الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

الغــــــــــــــــــــاز ينقذ الأشجار في البيئة اليمنية


(الغــــــــــــــــــــاز ينقذ الأشجار في البيئة اليمنية )
الغــــــــــــــــــــــــــــــــــاز
وقود منزلي نظيف و يحافظ على البيئة
عمر الحياني
عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
أصبحت قضية الحفاظ على البيئة ومكوناتها الطبيعية احد ابرز التحديات الرئيسية التي تواجه البشرية اليوم , وقد مثلت الطاقة احد أهم مصادر التلوث البيئي ,إلي جانب أنها اليوم مصدر قلق للبشرية نتيجة لاتجاه النفط نحو النضوب خلال العقود القليلة القادمة .
وفي ظل التغيرات المناخية التي بدأت تؤثر على كوكبنا اتجهت الأنظار نحو إيجاد بدائل للطاقة أكثر صداقة للبيئة وقد اعتبر الغاز من أنظف مصادر الطاقة ورغم أن بداية تسويقه بدأت عام 1912 م إلا انه لم يتم الالتفاف إلية بسبب غلبة رخص طاقة الفحم ومن بعده البترول ولكن مع صعود أسعار البترول خلال العام الماضي إلي مادون 150 دولار اتجهت الأنظار إلي الطاقة النظيفة ومن ضمنها الطاقة الحيوية والشمسية والهيدروجينية ويعتبر الغاز من أفضل بدائل الطاقة الحالية والمتاحة كبديل عن مشتقات النفط .
والغاز البترولي المسال هو جزء من مجموعة الهيدروكربونات الخفيفة والتي تسمى (الغازات السائلة ) وهو عبارة عن خليط من البروبان (C3 H8) والبيوتان (C4 H10) بنسبة متساوية مع كمية ضئيلة من مواد هيدروكربونية أخرى
وقد بدأ اكتشاف الغاز في اليمن مواكباً لاستكشاف النفط الخام عام 1984م بالقطاع (18) مأرب / الجوف ، بعد ذلك تم تحقيق العديد من الاكتشافات ليبلغ إجمالي احتياطيات اليمن من الغاز الطبيعي حول 18.2 تريليون قدم مُكعب حتى نهاية العام 2007م .
ويبلغ إجمالي الاستهلاك في بلادنا حوالي 736.600طن متر نسبة الاستهلاك المنزلي حوالي 80-90% والنسبة المتبقية مخصصة للاستهلاك الإنتاجي واستهلاك السيارات وحسب الإحصائيات بلغ عدد السيارات العاملة بالغاز حوالي ( 40,000 سيارة ) .
الغاز يحافظ على الأشجار
وقد مثل استخدام الغاز الطبيعي في اليمن كوقود منزلي إنقاذ لما تبقى من غطاء نباتي وأشجار حراجيه حيث تعتبر الفترة الممتدة من عام 90الي عام 2008م بداية عودة تكاثر ونمو الشجيرات والنباتات وتكوين الغابات و التجمعات الحراجية ,لتبدو تلك المناطق أجمل مع عودة البيئة الشجرية إلي سابق عدها بعد أن عبثنا بها بطريقة عشوائية اقرب ما تكون إلي التدمير الكامل مما تسبب في انجراف التربة من المرتفعات والسهول وتعريتها وتصحرها والذي بدوره أدى إلي انعدام المراعي وهجرة كثير من الطيور من تلك المناطق.
وقد شاهدت مناطق في محافظة اب عادت لها الأشجار وبدأت تتكون تجمعات من الأشجار والنباتات المختلفة وغابات حراجية صغيرة وقد مثلت أشجار الطلح والصبار و النباتات الشوكيه ونباتات أخرى الغالبية في عودة الحياة إليها من جديد.
وهذا راجع إلي استخدام الغاز كوقود منزلي في إعداد الطعام , فوراء كل دبة غاز تستهلك في الطبخ شجرة من النوع المتوسط تحفظ من القطع والتدمير.
وقد مثل ارتفاع سعر الغاز وعدم توفره باستمرار في الأرياف وصعوبة الحصول علية إلا بأسعار مرتفعة تصل في بعض المناطق إلي 1500ريال انتكاسة حقيقة أدى إلي عودة الناس للاحتطاب وقلع الأشجار .
ولو نظرنا نظره سريعة لحجم الاستهلاك ولبيئة اليمن الفقير من الغابات فان الحفاظ على الثروة الغازية والاحتفاظ بكميات كبيرة كاحتياطي للأجيال يمثل ضرورة وطنية و أمنية وقومية يجب الانتباه لها كما يجب علينا عدم العبث بإحراق الغاز المصاحب للنفط في الأجواء باعتباره مورد هام يجب إعادة حقنة أو تكريره للاستخدامات المختلفة .
ولا يقتصر أهمية الغاز في الحد من تدمير الغطاء النباتي والحراجي بل انه مثل عملية أنقاذ للمرأة اليمنية الريفية من مهنة جلب الحطب الشاقة من المرتفعات الجبلية البعيدة والسهول المترامية الإطراف على اعتبار أن مهنة جلب الحطب مهنة نسائية بالدرجة الأولى في كثير من المناطق اليمنية .
وإذا عرجنا على الغاز كوقود عالمي ذي استخدامات متعددة فأنة يعتبر أنظف طاقة متوفرة إلي الآن . فهو يحترق بشكل أكمل من البنزين، ولا يخلف الغبار. رغم أن بعض المركبات الوسيطة تنجم عنه، كما هو حال الهيدرو كاربون الغير محترق، ونيترات الأكسيد، ومونواكسيد الكربون. لكل هذا لا يساهم الغاز الطبيعي كثيرا في سموغ المدن.
ان توفر الغاز بسعر معقول ومستمر في الأرياف والمناطق البعيد يعتبر هدفا بيئيا بامتياز لأنه عمل على الحفاظ على الأشجار والنباتات المختلفة والمتوفرة في البيئة اليمنية من مخاطر التدمير النهائي.

ليست هناك تعليقات: