبعاً تأخذ الرئتين الأكسجين الذي نتنفسه وتطرح غاز الكربون من خلال عملية التنفس (الشهيق والزفير)، إن شبكة نقل الدم عبر جسمك أي الشرايين والأوعية لو وصلت مع بعضها لبلغ طولها مئة ألف كيلو متر!!
علاقة الدماغ بالقلب
هل الدماغ يتحكم بعمل القلب كما يقول العلماء، أم أن العكس هو الصحيح؟ ينبغي عليك أخي القارئ أن تعلم أن علم الطب لا يزال متخلفاً!! وهذا باعتراف علماء الغرب أنفسهم، فهم يجهلون تماماً العمليات الدقيقة التي تحدث في الدماغ، يجهلون كيف يتذكر الإنسان الأشياء، ويجهلون لماذا ينام الإنسان، ولماذا ينبض القلب، وما الذي يجعل هذا القلب ينبض، وأشياء كثيرة يجهلونها، فهم ينشرون في أبحاثهم ما يشاهدونه فقط، ليس لديهم أي قاعدة مطلقة، بل كل شيء لديهم بالتجربة والمشاهدة والحواس.
ولكننا كمسلمين لدينا حقائق مطلقة هي الحقائق التي حدثنا عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً عندما أكد في كثير من آياته على أن القلب هو مركز العاطفة والتفكير والعقل والذاكرة. ومنذ ثلاثين عاماً فقط بدأ بعض الباحثين بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ، ولاحظوا أيضاً أن للقلب دور في فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأ بعض الباحثين يدرسون العلاقة بين القلب والدماغ. ووجدوا بأن القلب يؤثر على النشاط الكهربائي للدماغ.
العلماء لم يثبتوا أن القلب ليس له علاقة بالعواطف بل لا يستطيع أحد أن يثبت ذلك، لأنهم لم يستطيعوا كشف جميع أسرار القلب، ولذلك عندما نقول إن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، فهذا الكلام منطقي ولا يوجد ما ينافيه علمياً، والأهم من ذلك أنه يتفق مع القرآن.
الشيء الثابت علمياً أن القلب يتصل مع الدماغ من خلال شبكة معقدة من الأعصاب، وهناك رسائل مشتركة بين القلب والدماغ على شكل إشارات كهربائية، ويؤكد بعض العلماء أن القلب والدماغ يعملان بتناسق وتناغم عجيب ولو حدث أي خلل في هذا التناغم ظهرت الاضطرابات على الفور.
ويقول الدكتور Armour إن للقلب نظاماً خاصاً به في معالجة المعلومات القادمة إليه من مختلف أنحاء الجسم، ولذلك فإن نجاح زرع القلب يعتمد على النظام العصبي للقلب المزروع وقدرته على التأقلم مع المريض.
مشاهد مثيرة!
تقول المعالجة النفسية Linda Marks بعد عملها لمدة عشرين عاماً في مركز القلب: كان الناس يواجهونني بسؤال: ماذا تعملين في هذا المركز وأنت تعلمين أن القلب مجرد مضخة للدم ليس له علاقة بالحالة النفسية للإنسان؟ وكنتُ أجيب بأنني أحس بالتغيير الذي يحصل في نفسية المريض قبل وبعد عملة زرع القلب، وأحس بتغير عاطفته، ولكن ليس لدي الدليل العلمي إلا ما أراه أمامي. ولكن منذ التسعينات تعرفت على إحدى المهتمات بهذا الموضوع وهي "ليندا راسك" التي تمكنت من تسجيل علاقة بين الترددات الكهرطيسية التي يبثها القلب والترددات الكهرطيسية التي يبثها الدماغ، وكيف يمكن للمجال الكهرطيسي للقلب أن يؤثر في المجال المغنطيسي لدماغ الشخص المقابل!
البرفسور  Gary Schwartz اختصاصي الطب النفسي في جامعة أريزونا، والدكتورة Linda Russek يعتقدان أن للقلب طاقة خاصة بواسطتها يتم تخزين المعلومات ومعالجتها أيضاً. وبالتالي فإن الذاكرة ليست فقط في الدماغ بل قد يكون القلب محركاً لها ومشرفاً عليها. قام الدكتور غاري ببحث ضم أكثر من 300 حالة زراعة قلب، ووجد بأن جميعها قد حدث لها تغيرات نفسية جذرية بعد العملية.
يقول الدكتور Schwartz قمنا بزرع قلب لطفل من طفل آخر أمه طبيبة وقد توفي وقررت أمه التبرع بقلبه، ثم قامت بمراقبة حالة الزرع جيداً، وتقول هذه الأم: "إنني أحس دائماً بأن ولدي ما زال على قيد الحياة، فعندما أقترب من هذا الطفل (الذي يحمل قلب ولدها) أحس بدقات قلبه وعندما عانقني أحسست بأنه طفلي تماماً، إن قلب هذا الطفل يحوي معظم طفلي"!
والذي أكد هذا الإحساس أن هذا الطفل بدأ يظهر عليه خلل في الجهة اليسرى، وبعد ذلك تبين أن الطفل المتوفى صاحب القلب الأصلي كان يعاني من خلل في الجانب الأيسر من الدماغ يعيق حركته، وبعد أن تم زرع هذا القلب تبين بعد فترة أن الدماغ بدأ يصيبه خلل في الجانب الأيسر تماماً كحالة الطفل الميت صاحب القلب الأصلي.
ما هو تفسير ذلك؟ ببساطة نقول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ، والخلل الذي أصاب دماغ الطفل المتوفى كان سببه القلب، وبعد زرع هذا القلب لطفل آخر، بدأ القلب يمارس نشاطه على الدماغ وطوَّر هذا الخلل في دماغ ذلك الطفل.
تقول الدكتورة ليندا: من الحالات المثيرة أيضاً أنه تم زرع قلب لفتاة كانت تعاني من اعتلال في عضلة القلب، ولكنها أصبحت كل يوم تحس وكأن شيئاً يصطدم بصدرها فتشكو لطبيبها هذه الحالة فيقول لها هذا بسبب تأثير الأدوية، ولكن تبين فيما بعد أن صاحبة القلب الأصلي صدمتها سيارة في صدرها وأن آخر كلمات نطقت بها أنها تحس بألم الصدمة في صدرها.
مئات ومئات الحالات التي حدثت لها تغيرات عميقة، فقد غرقت طفلة عمرها ثلاث سنوات في المسبح المنزلي، وتبرع أهلها بقلبها ليتم زراعته لطفل عمره تسع سنوات، الغريب أن هذا الطفل أصبح خائفاً جداً من الماء، بل ويقول لوالديه لا ترموني في الماء!!
القلب مسؤول عن العواطف
هناك أمر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اصطناعية، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب! ففي 11/8/2007 نشرت جريدة Washington Post  تحقيقاً صحفياً حول رجل اسمه Peter Houghton وقد أُجريت له عملية زرع قلب اصطناعي، يقول هذا المريض: "إن مشاعري تغيرت بالكامل، فلم أعد أعرف كيف أشعر أو أحب، حتى أحفادي لا أحس بهم ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بوعندما يقتربون مني لا أحس أنهم جزء من حياتي كما كنت من قبل".
أصبح هذا الرجل غير مبال بأي شيء، لا يهتم بالمال، لا يهتم بالحياة، لا يعرف لماذا يعيش، بل إنه يفكر أحياناً بالانتحار والتخلص من هذا القلب المشؤوم! لم يعد هذا الإنسان قادراً على فهم العالم من حوله، لقد فقَد القدرة على الفهم أو التمييز أو المقارنة، كذلك فقد القدرة على التنبؤ، أو التفكير في المستقبل أو ما نسميه الحدس. حتى إنه فقد الإيمان بالله، ولم يعد يبالي بالآخرة كما كان من قبل!!
حتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ يقول البرفسور Arthur Caplan رئيس قسم الأخلاق الطبية في جامعة بنسلفانيا: "إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إننا لم ندرس علاقة العاطفة والنفس بأعضاء الجسم، بل نتعامل مع الجسم وكأنه مجرد آلة".
القلب الاصطناعي هو عبارة عن جهاز يتم غرسه في صدر المريض يعمل على بطارية يحملها المريض على بشكل دائم ويستبدلها كلما نفدت، هذا الجهاز أشبه بمضخة تضخ الدم وتعمل باستمرار، وإذا وضعت رأسك على صدر هذا المريض فلا تسمع أي دقات بل تسمع صوت محرك كهربائي!
إن أول قلب صناعي تم زرعه في عام 1982 وعاش المريض به 111 يوم، ثم تطور هذا العلم حتى تمكن العلماء في عام 2001 من صنع قلب صناعي يدعى AbioCor وهو قلب متطور وخفيف يبلغ وزنه أقل من كيلو غرام (900 غرام) ويتم زرعه مكان القلب المصاب. أما أول قلب صناعي كامل فقد زرع عام 2001 لمريض أشرف على الموت، ولكنه عاش بالقلب الصناعي أربعة أشهر، ثم تدهورت صحته وفقد القدرة على الكلام والفهم، ثم مات بعد ذلك.

زرع القلب الصناعي لمريض، ويقول العلماء إن النتائج التي وصلوا إليها، والخلل الكبير في الإدراك والفهم الذي يعاني منه صاحب القلب الصناعي يؤكد بأن القلب له دور أساسي في الفهم والإدراك، وأن القلب هو أكثر من مضخة، إن قلب الإنسان أكثر تعيداً مما نتصور!
لقد فشل القلب الصناعي كما أكدت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لأن المرضى الذين تمت إجراء عمليات زرع هذا القلب لهم ماتوا بعد عدة أشهر بسبب ذبحة صدرية مفاجئة،
دماغ في القلب
إن التفسير المقبول لهذه الظاهرة أنه يوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها.
نلاحظ أن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة النفسية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن هناك دماغاً شديد التعقيد موجود داخل القلب، داخل كل خلية من خلايا القلب، ففي القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمونات وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك.
إذن المعلومات تتدفق من القلب إلى ساق الدماغ ثم تدخل إلى الدماغ عبر ممرات خاصة، وتقوم بتوجيه خلايا الدماغ لتتمكن من الفهم والاستيعاب. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع.
ذبذبات من القلب
يقول الدكتور بول برسال Paul Pearsall إن القلب يحس ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم مناعة الجسم، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته. ويتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟
إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذن القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي إنما يغذيه أيضاً بالمعلومات!
ومن الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" HeartMath أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم!!!

أجرى معهد رياضيات القلب العديد من التجارب أثبت من خلالها أن القلب يبث ترددات كهرطيسية تؤثر على الدماغ وتوجهه في عمله، وأنه من الممكن أن يؤثر القلب على عملية الإدراك والفهم لدى الإنسان. كما وجدوا أن القلب يبث مجالاً كهربائياً هو الأقوى بين أعضاء الجسم، لذلك فهو من المحتمل أن يسيطر على عمل الجسم بالكامل. المنحني الأسفل يمثل ضربات القلب، والمنحنيات الثلاثة فوقه تمثل رد فعل الدماغ وكيف تتأثر تردداته بحالة القلب.
كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.
القلب والإدراك
في بحث أجراه الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson وتم عرضه في اللقاء السنوي للمجتمع البافلوفي عام 1999، وقد جاء بنتيجة هذا البحث أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وقد أثبت الباحثان هذه العلاقة من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، فوجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل.
إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد على أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات القلب لديك، تنعكس على نشاطه الدماغي!! أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك.

في هذه الصورة رجل يعيش بقلب صناعي، إنه يرتبط بشكل دائم بأشرطة من أجل التغذية بالبطارية، إن الذي تجري له عملية تركيب قلب اصطناعي يفقد الإحساس بكثير من الأشياء من حوله وتصبح ردود أفعاله شبه منعدمة، وتحدث تغييرات كبيرة جداً في شخصيته. وهذا يثبت عمل القلب في التفكير وفي ردود الأفعال وفي توجيه الدماغ أيضاً.
السبق القرآني في علم القلب
إن المشاهدات والتجارب التي رأيناها في هذا البحث تثبت لنا عدة نتائج في علم القلب يمكن أن نلخصها في نقاط محددة، وكيف أن القرآن حدثنا عنها بدقة تامة:
1- يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية، أي أن ما نسميه "العقل" موجود في مركز القلب، وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه، ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]. وهذه الآية حدّدت لنا مكان القلب لكي لا يظن أحد أن القلب موجود في الرأس وهو الدماغ، أو أن هناك قلباً غير القلب الذي ينبض في صدرنا، وهذه أقوال لا تعتمد على برهان علمي.
2- يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأعراف: 179]. أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.
3- معظم الذين يزرعون قلباً صناعياً يشعرون بأن قلبهم الجديد قد تحجَّر ويحسون بقسوة غريبة في صدورهم، وفقدوا الإيمان والمشاعر والحب، وهذا ما أشار إليه القرآن في خطاب اليهود: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب وهي القسوة واللين، ولذلك قال عن الكافرين: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. ثم قال في المقابل عن المؤمنين: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) بالزمر: 23].
4- يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحدث، ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
5- يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في عملية السمع، بل إن الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع، وهذا ما رأيته بنفسي عندما كان في أحد المشافي رجل لم يكن يصلي وكان يفطر في رمضان ولم يكن يسمع نداء الحق، وقد أصابه احتشاء بسيط في عضلة القلب ثم تطور هذا الخلل حتى فقد سمعه تماماً ثم مات مباشرة بعد ذلك، وكانت آخر كلمة نطقها "إنني لا أسمع شيئاً"، ولذلك ربط القرآن بين القلب وبين السمع فقال: (وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) [الأعراف: 100].
6- يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
7- تؤكد التجارب الجديدة أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، ولذلك قال تعالى: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16].
8- رأينا ذلك الرجل صاحب القلب الصناعي كيف فقد إيمانه بالله بعد عملية الزرع مباشرة، وهذا يعطينا مؤشراً على أن الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ، وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) [المائدة: 41].
9- بينت أبحاث القلب الصناعي أن للقلب دوراً أساسياً في الخوف والرعب، وعندما سألوا صاحب القلب الصناعي عن مشاعره قال بأنه فقد القدرة على الخوف، لم يعد يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2]. وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب، فقال: (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) [الحشر: 2].
الإعجاز في السنة النبوية
لقد سبق النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام علماء الغرب إلى الحديث عن دور القلب وأهميته في صلاح النفس، بل إنه جعل للقلب دوراً مركزياً فإذا صلح هذا القلب فإن جميع أجهزة الجسد ستصلح، وإذا فسد فسوف تفسد جميع أنظمة الجسم، وهذا ما نراه اليوم وبخاصة في عمليات القلب الصناعي، حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [متفق عليه].
أفضل علاج للقلب
يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب، وأن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب، وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره، وهل هناك أفضل من صوت القرآن؟ ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وقد وجدتُ بالتجربة أن تلاوة هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً تؤدي إلى استقرار كبير في عمل القلب، والله أعلم.
وأخيراً نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان، ونتذكر أكثر دعاء النبي: (يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، وندعو بدعاء المؤمنين: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].





الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

مصر ولبنان واليمن تفوز بالمراكز الثلاثة الأولى لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية لعام 2011

مصر ولبنان واليمن تفوز بالمراكز الثلاثة الأولى لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية لعام 2011

نجحت مصر ولبنان واليمن في اقتناص المراكز الثلاثة الأولى في الدورة السابعة لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية، التي تنظمها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشراكة مع شركة إنتل Intel وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو". وجاء الفريق المصري Nano-Dx في المركز الأول، عن مشروعه الذي يستخدم تكنولوجيا النانو والذهب لتطوير علاج لمرض فيروس الكبد الوبائي الذي يصيب أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، خاصة لحالات سرطان وتليف الكبد. وتعتمد هذه التكنولوجيا على مهاجمة الخلايا المصابة فقط وعلاجها. ويقود الفريق الدكتور حسن عزازي، وعضوية تامر سمير، شريف شوقي، مى منصور وأحمد طلبة. أعلن هذا الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، مساء أمس الموافق 25 أكتوبر 2011، في العاصمة البحرينية المنامة، التي استضافت حفل نهائي الدورة السابعة لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية، برعاية وحضور معالي الدكتور حسن فخرو، وزير الصناعية والتجارة البحريني الذي رحب برواد الأعمال العرب، مؤكدا أنهم العقول العربية القادرة على بناء اقتصاد المعرفة وتحقيق النهضة الصناعية والتكنولوجية، ومثله الدكتور عبد اللـه منصور وكيل الوزارة، ورعاية وحضور سمو الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز العربي لتنمية وتدريب رواد الأعمال التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو).

 أضاف الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار: أن المركز الثاني فجاء فيه الفريق اللبناني Herbatica الذي يضم وفيق نعمة، مى حاج، إلكسندر نعمة، توما ماخول، توني الزغبي وفادي عزيز، بمشروع حول لزيادة مناعة الإنسان من خلال طريقة تكنولوجية جديدة في الطب والعلاج بالعطور والأعشاب والعلاج الطبيعي، عبر استخدام التقنيات العشبية. وجاء في المركز الثالث الفريق اليمني OD-Boards ويضم أحمد عبد المولى أحمد ويسري خليل عبد الله. ويدور مشروعهما حول تطوير تكنولوجيا لاستخدام اللوحات الهوائية لمنصات الإنترنت ذات الصلة بالإعلانات بالشرق الأوسط، والتي تخدم النواحي الديموغرافية والجغرافية من حيث الإعلان في الشوارع والأحياء والأماكن العامة وأسطح المنازل، وتوفر هذه اللوحات صور إعلانية على درجة عالية من الوضوح.

وأكد الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار أهمية الشراكة بين المؤسسة وإنتل لدعم رواد الأعمال العرب في المنطقة. ومشيدا بالدعم المقدم من قبل اليونيدو. مشيرا إلى أن الفائزين الثلاثة الأوائل سيحصلون على جوائز مالية للمساهمة في تحويل أفكارهم الابتكارية إلى شركات تكنولوجية واعدة، وتبلغ قيمة الفائز بالمركز الأول 10 آلاف دولار، و6 آلاف للمركز الثاني، و4 آلاف دولار للفائز الثالث، فضلا عن مشاركتهم في تحدى إنتل العالمي لريادة الأعمال بأميركا 7 – 9 نوفمبر 2011، مع مشاركة الفائزين من المركز الرابع للثامن في ملتقى الاستثمار في التكنولوجيا الذي تنظمه المؤسسة سنويا، ويجمع رواد الأعمال ورجال المال والأعمال وصناديق رأس المبادر والجرئ.

في سياق متصل، أكد المهندس خالد عدس، مدير المبادرات الاستراتيجية والشؤون التربوية والاجتماعية بشركة إنتل Intel: "أن الإبتكار يعد أحد أحجار الزاوية لنجاح إنتل، ولذا تعمل إنتل على تعزيز الحلول الإبتكارية ودعم الأفكار الخلاقة، ذات التأثير الإيجابي على المجتمع وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي". وأضاف خالد عدس "أنه خلال هذا الأسبوع من التصفيات النهائية، ظهرت العديد من الأفكار الابتكارية الملهمة، التي كشفت عن مستوى عال من المنافسة. كما جذبت هذه الأفكار الإنتباه إلى أهمية تشجيع الشباب في المسارات المبتكرة والمقدمة لحلول عملية للتحديات العالمية. ولذا فاليوم نقدم التهنئة للفائزين ونتمنى لهم حظا سعيدا في وجهتهم المقبلة، خلال أيام عبر مشاركتهم في تحدى إنتل العالمي في يوسي بيركيلي  في كاليفورنيا بالولايات المتحدة".

من جانبه، قال الدكتور هاشم حسين، مدير مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لليونيدو أن رواد المشاريع العرب أثبتوا كفاءة كبيرة، وقدرة على التعلم عبر ورش التدريب، التي مكنتهم من تطوير خطط الأعمال واستيعاب معطيات وبيئة السوق، لتحويل أفكارهم لشركات تكنولوجية واعدة.

يذكر أن عدد المشاريع التي وصلت التصفيات النهائية، بلغت 50 مشروعا متنافسا، لعدد 50 رائد أعمال عربي، من 15 دولة، هي: السعودية، مصر، اليمن، الكويت، البحرين، العراق، سورية، لبنان، فلسطين، الأردن، تونس، الجزائر، ورواد أعمال عرب من إيطاليا، فرنسا وأميركا. علما بأن عدد المشاريع التي شاركت في البداية وصلت إلى 224 مشروعا، استوفى منها الشروط كاملة، 81 مشروعا.
------------------------------
عـبـده فـلـي نـظـيـم

السبت، 22 أكتوبر 2011

معهد قطر لبحوث الحوسبة يدخل في شراكة مع مؤسسة ويكيميديا


معهد قطر لبحوث الحوسبة يدخل في شراكة مع مؤسسة ويكيميديا
·        الشراكة تهدف إلى زيادة كم وجودة المحتوى العربي على موقع ويكيبيديا
·        توقع نمو مساهمة موضوعات اللغة العربية في موقع ويكيبيديا لتصل من 150 ألف مقال حالياً إلى 500 ألف مقال في غضون ثلاث سنوات.
·        التعاون يأتي في أعقاب أول مؤتمر من نوعه استمر يومين لمؤتمر ويكيبيديا العربي والذي ينظمه معهد قطر لبحوث الحوسبة.
·        مؤسسة قطر "تلاحظ حجم الفجوة الموجودة في مُحتوى اللغة العربية" في شبكة الإنترنت وتنذر نفسها لإيجاد حلول.

الدوحة، قطر - 22 أكتوبر 2011: بدأ معهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع شراكة مع مؤسسة ويكيميديا تهدف إلى استنهاض المحتوى العربي على موقع ويكيبيديا التي تُعد أكبر موسوعة عالمية مجانية، ما من شأنه أن يؤدي إلى زيادة كم وجودة المساهمات.
جاءت هذه الشراكة في أعقاب عقد أول مؤتمر ويكيبيديا عربي من نوعه. وقد استمرت الفعالية على مدار يومين ونظمها معهد قطر لبحوث الحوسبة. وشارك في الفعالية الوكيبيديون (المحررون والمساهمون)، وخبراء الحاسب التابعين لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، ومندوبون لجامعات قطر وشركات الأعمال، بالإضافة إلى عشرات من رواد الخبرة في اللغة العربية من مختلف بلدان الشرق الأوسط من أجل مناقشة وتحديد السُبل الرامية إلى استنهاض نمو المحتوى العربي على موقع ويكيبيديا.
افتتح المؤتمر الدكتور أحمد المقرمِد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، مُعلناً توقيع الشراكة التاريخية وتفاصيل التعاون مع مؤسسة ويكيميديا.
يقول الدكتور أحمد المقرمِد "نحن فخورون لمؤازرتنا لنهضة اللغة العربية على شبكة الإنترنت التي أصبحت الآن في كل مكان على وجه الكرة الأرضية."
كما أضاف "هناك اتفاق عام في العديد من الدوائر في البلدان الناطقة باللغة العربية على عدم وفاء كم وجودة المحتوى العربي المُتاح على شبكة الإنترنت بمتطلبات ما يقرب من 350 مليون متحدث باللغة العربية على مستوى العالم.
"وقد لاحظنا حجم هذه الفجوة وبالأخص في ويكيبيديا، ولكن بدعم من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر التزمنا بتوفير الموارد للتعامل مع هذه المسألة وإيجاد حلول لها."
تجدر الإشارة إلى أن ويكيبيديا هي موسوعة مفتوحة المصدر ويستخدمها كل شخص بدءاً من أطفال المدارس وحتى رجال الأعمال. ويردف الدكتور المقرمِد قائلاً " نحتاج إلى التيسير على المساهمين العرب للمساهمة في تعزيز ويكيبيديا العربية وتحسين تجارب المستخدمين في استخدام محتواها. كما أننا نرى الفرصة سانحة لنكون من بين الرواد في مجال تقنيات اللغة العربية، ليس في تقنيات الأبحاث وحلول الحوسبة المتطورة فحسب ولكن أيضاً لنجعل ما نقوم بعمله مرتبط باستخدامات الشخص العادي."
وبناء على هذه الشراكة حددت مؤسسة قطر ومؤسسة ويكيميديا أربع مبادرات واعدة لتحفيز النمو وتحسين جودة المحتوى العربي على موقع ويكيبيديا.
وتتضمن هذه الأهداف تطوير حوافز وأدوات التأليف للمحررين باللغة العربية على موقع ويكيبيديا ودمج تحرير مقالات ويكيبيديا في المناهج الدراسية وإنشاء أدوات لترجمة المقالات عبر معهد قطر لبحوث الحوسبة، فضلاً عن وسائل التواصل العامة وتعيين المحررين والمساهمين لتعزيز المحتوى ولمساعدتهم على تعلم كيفية التحرير بفاعلية. كما سوف يسهم معهد قطر لبحوث الحوسبة في تيسير ودعم فرص التعاون بين مؤسسة ويكيميديا ومعاهد ومؤسسات بلدان العالم العربي عن طريق تشكيل فريق مشترك من الاستشاريين والأكاديميين الكائنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبالمقارنة مع اللغة البرتغالية التي يتحدث بها 290 مليون نسمة، ولديها 693 ألف مقال و1694 محرراً نشطاً، نجد أن  ويكيبيديا العربية تحتوي فقط على 150 ألف مقال حتى شهر يوليو 2011 صممها وأدارها 552 محرراً نشطاً.  وفي خلال عام واحد من التعاون، نهدف إلى زيادة المقالات في ويكيبيديا العربية 50 ألف مقال - تتألف من كل من تراجم الإسهامات القائمة والمقالات الأصلية، وكذا زيادة عدد المحررين 1000 مُحرر. وفي العام الثالث، نطمح إلى أن تحتوي ويكيبيديا العربية على 500 ألف مقال.
يقول بارى نيوستيد، كبير مسئولي التطوير العالمي بمؤسسة ويكيبيديا " أثناء عملية التخطيط الإستراتيجية لويكيميديا في عام 2010، تم وضع ويكيبيديا العربية على قائمة الأولويات من أجل توفير الجهود الخاصة لها للمساعدة على تحفيز نمو المشروع."
وأضاف "إن معهد قطر لبحوث الحوسبة لهو شريك قدير يتمتع بالحماسة والهمة ما يعيننا على تنفيذ الأهداف المرجوة في المنطقة. ونحن نتطلع بكل تأكيد إلى الآفاق المستقبلية للبرامج والمبادرات الجديدة الرامية لدعم ومساندة مجتمع ويكيميديا.
وخلال المؤتمر الذي استمر على مدار يومين وانتهى بالإعلان عن الشراكة، ناقش نُخبة من محرري اللغة العربية على موقع ويكيبيديا بالمنطقة وخبراء الحوسبة من قطر عملية تطور محتوى اللغة العربية على شبكة الإنترنت. تضمنت جلسات المناقشة الرؤية العامة لتاريخ ويكيبيديا العربية وأهداف المبادرة العربية والمبادرات البرمجية الكبرى والتي اشتملت على توسيع نطاق جموع المُحررين ليشمل طلاب الجامعات وتطوير الترجمة الآلية والمشاركة في التواصل الجماهيري لتعزيز الاهتمام بالمساهمة في تطوير ويكيبيديا العربية.
وسوف يعرض معهد قطر لبحوث الحوسبة مسار تقدمه في تطوير أبحاث تكنولوجيا اللغة العربية وأيضاً التواصل الاجتماعي وتحليلات البيانات والحوسبة السحابية في منتدى الأبحاث السنوي الثاني لمؤسسة قطر والذي سوف يُعقد في الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. لمعرفة المزيد عن المنتدى والمعرض وفرص الرعاية، يُرجى زيارة موقع www.qf-arf.org

-انتهى-          
   
لمحة عن معهد قطر لعلوم الحاسب
معهد قطر لبحوث الحوسبة هو عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهو يُقدم أبحاثاً رفيعة المستوى متعددة الفروع العلمية في علوم الحاسب تُلبى احتياجات قطر والمجتمع العربي ككل والعالم والإرث اللغوي والثقافي والتاريخ الفريد لدولة قطر. كما يُركز المعهد على إجراء بحوث في ست مجالات هي: تكنولوجيا اللغة العربية، الحوسبة الاجتماعية، الحوسبة العلمية، الحوسبة السحابية، التحليلات البيانية والتصميم المتطور للأجهزة. كما ينشر معهد قطر لبحوث الحوسبة نتائج أبحاثه من خلال التواصل مع المجتمع المحلى وأنشطة نقل التكنولوجيا.
للمزيد من المعلومات عن معهد قطر لبحوث الحوسبة وأبحاثه يُرجى زيارة موقع www.qcri.qa.

لمحة عن مؤسسة ويكيبيديا
http://wikimediafoundation.org
مؤسسة ويكيميديا منظمة غير هادفة للربح تدير الموسوعة الحرة ويكيبيديا. ووفقًا لإحصائية comScore Media Metrix تتلقى ويكيبيديا ومشاريعها الشقيقة الأخرى التي تديرها ويكيميديا ما يزيد على 422 مليون زائر متفرد كل شهر، مما يجعلها رابع أكثر شبكة مواقع ويب زيارةً على الإنترنت (بحسب comScore في سبتمبر 2011). ويتوافر موقع المؤسسة بأكثر من 280 لغة وتحتوي على 18 مليون مقال من إسهامات أكثر من 100 ألف متطوع عبر العالم. يقع مقر مؤسسة ويكيميديا في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية وهي مؤسسة خيرية تُموّلها التبرعات والهبات وتخضع للمراجعة حسب المادة رقم 501(c)(3) .


الأحد، 9 أكتوبر 2011

هل نعيد "اختراع" النانو و الفيمتو و... اليوكتو؟!

أحمد عبد الحميد - الجزيرة توك - بلجيكا

علم النانو هو ذاك العلم الذي يختص بأجسام ما بين 1 نانومتر و 100 نانومتر، وإذا لم تكن تعرف شيئا عن النانو فلا تحزن كثيرا، لست وحدك! فاستطلاعات الرأي في أمريكا الشمالية تخبرنا أن من أصل كل عشرة أشخاص فقط ثلاثة أشخاص بإمكانهم التعليق على ماهيتها. 
وإذا كان السؤال عن "اختراع" النانو أو الفيمتو فالسؤال بالطبع خاطئ. ذلك أن كلمة النانو وحدها لا تعني شيئا إلا: "جزئ من مليار جزء". أكيد تعرف أن المتر هو مائة سنتيمتر أو بمعنى آخر أن السنتي- متر هو جزء من مائة من المتر. ربما ذلك يعني أن كلمة سنتي "جزء من مائة"؟ بالطبع هي كذلك ومثلها حين نقول إننا استخدمنا المسطرة لقياس كذا ميلي- متر فنحن نعرف أن كلمة الميلي هي جزء من الألف. لنعمم الأمر إذا، كل تلك الكلمات: "ديسي، سنتي، ميللي،... نانو، بيكو،.. إلخ" ما هي إلا تعبير عن وحدة قياس وبإمكانك القول: نانو-متر وأيضا نانو-ثانية وفي الحالتين سيكون المعنى أنك تقصد جزء من المليار (10−9) من المتر أو الثانية.  وكذا الحال مع بقية المصطلحات في الجدول.  ولكن ماهو علم النانو إذا؟!

هناك ثلاثة أشياء لابد أن نفرق بينها أولا: مقياس النانوnanoscale  ، وعلوم النانو nanoscience، و النانو تكنولوجي nanotechnology. لنتخيل أنك تريد قياس نانومتر على مسطرة ليكون معك مقياس نانو. ستحتاج إلى تقسيم الميليمتر على المسطرة إلى مليون جزء للحصول على قياس 1 نانومتر صحيح. لدى علماء النانو الآن مقياس من 1-100 نانومتر يمكنهم من قياس 100 نانو متر وهو كاف لقياس أبعاد فيروس. 
وعليه فإن شعرة الرأس التي هي أصغر ما يمكننا رؤيته بالعين المجردة، والتي هي 10 آلاف نانو لا تصلح لمقياس النانو الذي ابتكرناه. ولم يكن مقياس النانو هذا ممكنا قبل معرفة الميكروسكوب الإلكتروني عام 1931 بواسطة ماكس كلوت و إرنست روسكا الألمانيين. ولكن إنبهار البشرية الحقيقي بالنانو متر لم يكن في أوجه حتى أواخر الخمسينات. ففي العام 1958 خرج الفيزيائي الياباني ليو إيساكي ليقول أن الفيزياء التي تحكم الذرات و المواد في مقياس النانو ليست كالفيزياء الكلاسيكية وأسماها الفيزياء الكمية Quantum mechanics. وبعدها انطلق العالم أجمع في البحث تارة فيما خلق الله لنا أصلا على الأرض يتدارسونه بالمقياس الجديد وتارة يبتكرون ويصنعون أجهزة في مقياس النانو. وجرى اصطلاح التدارس بعلم النانو وجرى تسمية التصنيع بالنانو تكنولوجي.


لم يكن انبهار العالم بهذا البعد الجديد شيئا هينا، فها نحن نعرف أنواع فيروسات أكثر، نعرف الحمض النووي ونحلله ونفكر في تخليقه... ها نحن نحاول هندسة حمض نووي... ربما بكتريا... ها نحن نعيد رؤيتنا للمواد التي عرفناها منذ القدم، الذهب مثلا يظن البعض أن لونه ذهبي! هذا ما تراه عيونهم المجردة ولكن علماء النانو يثبتون أن للذهب ألوان أخرى بحسب ترتيب الذرات وشكلها (راجع الشكل 2 أدناه). ها نحن نغير من الخواص الفيزيائية لنفس المواد التي عرفناها من قبل، فنصنع زجاجات لا تتعلق بها البكتريا... ربما لأن البكتريا 1000 نانو- متر... ونحن –العلماء- نلهو بترتيب الذرات عند الواحد نانو متر... تماما كما يصنع النجار طاولة بطول متر على طريق طوله عدة  كيلو مترات!
و تغير كل شئ فجأة، لم يعد علم الإلكترونيات ولا حتى الميكرو-إلكترونيات كافيا لطموح العلماء، انخرط العلماء في علم النانو-إلكترونيات. بإمكانهم الآن صنع شريحة إنتل في حاسبك الشخصي وأصغر بعد لترانزيستور فيها يقارب ال 30 نانومتر وفي القريب سيكون في حاسبك الشخصي 20 نانو متر و ربما  أقل... مسألة وقت.
أصبح بمقدورنا الآن تصنيع أجهزة في حجم حبة الدواء... تحمل مصنعا كاملا عليها، بإمكانها الدخول إلى جسدك ومن ثم الوصل إلى هدفها والتعامل مع المرض... تغيرت خارطة التفكير في عالم الأدوية. أصبح ممكنا حقن الدم بأجهزة متناهية الدقة في نطاق الميكرو متر تسير كالعربات في الدم لها طرق... تماما كأجهزة الروبوت التي تعرفها... وانخرط العلماء في تحليل هذه الحركة الجديد وتصميم الطرق داخل جسد الإنسان وكأن الباب مفتوح على مصراعيه... عند النانو متر يبدو كل شيء وكأنه الفضاء.... تبدأ حدود عالم آخر. عالم ينظر فيه إلى خلايا السرطان بشكل أوضح و أدق... بإمكاننا الآن زراعة قضبان في حجم النانو متر مغطاة بالذهب ومحملة بغرفة حرارية بإمكانها تدمير خلايا السرطان و الاختراعات و الابتكارات و العلوم المشتقة من كل ذلك لا تنتهي... كل يوم هناك فكرة مجنونة... قابلة للتحقيق!
 
في وسط كل ذلك الكوكب الآخر يبدو عالمنا العربي مشدوها... بعيدا عن الواقع بأميال. يظن البعض أن الغرب يتنبأ بالمستقبل ولكن الواقع أن العلماء –وكثير منهم من العرب- يشاركون في صنعه الآن ولكن في الغرب. تدرس الجامعات العربية مادة الإلكترونيات بينما ظهر علم الميكرو-إلكترونيات و أهلكه العالم بحثا و تنقيبا و صناعة و أكمل طريقه إلى النانو إلكترونيات ولا يزال البعض غارقا في غياهب الماضي و لا يخرج منها. تحاول بعض الحكومات العربية جاهدة اللحاق بالركب ولكنها تواجه أحد ثلاث معضلات: المعضلة الأولى: أن يكون لديها المال بدون خبرات. والمعضلة الثانية أن يكون لها خبرات بلا مال. والثالثة: أن يكون لها مال و خبرات ولكن بلا توجه "عام" وهدف واضح للدولة. على أن هناك بعض النماذج المحدودة الناجحة في وطننا العربي منها مثلا بعض الشركات الناشئة في مصر و تونس وبدايات دعم مادي لتعليم الشباب في بعض الجامعات الخليجية. وبعيدا عن ذلك، يجادل بعض الجهال بأن تلك العلوم لا تنفعنا لأنها متطورة أكثر مما ينبغي و نجيب ببساطة تخلى عن حاسبك الشخصي و هاتفك المحمول و ربما طعامك المعدل جينيا و سائر المنتجات الصينية و الأمريكية من حولك في المستشفيات و المصانع... لأنها كلها منتجات هذه العلوم.
وأخيرا، أنت الآن تعلم، حين يخبرك أحدهم أن د. أحمد زويل قد "اخترع" الفيمتو-ثانية، اخبره أن الفيمتو مقياسا يساوي جزء من الكوادريليون أي عشرة مرفوعة للأس سالب 15. وأن الرجل حينما استطاع ان يبتكر كاميرا تصور هذا الوقت الدقيق كان هو الآخر فتح بابا من العلم لم تعرفه البشرية من قبل... بإمكاننا الآن النظر و –ربما- التحكم في التفاعلات الكيميائية و استنتاج قوانين فيزيائية جديدة و مواد كيميائية جديدة. هو البعد الرابع بعد الأبعاد الثلاثة للجسم... ولذلك فإن عمل د. زويل اليوم يقوم على صناعة ما يسميه بميكروسكوب البعد الرابع... وهناك فروع أخرى من العلم تناسب رؤيتنا لبعد الفيمتوثانية في خلق الله.. وللحديث بقية عن التطبيقات و العلوم الأخرى و ربما عن.... اليوكتو؟
 
الأشكال:

شكل 1:
 شكل يوضح مقياس الأشياء،

شكل 2:
شكل يوضح ألوان ذرات الذهب و الفضة اعتمادا على حجمها و شكلها. و المصدر جامعة نورث ويسترن.

شكل 3:
شكل يوضح مقياس الأشياء، المصدر: وزارة الطاقة الأمريكية.