الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

أخيرا الانترنت يتكلم عربي


عمر الحياني
عضو الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين
نشرت بمجلة تكنلوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات عدد(101)
أخيرا أصبح الانترنت يتكلم عربي بعد أن ظل 40 عاما يحسب بالأرقام العربية و لا يتكلم العربية فموعد 16 تشرين الثاني 2009 تكون اللغة العربية والصينية أول اللغات التي تدخل مسرح الشبكة العنكبوتية من خلال تعريب عناوين نطاقات المواقع ويأتي هذا الاتجاه بعد موافقة مجلس منظمة إيكان الذي انعقد في ( 30 أكتوبر/تشرين أول) بعاصمة كوريا الجنوبية سيول حيث تم بالأغلبية الموافقة على البدء في عنونة النطاقات العليا أو ما يسمى top-level-domains، على غرار دوت كوم أو دوت أورج. من خلال إدخال اللغات الأخرى تدريجيا بدأ باللغة العربية والصينية كأول اللغات العالمية بعد الانجليزية تدخل في أسماء النطاقات ثم اللغة الروسية لاحقا.
فالقرار الذي سمح بإدخال لغات عالمية في عناوين الانترنت آتى بعد مراحل طويلة من المفاوضات والتجارب التي استمرت لسنوات طويلة كانت نتاج صعوبات وتحديات تقنية ولغوية إلي جانب محاولة السيطرة المحكمة من قبل الولايات المتحدة على الشبكة العنكبوتية .
وتأتي هذه الخطة باتجاه الدفع نحو زيادة عدد مستخدمي الانترنت من جهة و إنهاء الاحتكار من جهة أخرى فرئيس هيئة ايكان رود بكستروم برر هذه الخطوة قائلا إن "أكثر من نصف عدد مستخدمي شبكة الانترنت، والذين يربو عددهم على 1.6 مليار مستخدم، يستخدمون لغات أخرى غير الانجليزية". ومن المتوقع أن تظهر أول المواقع التي تطبق التغييرات الجديدة بحلول منتصف عام 2010.

فأمريكا الدولة الراعية لعناوين الدومينز ( شريط كتابة عنوان المواقع) كانت من اشد المعارضين لهذه الخطوة لولا إصرار دول كثيرة مثل الصين وروسيا والدول العربية والأوربية على فك هذا الاحتكار والاتجاه نحو خطوات أحادية الجانب في عمل عناوين خاصة بها مما سوف يهدد توافقية شبكة الانترنت , فهذا التحكم الفردي في الشبكة التي أصبحت محرك رئيسي في حياة البشرية في جميع أنحاء العالم جعل منظمة إيكان تفكر مليا في الاتجاه الفردي في عنونة الانترنت والتحكم فيه ,وقد دعت الأمم المتحدة مرارا أن تركن إليها مسئولية إدارة عناوين الانترنت بدلا عن سيطرة القطب الأوحد الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن المعروف أن عناوين الانترنت ما هي إلا واجهة للمستخدم للتمييز وسهولة التذكر والولوج في الانترنت ولان عملية اختراع الانترنت أتت من مصدر يستخدم اللغة الانجليزية بالإضافة إلي أن عملية منح وتنظم هذه الأسماء وتسجيلها تتم من قبل الهيئة الأمريكية المعروفة (ICANN)الايكان هو ما جعلها محتكرة من قبل اللغة الانجليزية .
فعنوان الموقع الظاهر أمام عين المستخدم ما هو إلا حروف انجليزية أو أرقام عربية أو خليط من تلك الحروف والأرقام معا في حين أن المعالجة الحاسوبية تحول عنوان الانترنت بالحروف الانجليزية www.icann.org ) ). إلي أرقام بحروف عربية كالتالي"192.0.34.65" .
ويمثل إدخال الحروف العربية إيذانا بدخول الحرف العربي إلي جانب الرقم العربي ليظل الثنائي العربي مصدر معرفي يحتم علينا مسئولية عظيمة لأمة تعد اللغة العربية بمثابة ركن مقدس في حياة مليار ونصف مسلم .

صعوبات إدخال عناوين الانترنت بلغات أخرى

ومما لاشك فيه أن خطة مثل هذه رغم أهميتها تواجه تحديات رغم التجارب العديدة إلا المشاكل التي سوف تواجهه المستخدم وإدارة الشبكة أثناء الطرح الفعلي هو ما سوف يضع الحلول والصعوبات في سلة واحد ولعل ابرز التحديات التي من المحتمل أن تواجه مثل هذه الخطوة يتمثل في .
· ضعف التوافقية البرمجية والشبكية على مستوى العالم سوف يودي إلي تضارب العناوين وضعف فهم الخوادم والمترجمات للعناوين
· زيادة حجز العناوين بلغتين .
· صعوبة كتابة العناوين ببعض اللغات .
· قد يجد المستخدم غير المتقن لبعض اللغات صعوبة في دخول بعض العناوين بلغات أخرى .
· محركات البحث قد تواجه مشاكل جمة خلال الفترة القادمة في برمجة البحث في العناوين خلال الفترة القادمة .
ورغم التحديات المعقدة على المستوى التقني فأنة سوف يمثل "أكبر تغيير" في النظام الذي يحكم الإنترنت منذ اختراعها قبل 40 عاما.
وسوف يساعد على إضافة مستخدمين جدد للانترنت لهم صعوبات في استخدام لغة غير لغتهم الأم حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من نصف مستخدمي الانترنت، الذين يقدر عددهم بحوالي مليار ونصف المليار شخص، يتحدثون لغات لا تكتب بحروف لاتينية.
مما يجعله هدف أساسي تسعى الدول المختلفة للقضاء على أمية استخدام الانترنت من خلال تشجيع مواطنيها على استخدام الانترنت بلغتهم الأم باعتبار الانترنت حلقة وصل عالمية متعدد الفوائد والاستخدامات .حيث يقول مارك جريجور مراسل بي بي سي لشؤون التكنولوجيا إن اللغة لم تمثل أي مشكلة في السنوات الأولى من عمر الإنترنت لأن معظم مستخدمي الشبكة كانوا يتحدثون الإنجليزية أما الآخرون فكانوا يستخدمون لغات ذات حروف لاتينية، لكن ذلك الأمر لم يعد واقعا.
لغات الضاد وصعوبات التوافق
لعل ابرز الصعوبات التي تواجه اللغة العربية هو ما ينبع من أبناءها الناطقين بها فهم في آخر السلم المعرفي والتقني .
لم يقدموا شيئا من علوم العصر وابتكاراته حتى تصبح اللغة العربية لغة علم كما كانت لهذا سوف تظل اللغة العربية تواجه التحديات والصعوبات التقنية في التعامل مع اللغات البرمجية إلي اجل غير مسمى ولعل ابرز الصعوبات التي تواجه اللغة العربية في استخدامها كعناوين نطاق تتمثل في عدة نقاط منها.
§ صعوبة التوافق الشبكي والبرمجي مع اللغة العربية لان البرتوكولات والبرمجيات تتوافق مع اللغة الانجليزية بالأساس.
§ استخدام عناصر التشكيل ,وقد اقترح أن تؤجل حاليا ,وهناك اقتراح بديل بان يقصر استخدامها على واجهة التعامل مع المستخدم فقط دون أن تدخل في عملية التحويل إلي أرقام .
§ استخدام شرطة المد (الكاشيدا ) وقد اقترح إهمالها .
§ استخدام الفواصل بين الكلمات واقتراح استبدالها بشرطة .
§ فيما يخص تعدد أشكال الحروف ,كالهمزة في أول الجملة ووسطها والخلط بين الألف المقصورة والياء فقد اقترح تجنبها .
§ فيما يخص أسماء النطاقات مثل EDU-NET-ORG-GOV-COMاقترحت مقابلات عربية لأسماء النطاقات (شرك-حكم-نظم-شبك-علم )ورموز البلدان اقترح على سبيل المثال "يا"مقابل "ye" و"بح" مقابل "bh" البحرين وهكذا.
§ إن المشكلة الأساسية التي تواجه العربية أنها لا تقبل وضع الاختصارات كما في الانجليزية نظرا لغياب عناصر التشكيل مما يجعل الكتابة العربية مختزلة في أساسها لذا فاختصارها يمثل اختصارا مضاعفا .
تســـــــــــــــــــــــــــــــــــاؤل
وضع المحتوى المعرفي العربي إلي أين ؟
وفي ظل الوضع المعرفي العربي والابتكار التقني الهزيل الذي لا يسر صديقا ولا يغيض عدواً. ترى ما أهمية تعريب عناوين الانترنت إذا كنا مجرد مستهلكين للتكنولوجيا وتقنياتها نقضي معظم وقتنا في الدردشة وتتبع أخبار المنتديات وأيهما أولى تعريب المحتوى العلمي والمعرفي أم تعريب عناوين الانترنت في ظل انعدام محتوى معرفي عربي قادر على خدمة الفكر والتمنية ويعمل على تعزيز المحتوى العلمي مما يخلق ولو بصيص أمل في تغيير واقع مر لمستقبل يشوبه قتامه .















ليست هناك تعليقات: