الخميس، 8 أكتوبر 2009

التغيرات المناخية في متغيرة النمو السكاني والاستهلاك


التغيرات المناخية في متغيرة النمو السكاني والاستهلاك

عمر الحياني
Omer_alhyani@hotmail.com
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
نشر بصحيفة الثورة
يقف العالم اليوم أمام تحديات جمة من جراء ما نرتكبه يوميا من استنزاف مستمر وغير مسئول بحق الطبيعة ومواردها المحدودة .
فإذا كان العالم يستعد لعقد مؤتمر كوبنهاجن حول التغيرات المناخية ومحاولة الوصول إلي أساليب وطرق قد تساعد في الحد من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى للحد من الخطر الذي أصبح يهدد البشرية اليوم .
وإذا كان العلماء والباحثون يقفون في الحافة الأخرى يحذرون ويبحثون حول الأسباب الحقيقية للتغيرات المناخية ,ورغم تضارب الآراء والتأويلات والنظريات حول التغيرات المناخية إلا أن الجميع متفق أن المناخ حدث له تغيرات وان المستقبل لا يبعث على التفاؤل فاخر تلك الدراسات والتي نشرت في مجلة البيئة والتمدن البريطانية توصلت إلي أن النمو السكاني ليس عامل رئيسي في تغير المناخ فالنمو السكاني بحد ذاته ليس له تأثير كبير جدا وإنما النمو في الاستهلاك ومدى شراهته لدى السكان هو ما له اثر كبير في التغيرات المناخية .
فالدكتور ديفيد ساتيرثوايت من المعهد الدولي للبيئة والتنمية في تحليله للتغيرات السكانية التي حدثت في جميع بلدان العالم بين عامي 1980 و 2005 وجد أن إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومعدلات النمو السكاني كانت متباينة فكان النمو السكاني في أفريقيا 18,5 % من النمو السكاني العالمي وكان معدل إنبعاثات الغاز 2,4%من معدل إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون العالمي .
بينما في الولايات المتحدة نسبة النمو السكاني 3,4% من النمو السكاني العالمي و معدل إنبعاثات الغاز 12.6 ٪ من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون
و في الصين توصلت الدراسة أن نسبة النمو السكاني15.3 ٪ من النمو السكاني العالمي و معدل إنبعاثات الغاز 44.5 ٪ من إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون أي أن النمو السكاني قد انخفض ولكن زادت نسبة إنبعاثات الغاز وهذا ناتج عن ازدياد معدل الاستهلاك والناتج عن نمو دخل الفرد والنمو الهائل للاقتصاد الصيني.
وهذا يعني أن الدول ذات الدخل المنخفض كان معدل النمو السكاني فيها 52.1 ٪ من سكان العالم بينما نمو إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون 12.8 ٪ .
بينما في الدول ذات الدخل العالي كان معدل النمو السكاني 7٪ من سكان العالم بينما نمو إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون 29 ٪.
وهذا يصل بنا ألي نتيجة أن الإسراف والتدمير الناتج من الأغنياء يفوق أضعاف ما يقوم به السكان الفقراء وان كانت هناك حالات تدمير للبيئة قد تحدث في الدول الفقيرة بقصد وبدون قصد اشد ضررا .
فالطفل الذي يولد في دول غنية كالسويد مثلا استهلاكه خلال مراحله العمرية يفوق أضعاف ما يستهلكه طفل فقير ولد في إحدى قرى بنجلادش.
فكيف أصبحت الرأسمالية وكيف حولت البشرية إلي وحوش شرهة تسحق كل ما تجده صالح للاستخدام بوعي وبدون وعي ليصبح العالم ويمسي على وقع الكارثة المرتقبة من جراء التغيرات المناخية .
و لازالت شعوب العالم تنتظر من سياسيها في مؤتمر كوبنهاجن قرار ت بمستوى هذه التهديدات وخاصة من الدول المتقدمة التي يقع على عاتقها المسئولية الكبرى عما وصل التدهور المناخي من كوارث وتغيرات تنذر بالكارثة .

ليست هناك تعليقات: